أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عدنان الصباح - الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (9)















المزيد.....

الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (9)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 00:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يأتي معدن الماس بعد الكولتان كمعدن نقمة أيضا على الشعوب الإفريقية التي تترض لنهب متواصل ومنظم لثرواتها وبدل أن تكون هذه الثروات مصدرا للرخاء والتطور جاءت لتكون مصدرا للتدمير والإفقار والحروب المتواصلة وهو ما ترغب به الشركات الدولية الكبرى للإبقاء على مصادر ربحها وفيرة وتقول تقارير البنك الدولي مثلا عن الحال في الدول الإفريقية الغنية بالمعادن الثمينة والضرورية للصناعات الحديثة أن تعداد الفقراء يصل في نيجيريا إلى 68% وفي انغولا إلى 43% والى 75% في زامبيا وحوالي 88% في الكونغو وفي مقارنة أخرى تقول هذه التقارير انه مقابل كل امرأة فرنسية واحدة تتوفى أثناء الولادة مثلا تموت مائة امرأة في دولة النيجر وهذا فقط على سبيل المثال والمقارنات تطول مما يوضح أن ثروات هذه البلاد تنهب لصالح هذه الشركات وعبر وكلاء محليين.
يقول صاحب كتاب " آلة النهب – أمراء حروب السرقة الممنهجة لثروات إفريقيا" أن مصدر المآسي في تلك البلاد – يقصد إفريقيا ليست الحروب الداخلية فقط بل أيضا عمليات نهب مبرمجة تمارسها الشركات العابرة للجنسيات بالتواطؤ مع الطبقات الحاكمة ويذهب إلى حد القول أن الراحة الحياتية التي تعيشها المجتمعات الغربية ثمنها شقاء لا نظير له في دول إفريقيا ويوضح أن مصدر ثراء البعض وعوز الغالبية هو العولمة التي لم تجلب الراحة لشعوب قارة تشتهر بثرائها بالمعادن والموارد الطبيعية ويرى المؤلف أيضا أن هناك خيطا رفيعا يربط العولمة بثراء الأغنياء وتعاسة الفقراء المتزامنة وهو يرى ان الحالة المتردية التي تعيشها دول جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية تقع مسئوليتها على الدول المستعمرة هناك وعلى املاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في حين يرى منظرون رأسماليون من خدم الامبريالية أن السبب يكمن في عدم قدرة هذه الشعوب على إدارة شؤونها وعلى تخلفها وعدم قدرتها على حكم نفسها وانشغالها بالحروب القبلية ويتناسى هؤلاء المنظرين أن هذه الأسباب إن وجدت فان المحرك الرئيس لها ومسببها هم المستعمرون أنفسهم لإبقاء البلاد في حالة من التردي والتخلف ليسهل السيطرة عليها وسرقة ثرواتها.
اتهم طاقم خبراء تابع للأمم المتحدة إسرائيل بالاتجار بما يعرف ب "الماس الدموي". " وتطلق هذه التسمية علي الماس الخام الذي يتم الحصول عليه من دول أفريقية مقابل تزويدها بشحنات أسلحة من إسرائيل لاستخدامها في الحروب الأهلية في الدول الإفريقية مثل الكونغو وأنجولا ودول أخرى عديدة, ومن جراء هذه الحروب فقد قتل وهجر مئات الآلاف من الأفارقة الأبرياء. ونشرت صحيفة (هآرتس) العبرية أن السفراء الإسرائيليين السابقين في غرب أفريقيا مهدوا الطريق أمام شركات محلية في عملية تصدير السلاح الإسرائيلي إلي نيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية، ويدير حركة إنتاج وتصدير الماس تاجر الماس الإسرائيلي باني شتاينمتز، الذي تقدر ثروته بأربعة مليارات دولار، ويوزع نشاطه بين سيراليون وبوتسوانا والكونغو وزامبيا، عن طريق شركات أجنبية، كما انه يملك منجما للماس هو الأكبر في سيراليون ويمول بناء مستوطنات جديدة في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة, وقد ذكر تقرير للأمم المتحدة انه خلال الفترة من 1997 حتي 2003 تصاعدت الحروب الأهلية في أفريقيا بفعل الشركات الإسرائيلية وشركات بيع السلاح، وكان هدف الحروب السيطرة علي مناجم الماس هناك، واشتهرت هذه الحروب بتجنيد الأطفال ،والعديد من الرؤساء السابقين لسيراليون وليبريا وجنرالات الحرب في وسط وغرب أفريقيا انخرطوا في تهريب الماس وخصوصا رئيس ليبريا السابق تشارلز تايلور الذي اتهمته محكمة دولية بتلك التهمة في عام 2004 ، وقد فشل مشروع (كمبيرلي برسس سيرتفكيشن) الساعي إلي منع عمليات استغلال الماس لتمويل الصراعات والحروب الأهلية في أفريقيا بسبب خلافات في داخل المنظمة بين مجموعات الضغط ولوبي الماس الذي يضم مليارديرات إسرائيليين لهم نفوذ داخل الكونجرس الأمريكي. وقد جاءت فكرة مشروع (كيمبرلي) نتيجة للغضب العالمي من الحروب الدائرة في دول مثل ليبيريا وسيراليون والتي تمول من عائدات الماس، وقد اصدر مجلس الأمن الدولي العديد من القرارات في نهاية التسعينات علي خلفية هذه الصراعات بهدف تقييد استيراد الماس الخام من مناطق الحروب والصراعات في أفريقيا وذلك لمنع استخدام العائدات في الصراعات الإفريقية الداخلية، وقد فرضت الأمم المتحدة علي الدول المصدرة للماس شروطا علي عمليات البيع عرفت بشروط "كمبرلي" تجبر بموجبها هذه الدول التصريح عن كميات وأسعار الماس المصدر والسجلات التي توضح طرق إنفاق عائداته، لكن الأمم المتحدة وكعادتها حين تكون قرارتها ضد إرادة قوى الرأسمال والامبريالية تبخرت لأنها اصطدمت بالرفض الإسرائيلي والأمريكي عبر الالتفاف علي القرار من خلال وسطاء محليين هم أصلا جنرالات أفارقة سابقون وحاليون يتاجرون في الماس لمصلحة التجار الإسرائيليين الكبار الذين يسيطرون علي 36مليار دولار هي حجم تجارة الماس في السوق العالمية سنويا.. وأشهر تجار الماس هم جاكوب باندا رئيس نادي تجار الماس في الولايات المتحدة وروني فريدمان رئيس جمعية مصنعي ومستوردي الماس في أمريكا، وديفيد أبراهام نائب رئيس نادي الماس في نيويورك وجميعهم من الأمريكيين اليهود ،وثيقي الصلة ب"الايباك" وهي اكبر منظمة يهودية في الولايات المتحدة والأكثر نفوذا في البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الدفاع الأمريكية, وفيما بعد فقد اعترفت رئيسة ليبريا إلين جونسون-سيرليف، أن تجارة الماس لعبت دورا كبيرا في الماضي ليس في خدمة حاجات الشعب ولكن في تأجيج النزاعات بدلا من المساعدة في تمويل المشروعات التنموية ومعالجة الفقر وقالت إلين جونسون " في الحقيقة، بالنسبة إلينا وبعض البلدان المجاورة لنا والغنية بالموارد، فإن اللعنة أصابت هذه الموارد " ومن المعروف جيدا أن رئيس ليبيريا السابق، تشارلز تايلور، اتهم بتأجيج النزاعات في البلدان المجاورة وذلك بتزويد المتمردين بالسلاح المستورد من إسرائيل وتوفير التدريب لهم علي يد خبراء ومرتزقة إسرائيليين ومدهم بالمال مقابل حصوله علي الماس المستخرج من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (8)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (7)
- بس إستنا نتفة
- شمعا يحرق شمع
- إنهم يتوسعون... إننا ننحسر
- الرئاسة الأمريكية وحكاية إبريق الزيت
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (6)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (5)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (4)
- بيرزيت... درس للجميع من الجميع
- الإفساد سلاح أعداء الشعوب الأخطر
- فلسطينيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (3)
- طريقنا الوحيدة إلى الأمام
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (2)
- حتى لا نبحث بين الركام
- تاريخ مشوه... يقين بعيد
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية
- الوطنية الفلسطينية... الى اين؟
- أيها الحاخام... غادر بلادنا إذن


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عدنان الصباح - الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (9)