أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 76 * اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !















المزيد.....

أديب في الجنة 76 * اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 03:43
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة 76
* اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !
إذا كان الحمل والنمو والبلوغ وتركيب الجسم والجمال والمعرفة الشمولية، من الأساطير الخارقة التي عرف بها سحب السماوات، فإن جماله أصبح أسطورة الأساطير كلها بعد أن عمت بلدان القارة كلها بل وتجاوزتها إلى كواكب أخرى ، فقد قيل أنه حين يخرج في الليل ليقف على شرفة القصرالذي بنته له الملكة نورالسماء خلال لحظة بقدرات جنية، تنطفئ الأضواء خشية منه ليعم نور ينبعث من وجهه المكان كله مضفيا عليه لونا ساحرا لا هو بالأحمر ولا هو بالبرتقالي، فهو ما بينهما ! كما لم تعد الحكايات التي رويت عن حمله واكتمال نموه في جنين أمه في ليلة واحدة وبلوغه سن الرشد خلال ستة أيام كافية للتعبير عن المعجزة ، فقد قيل في بلاد تشبه الهند على الكرة الأرضية أن المعجزة براهمانية بالمطلق وقد تمت دون حمل وولادة أصلا وأن سحب السماوات ظهر واقفا أمام الملكة والملك خلال لحظة ، وأن براهمان ومساعديه من الآلهة سيغيرون طريقتهم في إنشاء الخلق في الأيام والسنين القريبة القادمة بأن يقولوا للأشياء كوني فتكون ، فاحتج المسلمون على الأمر انطلاقا من أن هذه القدرة لا يستطيعها إلا إلههم الذي خلق الخلق في ستة أيام واستوى على العرش في اليوم السابع ، ولا شك أنه نفخ من روحه في فرج الملكة فجاء هذا المولود المعجزة على الفور وهو نبي كغيره من الأنبياء السالفين.
وفي بلدان شبيهة بالبلدان المسيحية قيل أن سحب السماوات جاء من الروح القدس نفسه دون نفخ ومواقعة وأنه تجاوز ما فعله في الماضي السحيق مع المسيح بأن جعل أمه تحمل فيه تسعة أشهر ليكتمل نموه وبلوغه في ثمانية عشرعاما ولا يصبح إلها إلا في الثلاثين من عمره ، فالمسألة هنا تختلف كلية فسحب السماوات ، جاء إلها خلال لحظة وسيظل إلها ، فهو يحمل جوهر الألوهة الواحد المطلق كأب وإبن وروح قدس ، وحين تساءل بعض الناس عن دور الملكة والملك في إنجاب الشاب ، أنكر آخرون أن يكون لهم أي دور مهما كان .
وفي بلاد يشبه سكانها البوذيون قيل حسب تعاليم بودا الدارمانية السالكة طرق الكارمانية المؤدية إلى المطلق النيرفاني الموصل إلى الحلول والإنطفاء في المطلق الأزلي القائم بالخلق ، أن المطلق الأزلي هذا هو المسؤول أولا وأخيرا عن ظهور سحب السماوات ، الذي لا يعبر ظهوره عن الحقيقة المطلقة للمطلق الأزلي ، فهو إنسان عادي غير مترفع عن الشهوات والملذات ومتع الدنيا وبالتالي سيصعب عليه دخول المرحلة النيرفانية للخلاص من الشقاء والخطايا والآلام والإنطفاء في المطلق ، وسيعاني من الشقاء مدى حياته.
وفي بلاد تشبه الصين اختصر الأمر على أن سحب السماوات هو نتاج مادي طاقوي لتفاعل حركتي الين واليانغ ودورانهما حول مركزهما الوجودي حسب التعاليم اللاوتسية والشوانغتسية وبض التعاليم الكونفوشيوسية ! وأنه إنسان قد يحمل بعض الصفات الخارقة الباراسيكولوجية كأن يسلط أنظاره على الجبل فينهار !
وفي بلاد تشبه اليابان قيل أن المبدأ الكلي الكامي في العقيدة الشنتوية هو دون شك المسؤول أولا وأخيرا عن ولادة ونمو سحب السماوات ،وأن ثمة تخوفا من أن يتحول اليابانيون عن تقديس الإمبراطورابن الآلهة إلى تقديس سحب السماوات لما يتمتع به من جمال خارق وقدرات خارقة ، وأن ثمة تخوفا آخر من أن تنتحر فتيات كثيرات كما انتحر غيرهن على مذبح حبه .
وفي بلاد يشبه معتقدها المعتقد اليهووي اليهودي قيل أن سحب السماوات هو يهوة نفسه وقد تجسد وتجلى في شخصيته وأن كل من لا يختتن ويتبعه ويخلص له ويقدم له القرابين من الجداء والخراف والعجول الحليبية الصغيرة المشوية على المحرقة اليهووية سيميته ميتة فظيعة بأن يجعل أسرابا من الجراد تهاجمه وتنهش لحمه.
العلمانيون في البلدان المختلفة شككوا في وجود سحب السماوات واعتبروا أن لا وجود له على الإطلاق ، وأنه ليس إلا هذيانات مخيلة روائي مجنون متأثر بالأساطير ، وأيدهم الملحدون في ذلك غير أنهم أضافو قائلين " إذا كان ثمة وجود حقيقي لسحب السماوات ، فهو طفرة نوعية في عمل الطبيعة النشوئي الإرتقائي !
اللادينيون واللاأدريون وكثيرون غيرهم قالوا أن الحقيقة المطلقة لجوهر سحب السماوات لم ولن يدركها العقل البشري على الإطلاق ما لم تتجاوز العلوم الفيزيائية الحاجز المغلق الذي اصطدمت به حول كيفية نشأة الخلق ،وما لم تتجاوز العلوم الكيمائية حاجز النسب في نوع الخلطة المادية العجيبة التي خلق منها الإنسان لتصل إلى نوع ونسب الخلطة التي نتج عنها سحب السماوات ، فلا يعرف مثلا إذا كانت بعض المعادن الموجودة في البطيخ قد ساهمت بدور ما في تشكيل الخلطة الحيوية التي نشأ منها !
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد على إختلاف وجهات نظر الأمم في ولادة وظهور سحب السماوات ،فقد اختلفت الطوائف شبه المسيحية حول طبيعة الشاب فهل هو الله نفسه أم أنه ابنه وهل يمثله ويتحد معه أم لا ، وهل هو واحد أم اثنين ، أم اثنين في واحد ،أم ثلاثة في واحد ، ثم ما هو الروح القدس هذا ، هل هو ملاك أم أنه إله في الألوهة الواحدة التي لا تتجزأ حسب رأي الموحدين غير المهرطقين الذين يتبعون الدين القويم ؟ ثم ما علاقة الملك لقمان والملكة نور السماء بولادته فهل هما قديسان أم ملكان ، ثم كيف يحمل سحب السموات خصائص الجن والإنس بأن يكون نصف تركيب جسده جنيا كون أمه جنية ،ويكون نصفه الآخر إنسيا كون أبوه إنسيا ؟! هذه الخلافات أدت إلى أن يقتتل قويمون مع مهرطقين في العديد من البلدان شبه المسيحية ويقتل القويمون المهرطقين ، مما ينذر بانشقاقات وبحروب طائفية وقتل على الهوية ، لم يجر مثلها إلا على كوكب الأرض في العصور السالفة الغابرة المغبرة .
هذا فيما يتعلق بأثر ولادة سحب السماوات في المعتقدات البشرية أما فيما يتعلق بالجمال الرباني والقدرات الخارقة فقد حدث ما لم يتصوره عقل على الإطلاق في تأثير الجمال على عقول النساء تحديدا فمنهن من انتحرن على مذبح حبه بوسائل مختلفة حتى دون أن يرينه، ومنهن من تولهن به وأنذرن أنفسهن لحبه وحده دون غيره، فإما أن يحبهن هو دون غيره وإلا فليذهب الحب والمحبون والعشاق والمعشوقات إلى الجحيم ،وإما أن ينكحهن هو دون غيره وإلا فليذهب النكاح والناكحون والمنكوحات إلى جهنم الجهنمات ، ولذلك دخلت الكثير من الفتيات سلك الرهبنة والتحقن بالمعابد والأديرة والكنائس أو اعتكفن في الصوامع والتكايا والكهوف الجبلية والغابات أو همن على رؤوسهن في الفيافي والقفار . أما أولئك اللواتي كن يطمحن في تقديم أنفسهن قرابين على مذبح حب سحب السماوات فقد كن يحضرن معهن سكاكين وما أن يطل سحب السماوات عليهن من شرفة القصر مرسلا نوره السماوي عليهن حتى يشرعن في غرس السكاكين في قلوبهن ليمتن بالآلاف وهن يستشعرن نشوة عارمة طوال فترة الإحتضار لم تستشعرها امرأة قط . غير أن سحب السماوات كان يتأثر بالمشهد الفظيع للإنتحار انتشاء أو الإنتشاء انتحارا ، فيتمهل عليهن إلى أن تفيض منهن الأرواح وتهمد حركات أجسادهن ، فيمد يده اليمنى ويشرع في المرور بها على صفوف المنتحرات ، فما يمر على صف إلا وتعود الحياة إلى فتياته ، لتعود الحياة إليهن جميعا لينصرفن بعد ذلك راضيات سعيدات فرحات منتشيات بنشوة فريدة خارقة تكفيهن العمر كله وتغنيهن عن أي نشوة مهما كانت .
تخوف الملكة نور السماء على نفسها وعلى سحب السماوات جعلها تشك في أن ما تنبأ به الملك لقمان في رحلته السابقة قد يتحقق على ضوء ما تحقق من معجزات ، فمثلت أمامه لتعلن له " حبيبي ها هو بعض ما تنبأت به من ولادة سحب السماوات قد تحقق وأنا متخوفة من تحقق نبوءاتك بأن تقتل وأن تنشأ حروب طاحنة بيني وبين الملك شمنهور لن يقدرعلى إطفاء لهيب نيرانها أحد وأن وعد الملك شمنهور لك بالإخلاص لي لن يتم خاصة إذا ما عرف الملك أن سحب السماوات قد واقع محظيته ربة الجمال "
طمأنها الملك إلى أن ذلك لن يحدث وأن مواقعة سحب السماوات لربة الجمال لن تؤدي إلى إغضاب الملك شمنهور حتى لو عرف لوجود محظيات كثيرات لديه ، ثم إن سحب السموات يبدو سعيدا بعشق ملكة الجمال التي أحضرتها له ويكتفي بمواقعتها .
لم تفارق الشكوك مخيلة الملكة رغم طمأنة الملك لها وظلت تراقب كل ما يجري بحذرشديد وأحاطت الملك بقوى جنية خفية تحرسه أينما ذهب وحل رغم وجود قوى كثيرة تحرس حياته، وما حملته الأيام القادمة جعلت شكوكها وتخوفاتها تزداد ، فالوقائع الخارقة لكل ما هومألوف التي يقوم بها سحب السماوات دفعت بعض بنات ملوك الجن والإنس إلى طلب يد سحب السماوات ليحظين بجماله ،وهذا ما جر الملك لقمان إلى حروب طاحنة خاصة مع ملوك الجن لم يكن يطمح فيها على الإطلاق .
****
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (75) * الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبي ...
- شاهينيات صادمة تقدس الأنثى ! !
- كعب الحذاء غير النبيل !! * الأبوة بين الرضا والغضب !
- شاهينيات صادمة جدا جدا !!
- أديب في الجنة (74) * لا حضارة دون عقل حر!
- أديب في الجنة (73) * الخالق بين التنزيه والتشبيه وقوانين الخ ...
- * في الخلق الخالق . وفي المادة والطاقة ! شاهينيات 1185
- أديب في الجنة (72) * هول التكهنات وسحر المعجزات في شخصية سحب ...
- أديب في الجنة (71) * معجزة المعجزات في ولادة ونمو- سحب السما ...
- أديب في الجنة (70) * الرقص المسحور في تجليات الملك شمنهور !!
- المشاركة غير ممكنة على الفيس!
- أديب في الجنة (69) * الملك لقمان يعد الملكة بطفل معجزة !
- أديب في الجنة (68) * المعراج السماوي والحلول في الذات الإلهي ...
- أديب في الجنة (67) * رؤيا الملك لقمان بالحلول في الذات الإله ...
- أديب في الجنة (66) ليلة حلبية مغمسة بدموع الملك لقمان !
- أديب في الجنة (65) * اختلاط الجن بالإنس !
- وجود خالق مشروط بوجود خلق ! شاهينيات 1179
- أديب في الجنة (64) * حوريات عربيات يسبحن في أعماق محيط في ال ...
- أديب في الجنة (63) * لو آمنت البشرية بالمحبة الإنسانية وحدها ...
- أديب في الجنة (62) * الإمبراطور يتمتع بتذوق طعم القُبل !


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 76 * اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !