أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كاظم حبيب - في انتظار رد الشعب على بيع مصر















المزيد.....

في انتظار رد الشعب على بيع مصر


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 09:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    




أسقط نضال الشعب المصري دكتاتورية حسني مبارك العسكرية-المدنية في ثورته المقدامة في 25 يناير 2011، ثم أسقط بملايينه التي نزلت على شوارع القاهرة وبقية أنحاء مصر في 30 يونيو 2013 دكتاتورية الإخوان المسلمين السياسية ورئيسها المستبد محمد مرسي. وقدم لنيل حريته وحقوقه الأساسية واستعادة كرامته المهدورة وتحسين ظروف العمل والعيش بأمن واستقرار وتقدم، الكثير من التضحيات الغالية. وكان في ذلك قدوة لكل الشعوب العربية وشعوب المنطقة، وهلل لهاتين الثورتين الرأي العام العالمي. لكن هذا الحراك المدني الشعبي المقدام فشل في دفع الثورة إلى أمام لتحقيق نجاحات جديدة، من أجل فشب إقامة نظام سياسي مدني ديمقراطي رشيد بالبلاد، إذ حل العسكر، الذي ركب الموجة الثورية بشعارات تتماها مع إرادة الشعب، محل الإخوان المسلمين في حكم البلاد. وأصبح الشعب في مواجهة حكم عسكري غاشم، ولسان حال الشعب يقول" اردناك عوناً لنا، وإذا بك فرعون مصر الجديد علينا!!".
لقد فرض ميزان القوى السياسية بمصر نظاماً سياسياً فرديا تسنده قوىً في قمة القوات المسلحة المصرية، ويدور في مصر صراع محتدمً حول الاتجاهات والإجراءات والاتفاقيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للرئيس المصري، السياسة الفاقدة للتأييد من جانب القوى التي أشعلت الثورة الشعبية وأسقطت نظامين سياسيين لأنهما جائران، فكيف هي حالة مصر الآن؟
حين تطالع الصحف المصرية تواجه، كما في كل النظم السياسية غير الديمقراطية، مجموعة من الإعلاميين الذين يسبحون بحمد السلطان ليل نهار، ويهللون لسياساته وإجراءاته وكأن ما يقوم به منزل من السماء، إنهم وعاظ السلاطين ومرتزقته الذين لا يكفون عن شتم الشعب ومدح المستبد بأمره وجعله في مصاف الأولياء الصالحين. إنه يدوسون بذلك لا على كرامتهم فحسب، بل وعلى كرامة الشعب المصري الشجاع، سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه.
ولكنك تجد في المقابل تلك المجموعة من المثقفين والكتاب والإعلاميين الأحرار الذين قرروا عدم السكوت إزاء المزيد من المظالم التي يتعرض لها الشعب المصري والانتهاكات الفظة المتواصلة لحقوق الإنسان، والتجاوز المتفاقم على الشرعية الدستورية من جانب النخبة الحاكمة، ومن جانب السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في آن. فالسجون المصرية تحتضن الكثير من الصحفيين والمثقفين والمناضلين الذين تصدروا الثورتين السابقتين وناضلوا بعناد في سبيل حرية مصر واستقلالها وسيادتها وحقوق شعبها الأساسية.
وبالرغم من شدة الرقابة على الإعلام المصري وحركة المناضلين والمثقفين الأحرار، تنقل بعض الصحف المصرية ووكالات الأنباء العالمية، حقيقة الغضب العارم المتصاعد يوماً بعد آخر، بعد أن باع حاكم مصر الجزيرتين بـ 22 مليار دولار أمريكي، كما أوردته وكالات الأنباء العالمية ، هما "تيران وصنافير" (انظر التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الامريكية 04-15-2016 http://thinktankmonitor.org) , ولو كانت إسرائيل قد دفعت أكثر، ربما لكانتا الآن في ملكية إسرائيل، وربما يجد المستبد بأمره جزراً أخرى لبيعها لمن يدفع أكثر!! فعلى وفق "التقرير المنشور في موقع قنطرة الألماني الحكومي، أشار إلى "أن اتفاقية الملك سلمان مع السيسي بشأن الجزيرتين شهدت توقيع 22 اتفاقية بما فيها اتفاق نفطي بقيمة 22 مليار دولار لمصر". (موقع بوابة الحرية والعدالة, جميل نظمي، دراسة ألمانية: السيسي يسابق الخديوي إسماعيل في بيع مصر، 26/4/2016).
ولم يكتف الحاكم الأوحد بذلك، بل أصدرت محاكم القاهرة، باسمه وليس باسم الشعب، أحكاماً جائرة تقضي بحبس 51 متظاهراً ضد بيع الجزيرتين لمدة عامين، لأنهما تظاهرا خارج نطاق القانون! وهكذا يقف الشعب المصري وقادة الرأي والإعلام أمام القضاء المسيس الخاضع لقانون جائر يحبس من يتظاهر للتعبير عن رأيه وموقفه من سياسات تصادر حقوقه، لأن وزارة لداخلية ترفض منح حق التظاهر، المكفول دستورياً، لمن يريد التظاهر ضد سياسات الحكم الجديد!
وتشير آخر الأنباء، ونأمل أن يكون الخبر غير صحيح، إن الحاكم المصري باع المركز التاريخي لمدينة القاهرة لدول الخليج. وهو تعبير صارخ جديد عن الأزمة الاقتصادية والمالية التي تواجه حكام مصر الجدد، وهم كما يبدو، على استعداد لبيع المزيد من مصر بالمزاد السري الذي يعلن عنه بعد حين، أو يسرب عبر وكالات أنباء مطلعة، تضع الشعب المصري أمام الأمر الواقع وهو المشغول والعاجز عن تأمين لقمة عيشه اليومي وهم الذين يشكلون الجزء الأعظم من شعب مصر الشقيق. فأخر المعلومات تشير إلى واقعين مؤلمين جداً هما:
1. تزايد نسبة الفقر في مصر، إذ يقول الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، إن نسبة السكان المصريين تحت خط الفقر تجاوزت الـ50%، ما يشكل كارثة حقيقية، ..." (موقع البديل، مصر في اكتوبر/ تشرين الأول 2015)
2. صرح مدير الجهاز المركزي للإحصاء أن عدد المتعطلين بلغ 3.6 مليون متعطل بنسبة 12.8% من إجمالى قوة العمل، وبزيادة قدرها 78 ألف متعطل عن الربــع الســابق وبانخفاض قدره 33 ألف متعطل عن نفس الربع عام 2014. (موقع الوفد، أرقام عن الربع الأول من عام 2016 )
ولكن المدير السابق لإدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي خالد إكرام قدر معدل البطالة في مصر بأكثر من 25%. يأتي هذا بينما تظهر التقديرات الرسمية أن نسبة البطالة عند حدود 13% فقط. ( موقع الجزيرة نت، معدل البطالة في مصر يتجاوز 25%، آذار/مارس 2014).
أوعدا عن ذلك فأن الصحافة الحرة في مصر تواجه كابوساً جديداً لم تعرفه من قبل، رغم كل الاستبداد الذي عرفته مصر في تاريخها المعاصر ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن. لقد انتهكت قوات الشرطة والأمن المصريين، بقرار من وزير الداخلية، حرمة المقر المركزي لنقابة الصحفيين واعتقلت اثنين من الصحفيين المطلوبين من الوزارة واللاجئين إلى النقابة، رغم أن قانون النقابة يحرم مثل هذا الانتهاك لحرمة النقابة بأي حال. وقد أشعل هذا القرار غضب واحتجاج وإدانة الصحفيين المصريين والكثير من النقابات ومنظمات المجتمع المدني، وقاد إلى اعتصام أعضاء النقابة مطالبة المجلس العام للنقابة بإقالة وزير الداخلية، الذي أصدر مثل هذا القرار الاستفزازي المخالف للدستور وحرية الصحافة والصحفيين. وقد عبر الكاتب أحمد الصاوي في مقال له تحت عنوان "النقابة والعصابة" إذ كتب يقول:
لقد "وجدت النقابة ومجلسها وجمعيتها العمومية، مقرها يجري اقتحامه بضباط مسلحين، دون اتباع الإجراءات القانونية الصريحة، وهو أمر أغضب كرامتهم، وهذا حقهم قطعاً، لأن من حق كل فرد أن يحدد ما يمس كرامته، وأن يغضب له.." (الجمعة المصادف 6/5/2016، http://www.almasryalyoum.com/news/details/942669).)
وإزاء تدهور الأوضاع الأمنية، وخاصة بعد الحملات الإرهابية التي يتعرض لها شعب مصر، في سيناء وحلوان، وقتل المزيد من الشرطة والمواطنين وعجز الحكم عن ملاحقتهم ووضع حد لإجرامهم، من حق الإنسان أن يتساءل: الى متى يصبر ويتحمل الشعب المصري، صاحب الثورات التي هزت مصر والعالم العربي وكل الدول المجاور، تلك الثورات التي أرعبت كل النظم والقوى الرجعية الحاكمة وغير الحاكمة في المنطقة، التي تظافرت جهودها لمصادرة الثورة وتشويه وجهتها ومضامينها؟ نحن مع شعب مصر، وكلنا توقع لرده الحاسم .. الرد المطلوب من الشعب المصري لمواجهة حقائق الوضع الجديد قبل أن تتراكم المظالم والانتهاكات أكثر فأكثر وقبل أن تباع مصر ذاتها لمن يدفع أكثر!!!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي ومهماته الملحة...
- الرفيق عزيز محمد في حواره الممتع مع الصحفي حمدي العطار (الزم ...
- الأحزاب الإسلامية السياسة ورعاع العراق!!!
- الآراء والمواقف المتباينة إزاء الأوضاع بإقليم كردستان العراق ...
- هل الرئيس التركي يسارع الخُطى نح استكمال بناء الدولة المستبد ...
- فشل الدولة الرثة ونظامها السياسي الطائفي الرث!
- معتقلو وسجناء العراق: من يدافع عن حقوقهم المغتصبة؟
- رسالة نداء للعراقيات والعراقيين ببرلين
- الطائفية القائمة بالعراق سادية المنهج والممارسة.... فإلى أين ...
- ما الهدف وراء مناورات النخب السياسية الحاكمة بالعراق؟
- من تسبب بسيول الدماء والخراب والبؤس بالعراق؟
- أفكار للمناقشة: مفهوم الأصولية والإصوليات الإسلامية
- صراع بين أنصار الدولة المدنية والدولة الدينية الطائفية!
- الكرد الفيلية ومعاناتهم بالعراق، وطنهم الأصلي
- الحراك المدني والجماهيري: إصلاح شكلي أم تغيير جذري؟
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!
- دماء وأشلاء بشرية تتناثر في باريس وبروكسل، من المسؤول؟
- تحية وتهنئة للحزب الشيوعي العراقي بعيد ميلاده الثاني والثمان ...
- رسالة مفتوحة إلى السيدة الفاضلة شروق العبايچي
- الأخطار المحدقة بالعراق واستهتار قادة الكتل السياسية


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كاظم حبيب - في انتظار رد الشعب على بيع مصر