أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محجوب النصيبي - من المصالحة السياسية الى المصالحة الشاملة : -كل شيء تحت سيطرة الفساد-














المزيد.....

من المصالحة السياسية الى المصالحة الشاملة : -كل شيء تحت سيطرة الفساد-


محجوب النصيبي

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 13:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بقلم محجوب النصيبي سيدي بوزيد
لئن كانت التوترات الحادة المؤدية الى العنف والإجرام نتيجة طبيعية للجمع بين المتنافرات من العناصر الثقافية والحضارية والفكرية، فإن تشكيل بنية المجتمع دون انسجام وتناسق يزيد من حدة التوتر ويزيد من التناقضات التي تفقد المجتمع روابطه وتكون المحصلة النهائية لذلك الارهاب بكل أصنافه. ورغم أن 17 ديسمبر تأسست في جوهرها على المطالبة بمحاسبة عصابة السراق، ورغم أن الحراك الثوري استعاض عن العنف الثوري وتصفية رموز الفساد في دولة الاستبداد بمطلب المحاسبة لغاية فهم حقيقة ما جرى خلال عقود، فإن المجتمع السياسي في جزء منه سعى ويسعى إلى المصالحة، وآخر هذه المساعي ما كان في المؤتمر الهوليودي لحركة النهضة من دعوة صريحة للمصالحة الشاملة. فهل يمكن فعلا محاربة الفساد في تونس ؟؟؟ وفق إرادة التوانسة المخضبة بدماء أبنائهم وبسنوات من القحط والجدب والمعاناة الممزوجة بتوق إلى الأفضل حال توفر الإجابات الشافية عن غابة الأسئلة التي حكمتهم لسنوات طويلة؟؟
لا يمكن محاربة الفساد في تونس مادامت السلطة بيد من كان جزءا من منظومة فاسدة... والذين يحكمون تونس اليوم إن لم يكونوا في سدة القرار فهم من البطانة أو من الموالين أو من المقربين أو من "حمـَلة المباخر المستفيدين من بنى سلطة الاستبداد وأدواتها التي أسست لثقافة الفساد ولتقديس السلطة التي تحميه...
الذين يحكمون تونس اليوم كانوا في أسوء الحالات عونا للفساد ووفروا له بيئة حاضنة نشأ فيها وترعرع...
الذين يحكمون اليوم يعلمون ويعرفون شبكة الاخطبوط التي تكونت لحماية فئة طفيلية فاسدة قليلة استحوذت على معظم الثروة من أراضٍ وعقارات وأموال وثروات ويدركون أن هؤلاء لهم من الجاه والنفوذ ما جعلهم يسيطرون على وسائل الإعلام ويوظفون بعض المثقفين ويستأجرون بعض أصحاب الأقلام لتصوير الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في أفضل حال.
الذين يحكمون تونس اليوم يؤممون السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وربما القضائية لخدمة أقلية نافذة ولحماية مصالحها ولتعويضها عن "خسائرها" ويدفعون بالسلطة الرابعة لافتعال معركة النمط الاجتماعي والمحافظة على "الدولة المدنية" وكأن الدولة كانت زمن الاستبداد مدنية ؟؟؟ وكأن النمط الاجتماعي "ثابت لا يتغير ولا يتأثر"؛ و كأن الإجابة الوحيدة لمشكلات المجتمع مرتبطة باستعادة أمجاد الماضي القريب و البعيد؟؟ وكأن شرط ديمومة تونس وشعبها هو "النكوص والارتكاس" إلى حقبة الاستبداد؟؟
كل ما يحدث هو أن الفساد يتنكر في ثوب الثورة ليقوم بمحاولة شد التوانسة إلى الوراء، وهو في ذك ذلك يستهدف المحافظة على نفس البيئة التي يمكنه له العيش فيها والتواصل من خلالها. كل ما يحدث هو دفع لمجتمعنا ليعيش حالة من الفشل عبر تحطيم أي إمكانية للتوافق مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية. كل ما يحدث هو تسريع لعملية الانتقال الديمقراطي وفق مقاييس وأدوات صاغها الفساد واعتمد فيها تشويه الواقع على المستوى الحسي وشلّ القدرة على التفكير على المستوى الإدراكي ليتسنى له أن يتفرّد بعملية صنع القرار على مستوى الحسم حيث يحاصـَر المجتمع داخل بيئة فاقدة لشروط التغيير، وحيث يـُستعاض عن كل تحرك شوقا للانعتاق والانطلاق بديمقراطية شكلية لا تلامس مشكلاته الاجتماعية ولا تبحث لها عن إجابات؛ بل كل ما تفعله أنها "تـُبلسم" الهوة التي كشفتها 17 ديسمبر وترسم جسرا باتجاه واحد يستعمله "المستكرشون" ليعبروا إلى الفـُتات الذي يقتات عليه عامة التوانسة، يأخذون منه ما يزيد في ثرائهم وما يعمق بؤس العامة.
هذا الفساد لا يحتاج إلى دليل؛ هذا الفساد يؤمن تواصله بسلطة بدأت بأوّل "رئيس مؤقت" وانتهت الى آخر "رئيس مـُنتخب"... والسلطة التي تعرضت للنهب باسم حماية الثورة منذ 14 جانفي 2011، وباسم الدستور يوم 23 أكتوبر 2011، وباسم التوافقات حتى اليوم، ستظل تنهب باسم "الوضع الاقتصادي للبلاد والظروف الأمنية والإرهاب وغيرها من الحجج.. ولن يعدموا ذلك...
كل تلك الحجج وغيرها مصدرها الرئيسي الفساد... وبها نهبت السلطة. ولن يكفوا عن نهب السلطة وسيجدون ألف ذريعة وألف حجة لذلك...
إن من ينهب السلطة لن يوفّر الموارد الأخرى للتوانسة مهما كانت أهميتها... لذلك كانت ولازالت دعوة المصالحة الشاملة لاستكمال مبدأ "كل شيء تحت السيطرة".



#محجوب_النصيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخصخصة الصندوق الاسود المحرم في تونس بقلم محجوب النصيبي سيد ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محجوب النصيبي - من المصالحة السياسية الى المصالحة الشاملة : -كل شيء تحت سيطرة الفساد-