أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الشراكة السياسية في الوطن العربي














المزيد.....

الشراكة السياسية في الوطن العربي


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حظيت قبل أيام بالمشاركة في ندوة هامة بعنوان " الشراكة السياسية في الوطن العربي "، مع العشرات من المثقفين والخبراء والسياسيين الأردنيين والعرب ، وأول ما تبادر إلى ذهني : عن أي وطن عربي يتحدثون ؟ ونحن نعيش حاليا مرحلة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير ، وأن تنظيم الخوارج الجدد داعش ، يقوم بواجبه خير قيام ، وبالتالي سنتحول إلى كانتونات عرقية ومذهبية مربوطة بطبيعة الحال بوتد في تل أبيب ، ونصبح في هذا التقسيم الجديد أقلية مضطهدة ، وسيقال بطبيعة الحال تندرا : كان هناك عرب هنا في يوم من الأيام ، لكنهم تطاحنوا وتفرقوا فيما بينهم و تحالفوا مع مستدمرة إسرائيل وحاربوا بعضهم ، فإندثروا وأذهبوا ريحهم بأيديهم.
أما ثاني ما تبادر إلى ذهني لاحقا ، فهو الشراكة السياسية ذاتها في الوطن العربي بعد دخولنا في مرحلة سايكس بيكو قبل نحو مئة عام ، وإنشاء الدولة القطرية "بضم القاف" ، ووضعها في حالة تربص دائم بجاراتها العربيات بطبيعة الحال ، في طول الوطن العربي وعرضه والشواهد هنا كثيرة ، فالصراعات كانت ولا تزال هي السمة التي نتسم بها ، كما ان العلاقات العربية – العربية كانت مرتبطة على الدوام بأمزجة الحكام أنفسهم ، فإن توافق هذا الحاكم مع ذاك ، شهدنا مرحلة توافق عربي لا مثيل لها ، تشبه شهر العسل في العلاقات بين الدولتين ، لكننا ما نلبث أن نسمع عن الطلاق البائن بينونة كبرى بين تانك الدولتين ويبدأ كتاب الصدفة وأجهزة الإعلام الرسمية هجوما على ذلك النظام والعكس صحيح أيضا.
النقطة الأخرى التي تمنعنا من التشبيك السياسي وحتى الإقتصادي هي الفجوة الناجمة عن وجود النفط في منطقة محددة وهي الخليج ، ناهيك عن نظرية فاسدة تسود الواقع العربي وهي "الشقيقة الكبرى " ، والويل كل الويل للبيت الذي تكون فيه الشقيقة الكبرى منحرفة.
من الأمور الأخرى التي أعاقت التشبيك العربي وجود محورين سياسيين رئيسيين هما المحور التقدمي والمحور الرجعي ، علما أن الشعوب العربية لم تكسب شيئا من هذا المحور أوذاك ، بدليل أننا جميعا في طور الفناء والإفناء ، بعد تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير التي ستكون فيه مستدمرة إسرائيل هي المرجع الوحيد له ، بعد إنسحاب امريكا من المنطقة وتطويبها لمستدمرة إسرائيل ، لتتولى تدبير أمورها في إقليم الهند الصينية ، لمواجهة الدول الصاعدة هناك وفي مقدمتها الصين بطبيعة الحال ومن ثم الهند وماليزيا.
أما الأمر الثاني ، فإن الشراكة السياسية من أساسها في الوطن العربي تشبه في وضعيتها الخل الوفي ، فنحن أساسا في هذه المساحة المستباحة ، نفتقد كل مقومات الحياة السياسية ، سواء الحكام أو المحكومين ، فالعدالة الإجتماعية مفقودة وكذلك الحكم الرشيد والمواطنة ، وبالتالي لا داعي لفتح ملف حقوق الإنسان.
كما أنه لا بد من الإعتراف ، أننا ومنذ دخولنا مرحلة سايكس بيكو ، إستعدنا طواعية واقع الحال إبان إمارات وملوك الطوائف ، إذ كان الملك أو الأمير يستنجد بالفرنجة ويدفع لهم ويأتون من وراء البحار للقضاء على حكم أخيه المجاور له ، الذي إختلف معه أو أبيه والأمثلة لا تحصى ، وقد إزدحم الملف القطري "بضم القاف" بحالات ضرب الشراكات السياسية في الوطن العربي ، إذ إتسمت العلاقات فيه بالنزاع المسلح وما إلى ذلك من تداعيات ما نزال ندفع ثمنها ، وفي هذا الملف قيام السادات بغزو ليبيا بحجة انه يريد تأديب الواد المجنون القذافي ، كما غزا السودان بحجة أن حلايب أرض مصرية ، علما أن السادات باع مصر وجلب العار للجيش المصري في حرب تشرين المجيدة عام 1973 ، التي حولها السادات من نصر إلى هزيمة ، بعد أن تسبب في حصار الجيش المصري الثالث ، بمنعه عبد الغني الجمسي قائد الجيش الثالث من صد أول دبابة إسرائيلية ، وكان يقول لها عند كل بلاغ عن الدبابات الإسرائيلية : سيبها يا بني ، وعندما أخبره الجمسي أن الجيش الثالث بات محاصرا قال السادات للجمسي : دي الوقت حتصرفّ؟؟ وفعل فعلته النكراء ، فضاعت المحروسة مصر وضعنا بعدها.
وفي هذا الملف نستطيع أن نفتح صفحة الصراع بين سوريا والأردن ، علما أن البلدين الجارين الشقيقين وقعا عام 1976 إتفاقا يسمح لمواطنيهما بالتنقل عبر الحدود بالهوية ، ناهيك عن الصراع المستمر بين المغرب والجزائر والصراع بين تونس وليبيا التي وصلت كثيرا إلى إفلاق الحدود ، وكذلك الأردن والعراق وقطر والسعودية والكويت والعراق.
أما الدليل الأبرز على عدم وجود شراكة سياسية في الوطن العربي فهو إفشال الوحدة بين مصر وسوريا والوحدة الإقتصادية الرباعية التي ضمت مصر والأردن والعراق واليمن ، إضافة إلى العديد من الهياكل الوحدوية التي لم تر النور لسبب أو لآخر.
وأسوا ما في الموضوع هو إنعدام الشراكة السياسية داخل الدولة العربية الواحدة عمدا وعن سابق إصرار، والتشبث بنظرية الحزب القائد ، وحكم الرجل الأوحد الملهم الذي لولاه لما خلقنا الله وعشنا ، ناهيك عن الصراع القومي –الديني ، وكل ذلك أودى بنا إلى التهلكة.
لقد وقف الإخوان المسلمون في وجه عبد الناصر وإنضم إليهم كل من البعثيين وأطراف عربية أخرى ، وفي سوريا والعراق رأينا العجب العجاب ، بلغ الذروة عندما إنشق البعث على نفسه ، ورأينا صراعا قاتلا بين البعثيين والشيوعيين ، ودخل الإخوان على خط الصراع في سوريا وتعرضوا لشبه إبادة في عهد حافظ الأسد ، وها نحن بعد إختطاف الربيع العربي ، نشهد صراعا مسلحا بين المكونات الداخلية في الدول العربية على طريق تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دول الشرق الأدنى تؤكد على ضرورة إحلال السلام لمحاربة الجوع
- المدير العام للفاو: حيثما يوجد جوع لا يمكن أن يتحقق السلام ا ...
- المؤتمرات الإسلامية – المسيحية ..العودة إلى جذور المحبة
- خلال المؤتمر الإقليمي الثالث والثلاثين للفاو لمنطقة الشرق ال ...
- ستيلّا
- -الفاو- تسعى لتوسيع نطاق مبادراتها الإقليمية الثلاث للتصدي ل ...
- كلمة المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المت ...
- المبادرة الإقليمية حول ندرة المياه
- السلام على السودان وأهله
- محاضرة حول الأزمة اليمنية والسيناريوهات المحتملة لعبد الناصر ...
- الشجاعة والإقدام: المفكر الاستراتيجي عبدالله التل -أنموذجا ً ...
- قوانين للعمل الإغاثي الخليجي والعربي لتلافي -عشوائية التنفيذ ...
- افريقيا المتأسرلة..أين العرب؟
- الدراجون الأردنيون إكتشاف جنان الأردن
- اختتام مؤتمر -الاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم: إصلاح وت ...
- -التعويض -مقابل السلام
- المؤتمر الدولي الخامس للعلوم الإنسانية يبحث الاتجاهات المعاص ...
- عبد الفتاح مورو ..الداعية التي نريد
- دبلوماسي بوسني ينفي إختطاف أيتام وتجنيدهم مع داعش
- نحن واليهود ..لا يزاودنّ علينا أحد


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الشراكة السياسية في الوطن العربي