أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا حمد جاسم - ماذا يحصل في فرنسا















المزيد.....

ماذا يحصل في فرنسا


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرنسا تغلي و تغلي معها اوروبا و ربما العالم اجمع... فرنسا تقود نقابات اوروبا...فرنسا يسارها يقود يسار اوروبا و يمينها يقود يمين اوروبا...فرنسا تحت المجهر هذه الايام الكل ينظر و ينتظر.
فرنسا جرى فيها ما جرى للمرة الاولى في اوروبا قبل اسابيع...قام المحتجون بتطويق دار سكن وزير الزراعة ( ...لو فول) و هو الناطق الرسمي باسم الحكومة الاشتراكية...و كاد ان يحصل ما لا تُحمد نتائجه في نهاية ذلك الاسبوع...فرنسا نزل المحتجون ليحتلوا ساحة الجمهورية الرمز( الساهرون ...اليقظون...الواقفون)...و قال قائد سياسي انها ميدان التحرير...فرنسا اعتصم فيها الساهرون في ساحة الجمهورية ...فارتعبت اوروبا و العالم و انطلق اليمين الفرنسي يندد فمنهم من قال انهم فاشيست و الاخر قال انهم نار محرقة تريد تقويض السلطه و الميتين دماغياً (المتيبس دماغهم و تفكيرهم) و منهم من قال بأنهم مصدر عنف و انحلال انهم مخربون و منهم من طالب بالتصدي لهم بقوة بحجة ان حق الاضراب مكفول لكن لا حق لمن يكسر و يخرب و يمنع و يتحدى و يتصدى...كل هذه الدعوات و التوصيفات كانت في ظروف حالة الطوارئ التي تعيشها فرنسا...أي ان الرد بعنف على الاضرابات و الاحتجاجات في مثل هذه الظروف وارد جداً و البعض يريده واجب... لكن السلطات فوتت الفرصة على دعاة الحرب من اليمين حيث كانت عباراتهم التي وصفوا بها المحتجين كافية للقول انهم يطالبون الحكومة بالضرب بقوة و قسوة و فتح الساحات و الطرقات و مصافي النفط و هم يعرفون ان حصل مثل هذا ستشتعل النار في كل الهشيم الفرنسي ...لكن الحكومة فوتت الفرصة كما قلنا على اليمين الذي يمكن لأي متابع ان يعتبر دعواهم و خطاباتهم تحريض على العنف او غير مرغوب فيها و غير حكيمة و حتى غير وطنية مهما كانت تصرفات الطرف الاخر...و يمكن بكل سهولة تفسير تلك العبارات بأنها "مؤامرة" لإشعال البلد و هم (اصحاب تلك العبارات) يعرفون جيداً حساسية الوضع و حالة القلق التي يعيشها المجتمع الفرنسي و حالة الترقب الذي فيه كل المجتمعات الاوربية فربما لو اشتعل الوضع و هو كاد ان يشتعل لأنتقل اللهيب و ليس الشرارة الى كل اوروبا ليكتسح هشيمها. كما كان في الثورات الفرنسية ..
يوم 17/05/2016 قام المتظاهرون بغلق احد مقرات الحزب الاشتراكي الحاكم ببناء جدار من الطابوق (البلوك) على ذلك المدخل و لصقوا منشور كبير يقول (32 ساعة عمل / اسبوع) أي يريدوا تخفيض عدد ساعات العمل من 35 الى 32 ساعة/اسبوع. ايضاً هناك دعوات من بعض اطراف من الحكومة للتشدد مع المتظاهرين مع اتهامات مبطنه لليمين المتطرف من انه من يحرض على التخريب و التكسير... و قال بعض المسؤولين هناك حق التظاهر لكن ليس هناك حق التكسير...و هذا خطير فمن له القدرة على التمييز بين المتظاهر و متعمد التكسير او بين الذي يقوم بالتكسير انفعالاً و بين الذي يقوم بالتكسير اندساساً.
ماذا هناك؟
هناك تحرك خطير من الرأسمال لكسر شوكة نقابات العمال القوية في فرنسا كخطوة اولى لسحقها نهائياً...و كذلك سحق قانون العمل المتميز المعمول به و المضمون قانونياً و اجتماعياً . ان للنقابات العمالية الفرنسية علاقات قوية و تأثير كبير على الحركة العمالية في كل اوروبا و كسر شوكتها و سحقها يعني تحجيم و خنق كل نقابات اوروبا...اليوم نقابات العمال في فرنسا تأثيرها كما كان تأثير الاتحاد السوفيتي في الخمسينات و الستينات و ما بعدها على النشاط السياسي في اوروبا ...ان الرأسمال الفرنسي يريد اليوم تحطيم "جدار برلين" اخر...لكن هذا الجدار الذي هو نقابات العمال الفرنسية لم يفصل بين الشعوب او بين نظامين انما هو محرك و حامي و متواصل مع العمال في كل مكان.
الوضع الى تصعيد والقلق عام .... شخصي و نقابي و مجتمعي و سياسي حكومي و رأسمالي و ربما هناك من يشير الى انه يحصل لأول مرة بهذه الحدة و العمق و هو يحصل خلال فترة التحضير للانتخابات و بعد العمليات الارهابية و قبل ايام من موسم السياحة المهم للاقتصاد الفرنسي احاول ان ابعد و ادفع و افكر كثيراً و اتحمل في أن ابعد ما جرى من عمليات ارهابية و اعلان حالة الطوارئ عما يجري من تحركات و تصريحات...كتنفيذ لتلك الاحداث الدامية (شالي ابدو و 13 نوفمبر 2016) اكيد اتهام احد بها بعيداً عن ال "مؤامرة" صحيح... لكن لا يمكن ان ابعد استغلالها او استغلال اجوائها من قبل البعض لتوجيه ضربة قاصمة لليسار الفرنسي بشق العمال و الطلاب و المجتمع عنه...و كأن الحال يعيد نفسه عندما ابعدوا النقابات عن الاحزاب الشيوعية و جعلوا المجتمع يبتعد عنه من خلال التنظيمات المتعددة (يسار اليسار و الخضر و البيئة و يسار راديكالي و غيرها) و ابعاد الطلاب عنه.
الرأسمال و من خلفه اليمين بأوصافه من يمين الوسط او الديمقراطي او الجمهوري او الوطني او القومي...يريدون استغلال الوضع الاقتصادي الحرج او تخبط الحكومة و جرائم الارهاب لتحطيم اليسار او أي حزب يقول بالاشتراكية حتى و لو بالاسم...يُراد ان يكون هناك يمين و يمين متطرف أي جمهوري و ديمقراطي تتحكم فيهم رؤوس الاموال لأن اصحاب رؤوس الاموال بعد ان نالوا ما يريدون من خلال اعتراف الجميع و بكل الاشكال بأنهم اسياد المال و الاقتصاد و هم اصحاب الفضل على الشعوب في توفير فرص العمل و ان الحكومات تستمع اليهم و منهم لأن الحق (المال) معهم و الحكومات بكل تصنيفاتها تعمل بإمرتهم و تخاف من مواجهتهم. مستغلة فساد الطبقة السياسية و الظرف الاقتصادي الصعب و اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستطيح بفرانسوا اولاند و سيبتعد الرئيس الاشتراكي عن قصر الاليزية لعقود قادمة ربما تتخطى منتصف القرن الحالي. الحزب الجمهوري تم تشكيله و بقي الحزب الديمقراطي الذي اتوقع تشكيله قبل او بعد الانتخابات الرئاسية القادمة.
قانون (الخمري):
مريم الخمري وزيرة العمل الجديدة الشابة من اب مغربي و ام فرنسية ...رغبت بالفن فصارت في المحاماة و القانون وجدت فرصتها في السياسة مع الحزب الاشتراكي و تقدمت مع بلدية باريس و في وزارة العائلة و صعد نجمها مع احداث شارلي ابدو حيث ركز بعض الاعلام عليها و دعواتها للتصالح ...قفزت قفزه في الهواء فمسكت بالسلم المؤدي الى وزارة العمل ...جلبوها كما جلبوا وزير الاقتصاد ( ايمانويل ماكون) من موقعه الوظيفي في احدى البنوك الكبرى في الولايات المتحدة الامريكية حيث بدأ ما اسماه بالإصلاح و تم وضع قانون اسموه قانون ماكون... ربما ستغادر الوزيرة الشابة الوزارة قبل الانتخابات القادمة وربما ستتفرغ للحملة الانتخابية الرئاسية...اتوا بها لمرحلة وضع هذا القانون المثير ليس للجدل بل للعنف و الانشقاق و التدمير و ستحترق ورقتها ان تم تمرير القانون او تم سحقه من قبل العمال.
و من التطورات الملفتة و المثيرة للقلق هو سيطرة النقابات على كل مصافي النفط الثمانية في فرنسا مما نتج عنه شحة كبيرة في المحروقات فظهرت طوابير السيارات و تعرقل عمل الكثيرين و اصبح الفرنسي محدد ب 20 يورو بنزين في كل مرة...و الكثير منهم مرتبط بتحديدات زمنية و اوقات عمل و التزامات ...الكثير من محطات تزويد الوقود توقفت و الدعوات اليوم للتوجه الى الخزين السترتاتيجي للدولة الفرنسية و الذي يكفي فقط لمدة 60 يوم...التصرف الاخر الخطير هو تحجيم او توقف العمل في محطات توليد الكهرباء و كذلك الدعوة للسيطرة على مواني تفريغ حاملات النفط العملاقة و منع تفريغ حمولاتها مع تعثر عملية السحب منها لتعثر عمل المصافي ...يضاف الى ذلك التهديد بإضراب القطارات بأنواعها الاربع و الطيران من و الى فرنسا.
يعني ان كل الاقتصاد الفرنسي المتعثر حالياً سيصاب بالشلل التام و الخسائر الرهيبة...حتى لو تحركت الدولة للسيطرة على مصافي النفط ستعجز عن تحميل المنتجات و نقلها بإضراب السائقين و قطع الطرق و خوف الحكومة كبير من الاحتكاك مع عمال المصافي و سائقي الشاحنات خوفاً من ان يتطور الى صدام تسقط فيه ضحايا و تشتعل فيه تلك المصافي.
الغرض الاساسي اليوم للرأسمال هو تجريد النقابات من دورها و تحجيمها و الغائها و هذا ما تعيه النقابات و تعرف ان الوصول الى هذه النقطة في بلد مثل فرنسا و في وقت ضعف الاقتصاد وضعف سيطرة الدولة و الاضطراب الاجتماعي و ارتفاع معدل البطالة يعني اشتعال العنف الذي لن يُبقي ان انطلق و يظن الرأسمال انها فرصته الملائمة للتخلص نهائياً من النقابات التي تُصَّدع رأسه و بيد حكومة اشتراكية .



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من أيار /8
- الأول من أيار/7
- الأول من أيار/6
- الأول من أيار/ 5
- ألأول من أيار/4
- الأول من أيار /3
- الأول من أيار /2
- الأول من أيار
- سوريا...الى أين؟...الحل/1
- الاستاذ سلامة كيلة المحترم /3
- الاستاذ سلامة كيلة المحترم /2
- الى الاستاذ سلامة كيلة المحترم
- تهنئة
- بناء العراق...هل ممكن؟
- كلمات قبل العام الجديد
- فؤاد النمري في الميزان / كروبسكايا :2
- فؤاد النمري في الميزان / كروبسكايا : ج1
- فؤاد النمري في الميزان /ثورة 14 تموز/ج3
- فؤاد النمري في الميزان /ثورة14تموز/2
- فؤاد النمري في الميزان/ثورة14تموز


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا حمد جاسم - ماذا يحصل في فرنسا