أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ماجدة منصور - أنا...و الدواعش















المزيد.....

أنا...و الدواعش


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 13:20
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أنا و الدواعش
أنالست بكاتبة جيدة و لكني أعتبر نفسي قارئة ممتازة..فلقد كبرت و الكتاب في يدي و ما زال الكتاب هو من يشاركني السرير في غرفة نومي فأنا أنام محتضنة كتابي0
قرأت جيدا في التاريخ و الجغرافية و الآداب و الفنون و السياسة و العلم و الطب و الأديان..قرأت كل كتاب وقع بين يدي..حتى لو كان كتابا سيئا0
عليً أن أعترف أن أكثر القراءات التي أعشقها هي تلك القراءات التي تتحدث عن الثورات.
سحرتني الثورة الفرنسية التي قامت لإقتلاع الطغيان السياسي و الديني بكل أشكاله حيث هزت تلك الثورة المباركة عروش الملوك و أباطرة الدين.
شدتني كثيرا أيضا الثورة الروسية و التي قامت بها الجماهير الكادحة..الى ربها كدحا.
إن الثورات التي تقوم لإقتلاع جذور الطغيان ،بكافة أشكاله، هي ثورات مباركة..من كل هؤلاء الأحرار..الأنقياء..اللذين لا تحدهم الجغرافيا..فالأحرار يتفاعلون بكافة أشكال الفكر
الذي يرمي الى تحرير الإنسان من الذل و القهر و الإقصاء و الإستعباد فلقد تعلمنا جيدا كيف نقول: كيف تستعبدون الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
شاء القدر أن نولد في مدن الظلام..حيث العتمة تحيطنا من كل جانب..وطالت العتمة ملابس النساء..فإتشحت نساء سوريا الجميلات..بالسواد..عدا من رحم ربي منهن.
حينما قامت الثورات العربية..تفاءلنا قليلا و بحذر شديد..وجلسنا نراقب..هذه الثورات!!! و نرى ما سيتمخض عنها..فنحن العرب،،حين نتمخض..نلد فئرانا و بائعي لبن على
أفضل تقدير.
هاهي تونس و قد إمتلأت ساحاتها هتافات،،كنا نعشقها،،إرحل..إرحل...فرحل __زين الفارين__ و أكتفى بليلاه..ليلى..و جلس كي يعد و يحصي ملياراته المنهوبة من عرق
الشعب التونسي ..الطيب و المسالم..فهذا الشعب..قلبه أخضر..كلون بلاده الجميلة.
ثم أخذت شرارة الثورات تتوالى..فتجمدنا أمام أجهزتنا الإلكترونية نرقب سير هذه الثورات.
هاهي مصر..البهية..قد قامت و نزل هذا الشعب المصري..إبن الحضارة العريقة..و التي تضرب عمق جذورها في التاريخ و الفكر الإنساني.
ثم أخيرا..ابتدأت رياح الثورات تهب على سوريا..فاشتعلت درعا...بالنار...فعرفنا أن رياح الجنوب ستضرب سوريا من جهاتها الأربع...فأصابني الرعب.
لما أصابني الرعب..حين هبت الثورة في سوريا؟؟
يقول قائل..إن أهل مكة أدرى بشعابها..و أنا أقول أني أدرى ..بالشعب السوري من أي أحد..لأنني من هذا الشعب..فقد ولدت في حاراته العتيقة و لي عائلة كبيرة ..تمتد على تضاريس
سوريا..تبتدأ من حلب..و تنتشر الى إدلب..ثم تتجه الى الجزيرة السورية..و تحديدا دير الزور..ولنا أقرباء في مراكز صنع القرار و أصدقاء كثر..وهناك أناس في عائلتي تولوا وزارات
ومنهم أيضا الحرامي..و اللص...و أئمة مساجد!!! و ضباط ذو رتب كبيرة...لدينا أيضا مجنون العائلة--و شاعرها..و مفكرها..ومن عائلتي المباركة ههه هناك من هو مع النظام..و هناك
من هو ضد النظام..هناك البعثي و هناك الإخونجي...هناك الداعشي و هناك من هو مع جبهة النصرة...هناك أيضا الشيوعي و الناصري..منهم التقدمي الإشتراكي..ومنهم السلفي الرجعي
هناك المحترم و هناك البلطجي..ثم أخيرا و ليس آخرا..هناك الشبيح!!!!!!!!!!
عائلتي خليط عجيب...لم أرى مثله أبدا..ولا أعتقد أنني ساصادف عائلة..تشيهها.
حين حكم البعثيون سوريا..إبتدأت عادات غريبة تظهر في مدارس سوريا...عادة شاذة و عجيبة..وهي عادة كتابة تقارير من بعض الطلاب..المختارون بعناية...ضد زملائهم في المدرسة
لن أنسى اليوم الذي أمرني فيه والدي و بصرامة أن أبتعد عن جميع التلميذات البعثيات و أنه عليَ أن أخرس و أصمت و لا أتكلم عن النظام ..لا من قريب ولا من بعيد.
في حقيقة الأمر..كنا قرابة أربعون تلميذ..وكان بيننا إثنتان فقط من أصحاب الخط الجميل..أدعوهم دائما أصحاب الخط الجميل!!!!

و شيئا فشيئا..أخذت تغزو -عادة كتابة التقارير-المجتمع السوري الغارق في تخلفه و جهله و فقره و إنغلاقه..وإبتدأنا نحس بطعم الظلم و القهر الذي يمارسه علينا مدرسينا-البعثيين-
حيث كانت مدرسة مادة التدريب العسكري،،تأمرني بالزحف على بطني،،في ساحة المدرسة..عند كل تحية علم!!!!! أي و الله.
وشيئا فشيئا..أخذ الطلبة يتبارون بكتابة التقاريربزملائهم القردة..و رويدا رويدا..أخذت قرديتنا الفريدة..بالتكاثر و الإنتشار..الى أن بلغ بنا الحد أننا وجدنا القرود و هي تتنطط من حولنا
من كل جانب...و الله على ما أقول شهيد.
أخذ فكر البعث،،العجيب الغريب،،ينتشر..إنتشار النار في مضارب القرباط و النَور..وترافق إنتشار هذا الفكر مع عادة كتابة التقارير فتحول ---وبقدرة قادر مقتدر..ثلاثا أرباع الشعب
السوري الى (كتبجية)..و أخذ الكل يُحسَن خطه...قدر المستطاع!!! فكلما كان خطك أفضل..يكون حظك أفضل.
وصل الحال بأحدهم...أنه كتب تقريرا بأمه..وشو بدنا أكتر إخلاص...من هيك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هكذا قالت مدرسة التدريب العسكري...البعثية الصنديدة...عن هذا الطالب المخلص و الذي كان يجعر عند كل مناسبة و يهتف..بالدم بالروح نفديك يا حافظ.
حين كتب هذا الشقي تقريرا بوالدته...نال 40 درجة أو علامة إضافية عندما
إنتهى من دراسته في الثانوية العامة..وما زال صوت أستاذة مادة التدريب العسكري..يرن في أذني..حين
قالت عن هذا الطالب الشقي...أنه وطني مخلص!!! الوطني المخلص...لازم يكتب تقارير حتى لو كانت ستؤذي والدته و إلاً ..ما معنى الوطنية و الإخلاص في هذا الفكر البعثي!!والذي
لا شبيه له على وجه تلك المخروبة.
القرود الكتبجية..كبروا..وإستلموا المراكز الكبيرة...و لكنهم أرادوا أن يتطوروا مع العصر...فتطوروا..و أصبحوا ضباع..نعم أصبحوا ضباع..ولكنهم لم يتخلوا عن هوايتهم القردية القديمة
و أقصد..عادة النطنطة...فالقرد يحب النطنطة...و أخذت تنمو لدي هواية غريبة و هي هواية مراقبة القرود و هي تتنطنط.
في الحلقة القادمة سأتحدث عن الضباع..لأن سورية قد تحولت الى سيرك للحيوانات الأكثر دموية و وحشية على مر العصور.
ولتكن هذه شهادتي على العصر...من وجهة نظري أنا على الأقل.
هنا أقف ومن هناك أمشي و للحديث بقية













#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها فكرة ومنظومة ضارة-رد الى السامي اللبيب
- مصر..الأرض المقدسة
- البروفيسير أفنان و جنات عدن
- مصنع السعادة (الحلقة .13)
- أستاذي أفنان القاسم..أنا أحبك كثيرا
- مصنع السعادة (الحلقة 12)
- .مصنع السعادة ( الحلقة 11)
- مصنع السعادة (الحلقة العاشرة)
- مصنع السعادة (الحلقة التاسعة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثامنة)
- مصنع السعادة ( الحلقة السابعة)
- مصنع السعادة (الحلقة السادسة)
- مصنع السعادة (الحلقة الخامسة)
- مصنع السعادة (الحلقة الرابعة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثالثة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثانية)
- مصنع السعادة (الحلقة الأولى)
- لا تنصحوا فاطمة ناعوت
- الأستاذ المحامي كميل فنيانوس
- كيف نقضي على الإرهاب؟ 2


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ماجدة منصور - أنا...و الدواعش