أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - الصدر و دعاة اليوم(6)















المزيد.....

الصدر و دعاة اليوم(6)


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 03:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألصّدر و دُعاة آليوم(6)
في الحلقة السّابقة تحدّثنا عن آلإفرازات ألخطيرة للإزدواجية الفكريّة التي أصابتْ "دعاة اليوم" و تضارب المعايير المتناقضة في عقولهم .. بسبب الخلل في آلقناعات و تشوّه العقيدة في أذهانهم, لفقدان (الولاية) في مسعاهم, و ألّتي بيّنَ أهميتها و دورها القرآن الكريم في مجموعة من الآيات و كذلك الأمام الصّادق(ع)(1), إلى جانب التضحيات الكبيرة التي قدمها الدُّعاة الشهداء و ختمها - الفقيه الفيلسوف الصّدر بدمه المبارك بعد قلمه العملاق, ليطبّقها آلأمام الكبير الخميني العظيم (قدس) عملياً عبر نظام الدّولة الأسلامية المعاصرة.

للأسف لم تكن معالم و أبعاد و أهميّة أصل الأصول ألمتمثلة بـ (الولاية) واضحة المعالم في عقل و ثقافة معظم الدُّعاة – إنْ لم أقل كلّهم – من الجيل الثاني فما بعد لدرجة أنّ بعضهم كان يُقلِّد في عباداته و معاملاته الشّخصية مرجع تقليديّ - عرفي .. لكنه في نفس الوقت كان يدّعي إمتثالهُ لقيادة و ولاية الصّدر الأوّل ..

بل بعضهم و كما سمعتهم بنفسي كان يقول: [(الدّعوة) هي (الأسلام) و (الأسلام) هو (الدّعوة)] عاكسا ًبذلك صورة صنميّة مقيتة تنمُّ عن جهل فاضح و قصور في الفكر و آلثقافة و فهم عقائد الأسلام خصوصا الولاية منها و حتى المنهج الفكري لحزب الدّعوة الذي تأسس كوسيلة لغاية معروفة و واضحة في أوّل إجتماع حزبيّ(2), و لم يكن الحزب هدفاً بذاته أبداً.

لذلك واجه آلدُّعاة قاطبةً بسبب ذلك الخلط ؛ الكثير من المشاكل الفكرية و المحن و التشويه في التعامل مع الواقع و آلأحداث وصل بهم حدّاً لأنْ (يتعرّب) أكثرهم بسهولة بعد الهجرة ليقع فريسة في أحضان الغربيين مُعلنين .. بل بعضهم بدأ يشحذ على أعتاب مشايخ الخليج بلا علم أو وعي, معلنين عدائهم المفرط للولاية التي نادى بها المؤسس ألأوّل و ضحى بنفسه في سبيلها, بل و أكثر من ذلك التحالف مع قتلة الصدر الأول من البعثيين و كما تطرقنا لتفاصيلها في الحلقات السّابقة, بإستثناء الثلة المؤمنة التي آمنت بآلولاية المتمثلة اليوم بولاية الفقيه كإمتداد طبيعي وعمليّ لفكر الدّعوة الحقيقي, حتى إنني قلت لهم في بداية إنتصار الثورة الأسلامية:

[إنّ أمركم أيها الدُّعاة غريب و مريب .. لأنكم إنْ كنتم دعاةً حقّاً و تُجاهدون بالدّم و المال و العرض في سبيل الله تحت ظلّ ولاية الأمام الخميني و لا تُقلّدونهُ في المسائل العبادية الفرعية ألتي هي لا شيئ مقابل تلك الأصول؛ فما قيمة الصّلاة و الصّوم والعبادات الشخصية التي تقلدون فيها المراجع الآخرين في مقابل الدّم و المال و العرض!؟

أ لم تقرؤا تفسير الآية القرآنية التي تقول: [أ جعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بآلله و اليوم الآخر و جاهد في سبيله](3)؟

ثمّ .. أ ليست تلك هي إزدواجية و تخبط و فساد في تبني عقيدة أهل البيت(ع) في عصر الغيبة الكبرى هذه!؟

حيث يُلاحظ المتابع بوضوح من خلال (ثقافة الدّعوة الأسلاميّة) التي ضمّتْ النشرات الحزبية التي صدرت خلال السبعينات و ما بعدها بآلأضافة إلى التقارير و النشرات التي ظهرت بعد نجاح الثورة الأسلامية؛ يلاحظ بما لا يقبل الشك؛ بأنّ تعامل الدُّعاة مع مبادئ الصّدر الأول لم يكن و كما يدّعونهُ بكونه القائد الفقيه و المؤسس الأول للحزب؛ بل العلاقة معه تشبه تعاملهم مع أيّ قياديّ آخر من القيادات التي توالت و تعدّدتْ خلال أكثر من نصف قرن من عمر هذه الحركة العتيدة(4).

مكامن الخلل في كل ذلك أساساً هي في كيفية إنتخاب آلمرجعية القيادة الرّوحيّة و الفكرية و الجهادية في الحركة الأسلامية العراقية, و التي تنوعت و توزعت بين عدّة مراجع و مفكريين و حتى علمانيين للأسف , بعكس المدعين اليوم الذين أشاعوا للأستهلاك الأعلامي و الكسب الماديّ بكون السّيد (محمد باقر الصّدر) و لأمتلاكه رصيدأً كبيراً من العلم و الجهاد لدى أوساط الشعب في تأريخ العراق المعاصر؛ أشاعوا بكونه(رض) هو الذي أسس و مَثّل منهج (المرجعيّة الحقيقيّة) و هو القائد الأوحد الفكري و الرّوحي و الفقهي الوحيد في الحركة الأسلامية العراقية و بآلذات حزب الدّعوة!

هذا الأعداء و إن كان حقّاً و لكنه لم يكن يتطابق و سلوك الدعاة و تحالفاتهم و أخلاقياتهم

ففي الحقيقة .. لم يكن الصّدر الأوّل سوى شعاراً و صورةً و بوسترات للمزاد العلني و آلأستهلاك المحليّ, لأنه(رض) لم يكن في ثقافة دعاة اليوم سوى واحداً من عشرات الأسماء التي توالت على قيادة الحزب و آلتي جميعها لم تقدم معشار ممّا قدمه الصّدر الأول للحزب و للأسلام ككل!

و لذلك حين إختفتّ – بل و إنحرفت – القدوة العمليّة في حياة الدّعاة و آلحركيين - و إختلط فكرهم بين نهج (المرجعية الحقيقية) و (التقليدية) - فقد أدّت تلك (الأزدواجية) إلى إنحرافات خطيرة وصلت حدّاً بعد تخليص العراق من نظام صدام عام2003م .. إلى أن تتحالف قيادات من الدّعوة مع الظالمين و القتلة و المُجرمين ضد أخوانهم الدّعاة الحقيقيين و الأسلاميين المظلومين و السجناء السياسيين(إخوة الدعاة الشهداء) من أجل المناصب, و كما حدث في تحالف (الأئتلاف الوطني العراقي) مع (القائمة العراقية البعثية) و (القوميين) و غيرهم من المجرمين في عام 2014م لإسقاط (دولة القانون) الشرعية التي إنتخبت من قبل أكثرية شيعة و شعب العراق, هذا بجانب صدور فتاوى و تصاريح واضحة من أهل الولاية الذين مثلوا نهج (الصّدر الأول) بحقّ كآلسيد محمود الهاشمي و السيد كاظم الحائري حفظهم الله بوجود الوحدة و تأييد دولة القانون لتلافي دمار العراق الذي وقع فعلاً بعد ذلك!

و هكذا غلبت الأهواء و المواقف و القرارات الشّخصية على مبدأ الولاية و المصالح الأسلاميّة العليا لمواجهة سياسات و بطش النظام الوحشيّ العشائريّ الصّدامي و توابعهم الذين ما زالوا يعملون و بحرية في جميع مفاصل النظام الجديد بفضل دعاة اليوم المزورين!

و من المؤثرات السّلبية الأخرى .. بل الأنحرافات الكبيرة و الخطيرة التي نتجتْ عن تلك (الأزدواجية ألولائية)؛ هو توقف الأنتاج المعرفي و الثقافي و الفكريّ تماماً في فكر و ثقافة و منهج و أدبيات الدّعوة, و يُمكنك مطالعة النشرات المركزية التي صدرت في الفترة السابقة(خلال الستينات و السبعينات) و مقارنتها مع نشرات الفترة التي تلت إنتصار الثورة الأسلامية – أي بعد 1980م, لترى الفوارق الكبرى بين مستوى الثقافتين!

فكيف يُمكن لحزبٍ أن يصمد و يتطور و ينتج آلأفكار و هو يعزل و يحارب ألعقول الفكريّة و العلميّة و آلفقهيّة التي كانت تمثل مدرسة الصّدر الأول كالسّيد كاظم الحائري و الهاشمي و من تبعهم من الوجوه العلمية و الفكرية و الفقهية المعروفة؟

و ليس هذا فقط .. بل بدؤوا بتوجيه التهم و الأباطيل ضدّهم .. و لذلك نرى عدم وجود أي إبداع أو تطور في المجال الفكري و الثقافي و العقائدي في ثقافة الدُّعاة بعد إنتصار الثورة الأسلامية على الرغم من الأنفتاح الأعلامي و توفر وسائل التثقيف و التبليغ و الأعلام في الساحة!؟

يضاف لذلك أنفصال و خروج أو تجميد الكثير من المفكريين و الدُّعاة الحقيقيين و العلماء البارزين من التنظيم كآية الله الكوراني و آية الله الشيخ الآصفي و مجموعة (دعاة الولاية) كعز الدِّين سليم و السيد هاشم الموسوي و العامري و كاتب هذه السطور, ليتعرّض الحزب بسبب ذلك .. إلى إنتكاسات و إنشاقات كبيرة إنعكست آثارها اليوم بوضوح على مواقف و مسيرة الحركة الأسلامية و الواقع في العراق الجديد!؟

فالحزب و بسبب خلوّه من المفكريين والعلماء و المجتهدين من أمثال من ذكرنا بعد نجاح الثورة الأسلامية و إلى الآن؛ لم يُقدّم أيّ إنتاجٌ فكريّ أو ثقافي أو فلسفيّ أو علميّ جديد للساحة و للدعاة و لا حتى للنّاس العاديين بسبب العقليات ألتسطيحية –التسلطية - الأزدواجية الغير الكفوءة بجانب السقوط الفكري و الثقافي و العقائدي الذي برز بشكل طبيعي في أوساط قياداته الجديدة و المتنوعة .. حتى سألتُ أحدهم يوماً؛

لماذا تعبد الله؟
قال: لأنه أمرنا بقوله: (ما خلقتُ الجّنّ و الأنس إلّا ليعبدون).
قلتُ لهُ: و هل الله محتاج لعبادتنا؟
و لو كان تعالى محتاجاً لذلك؛ فهذا يعني بأنّهُ محتاج للغير و بذلك تنتفي عنهُ صفة الألوهيّة – ألأحديّة - الصّمديّة؟
سكتَ و لم يُجبني!

و لَكَ .. أنْ تتصوّر مدى ضحالة المستوى الثقافيّ و الفكريّ و العقائديّ و الفلسفيّ لمن تشبّثوا بقيادة حزب الدّعوة بلا حقّ و معيار, و هم لا يعرفون حتّى لماذا و كيف نعبد الله(5)!

يقول أرسطو: [ألحياة ألتي لم يُكتشف حقيقتها لا تستحق أنْ نعيشها](6)

ويقول أفلاطون: [إنّ الذي لا يعلم من أين أتى؟ و إلى أين يرجع؟ و ما هو الهدف الأعلى الذي يستحق السّعي لتحقيقه في الحياة بكل طاقتنا؛ فإنّ مثل هذا الأنسان يُعتبر ناكراً لوجودهٍ](7), و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله العليّ العظيم!؟
عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن الأمام الصّادق: [بُني الأسلام على خمس ؛ على الصوم و الصلاة و الحج و الزكاة والولاية, و ما نودي بشيئ مثلما الولاية].
(2) تبلور فكر الدعوة من خلال مجموعة من آلنشرات ألداخلية المركزية التي نظّرَ لها و كتبها الصّدر الأول(رض) ثم الشيخ الشهيد حسين معن و آلشهيد نوري طعمة بجانب مجموعة من إفتتاحيات مجلّة (الأضواء) التي صدرت في الستينات مثّلت البناء الفكريّ الأساسيّ للحزب!
(3) سورة التوبة /19.
(4) لمعرفة القياديين الذين برزوا في تأريخ الحزب لحد اليوم؛ راجع هامش الحلقة السابقة(5).
(5) الجدير ذكره أن ذلك الشخص الصديق الذي ناقشتهُ حول فلسفة العبادة .. أصبحَ أحد وزراء حكومة الدّعوة و يدّعي بأنّه حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة و العقائد الأسلامية!
بعد هذا لماذا نعتب على جهل البعث أو الشيوعيين أو القوميين و غيرهم بمبادئ و فلسفة الوجود إذا كان الدعاة بهذا المستوى و يدعون الدين!؟
(6) أرسطو (1969م). سياسة أرسطو – مقدمة بارتمن ساندهيلر, ط1.
R,H PopkinPp(1956)-;- Astroll-;- Philosophy made simple. Newyork.(7)



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدر و دعاة اليوم(5)
- الصدر و دعاة اليوم(3)
- هل بقيت شرعية لمجلس النواب!؟
- هل بقيت شرعية للبرلمان العراقي؟
- همسات فكر(70)
- أصول التكنوقراطية الأسلامية
- مؤشرات التناحر بين الفاسدين
- همسات فكر(60)
- لا مصالحة .. ما لمْ؛
- بيت القصيد في المظاهرات
- أسئلة مصيرية للعبادي؟
- أسئلة مصيرية من العبادي؟
- مظاهرات التحرير أم التنكيل؟
- همسات فكر(56)
- همساتُ فكر(51)
- كيفية تدارك المحن الآتية؟
- همسات فكر(44)
- بيان على بيان
- مؤتمر لدعم الأرهاب في العراق و الشام
- همسات فكر(31)


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - الصدر و دعاة اليوم(6)