أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر الخالدي - من لا يسمع نفسه هل يستطيع ان يسمع شعبه














المزيد.....

من لا يسمع نفسه هل يستطيع ان يسمع شعبه


جعفر الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب تصور ان هناك انسانا لا يسمع ما يقوله علنا جهارا وهو بكامل قواه العقلية , بل ويصرح به امام الاعلام والقنوات الفضائية , هذا صعب تصوره الا عند المسؤولين في الدولة العراقية, فهم اما انهم حقا لايسمعو انفسهم لانهم ليسوا من صنف البشر او انهم يستغبون الشعب بعد ان ضحكوا عليه واستهزؤا به واستهتروا بمقدراته لانهم لم يرو من يقف امامهم ليردعهم او يحاسبهم فاصبحو مصداقا للقول "من امن العقاب اساء الادب". فقد صرح احد كبارهم امام احدى القنوات الفضائية قائلا " ان جميع من اشترك بالعملية السياسية قد فشلوا فشلا ذريعا في توفير اي شىء للمواطن بعد اكثر من عقد من الزمن وعلى جميع من اشترك في العملية السياسية ان يبتعد جانبا وان لايشترك باي شكل من الاشكال وان لا يكون له مكان في العملية السياسية مسقبلا ". وحين ساله مقدم البرنامج "هل انت منهم", رد فلتة التاريخ بكل شجاعة "نعم انا منهم حتى لا يحسب الاخرين بان استثني نفسي منهم بل نعم انا منهم" ومسؤول اخر يعترف "بان جميع من اشترك في العملية السياسية طيلة 13 عام لم يكونوا موفقين في توفير ما كان ينتظره الشعب ولم يكونوا بحجم المسؤولية" ولكن يستطرد العبقري قائلا " يجب ان لا نتوقف عند هذا الفشل ويجب علينا ان نسال ماذا يجب ان نعمل" ويستمر بتنظيره المعهود ويقول يجب ان نقوم بكذا وكذا وكذا وكأن مسيرة ال13 سنة من الفشل والفساد والافساد غير كافية لمعرفة قدراته وقدرات شلته الخارقة , وكذا يعترف فاشل آخر ويطلب ان يعاد النظر بالعملية السياسية وهكذا يستمر مسلسل الاعترافات بالفشل الواحد تلو الاخر, والملفت انهم ينتمون الى مختلف الكتل وليسو من طائفة واحدة, ولكن بالوقت الذي يعترفون بالفشل تراهم يصولون ويجولون في مكاتبهم وقصورهم ويصرحون ويستقبلون ويامرون وينهون ويعقدون الاجتماعات ويعتبرون انفسهم هم المصلحون والمنقذون وهم وحدهم بيدهم الحل لجميع الازمات وعلى الشعب ان لا يفوت الفرصة في الاستعانة بهؤلاء العظماء الذين هبطو من السماء لانقاذ البلاد.
حقا عجيب أمر هؤلاء الفاشلون , يعترفون بانهم فشلوا على مدى 13عام ولكنهم يريدون ان يستمرو بالحكم وكأن العراق اصبح عقيما ممن يستطيع ان ينقذ البلاد من مستنقع الفشل والفساد الذي سببه هؤلاء العمالقة الجدد ,أو كأن كرسي الحكم سجل باسمهم ويجب ان يقف عندهم , هذا والحال انهم قد فشلوا فلو كانوا قد نجحوا فماذا ستعملون . الا يكفيكم ايها الفاشلون ماسببتم من ضياع العراق ثروة وارضا وشعبا ومستقبلا. الا تستحوا من انفسكم . هذا الشعب الذي صبر سنينا وانتظر طويلا لكي يرى التغيير الحقيقي. عانى الامرين على يد الطاغية صدام من حروب وتشريد وقتل واهدار لخيرات العراق ليرى فجر التغيير وكان يمني النفس كما يقول الشاعر" امني النفس بالامال ارقبها ...ما اضيق العيش لولا فسحت الامل" ولكنه استيقظ فجأة ليرى وحوشا كاسرة نهبت ودمرت وافسدت بلاده وثرواته واستاثرت بكل شئ على حساب الشعب ,همها اشباع رغباتها الشخصية ورغبات المنتفعين ضمن حلقاتها الخاصة باسم الديمقراطية المزيفة والانتخابات المزورة وتحت اشراف هيئات مسيسة وفاسدة حد النخاع وقضاء صامت ومشبوه ومسيس. لقد سرقوا الامل الذي كان لدى الشعب وشوهو الاحلام الجميلة التي كان يحلم بها الشعب طيلة عقود .
لقد استطاع هؤلاء الفاشلون ان يخطفوا البلاد والعباد بغفلة من الزمن مستفيدين من نشوة التغيير التي عاشها الشعب بعد اسقاط الطاغية ومستغلين عواطف الشعب باسم الدين والمذهب والقوميه والطائفة. لقد كان الشعب ينتظر من ينصره ويزيح عنه الم الشقاء والحرمان والتعسف فاستنجد بهؤلاء ضنا منه انهم ناصروه ومخلصوه , ولكن رآهم هم من ينهبوه ويقتلوه اشد قساوة ممن سبقهم حتى اصبح هؤلاء الفاشلين الجدد رحمة على ذلك الطاغية بفعل هول ما اقترفوه من شنيع الافعال. لقد استجاب الشعب لكم حين استصرختموه لنصرتكم ومكنكم من الحكم وها انتم تذبحوه من الوريد الى الوريد, فاصبح لسان الشعب يردد ما قاله سيد الاحرار الامام الحسين ع " تبا لكم ايتها الجماعة وترحا احين استصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ....." سبحان الله التاريخ يعيد نفسه فهل لك ايها الشعب ان تصحو من نومتك وترفض وتزيل كل من عاث في الارض فسادا ودمر البلاد والعباد لان الوطن باق وجميعهم الى زوال.



#جعفر_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر الخالدي - من لا يسمع نفسه هل يستطيع ان يسمع شعبه