أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - من وحي التعاطي مع مستجدات القضية الوطنية: النحل، حتى وإن قل عددا يبقى الأجدى نفعا !!















المزيد.....

من وحي التعاطي مع مستجدات القضية الوطنية: النحل، حتى وإن قل عددا يبقى الأجدى نفعا !!


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من وحي التعاطي مع مستجدات القضية الوطنية:
النحل، حتى وإن قل عددا يبقى الأجدى نفعا !!
محمد إنفي
ما أوحى لي بهذا العنوان، هو الحضور القوي والمتميز للكفاءات والأطر الاتحادية في موضوع قضيتنا الوطنية الأولى، سواء في الإعلام العمومي من خلال بعض البرامج الحوارية التي تناولت التطورات الأخيرة لقضية الصحراء، أو أثناء اليوم الدراسي الذي نظمه الفريق الاشتراكي بمجلس النواب حول نفس الموضوع.
وما كنت لأفكر في هذا الأمر، لولا معاول الهدم التي لا تتوقف عن الاشتغال، سواء من داخل البيت الاتحادي أو من خارجه، خدمة، إما لحسابات شخصية (بما فيها الانتقام) أو لفائدة جهة أو جهات معينة. والهدف هو العمل على تحجيم الحضور الاتحادي في الخارطة السياسية المغربية، إن لم نقل تغيبه عنها: ألم يسبق للبعض أن أصدر شهادة وفاة في حق حزب القوات الشعبية العريق؟.
وكم احتفت الأقلام المأجورة بمثل هذا الحكم وغيره لتوغر بسمومها الجسم الاتحادي، قيادة وقاعدة، تنظيما وممارسة ! لكنها، في أحسن الأحوال، تصاب بالخرص أمام كل هالات الضوء (ما لم تعمل على تعتيم الرؤيا بشتى أنواع الافتراء) التي ما فتئ حزب المهدي وعمر يبعثها لإخراج البلاد من ظلمات الاحتقار والتعسف والظلم إلى نور الحداثة والكرامة والعدالة الاجتماعية.
ورغم كل الدسائس وكل الضربات الموجعة الموجهة إليه من جهات متعددة، فإن حزب القوات الشعبية، مثله مثل طائر الفينيق، لا يلبث أن ينبعث من الحريق ويفرض وجوده بكل قوة. فالصوت الاتحادي الأصيل لا بد أو يجلجل في سماء الوطن وخارجه، خاصة حين يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية الكبرى التي من أجلها أسس الاتحاد. فالحضور اللافت للكفاءات الاتحادية في ملف القضية الوطنية، لا يمكن أن يتغافله إلا من في قلبه مرض.
ومما يثير الانتباه، هو أن هذا الحضور لا يكون، بالضرورة، تحت يافطة الانتماء الحزبي. ولهذا الأمر أهميته. فالكفاءات الاتحادية ليست فقط هي تلك التي تتحمل مسؤوليات حزبية معينة؛ بل هي أيضا تلك التي فرضت وجودها في المجالات المختلفة التي تنشط فيها، إما مهنيا أو جمعويا أو فكريا أو غير ذلك.
فإذا أخذنا، مثلا، إحدى حلقات برنامج "مباشرة معكم"- الذي يقدمه الصحفي "جامع ﮜ-;-ولحسن" في القناة الثانية- المخصصة لـ"مستجدات ملف الصحراء"، نجد أن من بين الأربعة الحاضرين في البلاطو لمناقشة هذا الموضوع، ثلاثة منهم اتحاديون.
صحيح أنهم لم يكونوا حاضرين بصفتهم الحزبية: فـ"الموساوي العجلاوي" قُدِّم بصفته الأكاديمية (باحث في المعهد العالي للدراسات الأفريقية) و"نوفل الباعمري" بصفته الجمعوية والأكاديمية أيضا (باحث) و"عبد الحميد جماهري" قدم بصفته المهنية(صحافي، مدير نشر جريدة "الاتحاد الاشتراكي").
لكنهم كلهم اتحاديون وتقلبوا في المسؤوليات الحزبية المختلفة، سواء في القطاعات الحزبية الموازية (الشبيبة الاتحادية، مثلا) أو في الأجهزة الوطنية للحزب (اللجنة الإدارية، بل وحتى المكتب السياسي، كما هو الشأن بالنسبة لـ"جماهري"). وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة في هذه الظروف التي تجتهد فيها عدة جهات، في تكالب مثير، للنيل من الحزب وقيادته.
فأن يضم برنامج واحد ثلاثة اتحاديين من بين أربعة متدخلين في هذا البرنامج، لن يكون إلا مصدر اعتزاز بالنسبة لكل اتحادي حقيقي؛ وأن يكون هذا البرنامج حول القضية الوطنية، فهذا لن يزيد على أن يؤكد الاختيار الوطني الثابت للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، باعتباره امتدادا لحركة التحرير الوطنية. وهو الاختيار الذي يَمُجُّ ويرفض كل مزايدة أو مساومة أو مَنٍّ على (أو باسم) القضية الوطنية.
ويأتي برنامج ضيف "الأولى" الذي يقدمه الصافي "محمد التيجيني" ليؤكد، لمن يحتاج إلى تأكيد، بأن الأطر الاتحادية لها كفاءات عالية وذات خبرة واسعة في القضايا الوطنية الكبرى. فقد استضاف البرنامج- الذي خصص لمناقشة التطورات الأخيرة للقضية الوطنية- الأخ "عبد الكريم بنعتيق"، ليس بصفته السياسية (عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي) بل، هذه المرة أيضا، بصفته ناشط وباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية بباريز.
ومن دون شك أن المشاهد قد لاحظ الخبرة الكبيرة والاطلاع الواسع والعميق والتمكن النظري والعملي من الملفات المطروحة للنقاش، الذي أبانت عنه العينة (أو النموذج) من الكفاءات الاتحادية الوطنية (وما أكثرها، والحمد لله!) التي قدمها التلفيزيون المغربي بمناسبة مناقشة تطورات ملف الصحراء. فالأطر الاتحادية لا تتردد في خدمة القضايا الوطنية، بغض النظر عن اليافطة التي تُقدَّم تحتها أو الصفة التي تُقدَّم بها.
وعلى صعيد آخر، فقد نظم الفريق الاشتراكي بمجلس النواب ندوة في موضوع "القضية الوطنية.. من أجل إستراتيجية مستقبلية"، تميزت بالعرض السياسي الافتتاحي لرئيس الفريق، الأستاذ "إدريس لشكر"، ومداخلات كل من "محمد الخصاصي"، "حسناء أبو زيد"، "عبد الحميد جماهري"، "محمد بن عبد القادر" و"الموساوي العجلاوي".
وهم كلهم أطر اتحادية، ذوو اختصاصات واهتمامات متنوعة، مشهود لهم، كفعاليات سياسية وإعلامية وأكاديمية، بالكفاءة العالية وبالنضال المستميت دفاعا عن القضية الوطنية، كل من موقعه. وقد قدموا تصورات ورؤى متكاملة حول ملف الصحراء؛ مما جعل الكاتب الأول للحزب، الأستاذ "إدريس لشكر"، في ختام أشغال هذه الندوة، يعلن عن إنشاء "لجنة الصحراء" داخل الاتحاد، نواتها الصلبة من المتدخلين في هذه الندوة.
وتُبرز الأمثلة التي سقناها، في الفقرات أعلاه، القيمة السياسية والفكرية للاتحاد وأطره؛ وهو ما يجعله، في نظر الملاحظين الموضوعيين، طبعا، وليس المتحاملين، عصيا على الهضم ويشكل معادلة صعبة في المشهد السياسي المغربي.
قد يلومني البعض على الاقتصار، في هذا المقال، على الحضور الاتحادي في النقاش الدائر، وطنيا، حول ملف الصحراء دون الاكتراث بما تقوم به جهات أخرى، رسمية وغير رسمية، في هذا الشأن. وقد يرى هذا البعض في الأمر أنانية مفرطة وتبخيسا بيِّنا لجهود الآخرين.
وأؤكد، لمن قد يتبادر إلى ذهنه هذا الأمر، أن المقارنة لم تكن واردة في ذهني لاعتبارات عدة؛ ومنها عدم القدرة على تتبع كل ما يبث وما يكتب حول هذا الموضوع حتى تكون المقارنة موضوعية وعلمية.
بالمقابل، لن يجد الملاحظ اللبيب والمتتبع الموضوعي للحياة السياسية ببلادنا صعوبة، من خلال العناصر المتوفرة، في تكوين فكرة واضحة عن مدى مساهمة كل جهة، رسمية أو حزبية، في الدفاع عن القضية الوطنية؛ مما يسمح بوضع كل هيئة أو مؤسسة، في مكانها الحقيقي على مستوى المسرح السياسي الوطني والدولي.
وإذا استثنينا المسيرات الشعبية (وخاصة مسيرة الرباط ومسيرة العيون) التي دعا إليها المجتمع المدني وشاركت فيها كل التنظيمات السياسية والنقابية وغيرها، تنديدا بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة؛ واستثنينا الموقف الرسمي الذي تميز بالقوة، سواء من خلال القرارات والتحركات الدبلوماسية أو من خلال الاتصالات والزيارات الرسمية أو الخاصة التي قام بها الملك لبعض الدول المؤثرة في القرار الأممي، فإن التعبئة الحزبية في الدفاع عن القضية الوطنية فكريا وسياسيا ودبلوماسيا (أقصد الدبلوماسية غير الرسمية)، تتميز بتباين كبير بين مكونات المشهد الحزبي، سواء من حيث الحضور السياسي والفكري أو من حيث الحضور الفعلي في الساحة.
وأترك للقارئ أن يقدر مدى هذا التباين وأسبابه التي، على كل حال، ليست مرتبطة برتبة الأحزاب في الانتخابات؛ وإلا لما كنت اخترت العنوان أعلاه لهذا المقال.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رياضة القفز على التاريخ
- الانتقال الديمقراطي في المغرب بين التناوب المغدور و التناوب ...
- -هاذْ بنكيراااان، فْرااااااااااسو شي حاجة !!!-
- ما أخوفني على مستقبل بلادي في ظل حكومة رئيسها لا يرى أبعد من ...
- ما سر صمت شيوخ الفتنة على دعوة -أبو زيد- إلى مراجعة أحكام ال ...
- وصفة -بنكيران- لحل مشاكل المغرب
- من أجل الوطن واستقراره، الحاجة إلى ثورة ثقافية متعددة الأبعا ...
- رئيس الحكومة وملف الأساتذة المتدربين: تعنت غير مفهوم !!
- قراءة في المشهد السياسي المغربي على ضوء الانتخابات الأخيرة: ...
- بنكيران ومحاربة الفساد أو حين يصبح الكذب منظومة سياسة وأخلاق ...
- إلى رئيس الحكومة وإلى كل من يهمه الأمر
- فتاوى التكفير إنكار لمشيئة الله وتهديد لاستقرار المجتمع
- عن الطعن السياسي والطعن القضائي في الانتخابات
- ما ذا يُهيَّأُ للشعب المغربي باسم -الإصلاحات الكبرى-؟
- ما المانع من العودة إلى البيت الاتحادي من أجل بناء حزب اشترا ...
- تقييم نتائج الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات الأخيرة بين النظ ...
- الإرث في الإسلام بين الفهم الجامد والفهم المتجدد للنص القرآن ...
- في حضرة عريس الشهداء المهدي بنبركة، نداء من أجل وحدة الاتحاد ...
- في الحاجة إلى عمر بن الخطاب، مرة أخرى!
- ملاحظات حول دور القضاء في الإشراف على الانتخابات


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - من وحي التعاطي مع مستجدات القضية الوطنية: النحل، حتى وإن قل عددا يبقى الأجدى نفعا !!