أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير صقر - عن الجديد فى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.. ( 1 - 2 ).. درء المخاطر الماثلة للنشاط الصينى والروسى ودول البريكس.. الشراكة الوشيكة بين السعودية وإسرائيل .. هل تملأ فراغ الانعطاف الأمريكى نحو آسيا..؟















المزيد.....

عن الجديد فى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.. ( 1 - 2 ).. درء المخاطر الماثلة للنشاط الصينى والروسى ودول البريكس.. الشراكة الوشيكة بين السعودية وإسرائيل .. هل تملأ فراغ الانعطاف الأمريكى نحو آسيا..؟


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح أن القرار " المباغت "- الذى يبدو بلا مقدمات – بالتنازل عن الجزيرتين المصريتين تيران وصنافير للمملكة السعودية قد نقل إلى العلن جملة من التفاعلات الخافية تحت السطح بين بعض دول منطقة الشرق الأوسط ( إسرائيل والسعودية وإيران ومصر) وبين الولايات المتحدة الأمريكية .

ففى الوقت الذى أدركت فيه الولايات المتحدة صعوبة استمرار سياستها القديمة فى المنطقة وحجم الأضرار التى تمخضت عنها ؛ وبعد أن اطمأنت لحجم ما قامت بتخزينه من بترول أمريكا اللاتينية و الشرق الأوسط على مدى العقود الماضية بخلاف ماهو موجود فى أراضيها ولا تقترب منه إلا فى أضيق الحدود .. وتيقنها من دخول دول البترول العربية وبالذات السعودية منحنى هبوط الإنتاج سواء بسبب الاستخراج المبالغ فيه أو تدنى أسعاره العالمية.. قررت أن تنفض يدها من هموم وتبعات منطقة الشرق الأوسط وتقصر سياستها على الأمور التالية :

1- دفع دول المنطقة خصوصا الوثيقة الصلة بها (إسرائيل ، السعودية ، إيران ، مصر ) للقيام بإدارة توافقية لأوضاع ومشاكل المنطقة ؛ باذات بعد أن اطمأنت إلى الوضع المتميزوالمستقرلإسرائيل داخل ميزان القوى فى المنطقة؛ وبعد أن مزقت أو قلمت أطراف - وليس أظافر - عدد من الدول العربية التى كانت تشكل تهديدا - عسكريا واقتصاديا واستراتيجيا لها كالعراق وسوريا وليبيا ، و ما تحقق فى نفس المسار بشكل نسبي مع مصر بفعل اتفاقية الصلح المبرمة مع إسرائيل عام 1979 .. وبتأثير جملة القلاقل الشديدة التى تعانيها على المستوى الداخلى ( كالإرهاب والتدهور الاقتصادى وانهيار العملة والبطالة والاحتجاجات الشعبية المتصاعدة). وبعد إسهام الاتفاق النووى مع إيران فى تهدئة مخاوفها - ولو إلى حين - من نشوء قطب نووى منافس لإسرائيل فى المنطقة ومزعج لبقية حلفائها فى الخليج خصوصا المملكة السعودية. وتنفيذا لتلك السياسة اتبعت الولايات المتحدة طريقة جديدة مع حلفائها العرب الذين لا تتطابق تلك السياسة الجديدة مع مذاقهم وتصوراتهم وهى التهديد والترغيب فى حزمة واحدة.


2- دعم وتأكيد التقارب المصرى الإسرائيلى الذى فرضته الحرب الدائرة فى سيناء مع فصائل الإسلام السياسى من ناحية، والتقارب المصرى السعودى الذى أملته الضغوط والثروة السعودية فى صلتهما بتدهور الاقتصاد المصرى من ناحية أخرى؛ وأطّر كلا التقاربين وحكمهما الجوارالحغرافى.


3- التفرغ لنقل التواجد الأمريكى إلى منطقة بديلة للشرق الأوسط (جنوب و شرق آسيا ) بما يعنيه ذلك من سياسة متخلصة من أخطائها الفاحشة فى الشرق الأوسط ، وللحد من الصعود الصينى والروسى واتساع نشاطهما على المستوى الاقتصادى والعسكرى والاستراتيجى سواء فى آسيا أو أمريكا اللاتينية متمثلا فى :


أ‌- مواجهة التحالف المالى الجديد بين كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا المتمثل فى البنك العملاق ( B.R.I.C.S ) الذى يحمل اسمه الأحرف الأولى للبلاد الخمسة المتحالفة والذى تأسس خصيصا لمواجهة جملة الاعتراضات العالمية على سياسات كل من البنك الدولى وصندوق النقد؛ تلك الاعتراضات التى شملت آليتهما الداخلية وسياساتهما الخارجية فى إقراض الدول الفقيرة.. ويحوز تواجده ونشاطه على تأييد متصاعد.

هذا وتتسم محاولات الولايات المتحدة فى مواجهة السياسات التى تتبناها تلك الدول الخمس وإزاحة ممثليها من الحكم كما هو ماثل فى دولتى البرازيل وفنيزويلا ، علاوة على خلق العراقيل أمام السياسة الروسية سواء فى مجال التسلح والدفاع وتجارة الأسلحة التى اتسعت سوقها فى اتجاه دول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية أو فى العلاقة بدول شرق أوربا أو بجيرانها كأوكرانيا والشيشان.

هذا وقد اختطت الولايات المتحدة الأمريكية فى سياسة أوباما الجديدة صيغة أو تاكتيكا مختلفا عن ذى قبل هو ( التعاون ،الإنصات ، التشاور ، الشراكة ) بعد أن شاهدت تأسيس دولها لـ " لمنتدى الدائم لدول أمريكا اللاتينية والكاريبى للتعاون مع دول الـ ( B.R.I.C.S ) " وتأكدت من:

1- تصاعد نشاط ونفوذ دول البريكس استنادا إلى المبدأ الأقل قسوة الذى تتخذه فى علاقاتها الدولية وهو "العلاقات المشتركة بين الدول ضد مبدأ الهيمنة الذى اتبعته الولايات المتحدة الأمريكية ".

2- بناء كوبا وفنيزويلا لنموذجين ثوريين تمكنا من التصدى لعنجهية الولايات المتحدة لعدة عقود، فضلا عن صعود اليسار إلى قمة السلطة فى عدد آخرمن الدول اللاتينية كالبرازيل وبوليفيا .
3- الضغوط الناشئة عن التواجد الحثيث المتدرج لروسيا والصين فى القارة الأمريكية الجنوبية والذى لا يخلومن مقارنة لصالحه منسوبا لمواقف الولايات المتحدة المعروفة فى دول القارة.

4- ما اتخذته كل من فنيزويلا والبرازيل بشأن رفع ميزانية التسليح لقواتهما المسلحة إلى الضعف كرد فعل لتنشيط الأسطول الأمريكى الرابع فى المحيط الهادى الموجة لدول القارة اللاتينية باعتباره عملا عدائيا ؛ فضلا عن التواجد العسكرى الأمريكى المبالغ فيه فى القواعد العسكرية لكولومبيا الحليفة للولايات المتحدة .


ب‌- تطبيق استراتيجية أوباما الجديدة " الانعطاف نحو آسيا " بالاقتراب المباشرمن دول آسيا التى تشكل خطرا اقتصاديا على السياسة الأمريكية كالصين وعسكريا كالصين وكوريا الشمالية ومتابعتها تفصيليا إعمالا لسياسة أوباما الجديدة تجاه الصين " الاحتواء والمشاركة ".

ومن جانب آخر فتطويق الصين لن يتأتى دون تحالفات مع دول أخرى فى المنطقة مناوئة للصين كاستراليا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والفلبين وماليزيا وإندونيسيا بل وفيتنام وهو ما تسعى له بحمية غير مسبوقة؛ فضلا عن إجراءات أخرى لإثارة القلاقل مع دول صديقة للصين ؛ ومتابعة عن كثب للتوسع الاقتصادى والتنامى العسكرى الصينى (فى القوات البرية والجوية ) ومخاطره الكامنة والمحتملة خصوصا وأن تلك الدول قريبة جدا من الشاطئ الغربى للولايات المتحدة.

هذا وتمثل " الشراكة مع الهند " حجر الزاوية الذى تنشده الولايات المتحدة لخلق توازن مع الصين فى آسيا.. وتعتبر الجانب الأهم لاستراتيجية أوباما الجديدة- رغم صعوبته وتعقيداته البالغة - تطبيقا للحكمة التاريخية " بدون الهند لن تستطيع الولايات المتحدة احتواء الصين".

وحيث يقول الأمريكيون [ إذا كان 95 % من مستهلكينا المحتملين خارج حدودنا .. فلا يمكن أن نسمح للصين أن تكتب قواعد الاقتصاد العالمى بل ينبغى أن نكتبها نحن ونفتح أسواقا جديدة لمنتجاتنا] .

ونظرا لما يمثله الحضورالعالمى الجديد للقوة الصينية التى تشكل التهديد الأبرز للولايات المتحدة على الأقل فى القارة الآسيوية.. كان من الطبيعى أن تتخفف الولايات المتحدة من أعباء الشرق الأوسط طالما اطمأنت على رصيدها المخزن واحتياطيها من البترول.. وعلى هيمنة إسرائيل على محيطها المباشر من دول المنطقة.. وعلى ثقلها فى ميزان القوى بها .. من أجل توجيه المزيد من الجهود لدول أمريكا اللاتينية التى تمردت عليها طوال العقدين الماضيين مثل فنيزويلا والبرازيل وبوليفيا فى محاولة لتغيير أنظمتها وإعادة صياغة العلاقة بها لوقف ابتعادها المتصاعد عن السياسة الأمريكية.. وليس ما يحدث الآن فى البرازيل وفنيزويلا إلا مثالا ساطعا لذلك.

خلاصة القول.. لقد أيقنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تتمكن من احتواء الخطر الصينى المتصاعد إن لم تفك ارتباطها بالشرق الأوسط.. الذى أعادت ترتيبه على هواها.

الخميس 19 مايو 2016 بشير صقر



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - إفلات - سوق العقارات المصرية من أزمة العقارات الدولية 2008 ...
- - المواطنون الشرفاء - ومداهمة الشرطة لنقابة الصحفيين فى مصر
- تعقيب على مقال عادل حمودة عن جزيرتى تيران وصنافير
- صراع الفلاحين وبقايا الإقطاع فى مصر على أرض الإصلاح الزراعى ...
- يكاد المريب يقول خذونى.. عن اغتيال الإيطالى جوليو ريجينى و م ...
- إقالة الزند بين الانزلاق لصالح النظام الحاكم و التجاوز فى مع ...
- محاولات مستميتة لوأد سياسة (العلاج المجانى حق لا سلعة ).. مر ...
- عن مبادرة المرأة وفطنتها .. مشهد من شرفة منزلنا فى شبين الكو ...
- عن مانيفستو د. إيهاب الطاهر .. نقابة لكل الأطباء .. وأطباء ل ...
- مساهمة أولية فى كشف حساب موضوعى لفترة ما بعد مرسى
- نقيب أطباء البحيرة.. ناشط فى تجارة وسمسرة الأراضى الزراعية
- تعقيب على حديث الرئيس السيسى الأخير فى قصة مياه الشرب
- الخناق يضيق على رقبة مغتصبى أرض الإصلاح الزراعى بمحافظة البح ...
- - قبول استقالة وزير الزراعة - هل هو بداية متأخرة لمواجهة الف ...
- تخفيض أعداد الفقراء ومكافحة الجوع .. بين الأرقام والحقائق وش ...
- ومازال مسلسل اغتصاب أراضى الإصلاح الزراعى مستمرا : هجمة تتري ...
- بعد سرسو والبحيرة والمعمورة : حلقة جديدة فى مسلسل قهر وإفقار ...
- حملة جديدة لقوات أمن المنوفية لحساب عائلة الفقى ضد فلاحى ميت ...
- مراشدة نجع حمادى والسلامونى إخميم بصعيد مصر .. بين مطارق قوا ...
- حملة شرطية جديدة لصالح مستشارى محكمة النقض على فلاحى الهلالي ...


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير صقر - عن الجديد فى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.. ( 1 - 2 ).. درء المخاطر الماثلة للنشاط الصينى والروسى ودول البريكس.. الشراكة الوشيكة بين السعودية وإسرائيل .. هل تملأ فراغ الانعطاف الأمريكى نحو آسيا..؟