أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بشائر التحرر من تضليل الطائفية السياسية المتخفية بعباءة رجل الدين المزيف














المزيد.....

بشائر التحرر من تضليل الطائفية السياسية المتخفية بعباءة رجل الدين المزيف


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 17:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نظام الطائفية السياسية يصطنع رجال دين ليُسقط عليهم قدسية وعصمة كي يُخضع الناس لسلطانه ويمضي متخفياً ممعِناً بجرائم استعباد المواطنين الأحرار. ولكن هذا التخفي وكل أشكال التصليل التي اختلقت (الصنمية) لتصادر حقوقنا ووجودنا الإنساني الحر، لن يدوم مع يقظة الوعي وتنويره الذي يأتي من معايشة الحقائق والكشف عمن يقف وراء مصائب الأبرياء الذين صدقوا اللعبة لهنيهة من الزمن.. اليوم نشهد أولى بشائر الانعتاق والتحرر من عبثية الصنمية وقيود المرجعيات المزيفة. ووعي الناس وعودتهم إلى ضمائرهم الحرة وإلى منطق العقل العلمي وصحيح دينهم هو ما تكفل بكشفهم الحقيقة وانتفاضهم على التبعية والخنوع والاستسلام لأي كان، ومهما كانت أشكال تزييفه وادعاءاته وتضليله.



فباستثناء مراجع تجمع بين صحيح الدين ومنطق العصر ولا تقبل لأحد أن يكون عبداً تابعاً ذليلا، فإنَّ كثرة ممن وُلِدوا في مفاقس الطائفية والفساد، هم ليسوا سوى مجرمين اشبه بالفيروسات أشاعت الأوبئة والأمراض بين الناس فعطلت حرية الإرادة بعد مصادرتها وعطلت اشتغال العقل بعد إعادة حشوه بالخرافة وآليات اشتغالها. لكن حجم المآسي المرتكبة بحق الناس وتبيّنهم معالم الطريق واكتشافهم بالتجربة العملية لتفاصيل اليوم العادي لهم قد أدت إلى صحوة العقول وتشخيصها طريق الصواب، طريق الانعتاق والتحرر من التبعية والخنوع لصنمية كاذبة مصطنعة.

كما أن الضمائر الحية للناس الطيبين تنبهت وأيقظتهم لينتفضوا اليوم على كل أشكال مصادرة عقولهم وتعطيلها وعلى استلاب شخصياتهم وعلى إخضاع إراداتهم.. فبات الناس قاب قوسين أو أدنى من تحررهم النهائي من عبثية الزعامات التي أسقطت على نفسها العصمة والقدسية وجعلت من وجودها مراجع صنمية متوهمة بوساطة التضليل والتخفي بعمامة و-أو عباءة رجل الدين المزعوم القدسية وما هو إلا ذاك الذئب المجرم بفروة الحَمَل البريء من دماء الأبرياء

العراقيات والعراقيون اليوم يمتلكون رؤية أوضح وأدق وأشمل للحقيقة. وقد عركتهم الأيام ولم يعودوا يخسرون أكثر مما خسروه من وجودهم الإنساني ومن فلذات أكبادهم. وها هم يكتشفون كيف كان تعطيل العقل ومنطقه سببا في التشويش عليهم ومنعهم من إبصار الحقيقة.. بينما العقل يمثل السمة الأساس التي تميز الإنسان عن الكائنات، وها هم يستعيدون اعتماده وتشغيله والاستناد لآلياته وتنويره

العراقيات والعراقيون باتوا يرون بالمحسوس وبالعيش اليومي كيف كان رهن مصائرهم سببا في خضوعهم لوهم ما يسمى رجال دين ومراجع صنمية فرضت خضوعهم المرضي لمآرب الطائفيين المفسدين وفرضت قيم الاستعباد والإذلال لمعنى حرية الإنسان ومعنى وجوده حراً كريماً يمتلك نفسه وإرادته وشخصه لا يخضع لبشر ولا يسمح باستعباده من بشر.

العراقيات والعراقيون باتوا على يقين من أن لعبة الصنمية والمرجعية بكل اتجاهاتها وأجنحتها كانت وستبقى تدميراً همجياً لثقافة التنوير وقيم أنسنة وجودنا.. إنَّ الصنمية ومرجعياتها المختلفة ليست سوى استلاب ومصادرة للشخصية وتعطيل للعقل ودفع في طريق الضلال والتخلف والخنوع وامتهان كرامة الإنسان..

اليوم بدأت بشائر التحرر والانتفاض على الصنمية وعلى المرجعيات المزيفة المصطنعة واستعادة الكرامة واعتماد العقل ومنطقه وتبني التنوير الذي يمثل للجميع جوهر الأنسنة والتحرير

بئس الصنمية وبئس من يُسقِط عليها العصمة والقدسية وبئس من يحاول إخفاء حقيقتها وجوهرها وبئس من يساهم في أضاليلها ومزاعمها وادعاءاتها التي ليست سوى أضغاث أوهام وكما يصفها العراقيون بوعيهم ونباهتهم مجرد قشمريات ولَّت ولابد من كنسها نهائيا من فضاء وجودهم الذي تلوث طويلا وحان زمن تكسير القيود وفك الأسر والانعتاق والتحرر منها ومن خرافاتها وأوهامها التي ما أنزل الله بها من سلطان وإن هي إلا لعبة لم تخدم سوى جرائم الطائفية والفساد يوم أرهبت الأنفس والأرواح وعطلت العقول وشلّتها وصادرت الناس وحرياتهم

لكن، ها هي اليوم تنتهي بتفتح العقول التي كُرِّم الإنسان بها .. وها هي تنتهي بوعي الناس وتحررهم من أسر دجلها ومراوغات خرافاتها..

العراقيات والعراقيون اليوم مثلما يعرفون دينهم الصحيح المحفوظ في كينونتهم ومثلما يعرفون صحيح مرجعياتهم يعرفون جيداً تلك الأغلبية من المرجعيات المصطنعة المزيفة ناشرة الخرافة ومحاولات التجهيل وها هم ينتفضون عليها

فالناس من قبل ومن بعد، يدركون معنى الدين ومرجعياته تكريما لهم لا إذلالا لوجودهم وتحريرا لا استعبادا وتشغيلا لعقولهم لا تعطيلا.. ولهذا فهم ينتفضون اليوم، بلى ينتفضون ناثرين بشائر انتفاضتهم، لينعتقوا ويتحرروا جميعاً وكافةً، مرةً وإلى الأبد



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى العراقيات والعراقيين في الوطن والمهجر
- نداء إلى قوى الثقافة العراقية الحية ومنظماتها وناشطيها من أج ...
- الرموز العراقية القديمة والمعاصرة في معرض الفنان قاسم الساعد ...
- بقعة ضوء على أحدث لقاء للفنانة بيدر البصري وطاقة تعبيرية ثقا ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: مهام جدية تنتظرنا لم ...
- بين أن تكون عراقياً فتبني أو مستعبَداً بعضوية أحزاب الطائفية ...
- التصدي لظاهرة الخلط التضليلي لنهجين متناقضين قراءة في إشكالي ...
- أوكرانيا والاتحاد الأوروبي بين اتفاق الشراكة والاتحاد الجمرك ...
- فرقة البصري تقدم عملا فنياً مميزاً ستخلده الذاكرة الموسيقية ...
- تدهور شامل يفاقم أوضاع المرأة العراقية لكنّ ردها يتعاظم صلاب ...
- نداء إلى طلبة العراق لمشاركة زملائهم في انتفاضتهم من أجل مطا ...
- نظرة دونية ونظرة سامية؛ وموقفان متناقضان من الفن؟
- الوضع في مصر بين دعم الإيجابي للتقدم بالتجربة للأمام أو الوق ...
- الخطاب الديني وإثارة الصراع الطائفي والحقد والكراهية
- في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: قراءة في المشهد العراقي حقوق ...
- قشمريات الدولة العراقية ومؤسساتها الشقلبانية؛ دولة القانون و ...
- آليات ابتزاز طائفية تستغل المواطن.. كيف تشتغل وما نتائجها؟
- إصلاح بمعنى الترقيع أم تغيير بمعنى استبدال البنى والآليات؟
- أسئلة إلى كل شابة وشاب في العراق
- قضايا الفساد مجددا


المزيد.....




- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...
- -شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بشائر التحرر من تضليل الطائفية السياسية المتخفية بعباءة رجل الدين المزيف