أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أسامة النجيفي وخلط الحق بالباطل















المزيد.....

أسامة النجيفي وخلط الحق بالباطل


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لقاء أجرته جريدة" الشرق الأوسط " السعودية / عدد 19 مايس / آيار، قال زعيم كتلة " اتحاد القوى " أسامة النجيفي الكثير من الآراء والمعلومات، سنتوقف عند أهمها باختصار ولنبدأ بالحامض منها:

النجيفي يحاول أن يبرأ نفسه وجماعته من زاعمي تمثيل طائفة العرب السنة من المشاركة في المشروع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للاحتلال الأميركي، بحجة واهية هي أنهم لم يكونوا جزءا من المعارضة اللندنية لنظام صدام حسين، وأنهم لم يلتحقوا بالعملية السياسية منذ البداية في سنة 2003 بل منذ سنة 2005 وحين التحقوا بها كانت المحاصصة الطائفية موجودة .. فهل هذا السبب يعفيهم من المسؤولية عما حدث ويحدث وهل أن الفرق الزمني وهو بحدود عامين بين بدء العملية السياسية ومشاركة الجماعة فيها يعطيهم الحق في التميز عن زملائهم زاعمي تمثيل المكونات الأخرى؟ وهل أن المشاركة في العملية السياسية الأميركية والطائفية من قبلهم، طوال أكثر من أحد عشر عاما، لا تعتبر تزكية وترسيخا لها ومشاركة فعلية في جميع كوارثها؟

و يقول النجيفي إن ( الدولة بمعاييرها الصحيحة أو حسب تعريفها عالميا مفقودة في العراق وما موجود هو سلطة تحاول بناء دولة ولكنها تنتهك الكثير من القوانين النافذة والدستور)، وفي موضع آخر من اللقاء يقول إنه و زملاءه في تحالف القوى يتحركون (بوصفهم رجال دولة يدافعون عن الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب والأصول القانونية). فكيف يمكن الجمع بين التحفظ والمعارضة للنظام وبين تأييد أسسه وركائزه والمشاركة الفعلية في مؤسساته على أعلى المستويات؟

ويقول النجيفي إن جميع من تولى الحكم بعد 2003 يتحمل المسؤولية وخصوصا نوري المالكي( الذي يتحمل مسؤولية الفشل أكثر من غيره ). لا اعتراض على تحميل المسؤولية لمن ذكرهم النجيفي وخصوصا المالكي، ولكن ماذا عن تحالفه العسكري والسياسي المعلن هو وأخيه أثيل وقيادة تحالفه مع دولة أجنبية هي تركيا، دولة لها أطماع تاريخية في أرض ومياه العراق و تحتل أراض عراقية بالدبابات، وترفض الانسحاب منها بعد أن طلبت السلطات العراقية الرسمية مدعومة بالأمم المتحدة منها الانسحاب؟ و ماذا بخصوص دور أخيه، أثيل، في سقوط الموصل و هو الذي حملته لجنة التحقيق في سقوط المحافظة حصته من المسؤولية و تم إقصاؤه من منصبه كمحافظ لنينوى ولكنه ارتدى الزيتوني وصار زعيما لمليشيا عائلية خاصة؟ ثم، ما الفرق بينه – بينهما – بينهم، وبين حلفاء وبيادق إيران في الحكم من هذه الناحية؟

ومن الحامض، المركز الحموضة، نقرأ جواب النجيفي على سؤال يقول ( اجتمعتم مؤخرا مع وفد من الإدارة الأميركية فماذا بحثتم ) فأجاب النجيفي أسامة ( هم يقولون إن البلد – يقصد العراق وليس مدغشقر طبعا - لا يتحمل الآن استبدال رئيس البرلمان أو الحكومة أو الجمهورية، باعتبار أن هناك معركة، فقلنا لهم : ربما لن نفتح هذا الملف في هذه الأيام ولكن موضوع التغيير ليس من المحرمات ) وترجمة كلام النجيفي بالعراقي الفسيح ( بلي استادي، لن نغير شيئا أو أحدا الآن كما ترغبون، و سيبقى نظام حكم المحاصصة الطائفية الفاسد على ما هو عليه، ولكن من حيث المبدأ فإن تغيير الرؤوساء ليس محرما). وهذا كلام فارغ وحيلة بليدة لا تنطلي على أحد، فحجة استمرار المعركة التي ترفعها الإدارة الأميركية يدحضها رفضهم المعلن والعملي لأي عملية عسكرية تستهدف الفلوجة ومناطق أخرى، و عرقلتهم وتأخيرهم لأي تقدم حقيقي باتجاه الموصل، ثم ما المانع من أن يمضي التغيير قدما لو كنتم صادقين، مع استمرار المعركة، وأخيرا أليس ما يفعله النجيفي و العبادي والسفيران الأميركي والإيراني من تغييرات وزراية وتعديلات كثيرة الآن شيئا من قبيل التغيير؟ أم أن التغيير الحلال والإصلاح البلال لا بد أن يكون بنكهة وتصميم أميركي وإيراني ليستمر؟ وهذا يعني لا تغيير ولا إصلاح ولا بطيخ ولا يحزنون.

هذا عن بعض الحامض الذي ورد في كلام أسامة النجيفي فماذا عن الحلو يا حلو؟


نأتي الآن إلى "الحلو" في كلام السيد أسامة النجيفي، في لقائه مع جريدة " الشرق الأوسط"، وهو قليل، وقد لا يعجب المدمنين على هجاء الحامض ممن تنطبق عليهم مقولة ( كل من عدوه گبال عينه )، فهؤلاء لا يعترفون لخصومهم الطائفيين بأي ميزة أو إيجابية أو كلمة حق؛ من هذا الحلو الذي قاله النجيفي هو تمييزه بين نوعين من الفصائل ضمن "الحشد الشعبي" فبحسب كلامه، هناك نوعان من القوى في الحشد الشعبي: النوع الأول هي ( قوى مسيطر عليها ضمن مؤسسة رسمية هي " الحشد الشعبي" وهذه تقاتل دفاعا عن العراق، و هناك قوى أخرى منفلتة ومرتبطة ببعض الدول، إذ يوجد أكثر من 45 فصيلا مسلحا في العراق وقسم من هذه المجاميع تقتل وتختطف الناس). أطراف كثيرة سترفض هذا الكلام الصريح لأنه صدر عن النجيفي بالذات، ولكنهم لم يقولوا شيئا حين فرَّق مقتدى الصدر بين " مليشيات مجاهدة " و "مليشيات وقحة " وهذه الأخيرة لا تنشط على كوكب المريخ كما يعلم الجميع بل في المنطقة الغربية، وهناك ما هو أصرح مما قاله النجيفي جاء على ألسنة العديد من أقطاب العملية السياسية الطائفية من الإسلاميين الشيعية من معان مماثلة ولكن بكلمات مختلفة قليلا أو كثيرا، فلماذا هذا الصمت على فصائل حشدية معينة فالتة أو وقحة تقوم بأعمال خطف وقتل للعراقيين الأبرياء؟

ولماذا ثمة صمت أكبر على ما تقوم به فصائل حشدية معروفة من أعمال قمع وتصد للتظاهرات السلمية كما حدث بعد اقتحام مبنى مجلس النواب وتفاخر بما قامت به مستشار المرشد الإيراني على أكبر ولايتي؟

ولكن السؤال الذي يوجه للنجيفي – لتقليل احتمالات تخمر الحلو وتحوله إلى حامض – هو : طيب، إذا كنت - يا حضرة النائب - تعترف بأن هناك ( قوى مسيطر عليها وتقاتل دفاعا عن العراق) في الحشد الشعبي، فلماذا رفضتم رفضا باتا أن تقاتل هذه القوى في عملية تحرير الموصل وفيما يتراكض أفراد مليشياتكم العائلية "الحشد الوطني" كالمعتوهين خلف الضباط الأتراك المحتلين للأراضي العراقية في معسكرات التدريب في بعشيقة؟

ثم يأتي النجيفي بمثال محدد و صريح على ما يقوم به النوع الفالت من قوى حشدية من ممارسات وارتكابات ويقول أن تحالفه طرحها على رئيس الوزراء في مذكرة رسمية وطالبه بالتدخل وهو ما يتعلق باختطاف أكثر من ألفين وخمسمائة مواطن ومواطنة من أهالي الأنبار ونينوى في منطقة الرزازة من قبل مسلحي ("حزب الله" العراقي وهو جهة معروفة اختطفت جنودا وسيطرت على أسلحة بما فيها دبابات والحكومة لا تستطيع ان تتدخل وتطلق سراح هؤلاء الأبرياء... ونحن منذ فترات طويلة نطالب رئيس الوزراء بالتدخل لإطلاق سراح المختطفين وفي بعض المرات يعلن صراحة أنه لا يستطيع التدخل...) كما قال النجيفي حرفيا وهو مشكور على دفاعه عن مختطفين عراقيين بهذا العدد الضخم من الأبرياء ولكن هل من المعقول أن يكتفي النجيفي أو تحالفه بالمذكرات والحوارات الثنائية مع العبادي لحل هذه الجريمة البشعة إن صح وقوعها، فيما يستقتلون على حصتهم من الحقائب الوزارية ومناصب جماعتهم في الرئاسات والغنائم ويهرعون الى السفراء الأجانب في كل مرة تهدد فيها تلك المناصب والمغانم؟

سؤال أخير على افتراض صحة المعلومة بخصوص مختطفي الرزازة و أنا أرجح أنها صحيحة :

إذا فهمنا أو فسرنا سكوت الإسلاميين الشيعة على هذه الجريمة على خلفية مواقفهم الطائفية الخاصة، وبظروف الاستقطاب الطائفي الحاد في العراق، فلماذا يسكت المدنيون والديموقراطيون اليساريون والمدافعون عن حقوق الإنسان والحيوان والبين بين عن هذه الجريمة بحق آلاف العراقيين؟

رابط لقاء جريدة " الشرق الأوسط " مع أسامة النجيفي:

http://aawsat.com/home/article/643886/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%80-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%B1%D9%82-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%88%D8%AC%D8%AF-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B4%D9%84
Share on Facebook



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرجعية السيستاني ودورها منذ 2003 .. حوار في العمق
- وكتلة الأحرار العابرة و ثلة الحكيم ومبادرة العطية
- ج2/ التعريب السياسوي للكتلة التاريخية
- السفارة الأميركية تلعب بالنار و يجب تطويقها سلميا!
- ج1/ التعريب السياسيوي للكتلة التاريخية
- ج2/ - الكتلة التاريخية- عراقيا -تفكيك المصادرات
- ج1 / - الكتلة التاريخية- عراقيا -تفكيك المصادرات
- ما حقيقة العلاقة بين المرجعية السيستانية والصدر والحكيم والم ...
- أخر خطاب للصدر وقضايا أخرى
- العبادي وخصومه محقون لأنهم على باطل
- ما الموقف من مشاركة- الحشد الشعبي - في تحرير الموصل؟
- الصدر ولجنته: طبيب يداوي الناس؟!
- إصلاحات الصدر:الحل الحقيقي يبدأ بحل تياركم وأمثاله
- إصلاحات الصدر : حل تيارك وأمثاله بداية الإصلاح الحقيقي
- الإقليم السني وآخر تطوراته
- مشعان والأعرجي ومسرور يعترفون
- حزب المجلس يريد ضرب تأميم النفط وبيان فارغ لمتزعمي التظاهرات
- لا للتطهير الطائفي والعرقي في العراق
- الرقعة الطائفية وشقوق نينوى والأنبار
- والسيستاني والجبوري وأحداث المقدادية المأساوية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أسامة النجيفي وخلط الحق بالباطل