أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (75) * الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبيعة !















المزيد.....

أديب في الجنة (75) * الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبيعة !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 03:06
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (75)
* الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبيعة !
فيما كان الإمبراطور والملك يجوبان بأنظارهما سفوح الجبال والأخاديد وأعماق الأودية المتعرجة الحافلة بآلاف الأشجار ظهرت فجأة من بين الأشجار ظبية تطاردها لبؤة . وحين وجدت الظبية نفسها أمامهما لم تغير اتجاهها لهول الرعب الذي كان ينتابها فوثبت في الفضاء لتمرمن فوقهما ،غير أنها لم تتمكن من الهبوط على الأرض بثبات فكبت على رأسها وانقلبت لشدة السرعة التي اندفعت بها ،وحين ظهرت اللبؤة منطلقة بسرعة فائقة أيضا حدّت من سرعتها لتتوقف بصعوبة على مسافة قريبة من الرجلين الجالسين ، ولتتأملهما للحظات ثم تطلق زئيرا فاتحة فمها على وسعه لإخافتهما ، فيما كانت اللبوة تحاول النهوض من كبوتها دون أن تنجح في الوقوف لانكسار إحدى قائمتيها الأماميتين . ارتعدت فرائص الإمبراطور فيما سخر الملك قواه لإيقاف اللبؤة في مكانها وتقدم نحو الظبية . أخذ قائمتها المكسورة بيدية وراح يمسد عليها لتبرأ من الكسر ولتقف الظبية على قوائمها .مسد الملك على رأسها وعنقها وهو يردد " لا تخافي "
أحست الظبية بالأمان فاستدارت لتستكين إلى جوارالملك والإمبراطور . عاد الإمبراطور إلى هدوئه وهو يرى اللبؤة تثبت في مكانها وتتوقف عن الزئير . خاطب الملك اللبؤة وكأنه يخاطب إنسانا " أيه أيتها اللبؤة ، أدرك أنك تمارسين حقك في الحياة ، لكن هذه الظبية لجأت إلينا بعد أن أشفيتها ،ولا شك أن خلفها رشأ صغيرا يحتاج إليها إلى أن يكبر ، فهل يرضيك أن تفترسيها ، وتتركي صغيرها وذكرها يحزنان عليها ؟"
وفي هذه الأثناء ظهر ذكر الظبية يتبعه رشأ صغير ، كانا يتبعان أثر المطاردة ليريا ماذا حل بالظبية وحين رأى الذكر أن أنثاه تقف بأمان إلى جوار الرجلين ، اقترب يتبعه ابنه لينضما إلى الظبية . أخذ الملك الرشا الصغير وضمه إليه . مسد على عنقه وقبله فيما كانت أمه تتشممه . وفي الوقت نفسه ظهر الأسد ذكر اللبوة يتبعه شبل صغير وقد قدما لينالا حصتهما من الفريسة المفترضة ،و حين رأيا اللبوة تقف في مواجهة الرجلين دون أن تتحرك وقفا إلى جوارها .
نظر الملك إلى اللبوة متسائلا ثانية " ماذا قلت أيتها اللبوة ؟ "
لم يفاجأ الملك حين نطقت اللبوة قائلة :
- وأنا كما ترى جلالتك لدي شبل صغير وزوج كسول يريدان أن يأكلا ،ومع ذلك لن أفترس ظبية لجأت إلى الملك لقمان واستجارت به !
بدا الإمبراطور في غاية الدهشة وهو يرى إلى اللبؤة تتكلم وتعرف الملك وتقدرلجوء الظبية إليه .
أشار الملك إلى اللبؤة أن تقترب . اقتربت . ملس الملك على رأسها وراح يشكرها :
- أشكر جلالتك أيتها اللبؤة لتكريمك لي واستجابتك إلى رغبتي، لن أتركك دون فرائس . انظري خلفك .
وحين نظرت اللبؤة رأت ثلاثة خنازير كبيرة تقدم إليهم . توقفت الخنازير الثلاثة على مسافة منهم ، فيما الملك يتابع :
- ستتبعك هذه الخنازيرطوعا إلى عرينكم لتفترسوها .. لكن لا تفترسوا خنزيرا أمام آخر . ولا تفترسوا إلا ما تحتاجون إليه . حين تنتهون من خنزير تفترسون آخر . وإني اعتبارا من اليوم جعلت الخنازير طعاما لمعشر الأسود ، وسخرتها لكم مدى الحياة ، فلا تهرب منكم ، وتتقبل طواعية افتراسكم لها دون مطاردة ،على أن لا تفترسوا غيرها من الحيوانات، ولا يفترسها أي حيوان آخر دونكم ولا يقترب منها .
بدت اللبؤة في غاية السعادة وهي تستمع إلى الملك بتقديمه هذا المنحة الأبدية إلى معشر الأسود :
- إني لعاجزة عن شكر جلالتكم لهذا التكريم الذي غمرتمونا به .
وأشار الملك بيده إلى اللبوة لتنصرف .
- هيا أيتها اللبوة .. انصرفوا وستتبعكم هذه الخنازير إلى عرينكم .
انصرفت اللبوة يتبعها الشبل والأسد والخنازير الثلاثة التي بدت راضية بالمصير الذي قدره لها الملك لقمان . ومنذ ذلك اليوم بدأت الحيوانات ترى قطعان الخنازير ترعى بطمأنينة وجماعة من الأسود تربض مستلقية إلى جوارها أو في وسطها .
****
كان الإمبراطور ما يزال جالسا وهو في غاية الدهشة لما جرى، فيما كانت أسرة الظباء ترعى باطمئنان على مقربة منهما .
- ألا تقول لي جلالتك ما هذا الذي جرى ؟
- جرى ما أريده جلالتك !
- أرجوك وضح لي كيف تكلمت اللبوة وكيف استجابة لك وكيف حضرت الخنازير وأذعنت لإرادتك ؟
ابتسم الملك وهو ينظر إلى الإمبراطور :
- يبدو أن جلالتك لم يقتنع بتجسد الألوهة في الوجود كله ؟ إن من تكلم ومن وافق على رغبتي هو الألوهة في اللبوة وليس اللبوة بحد ذاتها !
- وماذا عن الخنازير ؟
- الأمر نفسه .
- يبدو لي أن الأمر عسير على الفهم .
- لا ليس عسيرا . حين تتذكر دائما أن طاقة الألوهة تسري في كل كائن كما تسري في الكون كله وتحيط به ، وتتجسد في كل كائن كما تتجسد في الكون كله . فمن وجوده بهذا الشمول لن تصعب عليه مسائل كثيرة وخاصة حين تلتقي رغبة الكائن مع إرادة الألوهة لتحدث المعجزة .
شعر الإمبراطور أنه سيسجل نقطة سلبية على الملك . تساءل :
- لكن جلالتكم قلتم في جلسة سابقة أن الألوهة لا تتكلم !
- نعم لا تتكلم . لكني قلت أنها تتكلم بألسن مخلوقاتها فكل الألسن ألسنها كما هي كل العيون وكل العقول
عيونها وعقلها .
- لكن الكلام هنا بدا وكأنه كلام اللبوة وليس كلام الألوهة !
- هو بدا كذلك لالتقاء رغبات ، رغبتي ورغبة اللبوة ورغبة الألوهة فيها ، وطالما أن الرغبات صادرة عن طاقة الألوهة الكلية فليس غريبا أن تتوافق .
- دائما تضعني جلالتك أمام مسائل معقدة يصعب فهمها . فأنت اليوم تدخلت في ما نعتبره قوانين الطبيعة وجعلت من الخنازير طعاما للأسود دون غيرها ، وجعلتها تقدم على ذلك طواعية فكيف لي أن استوعب ذلك ؟
- الأمر نفسه . لقد التقت الرغبات حول مسألة واحدة فتم الأمر.
- وكيف التقت الرغبات في هذه الكائنات ؟
- الرغبات نتاج طاقة ألوهية فينا التقت بطاقة الألوهة الكلية السارية في الكون فتم تحقيق الأمر !
- تفسير نظري جلالتك لا يمكنني أن أعتبره حقيقة مطلقة !
- ولا أنا كذلك . لكن لا بد لي من تفسير ظاهرة بناء على أسئلتك !
- لا أفهم كيف توافق الخنازيرعلى أن تكون طعاما للأسود ؟
- الخنازير تفترس من قبل الحيوانات الأقوى منها ومن قبل البشر أيضا ، فما الذي سيتغير عليها حين تصبح طعاما للأسود وحدها . بالعكس ستتكاثر بنسبة أكثر من قبل .
- وكيف توافق الحيوانات على عدم افتراسها ؟
- لأن الأمر أكثر ما تتمناه الحيوانات الأخرى التي سلمت من افتراس الأسود لها !
- وهل سينطبق الأمر على البشر أيضا ؟
- لا .
- لماذا ؟
- لأن البشر يقومون بتربيتها فلم أحرمهم مما يربونه .
أطرق الإمبراطور كالعادة قبل أن يشكر الملك وينهي الحوار.
- أشكر جلالتك .
- العفو .
*****
يتبع .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهينيات صادمة تقدس الأنثى ! !
- كعب الحذاء غير النبيل !! * الأبوة بين الرضا والغضب !
- شاهينيات صادمة جدا جدا !!
- أديب في الجنة (74) * لا حضارة دون عقل حر!
- أديب في الجنة (73) * الخالق بين التنزيه والتشبيه وقوانين الخ ...
- * في الخلق الخالق . وفي المادة والطاقة ! شاهينيات 1185
- أديب في الجنة (72) * هول التكهنات وسحر المعجزات في شخصية سحب ...
- أديب في الجنة (71) * معجزة المعجزات في ولادة ونمو- سحب السما ...
- أديب في الجنة (70) * الرقص المسحور في تجليات الملك شمنهور !!
- المشاركة غير ممكنة على الفيس!
- أديب في الجنة (69) * الملك لقمان يعد الملكة بطفل معجزة !
- أديب في الجنة (68) * المعراج السماوي والحلول في الذات الإلهي ...
- أديب في الجنة (67) * رؤيا الملك لقمان بالحلول في الذات الإله ...
- أديب في الجنة (66) ليلة حلبية مغمسة بدموع الملك لقمان !
- أديب في الجنة (65) * اختلاط الجن بالإنس !
- وجود خالق مشروط بوجود خلق ! شاهينيات 1179
- أديب في الجنة (64) * حوريات عربيات يسبحن في أعماق محيط في ال ...
- أديب في الجنة (63) * لو آمنت البشرية بالمحبة الإنسانية وحدها ...
- أديب في الجنة (62) * الإمبراطور يتمتع بتذوق طعم القُبل !
- أديب في الجنة (61) * حُب وقُبل ما بعد الموت !!


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (75) * الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبيعة !