أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - !!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله














المزيد.....

!!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 10:44
المحور: كتابات ساخرة
    


السيد رئيس الوزراء فى مصر المحروسة، أنا مواطن مصرى بسيط، لا اعرف مداخل الرضا لقلوب وزرائك كى يسعون فى حل مشكلتى كأب منجب للذكور وأشقى فى تربيتهم، ولا اعرف كيف أرفع عن كاهلى مشاعر الإحباط تصيبنى كمواطن مصرى، مما يجعلنى أطالبكم بتقديم الاستقالة من رئاسة الحكومة، وأطالبكم أن تدفعوا لى تعويضا ماديا وأدبيا عن ما أصابنى من مرض وهزال وتوقف القدرة على الإنجاب، راجيا أن يتم الحل فى الاستقالة والتعويض، بعيدا عن أيدى وزرائكم ممن يزينون فاسد الأمور، يعطونكم معلومات مغلوطة عن أحوال المواطنين، يصفون مشاعر الأسى لدى البسطاء بمشاعر حقد وكسل، يخرجون أصحاب الشكوى من دائرة من يشملهم حق المواطنة، ويدخلون أصحاب الرأى دائرة المفسدين فى الأرض.
السيد رئيس الوزراء، أنت أب مثلى تماما، لكننى أب مصري تحكمنى جينات جعلتنى متخصصا فى إنجاب الذكور، يمكننى ببعض الثراء والتشريعات الذكية أن أمد دولا وقبائل وعائلات بجيوش من ذكور المثقفين والفنيين والبلطجية والمهرجين، ولأننى أمارس الحياة فى ظل حكومات تقطع قدرة مواطنيها على الخلف، لذلك أحتفظ بذكرى أيام شقيت فيها منذ ثلاثة وعشرين عاما حتى أعطانى الله وللمرة الثالثة وليدا ذكرا، ولما كان البخل قد لحق بأهلى طوال قرون من الاحتلال والتّخلف وتسلّط الحكام، لذلك أسميت الوليد (كريم)، أملا أن يكون الولد كريما يرفع من شأن أسرتنا والتابعين، ووفيت الطقوس اللازمة كى يشبّ الولد كريما، فحين عجزت عن شراء خروف، تجشّمت مشقة شراء أرنب وذبحته عقيقة شرعيّة للطفل كريم، وفى وقت مناسب تخيرت ليلة الختان وبعض الدجاج، فأجاد حلاق قريتنا وقطع جزءا من جسد الطفل كريم، ومرت سنوات أتوسل فيها ظروف حياتنا بالاصطبار والعصامية كى يتفوق الولد كريم فى دراسته، وكريم يستجيب ببعض الزّجر والصبر والقبلات0
مرّت السّنون وكلى اقتناع بأن حكوماتنا الرشيدة، لا حاجة بها لأن أتدخل فى نظام التعليم، وحين مرت اثنا وعشرون عاما من تعليم الولد كريم، ذهبنا إلى كلية الهندسة بجامعة المنصورة، واستلمنا أوراقا حكومية تشهد بأن الشاب كريم قد تخرّج مهندسا متخصصا فى الاتصالات، ومن قبلها حصُل على أكثر من تسعين فى المائة من مجموع الدّرجات فى كل سنوات دراسته، من الابتدائى حتى الثانوية العامة، وحين حصلنا على شهادة الهندسة للولد كريم جلست مع زوجتى أم الأولاد الذكور على أرضية شقتنا المتواضعة، نستعيد جميل ذكرياتنا ونجهز طستا من الفَتَّ واللّحم ودورقان من الشّربات، نحتفل بفلذة كبدنا الذكر الثالث كريم تمهيدا لأن يصبح مهندسا يشغل وظيفة يستفيد منها الجميع، مستبشرين بأن حمل تربية الأولاد قد خف، وبدأنا نعدل خطتنا فى تربية الولد الذكر التالى.
السيد رئيس الوزراء، مرّت أكثر من خمسة أشهر كاملة على تخرج ابننا مهندسا دون أن يحصل على وظيفة مناسبة، ودفعته حكومتكم لأن ينضم مع الكثيرين من أمثاله إلى طابور العاطلين، ودفعتنا حكومتكم إلى الحسرة والألم على تعبنا فى تربية الولد كريم، وأفسدت حكومتكم علينا رائحة أى فتّ وطعم كل لحم وحمّضت لدينا كل شراب.
السيد رئيس الوزراء، إن حكومتكم تخدعنا فى تعليم أولادنا، ولا يعنيها تفوق آلاف من الخريجين، قد يكون الأمر معروفا لدى حكومتكم، بأن الشهادات فى مراحل التعليم يتم تدليس نتائجها، كى تحمل الطموحات السياسية لهذا الوزير أو ذاك، وأن يداً خفيّة تحول دون تطوّر التعليم فى بلادنا، وأن تخطيط إنتاج القوى العاملة يسعى لتحقيق مصالح أجنبية تسعلى لتفريغ بلادنا من الكفاءات العملية، وأن جامعاتنا أصبحت مرتعا للتزوير العلمى كى يفسد عقلنا الجمعى، وقد يكون الأمر واضحا لدى حكومتكم، خلافا لما يحمله أمثالى من مشاعر الأسى غير الموضوعية، بأن شهادات التخرج حقيقية، وأن تفوق أبنائنا حقيقى، لكن الوظائف محجوزة لأبناء طبقة جديدة من الطفيليين يعتبرون البلد ميراثا لهم ويبقون القليل من الوظائف للسّابلة ذراً للرّماد فى العيون.
السيد رئيس الوزراء، أنتم تعلمون أن مشكلة بطالة المهندس كريم هى مشكلة مئات الألآف من أبنائك وأبنائى، وأن أسباب البطالة معروفة وعلاجها ممكن، وأن حكومتكم لا تقوى على معالجة البطالة أو تقديم استقالتها، فلماذا لا تقدمون انتم استقالتكم، كى تحرجوا الحكومة وتقلبوا الطست على رأسها؟ وان فعلتم هذا السلوك الديمقراطى، سأكون أول المطالبين بعودتكم على رأس حكومة جديدة.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاية انتخابية !!
- !!.. الفاضل مستجاب
- !! خيل الحكومة .. لا تموت سريعا
- !! الجوع .. كافر
- !!.. عليه العوض
- ثقافة المقابر..!!
- !! دوابنا الثقافية
- !!دكتوراه.. للبيع
- !!الرقص .. على حافة البئر
- !!ويغتالون بحر النيل.. يا كبدى
- البيات الحضارى
- !!صناعة دماغ.. ثقيلة
- !!.. للشهامة ضوء أحمر
- موت إبن الملك
- موت ابن الملك
- !!صاحب الهوى.. الديمقراطى
- !!دراساتنا العليا.. بلا وكسة
- !! .. موائد اللئام
- !!التلوث .. بالصمت والأمونيا
- !! فسادنا .. ثقافة فقر


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - !!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله