التاريخ والاثار القبطية والقرار الجمهورى الجديد

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 10:46
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

اصدر الرئيس مبارك قرار جديد يحمل رقم 291 لسنة 2005 يفوض فيه المحافظين بالموافقة على هدم اى كنيسة قائمة وبناء أخرى مكانها وكذلك إعمال التوسعة أو الترميم التي تحتاج إليها اى كنيسة .
ولقد رحب الكثير من الأقباط بمثل هذا القرار مثل أبونا مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة والقس صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية واعتبره وزير الأوقاف ومحافظ كفر الشيخ ومحافظ القليوبية نصر جديدا للأقباط وهنا وان كنا لا ننكر إن هذا القرار له بعض الايجابيات مثل :
1 انه حدد مدة ثلاثين يوما للرد على اى طلب وهو بذلك قد يكون قد أنقذ الأقباط من عمليات التسويف والمماطلة وإخفاء الدوسيهات التي يتعرض لها كل من تسول له نفسه التقدم باى طلب لترميم اى كنيسة .
2 انه لا يجوز رفض الطلب إلا بقرار مسبب وقد يكون هذا عائق يعوق كل المعطلين للقرارات الخاصة بالكنائس .
وقد حاولت إن استشف واكتب اى ايجابيات أخرى فلم أجد وذلك حتى لا يقولوا علينا إننا لا نرى إلا نصف الكوب الفارغ لذا فضلت إن ابدأ بالايجابيات التي ذكرتها فيما سبق .
ولكن رغم ترحيب المرحبين وتهليل المهللين فأنهم لم يلتفتوا إلى الآثار السلبية لهذا القرار والمتمثلة في :
1 إن هذا القرار لم يذكر إلا هدم الكنائس القديمة وبناء أخرى محلها ولكنه أهمل بناء الكنائس الجديدة وكأن الأقباط لا يتزايدون بنفس المعدل الذي يتزايد به المسلمون وهم في حاجة إلى بناء كنائس جديدة مثل حاجة المسلمون إلى بناء مساجد جديدة وتناسى أيضا إن هناك مدن جديدة يسكن فيها أقباط يحتاجون لكنائس جديدة وترك هذا القرار في يد رئيس الجمهورية .
2 إن قرار الترميم والتوسعة والهدم وإعادة البناء أصبحت بموجب هذا القرار في يد المحافظ وبناء الكنائس الجديدة لازال في يد رئيس الجمهورية فلماذا هذا التشتيت ؟ وهل هذا القرار مقدمة لعدم إقرار قانون البناء الموحد لدور العبادة ؟
3 إن هذا القرار يضر بتاريخ الأقباط اكبر ضرر فعندما يفرح الفرحون ويهلل المهللون لمثل هذا القرار فهم بذلك يهللون ويفرحون لمحو تاريخ الأقباط ولتدمير أثارهم النفيسة الموجودة في كل الكنائس القديمة .
فهل يدرك هؤلاء المهللون إن هدم كنيسة قديمة عمرها اكثرمن مائة عام هو هدم لأثار الأقباط.
وهل يدرك هؤلاء إن هدم اى كنيسة قديمة بما فيها من إيقونات وتماثيل جميلة هو محو لتاريخ الأقباط اى محو لذاكرتنا.
وهل لا يدرك هؤلاء إن جميع دول العالم تحافظ على المباني القديمة وتمنع هدمها وحتى مصر التي أصدرت هذا القرار لا يستطيع اى فرد فيها القيام بهدم اى فيلا قديمة دون إصدار قرار بذلك وما أصعب إصدار مثل هذا القرار فهل الكنائس القديمة لا تمثل أهمية مثل الفلل القديمة ؟
يجب على الأقباط بل يجب على الدولة إن تتكاتف مع الأقباط لترميم هذه الكنائس التي تحوى الكثير من الآثار النفيسة التي لا تقدر بثمن ويجب إعطاء الأقباط حقهم في بناء الكنائس الجديدة التي يحتاجونها على حسب زيادتهم الطبيعية بدل من وضعهم هكذا في خانة اليك وحصارهم بهذا الشكل إما هدم كنائسهم القديمة ومحو أثارهم إما عدم التصريح بكنائس جديدة

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات