أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - مبادرة تأسيس فاشية جديدة














المزيد.....

مبادرة تأسيس فاشية جديدة


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قرأت بيان حزب (( مستقبل وطن)) الذي أعلن فيه عن اعتزامه تدشين تنظيم تحت اسم (( الجيش الرابع)) بالاشتراك مع بعض الأحزاب والقوي المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي

وبغض النظر عن مدي علم أو عدم علم الرئاسة والأجهزة التي تعاون الرئيس بالبيان التأسيسي الذي صدر عن هذه الأحزاب ومن بينها أحزاب ( حماة الوطن) ، ( الشعب الجمهوري) بالإضافة لعدد من نواب مجلس النواب ، فإن هذا البيان يعد تطوراً علي نحو بالغ من الخطورة وهو يؤكد علي معني أن خطر الفاشية لايزال قائماً ، وأن الأمر لايتوقف علي خطر الفاشية المتأسلمة فقط

بل أن الفاشية المتأسلمة واجهت في 30 يونيو 2016 هزيمة فادحة لم تتلقاها من قبل وانكشاف تاريخي أمام الشعب المصري يجعل من عودتها مرة أخري مسألة في غاية الصعوبة

الخطر الآن من هؤلاء الذين تحلقوا حول الرئيس رافعين راية أنه لاصوت يعلوا فوق صوت الرئيس،
بل لاصوت إلا صوت الرئيس
وأن كل صاحب أي وجهة نظر مخالفة وأي صاحب رأي نقدي فهو إما خائن أو عميل أو ( بتاع سبوبه) أو صاحب مصلحة تتعارض مع مصالح الوطن أو داعي من دعاة هدم الدولة ..
وما إلى ذلك من تلك الأوصاف التي ملأت واقعنا العام والتي يتم إطلاقها بعشوائية شديدة وبطريقة تشبه صيحات الصائحين في ميدان الباستيل بكلمة (خائن) علي أي شخص حتى ولو كان واحداً من صناع أو أبطال الثورة الفرنسية

وطبعاً تعرفون كم من زعماء الثورة نفسها قد صعدوا إلى المقصلة بحكم نطقت به تلك الصيحات الصاخبة التي كان يتم تحريكها وسط العامة من المؤيدين للجمهورية والتي تشبه تماماً صيحات الفاشيست في ايطاليا والتي صاحبت صعود الدوتشي موسوليني علي جماجم الاشتراكيين والوطنيين الإيطاليين

أو فلنقل تشبه صيحات الداعشيين الذين توافدوا عبر التاريخ العربي الإسلامي بالتكفير إيذاناً بأن تعمل السيوف في الرقاب ماتعمل

انتابتني مشاعر الفزع والدهشة معاً عندما قرأت الأسم ( الجيش الرابع) وتذكرت ماقرأته عن بدايات تأسيس (كتائب) الفاشيست في ايطاليا
و( الكتائب) و (القوات) في لبنان
و ( كشافة) الإخوان التي تحولت فيمابعد إلى ( التنظيم الخاص)

ولا أتصور أن تسمح الدولة باستخدام المصطلحات العسكرية في انشاء كيانات سياسية حزبية أو جبهوية أو أياً كان فهذا لعب بنوع من النار التي لايعرف اللاعبين بها ماهية ما ستلتهمه تلك النار ولا طبيعة مايمكن أن تخلفه من أهوال

ليس الأسم فقط فالبيان يحتوي علي لهجة متعالية ومتغطرسة تريد فرض الوصاية باسم الوطنية علي كامل سكان الوطن

أقرأوا معي من البيان :

- (( قررنا أن تكون المنظومة تحمل أسماً وطنياً خالصاً وهو الجيش الرابع))

ثم
- ((... لذلك قررنا أنه لاسياسي إلا من احترف السياسية وأدارها، ولا خبير استراتيجي إلا من كان ذلك مجاله، وأنه سيكون لدينا مبتكر اقتصادي ومبدع هندسي وخبير طبي، فاليوم كل في مجاله يبدع ويبتكر))

هكذا يشكلون وهكذا يقررون ويكررونا كلمة ( قررنا) باعتبارهم مصدراً سامياً للقرار وتقدير الأمور وإقرار المصالح العليا وصاية علي الجميع
وهم الذين يحددون من سيمارس العمل السياسي ومن لايستحق أن يمارسه، باعتبارهم المصدر الحصري للخبرة والابداع والابتكار
وهم حماة الوطنية المصرية

هذا البيان - إذا ماأخذنا في الاعتبار توقيت اصداره وارتباط ذلك بمناخ الخطاب المؤيد للرئيس وتطوره عند الكثيرين لحالة من المكايدات والمزايدات وتزايد حالات سعار التخوين والحذف من خانة الوطنية وإلصاق التهم الوضيعة باصحاب أراء
كل جريرتهم أن آرائهم جاءت علي خلاف مما يتمناه البعض من عازفي أناشيد التفويض المطلق، والثقة المطلقة ، والولاء المطلق للحاكم كطريقة وحيدة للتعبير عن الرأي - فإنني أزعم أننا أمام بيان فاشي النزعة والجوهر
وهذه المبادرة التي يعلنون تأسيسها علي هذا النحو إذا ماقد نجحوا في تأسيسها فسيشكل هذا تأسيساً لفاشية جديدة لم نعرفها من قبل

حمدي عبد العزيز
17 مايو 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المشمش
- خطوات عاجلة لمعالجة مشكلات الإنتاج الزراعى
- في ذكرى ضحايا الفاشية التركية
- تدوينة 24 إبريل 2016
- هيكل أسطورة الصحافة وثعلبها السياسي
- قيمة ابن إياس الهائلة
- فى مديح طبق الفول الصباحى
- ملاحظات شخصية فى مسألة الجزيرتين
- أوراق بنما وعصا المايسترو
- عن جمال عبد الناصر
- أمجاد لطبق الفول الصباحي
- يصل ويسلم إلى الرئيس
- لم أحب رباب
- المرأة حارسة الحياة
- فى قضية الروائى أحمد ناجى
- مقاطعته وعزله وإسقاطه أمر ممكن
- دكاكين بلا بضاعة تستحق الزبائن
- شعبطات الصبي المشاكس
- مكاتبة ومكاشفة للرئيس
- تنبيه عاجل


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - مبادرة تأسيس فاشية جديدة