أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هلوسات بطل التحرير القومي ؟














المزيد.....

هلوسات بطل التحرير القومي ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 381 - 2003 / 1 / 29 - 04:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                    

في تاريخ الأمم والشعوب الحية لاتتكرر كثيرا أحداث التاريخ الصعبة وزواياها الحادة ! إلا أنه في الحالة العراقية الراهنة يبدو المشهد السياسي العراقي داخليا وخارجيا أغرب من الخيال بحقائقه السوريالية ، وبتجلياته الميتافيزيقية ، وبالصورة النمطية والثابتة لإدارة الصراع  بشقيه السياسي والعسكري ؟ ، فرغم مرور أكثر من عقد ونيف من السنين العجاف على هزيمة النظام العراقي التاريخية في ( أم المعارك ) ، وبرغم تجمع سحب الحرب التدميرية والمهولة التي ستمطر في القريب العاجل صواريخ الموت والهلاك التقني الرهيب على العراق ، لم يعدم الرئيس العراقي لا الوقت ولا الوسيلة للعودة لمسرحياته الإستعراضية القديمة ، ولأداء نفس الأدوار التراجيدية الفاشلة التي سبق للنظام العراقي أن أدار حرب تحرير الكويت من خلالها ، عبر التحديات الجوفاء والإستسلام للمصير القدري ، والتعلق بأهداب شعارات شبعت موتا منذ زمن ؟ والأهم من كل شيء غض البصر وإغلاق البصيرة عما يحدث في العالم وعن صورة المستقبل القريب التي لاتخفى ملامحها على كل ذي بصيرة ولو كانت محدودة ! ، فبالأمس أي قبل إثنا عشر عاما كان الإعلام العراقي وعبر وزير إعلامه السابق لطيف نصيف جاسم الدليمي يصدم العالم بتصريحات غريبة ومثيرة للجدل والغثيان حول أوهام القوة وحول حدود الإنتصار وحول التلويح بفيتنام عراقية جديدة سيغرق في أحوالها الأميركان إن هم تجرأوا ولامسوا حدود العراق أو الكويت ( المحافظة التاسعة عشر وقتها )!! ، لابل أن السيد وزير الإعلام قد راهن وبلغة إنكليزية ركيكة ومن على شاشة السي أن أن ( قبل أن تظهر الجزيرة )! من أنه ( سيقطع يده ) إن تمكن الأميركان من فعل أي شيء !! وإن على الشعب الأميركي أن يستعد لإستقبال أبناءه بالأكياس البلاستيكية السوداء!! فلما هبت عاصفة الصحراء ولمدة أربعين يوما لم نر أثرا للسيد الوزير ولالتصريحاته ولا لعنفوانه بل توارى منذ تلك اللحظات ليكون اليوم مجرد مسؤول عن طبع وتوزيع صور  ( القائد المنصور ) في قيادة حزب البعث!!! ، وبالأمس ويالسخرية الأقدار كان العراقيون والعالم على موعد مع التاريخ عبر متابعة تقرير بليكس والبرادعي والذي سيكون دون شك المدخل لحسم ملف عاصفة الصحراء القديمة المؤجل ! إلا أن للإعلام الرسمي العراقي العجيب والفضائحي رأيا آخر تمثل في عرض لقاء متلفز للرئيس العراقي مع بعض القيادات العسكرية وهو يستعرض أمامهم الموقف العسكري بطريقة هزلية بعد أن حشر مجموعة هائلة من الرتب العسكرية في إحدى الصالونات الرئاسية وأخذ ينفخ عليهم بسيجاره الهافاني الفاخر متوعدا الأميركان بهزيمة مذلة! وساخرا من التكنولوجيا وقوة النيران الأميركية ومتكئا على أحلام وأوهام القوة التي كانت سببا رئيسيا في تدمير العراق منذ مايربو على العقد من السنين! ولعل تصريحات الضباط العراقيين كانت أكثر هزلية وهم يعددون مناقب الرئيس ويلجأوون للغة التحريض والنخوة العشائرية في أولى حروب القرن الحادي والعشرين !! ومن أن معنويات الجندي العراقي هي في الذرى ؟؟ ترى أي عاقل أو متزن يصدق هذا الهراء ؟ وهل تتكون الإستراتيجيات العسكرية عبر جلسات شرب الشاي والقهوة وشرب الشيشة والتغني بأمجاد وبطولات عشائرية نعلم أنها دعايات قد تصلح لفيلم تلفزيوني ولكنها لاتصلح قط لفن إدارة الصراع والذي على مايبدو هو في آخر إهتمامات القيادة العراقية!! ولعل المثير للتعجب والحيرة هي تلك اللغة العجيبة والمتردية التي وصف الرئيس العراقي فيها معارضوه بقوله علنا وعلى رؤوس الأشهاد من أنهم مجرد ( مخانيث )!!! هكذا قالها ورب الكعبة ؟

فهل ثمة توازن نفسي وقيادي يقف خلف تلك المصطلحات الفائقة الجودة والمعبرة عن طبيعة التفكير الإستراتيجي للقيادة العراقية وهي تمارس الصراع وتحاول إدارة واحدة من أعقد وأوسع أزمات عالمنا المعاصر ؟

وأعتقد أن دلالات مثل هذه التصرفات القيادية وهي تهدد الأساطيل الأميركية بالفناء لاتحتاج لتفسير نفسي وسلوكي ! وفي هذا الموقف فإنني أتذكر من أن الزعيم النازي أدولف هتلر وهو في أخريات ساعاته محاصر تحت دار المستشارية وجيوش الحلفاء فوق رأسه كان يعتقد بحتمية إنتصار الرايخ الألماني الثالث وبينما كان راديو برلين يذيع نشيد غروب الآلهة لفاغنر !! ، وإذا كان تكرار الحدث التاريخي يكون في المرة الأولى مأساة فإنه في الثانية ملهاة وكوميديا سوداء! وقد أثبت الرئيس العراقي وبالدليل الملموس من أن بعض المهزومين لايتعظون من تجاربهم بل أن تراكم الهزيمة يجعل تقبل الكارثة بمثابة حل سحري لنظام لم تعد تنفع معه كل الحلول؟

وعلى العراقيين السلام .

 

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟
- صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟
- خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟
- الرفاق حائرون - ... هل سيجاور ( صدام ) الرئيس ( سلوبودان ) ف ...
- هل تستطيع ( قطر ) منع الحرب الأميركية ؟
- المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟
- الكويت ... على سطح صفيح ساخن ؟
- ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟
- عراقيو الكويت ... وجوازات صدام السحرية ؟
- هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟
- حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياس ...
- نحو عقد عراقي جديد ... بالأمس شاوسيسكو .. وغدا صدام ؟


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هلوسات بطل التحرير القومي ؟