أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا كرّستْ الأحاديث لعبودية ؟















المزيد.....

لماذا كرّستْ الأحاديث لعبودية ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 22:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا كرّستْ الأحاديث للعبودية ؟
طلعت رضوان
هل الإسلام ألغى العبودية ؟
وهل صحيح ما كتبه العقاد ؟
توجد كتيبة من المُـتعلمين (المصريين) المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة ، مهمتها الدفاع عن التراث العربى/ الإسلامى ويقولون أنّ الإسلام ألغى العبودية ، وبينما القرآن تعرّض لمسائل بديهية لا تحتاج لتعليمات (سماوية) مثل ماذا يفعل الإنسان عندما يكون على سفر وجاءه الغائط أو لمس النساء ولم يجد الماء (سورة النساء/43) ومع ذلك لم ترد فيه آية واحدة تــُـحرّم العبودية ، وآيات عديدة شرّعتْ لمنظومة (ما ملكت أيمانكم) مثل حق (الرجل المتزوج) فى الجمع بين زوجاته وبين أى عدد من النساء بدون عقد زواج (سورة النساء/3) ورغم ذلك فإنّ مُــتعلمًا كبيرًا مثل العقاد (مثله مثل د. جمال حمدان ومحمد حسنين هيكل) استخدم أسلوب اللعب بالألفاظ لينفى عن الإسلام أنه شرّع للعبودية ، فكتب ((شرّع الإسلام العتق ولم يُـشرّع الرق)) (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه – المؤتمر الإسلامى عام 1957- ص215)
أما البخارى فكان أمينــًا عندما نقل ماسمعه من الرواة ، مع التأكيد على أننى لا أهتم بمسألة (اسم قائل الحديث) سواء كان النبى أو أى شخص آخر، لأنّ العبرة – من وجهة نظرى – أنّ قائل الحديث شخص (عربى) وكلامه تعبير عن المجتمع العربى ، من ذلك حديث ((ثلاثة لهم أجران : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مـواليه ، ورجل كانت عنده أمة (= عبدة) يطؤها فأدّبها فأحسن تأديبها..إلخ)) (حديث97) وهذا الحديث يؤكد أنّ العقاد كان يكتب (مؤلفاته الإسلامية) وقد سجن عقله فى (زنزانة ذلك التراث العربى/ الإسلامى) والمُـتعلمين (المصريين) لم يتوقفوا عند جملة (رجل كانت عنده أمة يطؤها)
وقال ابن عمر: كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء فى المسجد ، فقيل لها : لمَ تخرجين وتعلمين أنّ عمر يكره ذلك ويغار؟ فقالت وما يمنعه أنْ ينهانى ؟ قال : يمنعه قول رسول الله ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)) (حديث900)) والأمة فى قواميس اللغة العربية ((ضد الحرة)) (مختار الصحاح– المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص38)
وقال أبوهريرة أنّ النبى قال ((ليس على المسلم صدقة فى عبده ولا فرسه)) (1464) وهذا الحديث لم يـُــكرّس للعبودية فقط وإنما ساوى بين الإنسان والفرس.
وفى واقعة شرحها البخارى فى نصف صفحة ، مُـلخــّــصها أنّ حمزة بن عبد المطلب شرب خمرة فعاتبته فاطمة (بنت النبى) وتدخل رجلان من الأنصار، وأيـّـدا كلام فاطمة ، فثار حمزة وأخرج سيفه و(جبّ) الرجليْن (أى أجرى عملية خصى للرجليْن – والجــَـب فى اللغة العربية يشمل الخصيتيْن وعضو الذكورة) كما بقر ((خواصر الرجليْن وأخذ أكبادهما)) فقال على بن أبى طالب ((فنظرتُ إلى منظر أفظعنى ، فأتيتُ نبى الله وعنده زيد بن حارثة فأخبرته الخبر، فدخل على حمزة.. فتغيظ عليه (أى على زيد) فرفع حمزة بصره وقال : هل أنتم إلاّ عبيد لآبائى)) (رقم2375)

وقال عبد الله بن عمر أنّ رسول الله قال ((من أعتق شـِـركــًا له فى عبد ، فكان له مال يبلغ ثمن العبد قـوّم العبد قيمة عدل ، فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه ، وإلاّ فقد عـُـتق منه ما عتق)) (الأحديث أرقام2522، 2523، 2524، 2526، 2527)
وهذه الأحاديث تؤكد مايلى 1- أنّ الإنسان (العبد) كان فى ذلك المجتمع العربى مملوكــًـا (فى بعض الأحيان) لأكثر من (مالك) وهذا هو معنى ((من أعتق شـِـركــًـا له فى عبد)) 2- التأكيد على (التقويم) مثل أى سلعة 3- أنّ الإنسان (العبد/ السلعة) توزّع على شركاء عديدين ، وهذا معنى النص الذى جاء فى الحديث ((فأعطى شركاءه حصصهم))
وقال ابن عمر أنّ رسول الله قال ((العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه ، كان له أجره مرتيْن)) (2546) فهذا الحديث – أيضًا – فيه تكريس لمنظومة العبودية ، فلو أنّ الإسلام لم يـُـشرّع للعبودية كما قال العقاد ، فلماذا استمرّتْ تلك المنظومة طوال عهد النبى وعهود الخلفاء المُسلمين ، الذين (اقتنوا العبيد) لأنفسهم ، سواء الخلفاء (الراشدين) أو غير الراشدين ، وكان الأجدر- بدلا من النص على (الأجر مرتيْن) للعبد إذا نصح سيده ، النص على إلغاء العبودية كما نصـّـتْ التشريعات التى وضعها البشر، ومع ملاحظة أنّ الحديث الأخير تكرّر فى الأحاديث أرقام 2547، 2548، 2549، 2550، 2551.
ووصل الأمر لدرجة بيع (الزانية) بعد جلدها : 2555، 2556.
وحتى المرأة (الثرية) فى ذلك المجتمع العربى/ الإسلامى كان لها حق شراء الإنسان (العبد) (الأحاديث أرقام 2560، 2561، 2563، 2564، 2565، 2578) وهذه الأحاديث جاءتْ فى مُـناسبات لتشجيع (العتق) ولكن قبل العتق كان (شراء العبد) وهذا معناه أنّ (العتق) لم يلغ منظومة العبودية.
وفى حديث لم يقله النبى ، وإنما ذكره البخارى تحت باب (شهادة القاذف والسارق) نقلا عن (الثورى) الذى قال : إذا جــُـلد العبدُ ثم أعتق ، جازتْ شهادته. وقال البعض لا تجوز شهادة القاذف وإنْ تاب ، ولا يجوز نكاح (أى زواج) بغير شاهديْن ، فإنْ تزوّج بشهادة (عبديْن) محدوديْن جاز (ذلك) وإنْ تزوّج بشهادة (عبديْن) لم يجز، وأجاز شهادة المحدود والعبد والأمة لرؤية هلال رمضان)) وهذا الحديث – أيضًا – أحد الأحاديث العديدة رديئة الصياغة ، الأمر الذى يتطلب إعادة القراءة أكثر من مرة للفهم ، المهم أنّ (سفيان الثورى- 716- 778) الذى اعتبره الإمام الذهبى (شيخ الإسلام) وأحد (أئمة الإسلام) تكلــّـم كلامًا غامضـًا عن (عبديْن محدوديْن) ولم يشرح لا هو ولا البخارى - الذى نقل كلامه – معنى كلمة (محدوديْن) فهل يقصد محدودىْ العقل ؟ ولكن هذا الاحتمال نفاه قوله أنّ شهادتهما جائزة ، ثم تصاعد الارتباك فى (الفهم) عندما قال أنه لا تجوز شهادة (عبديْن) المهم أنّ كلام شيخ الإسلام (سفيان الثورى) هو استمرار لتكريس (منظومة العبودية) التى تنشغل بما يجوز أو لا يجوز من حقوق للإنسان (العبد) مثل حقه فى أنْ يشهد على عقود الزواج ، بل إنّ الأمر وصل لدرجة رؤية هلال شهر رمضان.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد حسنين على: مثقف من طراز نادر
- فكرة (رب الكون) وعلاقتها بالبشر
- العرب وعلم الآثار
- لماذا هاجم السلمون ترامب ؟
- علماء أوروبا وكشفهم للترتث العربى
- لماذا الدولة المصرية (موش دولة) ؟
- هل الشخصية الاعتبارية لها ديانة ؟
- اليسار العربى والمصرى والموقف من الاستشراق
- غسان كنفانى : هموم فلسطينية إبداعيًا
- هل يتأثر العقل بالتراث ؟
- نقابة الصحفيين والشخصية المصرية
- هوّ الأزهر مؤسسة للدين ولاّ للسياسة ؟
- لو الرئيس عزل وزير الداخليه.. ح يحصل إيه ؟
- تناقض العلاقة بين الرب العبرى وشعبه المختار
- لماذا الأزهر ضد الوحدة الوطنية ؟
- ما مغزى تحالف (الوسطى) مع المتطرف ؟
- هل للترتث العربى جدوى من استمراره ؟
- الماركيز دى ساد بين المسرح والواقع
- مغزى أنْ يستعين النظام بترزية القوانين
- لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا كرّستْ الأحاديث لعبودية ؟