أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -المحرر - ..سيمون بوليفار














المزيد.....

-المحرر - ..سيمون بوليفار


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام ، حظيت بدعوة كريمة من السفارة الفنزويلية في عمان ، لحضور العرض الخاص للفيلم السينمائي المشغول على الطريقة الهوليوودية ، عن محرر أمريكا الجنوبية الفنزويللي سيمون بوليفار ، المرشح لنيل جائزة الأوسكار العالمية .
كان الفيلم ممتعا ، لأنه عرض حياة البطل بكل تفاصيلها ، وأظهر شخصية الثوري بكل جوانبها ، وبالتأكيد فإن المحرر بوليفار يستحق التكريم والتخليد ، فهو بطل أمريكا الجنوبية ومحررها ، رغم أنه إضطر لمغادرة بلده فنزويلا بعد تحريرها وتسلمه رئاسة الجمهورية ، لكن ذلك لم يكن شذوذا عن الدارج ، فالثورات عادة ما تأكل أبناءها ، وصدق القول أن الثورة يصنعها الشجاع ويستفيد منها الجبان.
الفيلم تحدث عن إسقاطات سياسية عن العالم العربي المفكك الذي يحتضر منذ العام 1916، ويعاني من اللجوء ونزف الثروات ، وكان بوليفار قبل تفجيره العمل المسلح يدعو لوحدة أمريكا الجنوبية وتأمين مستبقلها وحفظ كرامة شعوبها.
الفيلم الهوليوودي عن بوليفار ، أظهر أن الثائر يعرف الحب ويفهمه وينتمي لحبيبته ، وهذا ما فعله بوليفار، كما أظهر الفيلم أن الثائر ليس بالضرورة أن يكون فقيرا معدما ، لأن بوليفار كان ثريا وبرجوازيا ، وقال لحبيبته التي تزوجها شرعا ، وهما في المروج الخضراء أن كا ما تراه وما لا يمكنها رؤيته هو له ، وأنه منذ ذلك اليوم أصبح لهما ، بمعنى أنه لم يكن بخيلا على زوجته ، بل جعلها شريكته في كل أملاكه ، وهذا يعني أن بوليفار كان كريما .
كما أن الثائر حلو المعشر ومنفتحا وليس كئيبا منعزلا ، حيث كان بوليفار يظهر في جلساته الأمر الذي كان يقرب الناس منه ، وكان أيضا حصيفا ذكيا ، وحرا بعيدا عن الأنانية ، وإلا لما جاد بروحه ، وإنسلخ عن ثروته وطبقته البرجوازية ، ونجح في تحرير العديد من دول أمريكا الجنوبية إلى جانب بلده فنزويلا ، والثائر بالمجمل صاحب ضمير، وكان بوليفار يغار على حبيبته ويحزن عليها إن مرضت ، كما فعل عندما وقعت زوجته عن الحصان في يوم ماطر ، وقد لازمها في الفراش وأطعمها بيديه وأضحكها وضحك معها وفرح لحملها.
كما أسلفنا ، كان بوليفار ثريا ومرتاحا وسعيدا مع زوجته الجميلة ، وكان محبوبا من قبلها ، لكن حال بلده وقارته لم يسره ، فآثر التضحية الحقة من أجل التغيير الإيجابي ،وقاد الثورة ، وقطع أكثر من 70 ألف ميل ولم يهزم جيشه في أي معركة خاضها .
كانوا يدعونه المتوحش الشريف ، لكنهم يحسدونه في ذات الوقت على ثروته ، وقال لصديق له بعد جدال أنه لا تهمه الثروة ، وأنه قرر السير قدما في الثورة لتحرير كامل قارة أمريكا الجنوبية ، رغم إعتراض البعض عليه كونه شابا قليل الخبرة القتالية ، وكان جوابه لهم أنه يريد الحرية لبلده ، وبعدها قاد الثورة فعلا وحقق الإنتصار تلو الإنتصار وحرر البلد تلو الآخر، فخلده التاريخ.
لم يكن دربه مزينا بالورود أو مرصعا بالذهب الذي تخلى عنه وهجره ، بل واجه الصعاب الكثيرة منها إنكار البعض له ، لكنه صمم ، ومع ذلك كان يحترم معارضيه ومنتقديه ودافع عنهم ، رغم انهم هددوه بالإعتقال وتسليمه لأعدائه الإسبان ، لكنه لم يكترث.
كان حازما مع أتباعه ، وأبلغهم منذ البداية أنه عازم على تحرير قارة أمريكا الجنوبية وليس فنزويلا فقط ، وكان فطنا لا يمكن الإيقاع به ، كما أنه كان عنيدا ، وله قولة مشهورة أن حرية الإنسان تكمن في كرامته ، وأن عليهم إحداث مطر مصطنع لغسل عارهم الناجم عن إحتلال وإستغلال قارتهم ، وفي إحدى المراحل ، وعندما سألوه من أنت أجابهم بأنه الشعب .
عندما قويت شوكته جاءه من يؤازره من أعداء إسبانيا نكاية بالإسبان ، لكنه كان يعرف كيف يتعامل معهم ويحاورهم ، كونه كان يتقن فن التحالفات ، وكان يصر على أن ما يجري ليس حربا بل ثورة تحررية ، وكان لا يعترف بالحدود ، وقال أن النهر ليس حدودا بل عامل فصل ، وأن أمريكا الجنوبية هي أمة واحدة ، ولذلك أصر على إجتياز النهر وسط معارضة شديدة من قبل معارضيه ، لكنه كسب الرهان في نهاية المطاف.
صدق بوليفار مع نفسه ، فصدق مع شعبه ، وإستحق أن يكون بطلا أسطوريا ، ورغم أن ملك إسبانيا آنذاك فيرناندز لم يكن سهلا ولاضعيفا تنقصه الإمكانيات ، لكن الأحرار في كل شعب إن صدقوا مع أنفسهم وشعوبهم يحققون النصر ، وهذا ما حصل مع بوليفار .
كان الثائر بوليفار دائم الحديث عن القانون والحرية والعدالة حتى أثناء المواجهات ، وكان يقول لأتباعه أنهم ليسوا في ساحات المعارك هكذا ، بل هم أصحاب قضية ، وأن دم أهلهم وشهدائهم يسري في عروقهم ، وعندها صرخ صرخة مدوية إختلطت بصرخات جنوده ، وبدأت معركة ضارية ذاق فيها الإسبان الأمرين ، رغم عدم التكافؤ في العدد والعدة ، وكان شعاره أنهم يقاتلون من أجل شعبوبهم ، وعندما تحول القتال وجها لوجه كان يصرخ في جنوده :هجوم هجوم ، وتحولت مياه النهر إلى اللون الأحمر لكثرة الدماء المسفوكة ، وكان سيفه بتارا وجنوده أشداء وإنتهت المعركة بالنصر ، وعند ذاك شدد بوليفار من جديد على ضرورة تحرير أمريكا الجنوبية ووتوحيدها ، كما شدد على ضرورة بناء دولة الوحدة والقانون والإنصاف والعدالة والفرص ، حتى لا يعود الإحتلال من بوابة أخرى هي الظلم .
رفض بوليفار التبعية لأحد عندما توافد عليه الآخرون لعرض المساعدة ، وهو بذلك رفض "القاتل الإقتصادي " الذي دمر العديد من دول العالم الثالث الغارقة بالفساد ، لكن المؤسف أنه إضطر لمغادرة بلده فنزويلا بعد تحريرها وتسلمه الرئاسة ، وقضى نحبه منفيا في الخارج .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشراكة السياسية في الوطن العربي
- دول الشرق الأدنى تؤكد على ضرورة إحلال السلام لمحاربة الجوع
- المدير العام للفاو: حيثما يوجد جوع لا يمكن أن يتحقق السلام ا ...
- المؤتمرات الإسلامية – المسيحية ..العودة إلى جذور المحبة
- خلال المؤتمر الإقليمي الثالث والثلاثين للفاو لمنطقة الشرق ال ...
- ستيلّا
- -الفاو- تسعى لتوسيع نطاق مبادراتها الإقليمية الثلاث للتصدي ل ...
- كلمة المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المت ...
- المبادرة الإقليمية حول ندرة المياه
- السلام على السودان وأهله
- محاضرة حول الأزمة اليمنية والسيناريوهات المحتملة لعبد الناصر ...
- الشجاعة والإقدام: المفكر الاستراتيجي عبدالله التل -أنموذجا ً ...
- قوانين للعمل الإغاثي الخليجي والعربي لتلافي -عشوائية التنفيذ ...
- افريقيا المتأسرلة..أين العرب؟
- الدراجون الأردنيون إكتشاف جنان الأردن
- اختتام مؤتمر -الاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم: إصلاح وت ...
- -التعويض -مقابل السلام
- المؤتمر الدولي الخامس للعلوم الإنسانية يبحث الاتجاهات المعاص ...
- عبد الفتاح مورو ..الداعية التي نريد
- دبلوماسي بوسني ينفي إختطاف أيتام وتجنيدهم مع داعش


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -المحرر - ..سيمون بوليفار