أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الطيب عبد السلام - علي عثمان - موضوعية النظرة الجمالية














المزيد.....

موضوعية النظرة الجمالية


الطيب عبد السلام - علي عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 16:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حول موضوعية الحكم الجمالي

هل الفن تذوق ؟ و ذوق كل شخص يختلف عن الاخر مطلقين العنان في ذلك للتصورات الميتافيزيقية و غير الخاضعه للفحص و القياس لتحكم على جودة تجربة ابداعية بعينها ؟
ثمة افكارا خاطئة سادت حول ذوقانية و شخصانية التذوق الجمالي، بوصفة نشاطا ذاتيا وتأويلا خاصا لا يخضع لأي معيرة أو مشروطية مسبقة تضع العمل الفني أمام مجهر كاشف يبين جودته وعيوبة أو أصالته وزيفه.
ولكن، ما نريد تقديمه هنا أن العمل الفني يخضع لشروط عصره، مثلة مثل أي منتج عقلي بالمعنى العام للعقل كنشاط زهني خلاق مبدع، يتمدد في مساحات الخيال اللانهائية ومتجاوزا والواقع، فاتحا دروبا وطرقا جديدة وجريئة، لا يستيع العقل النهائي التجريبي
الزحف عليها بأرجل البرهانية أو الموضوعية الصارمة.

وبما أن العقل بصورتيه النهائية العقلانية واللانهائية الخيالية، يسخر نفسه بكل طاقاته الخلاقة لخدمة وتطور العصر والواقع، يعتمد أساسا على الخبرة والتراكم، وهما الذان يجعلان في العمل الفني عنصر الموضوعانية جانبا مهما وشرطا ضروريا لتطوره ونموه.
في العقود الأخيرة من القرن العشرين برزت عدة نظريات عمدت إلى قتل المؤلف بعد أن كانت شخصيته تؤسس سلطة خاصة كما تبدت في النصوص الدينية المقدسة، أهتمت ههذه النظريات بإحياء القارىء بوصفه منتج لا يقل اهتماما من المؤلف بل هو الذي
يصبغ على النص معنى ودلالة من خلال تأويله الخلاق لمدلول النص، وبالتالي يضفى أبعادا لا متناهية لمدلول محدد كان قد ألف بصددة النص أو العمل.
ويمكن إلتماس ذلك في مقال سابق دوناه كان بعنوان "قصيدة النثر كموقف من الحداثة" خلصنا الى نتيجة أن مشروع الحداثة كان قد تجلى موقفة من قصيدة النثر وكواحدة من أهم معالمه لحوجة العقل البشري للمتعالي عليه و هو المجال الذي استغلته النصوص
المقدسة محاولة إضفاء قيمة عقلانية موضوعية للإبداع بتقديمها تفسيرات عقلانية تجريبية.

ظهرت قصيدة النثر ملبية للحوجة الإجتماعية في سيرورتها الذوقية المرهفة. و بذلك فأن تجربة الحداثة العقلانية ضمت اليها كل نخب الكوكب في حالة فكرية واحدة و بالتالي انسانية متقاربة.
هذا التقارب أدى الى توحد في الفكرة الجمالية للنخب الإجتماعية، فأصبحت ثمة أيقونات عالمية للمسرح و السينما و الرواية "زوربا اليوناني نموذجا" تؤدى على كافة مسارح الحداثة كاستجابة للناتج الحضاري الجديد المتمخض عن سلطة الحداثة.

هذا الامر لا يقود البته الى قطعنة الفعل الابداعي، بل على العكس تم تطويره وفقا لمقاييس إبداعية جديدة ضامنة لفكرة التعدد متجنبة لفكرة التكرار.

و قد ارتبط الجمال عند أفلاطون بتحقيق المنفعة حيث يرى أن كل شيء مفيد جميل.
و الحكم على أي عمل إبداعي بأنه جميل أو غير ذلك يعتمد على نظريتين هما:
1- النظرية الذاتية Subjective Theory: و ترى هذه النظرية أن يكون الحكم على الجمال حكرا على ذاتية المتلقي ( و هذا الحكم عبارة عن نتاج للبيئة التي نشأ فيها المتلقي و ثقافته).
2- النظرية الموضعية Objective Theory : و تعتبر هذه النظرية أن الحكم على الجمال ليس حكرا على ذاتية المتلقي و إنما يجب أن يستند على معايير موضوعية تختلف باختلاف المدارس و التوجهات المختلفة. و يتم الحكم على جمال أي عمل كان من خلال أ- الشكل Form أو التكوين
ب- التعبير expression و الإيحاءات التي يوحي بها هذا العمل.

أن جمال اي نص خاضع للشرط الثقافي و الاجتماعي، وهو يأخذ في التوحد بين الاقطاب المجتمعية في كافة ارجاء العالم.
من هنا نستنتج أن ثمة شكل عالمي موحد للنظرة الجمالية للابداع، وليس هو رهين أمزجة المتلقين والمؤلفين، بل هو قادم من مقولات إجتماعية و ثقافية، يشترك فيها كل المنتمون للواقع الحضاري الحداثي.
شئينا أم أبينا، نحن أمام مقولة عالمية للمنتج الجمالي و هذه المقولة هي وليدة دراسات نقدية تجريبية متعمقة و ليست وليدة الامزجة و الحالات الذهنية.



#الطيب_عبد_السلام_-_علي_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الطيب عبد السلام - علي عثمان - موضوعية النظرة الجمالية