أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - الإسلام والواقع















المزيد.....

الإسلام والواقع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 14:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يقول أحد الخبراء أو الحكماء: المليارات التي تم إنفاقها على الأفلام من أجل تصوير الواقع وتمثيله لو تم إنفاقها على الواقع لغيرت الواقع نفسه.
والمليارات التي تنفقها دول الخليج العربي على الإرهابيين في سوريا والعراق وليبيا ومصر من أجل قلب أنظمة الحكم لو تم إنفاقها على فقراء تلك الدول لتغيرت حياة الناس من الشِدة إلى الرخاء ومن الفقر إلى الغنى ومن الجوع إلى الشبع,والمليارات التي تنفقها دول الخليج العربي على بناء المساجد ودور تحفيظ القرآن في معظم بقاع الدول الإسلامية لو تم إنفاقها على الفقراء في تلك الدول لتغيرت حياة الناس ولتراجعت أعداد الجرائم ولتناقص عدد نزلاء السجون في تلك الدول,ماذا نستفيد من بناء المساجد والمعابد ودور تحفيظ القرآن والناس تعيش في الفقر المدقع!! إننا أمام تجربة واضحة جدا وهي أن تلك الدول التي تزداد فيها أعداد المساجد لا يمكن لهذه المساجد بعد التجربة والملاحظة والخبرة أن تساهم في عدد تراجع جرائم القتل والنصب والاحتيال, الشيكات ترجع من البنوك بدون رصيد, والشباب اليافعون يجلسون على الطرقات لاحتساء الخمر وشرب الحشيشة (الجوكر) و(الصاروخ) والمخدرات, وأنا أعيش في قرية في كل 500 متر طولي هنالك مسجد شامخ بقبته أو مئذنته ومع ذلك شباب الحارة يتناولون المُسكِرات من أجل أن ينسوا همومهم وآلامهم وفقرهم وحياتهم البائسة وبسبب تلك الممارسات ترتفع أعداد جرائم القتل والنصب والاحتيال والسرقات, أنا صحيح أنني علماني ولكن لست ملحدا أحارب انتشار الكنائس والمساجد ولكن على الأقل أنا ألاحظ ملاحظات دقيقة والتجربة أكبر دليل وبرهان ذلك أن الجوع هو فعلا أبو الكفار, الجوع والفقر يساهمان فعلا في انتشار الجريمة بين أفراد المجتمع, شاب يافع يقتل أباه...شاب متزوج يقتل أمه وأباه...جريمة قتل بسبب النصب والاحتيال...هذا ما تطالعنا به الصحف اليومية والإخبار المنشورة على المحطات الفضائية الخاصة بنشر الأخبار, نحن نعيش في عالم كئيب جدا لم تُغير فيه المساجد من طبيعة الأنفس المريضة, يدخل الشباب إلى المسجد ورؤوسهم وقلوبهم ممتلئة بالإيمان ولكن سرعان ما يدخل الشيطان قلوبهم لينقلبوا على تربية المساجد وأبواق المساجد لأن ظروف الحياة صعبة وتدفع الشباب لارتكاب عدة جرائم إما القتل وإما السرقة وإما النصب والاحتيال, وعدم المؤاخذة لم تستطع المساجد أن تغير الواقع بل الواقع يستمر بالتقدم نحو الأسوأ, أنا لستُ ضد انتشار المساجد فالناس أحرار بأديانهم ولكن تلك المساجد لم تغير لنا الواقع للأفضل ولا أقول أنها هي الأسوأ ولكن أقل ما يمكن أن أقوله أن معدلات الجريمة في ارتفاع مستمر وعدا عن ذلك أسلوب أو أساليب المجرمين تتطور وأسلوب الجريمة تتطور ومن الممكن في غضون سنوات قليلة أن ننتقل إلى أسلو الجريمة المنظمة, أو لنقل من الممكن وهذا قد حصل فعلا حيث تطور المجرمون إلى أساليب أخرى وهي ارتكاب الجريمة المنظمة .
طبعا الأسباب التي تؤدي إلى الجريمة واضحة وهي الفقر, ولا نستطيع القول بأن الفقر وحده من يؤدي إلى ارتكاب الجريمة فهنالك أثرياء مجرمون وأغنياء ارتكبوا جرائم قتل وسرقة ونهب وأغلبية المفسدين والحرامية الذين يرتكبون الجرائم هم من الفقراء ولكن هنالك أيضا نسبة من الأثرياء يسرقون وينهبون, وهنا نأتي إلى مربط الفرس وهو أن الغني والفقير يرتكبون الجرائم ولكن دوافع الجريمة أغلبها بسبب الفقر وأكثر مرتكبيها من الفقراء وبسبب الجوع والفقر وهنا مربط الفرس مرة أخرى حيث الغني والفقير كلهم يصلون في المساجد جنبا إلى جنب في صفٍ واحد وكأنهم بنيانٌ مرصوص ولكن المسجد لم يستطع أن يكبح جماح انتشار الجريمة من قتل وسرقة وزنا واغتصاب, هنالك طبيعة بشرية وميولات وانحرافات حقيرة عند الفقراء والأغنياء ولكن على الأقل الهدف الأساسي من بناء المساجد هو من أجل التربية وإعداد الشخصية المسلمة وبناء الشخصية المسلمة للفئتين الفقراء منهم والأغنياء ذلك أن توجه الأيديولوجيات الفكرية الإسلامية ليس خاصا بالفقراء أو الأغنياء بل هو خاص بكافة الفئات العُمرية والطبقات الاجتماعية إلا أن النتائج التي أمامنا تشير إلى أن المساجد وملايين الخُطب والوعظ والإرشاد لم تكبح جماح النفس البشرية ولم تخفف من حدة توتر الإنسان المسلم الفقير منهم والغني ولم تعمل على بناء الشخصية السوية أو بناء الشخصية المسلمة, وبالتالي نحن ومن هذا المنطلق نحاول أن نعمم الوعي الاجتماعي من خلال تأسيس نظام مؤسسات المجتمع المدني التي لا تحكم الناس بالنار وبالحديد بل من خلال التعاون بين كافة مكونات الدولة المدنية الحكومة والمواطن التي تعتبر المواطن هو أحد أهم مكونات الدولة المدنية العصرية.
إن أسباب التدهور الاجتماعي واضحة المعالم جدا وهي أن دول البترو دولار الخليجية تنفق أموالها على الإنفاق العسكري وعلى بناء مصحات دينية لا تساهم تلك المصحات الدينية في الحد من الفقر وكبح ميولات وانحرافات الشباب والنتيجة أمامنا ظاهرة على أرض الواقع وما تنفقه السينما من أعمال أدرامية من أجل تصوير الواقع وتمثيله لو أنفقت على الواقع نفسه لغيرته من جذوره والأموال التي تُهدر على بناء المساجد لو تم إنفاقها على الفقراء ومراكز الرعاية الاجتماعية وصناديق التنمية الاجتماعية لساهمت هذه الأموال في الحد من نسبة انتشار الجريمة.
نحن نعيش ضمن مجتمع يؤمن بالتبرعات من أجل بناء المساجد ولكنه لا يؤمن بالتبرعات للفقراء وللمنحرفين, وأهم شيء المنحرفون اجتماعيا وأخلاقيا ضمن انتشار أخلاقيات تختلف عن المعايير المتبعة تقليديا كل مجتمع على حسب معاييره الأخلاقية الخاصة به, لو أعطينا التبرعات والصدقات للعاهرات لكفت العاهرات عن بيع اللحم الأبيض والأسمر والأشقر في غُرف حمراء وكوفي شوبات ومنتجعات وبيوت مستأجرة عبارة عن شقق مفروشة فتلك الفئة من النساء يبعن أجسادهن بسبب العازة والفقر المدقع, وطالما أن الأثرياء لا يتبرعون بأموالهم إلا من أجل بناء المساجد طالما كان الحمل على الناس ثقيل جدا ويقول المثل ( اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع).
لقد كان جوناثان سويفت على حق حينما قال: لدينا ما يكفي من الدين لجعلنا نكره، لكن ليس ما يكفي لجعلنا نحب بعضنا البعض.
إن أساس تربيتنا الدينية مبنية على الكراهية, أي كراهية الآخر, كراهية المختلفين مع الاستلام عقائديا وفكريا وكراهية الناس ولا يوجد عندنا تسامح ديني أو عرقي أو اجتماعي أو تسامح سياسي بل قطع رؤوس المختلفين مع الإسلام وقطع يد السارق بدل إحالته لصندوق المعونة ومراكز الإصلاح والتأهيل الاجتماعي ورجم الزانية من قِبل رجال هم أصلا زناة وأبناء زنا, إننا في مجتمع أو في دولة تبني مشاريع استنزافية تستنزف موارد الدولة ولا تتجه تلك الدول لبناء مشاريع إنتاجية تزيد من حجم الإنتاج وتحسين قدرات المُنتج والإنتاج , المليارات التي تنفق على التسليح ودعم الإرهاب وبناء دور العبادة تكفي لبناء أضخم المصانع الإنتاجية في العالم كله ولو تم استخدامها في دعم ثقافة حقوق الإنسان وصناعة الكتاب واستخدام مخرجات البحوث العلمية ودعم البحث العلمي والجامعات والكليات والمعاهد في كافة التخصصات لجعلتنا تلك الأموال في مصاف الدول العظمى التي تهتم بالبيئة وصحة الإنسان ورعايته, وبدل توجيه تهمة العداء للغير للمختلفين مع الإسلام فكريا وسياسيا لتم من خلال ذلك توجيه تهمة العداء بحق الملوثين للبيئة والاهتمام بالنظام البيئي المحيط بنا,



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم عيد ميلادي أنا الشهيد الحي
- الذين باعوني بمقابل وبدون مقابل
- أين خبأ محمد وأبو بكر الجمل في قصة غار ثور؟
- نعمة الله 2
- أعداء الله
- تقديس الحروب وإخفاء فظائعها
- التفرقة العنصرية في الدول العربية
- سيكون لكم في هذا العالم ضيق
- القديس آندراوس صاحب المروءة
- اعتراف بالخطية
- كل عام والمجتمع المسيحي بخير
- رجال الدين ليسوا نصابين
- يعبدون الله ويكذبوا عليه وعلى المستهلك
- مكافحة الإسلام,ردا على مقالة الزميل: نبيل العدوان, بعنوان:تر ...
- جنون حديث
- عيد الحب 2
- جنّي يعشق امرأة عربية وجنية تتزوج من رجل عربي
- قصيدة إلى الشاعر العربي الكبير: حيدر محمود.
- المسلمون على النت وعلى أرض الواقع
- يسوع ليس له مثيل


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - الإسلام والواقع