أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألماني















المزيد.....

لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألماني


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألماني
هو الجزء الثالث والأخير من ثلاثية فاسبندر(B.R.D)،وهو الاسم الرسمي لألمانيا الغربية بعد الحرب،ولولا هو فيلم ميلودرامي يحاكي ويوافق الأوبرا الصابونية في كثير من اجزائه،والموضوع لازال يتعلق بألمانيا بعد الحرب،والفيلم يتعلق أولا بنقد النظام الاقتصادي التي قامت عليه المانيا بعد الحرب،وسيتطرق فاسبندر أيضا الى النقد الأخلاقي،بحيث يبدو بان فاسبندر قد وصل الى مرحلة يأس وعدم ايمان بهذا المجتمع كما عرجنا سابقا...
فيلم لولا اطلق عام 1981،أي قبل فيرونيكا فوس،ولكن هو في ترتيبه الرسمي يعتبر الجزء الثالث من الثلاثية.
الفيلم يتحدث عن العالم الليلي الفاسد الذي يعيشه قاطني مدينة ألمانيا من كبيرهم الى صغيرهم من اهل الادارة من قواد المال والسياسة والأمن في هذه البلدة،بحيث بدا العالم الأوضح والأشمل في هذا الفيلم هو بيت الدعارة التي تعتبر بطلته ومغنيته الأولى (لولا-Barbara Sukowa|)
والذي يحدث فعلا في الفيلم هوالحياة الفعلية،لأن العالم الحقيقي هو العالم الليلي وليس العالم النهاري الذي يبدو مجرد انعكاسات تافهة لهذا العالم الليلي...
ايسلين يعمل كعازف طبل في النادي وهو الشخصية الايجابية الوحيدة في هذا المجتمع الذي يشترك في مظاهرة مناهضة للحرب ويطالب بعدم مساواته برواد النادي الذي يعمل فيه، من شو كارت عمدة المدينة ومقاول البناء أو هاري رجل المال والاعمال والمحرك الاقتصادي للمدينة..يقول شو كارت عن تلك المظاهرة:في البلد الديموقراطي يجب ان تسمح بكل شيء؟
المقدمة توحي بالتشاؤم،لأن التحولات الديموقراطية ليست مبشرة بالخير،فالنظام الاقتصادي هو في ايدي ناس فاسديين من كل النواحي،بل على ما يبدو أن مصدر الرزق الحيوي في هذه البلدة هو بيت الدعارة،وايسلين لايبدو اكثر من شخص يظهر تمردا على الجماعة ولكنه ليس منشقا بالمعنى الحرفي للكلمة...
القصة تبدأ مع قدوم فون بوم(Armin Muller-Stahl) الرجل الشريف القادم من قبل الحكومة لاعادة البناء المبشر بالنظام الاقتصادي والمعجزة الاقتصادية،وبسرعة يقع فون بوم ضحية مؤامرة من قبل هؤلاء تشترك فيها لولا..
لولا هي اولا ضحية لمجتمع ما قبل الحرب،فوالدها قتل في معركة ستالينجراد،وهي تملك طفلة غير شرعية تدعى ماريا من هاري.
لولا بالتأكيد ليست اداة اقتصادية حديثة،بل هي نموذج واضح للرأسمالية الفاسدة التي تدير انشطتها في بيوت الدعارة،ونلاحظ ايضا ان لولا ليست المحركة،بل هي تحرك كأداة في ايدي من يريدون النظام الاقتصادي وهم لاينظرون اليها باكثر من عاهرة من الممكن ان تستخدم لاشياء اخرى،وهي قبلت لعب كل الأدوار لأن المحرك المادي والصعود الاجتماعي هي اهدافها الوحيدة.
يطلب ايسيل من فون بوم مكافحة الفساد،فيرد عليه فون بوم:
هل تريد الثورة على نظامنا الاقتصادي؟!
أذا لولا-اسم الفيلم-مجرد رمز وكناية عن فساد النظام الاقتصادي،وهي اقل بطلات الثلاثية شخصية حيث لايوجد تركيز كبير على همومها الشخصية الفردية،ومع حضورها القوي احيانا،إلا انه لايوجد انعكاس كافي لمشاعرها الأمر الذي يدفعنا الى القول انها شخصية غير مركزية وذات حضور ضئيل في مقابل حضور فون بوم...الفيلم سردي من الدرجة الأولى وحتى الانقلابات السردية من ضمنها الميلودراما الجذابة التي الفناها عند فاسبندر غائبة تماما عن الفيلم...الفيلم فيه نوع ابسط من سينما فاسبندر
لحظة انكشاف الاقنعة هي لحظة ضرورية في الفيلم ليس فقط لخدمة السرد أو الحبكة،بل ايضا لتوضيح مايريد فاسبندر قوله الذي على العموم يبدو واضحا جدا.
ايسيل يقود فون بوم الى بيت الدعارة،وفي خضم اكتشاف فون بوم للعالم السفلي الذي يعيش فيه كل سكان المدينة ينطق ايسيل التالية:
الانجازات الثقافية لشعبنا بعد الحرب واضحة جدا
لقد نجحنا في ضمان امن مدينتنا من خلال مشاركة المانيا في الحلف الاطلنطي
المواطنين في بلدنا سيكونو فخورين...الاتحاد الفيدرالي هو البلد الوحيد الذي يتقدم الى الامام
كل هذا يدور في بيت الدعارة امام انذهال فون بوم الذي يصدم بهذا الواقع والانكشاف الاجتماعي بضحكة سوف تتحول الى بكاء...
المجتمع الألماني تائه،قد لايكون يعلم ما الذي يدور من حوله،والذي يحدث وكأنه انتحار اجتماعي بعد الاستسلام...
سيستلم فون بوم،وسينضم الى حلف اقتصادي فاسد،وهنا عليه ان يطبق فكرة قواعد اللعبة،وهي نفس الفكرة التي حققها رينوار بفيلمه الغني عن التعريف بنفس الاسم...يقول فون بوم:
أنا اصنع قواعد اللعبة...انظر الى السخافة...الى عدم مصداقية النظام التامة
كيف اصنع السلام لعالم يسبب لي الغثيان؟!!!
فون بوم ينضم الى النظام الاجتماعي الفاسد وهذا بحد ذاته متوقع وهو ايضا قواعد اللعبة الرأسمالية،وعندما يتزوج فون بوم من لولا فهذا له بعد آخر هو انضمامه الى ذلك الهيكل الاجتماعي المطحون...بالتأكيد فون بوم يعلم قواعد اللعبة

ان كانت في زواج ماريا براون هي اشهر نهايات الثلاثية،وتكاد ان تكون اشهر نهاية لكل افلام فاسبندر على الاطلاق،على ان النهاية في فيلم لولا تستحق النظر اليها بعين من الاعجاب،فالنهاية كانت جميلة وصارمة على انها كانت ايضا متوقعة وليست صادمة...
في يوم زفاف لولا على فون بوم-والاخيرة حققت امالها بالصعود الطبقي-يغادر فون بوم لقضاء حاجه مستعجلة قبل ان يقضي معها ليلته الاولى،ولكن هاري هو من سيؤدي المهمة
تقول لهاري وهي في ثوب الزفاف الابيض...أنا ساكون عشيقة غالية الثمن
هاري يريد ان يتم ذلك في ثوب الزفاف...تعلق لولا:هذا سيكلفك اكثر
المجتمع قاسي وفاسد مهما حاولت اصلاحه،والنهاية هي ليست عن الخيانة،بل هي عن نظام اقتصادي نفعي ومادي الى ابعد الحدود...هي ثورة على النظام الاقتصادي الذي يقود منظومة بشرية يداعب حاجاتها الفردية،وهي ايضا تلبي حاجاته،ولكن التعامي عن الحقائق احيانا قد يسبب السعادة...
الفيلم متوسط المستوى الفني نرى فيه سينما فاسبدر بكل مميزاتها ولكنه يبقى اقل منها
على العموم وبعد نهاية الثلاثية،هل نستطيع القول ان فاسبندر كان ضعيفا أو حتى فاشلا في تنبؤاته...؟
بالتأكيد لا،فاسبندر لم يقل ابدا ان المانيا ستفشل في الصعود،بل شخصياته النسوية الثلاث التي كانت ترمز الى المانيا بشكل أو بشكل آخر جميعها حققت صعودا،من ماريا براون وحتى لولا،ولكن فاسبندر يتحدث بتشاؤمية واضحة عن الاساس الاخلاقي لهذا الصعود...بالتأكيد كان صعود ماريا براون ليس اخلاقيا ابدا،وحتى صعود لولا فهو ليس اخلاقيا ايضا..
فاسبندر ينتقد شكل الصعود وليس الصعود نفسه



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيرونيكا فوس 1982 (راينر فاينر فاسبندر):انهيار وتداعي لأحلام ...
- زواج ماريا براون 1979(راينر فاينر فاسبندر):ميلودراما محرمة ع ...
- الجيل الثالث (راينر فاينر فاسبندر) 1979:عن شوبنهور واندفاعات ...
- في عام الثلاثة عشر قمرا 1978 راينر فاينر فاسبندر:آخر خمسة اي ...
- يائس 1978(راينر فاينر فاسبندر):مؤشرات رجل يائس على وشك الجنو ...
- الروليت الصينية 1976(راينر فاينر فاسبندر):انكشاف الاقنعة
- شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون
- الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر ...
- كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
- دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي ...
- تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتم ...
- احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ ...
- Kalzelmacher1969(ليس من اجل لاشيء) راينر فاينر فاسبندر :فضح ...
- الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد ا ...
- عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
- تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
- امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا ...
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة أوشيما الكبرى...
- أخت صغيرة للصيف 1972(ناغيسا أوشيما):فيلم متوسط المستوى الفني ...


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألماني