أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسعد عبدالله عبدعلي - الفتيات, ما بين رغبة التدخين وموقف المجتمع














المزيد.....

الفتيات, ما بين رغبة التدخين وموقف المجتمع


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5169 - 2016 / 5 / 21 - 14:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الفتيات, ما بين رغبة التدخين وموقف المجتمع

بقلم اسعد عبد الله عبد علي

جنان , فتاة جامعية متمردة, تفعل كل ما يحلو لها, لا يهمها رأي الناس بها, المهم أن ترضي ذاتها, كان نهار الأمس تجربتها الأولى بتدخين الاركيلة, حيث ذهبت مع صديقها إلى "كوفي شوب", قريب من الكلية, وطلبت اركيلة, واستمرت ساعة كاملة تدخن, شعرت أن أحاسيس كبيرة تتملكها, فهي تحس بذاتها المتمردة, عندما تفعل كل ممنوع, وطلبت من صديقها أن يصورها وهي تدخن, كي تري صورها لصديقاتها وأهلها, فهي ترغب أن يعرف الكل بما فعلت, كانت صورة بطلة الدراما التركية سمر, لا تفارق ذاكرة جنان, فمائة وخمسون حلقة أنتجت فتاة مدخنة.
تدخين الاركيلة من قبل البنات, أمر مرفوض اجتماعيا, حيث ينظر للمدخنة نظرة سوء, بسبب الصورة الملائكية التي يرسمها المجتمع للبنت, فلا يريد لها أن تهبط لمستوى اقل, لكن طبيعة المجتمع العراقي ليست واحدة, خصوصا في الوقت الراهن, فمؤكد أن تكون هنا أكثر من نظرة اجتماعية للموضوع, لكن يمكن حصر الآراء بثلاث:

"الرأي الأول: التدخين حرية شخصية"
أن الفتاة عندما تقوم بتدخين الاركيلة, لا يعتبر ذنب أنما هي تمارس حريتها, فالتدخين ليس من المحرمات شرعا, ولا يختص بالذكور فقط, لذا يعتبر تدخين البنات حق مشروع, لكن نظرة المجتمع تكون قاتلة, وممكن أن تهد سمعة عائلة بسبب اركيلة, فالمجتمع لا يشوه سمعة الموظفة المرتشية, ولا المعلمة المقصرة بعملها, لكنه يحطم سمعة البنت المدخنة, فقط لأنها دخنت, انه ميزان حكم غريب.
الحقيقة أن الفتاة هنا لم تفعل جريمة قانونية, ولم تخالف تعاليم الدين, بل هي مارست حقها, لكن أخطأت في ناحية واحدة, حيث أنها لم تهتم بردة فعل المجتمع, ومن هنا خلقت الإشكالية.

"الرأي الثاني: انحراف في السلوك"
التدخين بصورة عامة هو سلوك خاطئ, لكن من المرأة يكون اكبر, حيث يحول إلى دليل على انحطاط تربيتها, وتفكك عائلتها, فلو كان الإباء يهتمون بالشرف والسمعة, لما سمحوا لبناتهم بالتدخين, ولشددوا الرقابة على بناتهم, كي يحفظوا السمعة من الضياع, أن المرأة الملتزمة المحجبة التي تخاف الله في سلوكها, من المستحيل أن تجدها في "كوفي شوب" تدخن الاركيلة, انه سلوك كاشف لحجم الضياع, الذي تغرق فيه الفتاة المدخنة, واغلب المدخنات هن إما طالبات أو إعلاميات أو موظفات, أي في فئة النساء التي لها مساحة واسعة من الحرية, وهنا تم استغلال الحرية بشكل بشع, حيث لوثت سمعة أهلها, بسبب متابعتها للشهوات.
أن السمعة هو رأس مال البنت, لذا من المنطق أن تكون حربها الأشرس, هو في كيفية الحفاظ على سمعتها, وعدم متابعة الرغبات.

"الرأي الثالث: أنها تأثيرات العولمة"
مع الانفتاح الثقافي منذ عام 2003, ودخول الدراما العربية والتركية من دون استئذان, وبكثافة, حصل تأثير ملحوظ على العائلة, فتقليد الغرب سلوك انتهجه الكثيرون, وتحول العيب عندهم إلى أمر متاح وليس عيبا, أي إن قيم المجتمع تبدلت بفعل التلقي الايجابي المستمر, لطرح المثال الغربي عبر الدراما, ومن السلوكيات الجديدة, تدخين البنت للاركيلة, حيث تظهر الدراما لقطات لتدخين الفتيات في "الكوفي شوب", وتتكرر هذه اللقطات كثيرا, أي أنها هي رسالة خفية, من أن الأمر طبيعي وليس عيبا, إما الرجل المتابع لسموم الفضائيات, فانه يتغير رأيه من الرفض إلى عدم الممانع, أي إن الدراما غيرت الرؤية للسلوك, وهذا يعتبر أمر خطير ومهم ويجب دراسته .
أنها حرب القيم, التي يقودها الغرب, لغرض فرض المثال الغربي,كي يتحول الفرد إلى مستهلك بقيم هجينة, وبهذا يسيطر الغرب على مجتمعاتنا لعقود طويلة.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات العدل
- شارع المتنبي يتكلم سياسة
- دون كيخوته يظهر من جديد
- قناة الشرقية وإثارة الفتنة بين فصائل الحشد الشعبي
- من مزايدات صدام إلى مزايدات 2016
- العمال في العراق, واستمرار ضياع الحقوق
- الدولة العراقية تحارب الفقراء
- النجف تحت تهديد تنظيم داعش
- سعادة المدير العام, الساقط سابقا
- منهج الأمام علي في الإصلاح
- ما بين سياسة الأمام علي, وسياسة الكتل الحالية
- مسرحية البرلمان مع كوب شاي بالحليب
- مبردة مصطفى والبرجوازية السياسية
- العلل الخمسة لعودة القوات الأمريكية للعراق
- سليم واللعب على الحبلين
- العلاقة المحرمة بين داعش والبنوك الأردنية
- الاحتمالات السبعة للانسحاب الروسي
- الطريق إلى الباب المعظم
- فوضى عراقية ستنتج مصيبة
- السعودية, الخطر الحقيقي على المنطقة


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسعد عبدالله عبدعلي - الفتيات, ما بين رغبة التدخين وموقف المجتمع