أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - بين السماء والارض














المزيد.....

بين السماء والارض


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 17:13
المحور: الادب والفن
    



إهتز بدن الطائرة واعلنت المضيفة عن ضرورة ربط احزمة المقاعد لأن الطائرة تمر في منطقة مطبات هوائية …. اغمضت عينيها وراحت تبحر في ذكرياتها . إنه عالمها الوحيد العذب الذي ادمنت على إستحضاره كلما شعرت بضيق . الماضي الجميل معشعش في ذاكرتها ولن تنساه . راحت تتذكر ايام الدراسة في الثانوية والجامعة ، ايام زواجها ، الأهل والأصدقاء الذين خلفتهم وراءها في بلدها ومن تشتت في بقاع الأرض مثلها . كأنها بالحنين لتلك الأيام مثل شجرة حين يجدد الربيع أوراقها ويبعثها حية زاهية .

لم تستطع احلام التخلص من افكارها وذكرياتها التي لم تزل خضراء في ذهنها وظلًت صور الأمس الجميل تتوالى على خطرها ، فنادت على المضيفة وطلبت منها غطاءاً لتنام . سحبت الغطاء حتى وصل الى حنكها واحسّت كما لو ان كتلة من الرصاص تجثم على صدرها . لا تستطيع ان تتنفس بهدوء وبشكل اعتيادي . أغمضت عينيها ثم فتحتهما وكأنها استيقظت من نوم عميق .تلفتت حولها فرأت الركاب يغطون في نوم عميق ومنهم من فتح المصباح فوق رأسه وبيده كتاب . رفعت رأسها قليلا تتفحص الركاب الذين يغطون بالنوم . حاولت أن تغمض عينيها ، فتراءى لها أنه الى جانبها بوجهه السومري وعينيه السوداوين … احست بدفء انفاسه … مدت يدها لتتلمسه . " من ردت اجيسك ، حسيت روحي وفرفحت " تذكرت كيف كانت تعشق النوم فوق السطح في الصيف تراقب النجوم وهي تتلألأ كحبات اللؤلؤ . كانت تعدها وتردد مع نفسها : ” يحبني .. لايحبني .. يحبني .. لايحبني .. ) وينتهي عدها ب" يحبني"

قال عنها الكثيرون بأنها مسكونة بالحب وتذكرت حوارا دار بينها وبين صديقتها سميرة حول الحب .

ــ هل الحب ممكن في الريف كما في المدينة .

ــ اجل واستطيع أن أقول الحب والعشق في الريف أقوى مما هو عليه في المدينة .

في احدى المرات دعيتُ الى عرس في الريف . احتشد أهل القرية ، الرجال يرقصون الجوبي والنسوة يزغردن واحضرت احدى النسوة طبلا وراحت تضبط ايقاع الحياة في عروق العروس والكل كان يغني على الفطرة :
يا خايبة وشتردين ؟ ماردنا
ياخايبة والكرنة الج ماردنا
ياخايبة والبصرة الج ماردنا
ياخابية وبغداد الج ماردنا

ــ وهل لهذه الأهزوجة معنى ؟
ـ نعم لها معنى . فهي تتحدث عن رجل يحب فتاة وهي لاتحبه وانما تحب فلاحا في حقول القمح. . وهذا العاشق يتوسل الى الفتاة أن تتزوج منه وتترك حبيبها الفلاح . فيعرض عليها أن يعطيها القرنة حيث يلتقي نهري دجلة والفرات ، لكن الفتاة لاتبيع حبيبها حتى بالبصرة . واخيرا يعرض عليها أن يمنحها بغداد كلها لتجلس على عرشها أميرة ، لكن الفتاة مخلصة لمن تحب والهبات المادية لاتزيدها الا نفورا .

ـ لكن مجتمع الريف يأبى على المرأة أن تحب .

ـ لا ، من حق الفلاحة غير المتزوجة أن تحب من تشاء ، لكن أهلها يرغمونها على الزواج ممن يختارونه هم لها .

ـ افهم ان الغناء الشعبي الريفي كله رموز عميقة .

ـ نعم فهذه الفتاة ترفض الزواج من رجل يعطيها البصرة وبغداد كلها . فهي ترفض هدايا خاطبها لأنها مجرد كلمات براقة لا صدق فيها . فهي تعشق الشجر والخضرة ، والفلاح يمنحها ذلك .



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيد ميلادك السبعين أبا ظفر أنت في قلبي وذاكرتي
- عدن ..حبيبتي
- ابا ظفر في ذاكرتي ابدا ..
- الكرنفال الثقافي والفني الآسيوي الثاني
- احلى قصة حب
- في الذكرى الثلاثين لاستشهادك ستبقى يا أبا ظفر شمعة تضيء ليل ...
- لحظة لقاء
- حوار مع البحر
- حوار مع الفنانة نماء الورد
- التاسع من مايو .. يوم الانتصار على الفاشية
- أبا ظفر في عيد ميلادك
- حوار مع الشاعرة ثناء السام
- تنهنئة من القلب
- ورحل فنان الشعب
- المركز الثقافي العراقي في السويد بيت لكل العراقيين
- أبا ظفر .. عشت بكرامة واستشهدت بشرف
- التملك عند الأطفال
- عيد مبارك
- الأطفال مرآة المجتمع
- ثمانية عشر شهرا مع النصير الشيوعي الشهيد ابو ظفر


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - بين السماء والارض