أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - مربد الموتى ومربد الأحياء !














المزيد.....

مربد الموتى ومربد الأحياء !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 381 - 2003 / 1 / 29 - 05:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                 

  يبدو أنني سأحتفل سنويا ، وعلى طريقتي الخاصة ، بمناسبة مهرجان المربد "للشعر الحكومي / بكسر الشين أو فتحها لا فرق  " في العراق  . هذا ما فعلته في السنة الماضية في هذا الركن بالذات وهذا ما سأفعله اليوم مستمدا أخباري من شاعر  عربي  نحترمه شاعرا وكاتبا وصحفيا هو شوقي  بغدادي والذي  نرجو أن يتسع صدره لعتبنا القادم من قيعان الخذلان ،ممزوجا بعويل الكارثة المحدقة ، والتي لا يسلم من تحمل مسئولية حدوثها من نصبوا خيمة للزعيق الشعري مع احترامنا لشعراء العراق الحقيقيين والذين لاذوا بالعتمة حفاظا على ذهب الضمير وكرامة الشعر  في خراب اسمه العراق فيما اقتسمت المقابر ومنها مقبرة الغرباء في دمشق الشام وشوارع المنافي شعراء العراق وكتابه وفنانيه وعلماءه بعد أن جردت  بعضهم الحكومة ذات المرابد من كل شيء بدءا من الوطن وحق الدفن فيه وحتى حيازة وثيقة باسمه تسمى "الجنسية"   ثم جمعت تلك الحكومة  المصفقين لها من كل حدب وصوب وراحت تردح بشعارات تحرير الكرة الأرضية من الهيمنة الأمريكية في الوقت الذي يعجز  رموزها الكبار عن الخروج من العاصمة وزيارة محافظة عراقية مجاورة لها.
كنا سنسكت و " نمسحها بلحانا " كما يقول أشقاؤنا الشوام ، إكراما لشعر ابيضَّ  أو لمكانة إبداعية ترسخت لو أن الأستاذ بغدادي ذهب الى خيمة الشعر الحكومي في المربد وعاد مكتفيا  بتذوق ثمار مغامرته الشخصية تلك  ، و التي لن يعدم لقيامه بها سببا أو سلة أسباب أجزم بأنها نظيفة وحميمية لما عرفناه عن بحر الحب الذي يحتويه أغلب الشعراء العرب  للعراق وأهله ،ولكنه للأسف ما أن  عاد  من سفره  حتى  راح يزايد على الإعلام الحكومي في العراق  ويقرع شعراء المغرب ومصر  الذين قاطعوا المربد هذا العالم !  ترى ، أليس من حق زملائه العراقيين تحديدا ،  والذي قالوا ما لم يقله مالك في الخمرة بحق هذا المربد ،وبذلوا جهودا مضنية لتوضيح طبيعته لزملائهم من شعراء مصر والمغرب وطالبوهم باسم الزمالة وكرامة  الشعر والشعراء أن يتضامنوا معهم عبر مقاطعة ذلك المهرجان الذي أقيم على توابيت تجاربهم وبقصد دفنهم وهم أحياء ؟ أليس من حقهم  أن يقولوا للزميل بغدادي لقد تجاوزت على حقنا ورأينا ووقفت ضدنا صراحة هذه المرة ؟ لقد بادر بغدادي الى المشاركة في حفلة هذه السنة شخصيا، ولم  يمنعه سنه من الانضمام الى قافلة من شعراء سوريا بلغ عددها سبعين كاتبا وشاعرا لبوا دعوة إدارة المهرجان  فترك خلفه قبور شعراء و مفكري العراق في مقبرة الغرباء وذهب هو الى هناك ، فهل يمكننا أن نسمي هذا الفعل تضامنا وزمالة ؟
  صحيح أن من لم يطل عن قرب على تفاصيل الجرح  العراقي ومعاناة العراقيين كشعب ذاق الويل على يد الدولة القمعية طوال أكثر من ثلاثين عاما سيعتقد بأنهم مبالغون ، متطرفون ، مندفعون . وصحيح أيضا أن بعض العراقيين أو لنقل غالبية كبيرة منهم خارج العراق يخطئون أيضا فيعتبرون كل من لم يبد تضامنا أو تعاطفا معهم بمثابة العدو لا بل أنهم يطلبون من " العرب " أحيانا  أكثر مما يطلبون من العراقيين ، ولكن من الصحيح أيضا أن  َمن تضامن مع جراحاتهم  في ما مضى من الزمان أو ما هو راهن منه قلة قليلة . وكما أن على العراقيين أن لا يخلطوا بين من يرتزق باسم الشعر وعلى جثث العراقيين وبين صاحب وجهة نظر يريد أن يفهم واقع الحال ،فإن على غير العراقيين من العرب وغير العرب أن لا يخلطوا بين  من يرتزق من العراقيين باسم الجراح فيصطف مع شارون ودولته ،ويجعل من راية " السوريالية " التي يمتح منها شهرته  مجرد خرقة لمسح طاولات الجناح الإسرائيلي في  معارض  الكتب والتظاهرات الثقافية العالمية  وهم نفر معروف التوجهات والأسماء لا يتعدون أصابع اليد الواحدة ولعل أشهرهم " الشويعر  " المتصهين  و المواظب على زيارة " إسرائيل "  عبد القادر الجنابي وهو شخص فرنسي من أصول عراقية كما يبدو من لقبه ، وبين الكيان الإبداعي العراقي الشاسع و رموزه الفاعلة  والمقاومة للاستبداد الداخلي وللعدوان الخارجي .
  وأخيرا ، هل يمكنني أن أروج لحلم يعدل الصورة ويبث في حنايا العتاب شعاعا أخضر يرى الشاعر بغدادي نفسه فيه وهو يرافقنا من دمشق الشام الى بغداد المجد ونحن نصطحب معنا عظام شعرائنا ومفكرينا الى مربد آخر ، مربد للأحياء هذه المرة ، في عراق حي  ؟

========
المقالة الأسبوعية للكاتب وقد نشرت خطأً باسم المطرب العراقي صباح اللامي في عدد الثلاثاء 28/1/2003  من يومية "الزمان " . 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الع ...
- آخر معجزات المجلس الأعلى : أسقطنا خيار الحرب ونطالب باستخدام ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء التا ...
- لا للتحريض العنصري ضد الكرد وغيرهم !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الث ...
- مصير قيادة النظام و مصير العراق بأكمله : إجبار صدام حسين عل ...
- تحية للآنسة إيمان !
- تعليق أخير على بهلوانيات الحزب الشيوعي العمالي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .- الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة ! الجزء الس ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الخ ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة / الجزء ا ...
- العراق لن يكون - سعودية - ثانية في المشرق العربي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة الجزء الث ...
- إتلاف الإتلاف : نحو إعدام عقوبة الإعدام في عراق الغد
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي في العراق في ضوء العلوم الحديثة - الجزء ...
- الابتزاز والقمع لا يشرفان المواقع العراقية على الإنترنيت !
- مؤتمر لندن ليس المرجعية الصحيحة للمعارضة العراقية !
- المثقف والحرب :كيف نظر الكاتب والفنان الأمريكي -بول بولز- ال ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - مربد الموتى ومربد الأحياء !