أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجلاء نصير - كرة الثلج














المزيد.....

كرة الثلج


نجلاء نصير

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 05:11
المحور: الادب والفن
    


زينة وموسيقى وفستان أبيض بلون الثلج _اتمخطري يا حلوة يا زينة _ ...سعادة تغمر البيت وكل الزوار _أتحدى العالم كله وأنا وياك_
ما أجمل فستاني الأبيض !.. لكنني جعلت صديقاتي يحترن من العريس؟؟ يضربون أخماسا في أسداسا يعددون الأسماء ...ينتظرون المفاجأة ........
نعم مفاجأة فقد وعدتهم أن العريس مفاجأة الموسم بل قنبلة الموسم فأمي تخشى الحسد طلبت مني أن أسر اسم العريس في نفسي وها أنا أفعل ..
وصل العريس تهافت الجميع ، وأخذهم الفضول لمعرفته ...انفضوا من حولي وراحوا يتكالبون على النافذة ....لم يرمش لهن جفن لم أقرأ تعبيرات ملامحهم المتجمدة ...هل هذا من هول الصدمة ؟!!! كانت أمي على حق ففتاة في الثامنة عشر مثلي لابد أن تنصت لكلام أمها العقل المدبر لحياتها ..وصل حاتم صديق والدي المقرب للعائلة ..وصل يحمل الزهور مبتسما..السعادة تغمره اقترب مني قبل رأسي قائلا مبارك حبيبتي اليوم أنتِ ملكة متوجة على عرش عمري ....في وسط ذهول الحضور خطوت معه أولى خطواتي مودعة عالمي عالم ابنة الثامنة عشر ..وفي فيلته المترفة أتممنا مراسم الزفاف كان العُرس أسطوريا ً حكى عنه الأهل والأقارب ووسائل الاعلام فحاتم رجل أعمال مرموق وصديق والدي _يرحمه الله ويتغمده بواسع رحمته _ وبعد انتهاء مراسم الزفاف سافرنا لفرنسا لقضاء شهر العسل
سافرت بفستان زفافي وفي الفندق الكبير كانت المفاجأة حفل زفاف آخر رغم ارهاق السفر سعدت بهذا الاحتفاء شعرت أن حاتم يعبر عن مشاعره وسعادته الجمة بي بكل السبل والطرق أتقن معرفة ما أحب وما أكره كان دائما يشاركنا انا وأسرتي كل مناسباتنا ، وحتى حين توفى والدي كان أول الحاضرين احتضني بقوة لم أعهدها من قبل لم يكن حضنه أبويا شعرت أنني ناضجة بين يديه وبعد مرور عام على وفاة والدي تقدم للزواج مني
لا أعلم كيف وافقت على طلبه فقد أحاطني بكل عناية بعد وفاة والدي بل غمرني بالهدايا .... همس إليّ وهو يراقصني بالفندق اليوم عيد ميلادي
اليوم عمري ثمانية عشر عاما حبيبتي ضحكت وتعالت ضحكاتي وقلت له أنت تسرق عمري يا حاتم ...ضحك قائلا: أجمل سرقة ..
وحين انتهى الاحتفال صعدت معه للجناح المنوط بنا وجدته يغلّق الباب وهو في سعادة وحين وضع المفتاح بالباب شعرت باختناق وكأنه سجن أحلامي واحتفظ بالمفتاح في جيبه ..وفي الصباح وجدتني أحتضن بوكيه الورد بفستان زفافي ، همس قائلا : صباح الخير صغيرتي
صباح الخير حاتم لقد غفوت بفستان الفرح سأذهب لأغيره وأعود
وجدته يدخن بطريقة هستيرية وعصبي المزاج سألته ماذا بك حبيبي ؟
لم يجب قال :سنتناول طعام الفطور هنا والغذاء والعشاء أيضا ...
لم أهمس بكلمة شعرت أني طفلة يلقنها درسا في استراتيجية التعامل معه
ومر أسبوع بأكمله وفي كل يوم أفتح الدولاب وأتحسس فستاني الأبيض الذي لم يطمثه زوجي عصبي المزاج حاد الطبع ...وفي خضم الأرق اتصلت أمي رد عليها حاتم قائلا _احنا تمام والعروسة نايمة يا حماتي _تعجبت من كذبه سألته لماذا لم يتركني أكلمها صرخ في وجهي وصفعني وقال :أنا أمك وأبوك _ كلامي يتسمع _انهرت وسقطت على أرض واقع مرير كُتب عليّ أن أحيا سجينة ظنون حاتم لا مفر سألته متى سنعود للقاهرة ؟
قال : قريبا ومسح دموعي قرأت دموعا في عينيه قال لي حبيبتي لا تتركيني
لا تتحدثي عن حياتنا لأحد لن أمسك بسوء مرة أخرى .....
عدنا للقاهرة وعشت حبيسة الجدران لا أخرج إلا للضرورة القصوى
ومعي حاتم وحين يسافر لعقد الصفقات أكون بجواره لتتمة الصورة الاجتماعية
وفي إحدى الحفلات سألني مدير أعمال زوجي الذي يثق فيه ثقة عمياء
هل أريد شيئا هكذا طلب منه حاتم ..أجبته لا.. نظر إلي نطرة تحمل علامات استفهام وكأنه يسأل عن سبب ارتباطي بحاتم رغم أننا من عائلة ميسورة الحال ..؟؟؟؟أنا نفسي بعد مرور خمس سنوات لا أعلم لماذا أصرت أمي على زواجي ؟
كل الذي أدركه أن حياتي مع حاتم بلون شعره الأبيض الذي يشبه كرة الثلج .. ..فحاتم يسعد بالتابلوه الجميل الذي استحوذ عليه وأنا في كل ليلة أفتح خزانتي وأتحسس فستاني الأبيض .



#نجلاء_نصير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجلاء نصير - كرة الثلج