أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فتحى سيد فرج - الوجه الآخر للخلافة الإسلامية 3 من 5















المزيد.....

الوجه الآخر للخلافة الإسلامية 3 من 5


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 21:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الوجه الآخر للخلافة الإسلامية 3 من 5
الحالة الاقتصادية والاجتماعية فى خلافات القهر
مع بداية الدولة العباسية راح العباسيون يستصفون أموال بنى أمية، ويكشفون مظالهم، ولكنهم فعلوا ما هو أكثر هولا، واغتنو أضعافا مضاعفة أكبر منهم، فقد كان معاوية أول الخلفاء الذين اتخذوا الحشم، وأقاموا الحجاب على أبوابهم، وحتى فى الصلاة وضع معاوية مقصورةخاصة به فى المسجد، يحرسها جنود متمنطقين بالسيوف، وكانت قصور كل خلفاء بنى أمية، مزدانة بالفيسفاء، أعمدتها من الرخام وسقوفها مذهبة، ومرصعة بالجواهر، بساتينها بها نافورات، تحيط بها أزهار عطرة، وأشجار وارفة، وكذلك كانت قصور الأغنياء من الأمويين من طبقتين، تكسوها ستر كثيفة من الحرير والقطيفة، فى الشتاء تفرش أراضى الإيوانات الرخامية بالطنافس، تتوسطها المواقد للدفء، وفى الصيف كانت مياه النوافير، والستائر المبللة تلطف حرار الجو، وفى الطابق الأسفل الخدم والعبيد والجوارى، والقيان والغلمان والسميرات .
ملاك هذه القصور كان منهم صحابيون، فالزبير ابن العوام كانت له قصور بالبصرة، والكوفة، الفسطاط، والإسكندرية، وبلغ ماله حين وفاته 50 ألف دينار ذهبى، وألف فرس، وألف عبد، وألف أمة، وكانت له مزارع فى العراق، ومصؤ، والحجاز، وطلحة بن عبد الله، أحد المبشرين بالجنة، كانت لهقصور بالكوفة، والطائف،، والمدينة، ومزارع للكروم، والقصب، تدر عليه فى كل يوم ألف دينار ذهبى، وعبد الرحمن بن عوف، كانت له قصور بالمدينةن والشام، ومصر، بلغت ثروته ألف دينار ذهبى، وألف بعير، و10 ألاف من الغنم، ومائة فرس، وسعيد بن المسيب، ترك وراءه من الذهب والفضة ما يكسر بالفئوس، ومن الضياع 100ألف دينار ذهبى، وقد بلغت تركة معاوية الخاصة رقما مزهلا، هو رقم بيت المال، فلم يكن ثمة فرق بين ماله الخاص، ومال بيت المال، والخلفاء والأغنياء كانت لهم رياضاتهم للتسلية وسباقات الخيول، وللصيد، تدريبا فى الوقت نفسه على القتال، وصيد الهاربين من العبيد أو االأسرى، والمتهربين من الضرائب .
هذا وقد رفع معاوية الجزية على أهل مصر 50% بدعوى أنها فتحت عنوة، وفرض على من أسلم الاستمرار فى دفع الجزية، ورفع عبد الملك بن مروان الجزية، فبعد أن كانت دينارآ فى عهد عمر، ودينارين فى عهد عثمان، وثلاثة فى عهد معاوية، صارت أربعة دنانير، وقد سوى بين الأغنياء والفقراء، حتى أن الموالى أخذوا يتوافدون على المدن فرارا من الخراج، تاركين الأراضى التى عجزوا عن زراعتها، ولكن يوسف الثقفى والى عبد الملك، أعاد هؤلاء الموالى من أهل العراق وفارس إلى قراهم، ونقش على يدهم وشم بالكى بالاسم والقرية، كما جرؤ ولاة مصر من قبل عبد العزيز بن مروان، على أن يضعوا لكل راهب حلقة مدون عليها اسمهن وديره، وتاريخ رهبنته، حتى يتميز الراهب المدعى، عن الراهب المعفى من الجزية .
وقد شهد هذا العصر ظواهر اقتصادية عجيبة، هى الإلجاء، والإيغار، والتقبل، فضلا عن الإقطاع، والإلجاء يعنى أن المزارع يحتمى بأمير، أو غنى قوى، يكتب أرضه باسمه، ويقوم المزارع بدفع خراجها الميسر بهذا افلجاء، والنتيجة دائما هى أيلولة هذه الأرض لمن كتبت باسمه، ونظام الإيغار كانت له صور، منهاأن يؤدى من أخذ الأرضمن الخليفة الخراج دفعة واحدة مقدما، من العمال، أو يعفى التابع من الخراج، أما نظام التقبل فيعنى أن يعطى من أخذ الأرض للخليفة قدرا معلوما بشكل مقدم، ثم يأخذ من المزارعين بعد ذلك قدرا أكبر من الخراج مثل نظام الالتزام، وقد تصارع المقربين من الخليفة فى الحصول على هذا التقبيل، فراحوا يزايدون على بعضهم، عاما بعد عام، والمستفيد الأول هو الخليفة، والمضار الأول هم المزارعين .
فى العصر العباسى، اشتعلت المنافسة بين عرب الشمال، وعرب الجنوب، وبين العرب والفرس، وبين العرب والفرس ضد الترك، وبين السنة والشيعة، وبين العباسيين والعلويين، وقد انغمس العباسيين فى الترف والبذخ، وأخذ نظام مجالس الفرس فى الغناء والطرب، وكان لهم قصور تزيد فخامة عن قصور الأمويين، بها غلمان، ومن القصور التى بناها المنصور، قصر الذهب بواسط، وقصر الخلد على شاطئ دجلة، الذى كانت أبوابه بها مسامير من الذهب والفضة، وأرضياته من الرخام المجزع، ويتوسطه قضبان من الذهب، وقد مد عليها الديباج والبسط، وفى مجلس الخليفة كانت الكراسى مرصعة باللؤلؤ، وشيد الواثق فى سمراء عدة قصورمنها القصر الهارونى، به رواق أوسط عليه قبة مرتفعة فى السماء على شكل بيضة، فى وسطها ساح منقوش باللازورد والذهب، كما شيد الأمراء فصورا بلغ من فخامة واتساع احدهااتسع لمجلس الخليفة ومعه 4 ألاف من اتباعه، وكذلك الوزراء، ولقد تكلف قصر جعفر البرمكى وزير المنصور مليونا و300 ألف دينار ذهبى، ونافس الفاطميون فى مصر والشام، والأمويون بالأندلس بقصورهم قصور العباسيين .
وأسرف العباسيين فى الطعام، فقد كانت نفقات مطابخ المأمون ستة آلاف دينار ذهبىفى كل يوم، وشرب بعضهم النبيذ، ومنعه بعضهم، ولبس الخلفاء العباسيين فى المواكب الأقبية السود او البنفسجية، وكان الخليفة يتمنطق بمنطقة مرصعة بالجواهر، كما أولعوا باتخاذ الإماء من غير العرب، لأنهن أوفر جمالا وأحسن صحة، وكثيرا ما كان أولاد الجوارى أحب إلى ابائهم من أولاد العربيات الحرائر، وفى حفلات الزواج كان يتجلى إسراف الخلفاء، فقد أقام المهدى عند زواج ابنه هارون الرشيد وليمة لم يسبق إليها أحد فى الإسلام، وهب للناس أوانى ذهب مملوءة بالفضة، وأوانى فضة مملوءة بالذهب والمسك والعنبر، وزينت العروس بحلى وجواهر حتى أنها لم تقدر على المشى، وبلغت نفقات هذا الزواج 37 مليون درهم .
الفتن والثورات فى خلافات القهر : فى دولة بنى أمية كان الخوارج يشكلون المعارضة، كمثل أى حزب يسارى ذوى ميول ديمقراطية، فى مواجهة حزب الخليفة الملكى اليمينى الاستبدادى، وكان الخوارج زاهدين فى حطام الدنيا، وضد الترف والفجور، وقساة مع أهل الدنيا، وأعداء لغيرهم من الأمويين والشيعة العلويين، يستحلون دماء هؤلاء وهؤلاء، وقد استفحل خطرهم فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان بالعراق، إلى أن قضى عليهم الحجاج الثقفى، ثم عادوا للظهور والقوة فى عهد مروان بن محمد أخر خلفاء بنى امية .
العلويون والشيعة كانوا يطلبون الخلافة، وطوال عهد الأمويين، نشبت الحروب بينهم وبين الخوارج والشيعة، وبين الشيعة والخوارج، وبين القبائل العربية المضريين واليمنيين، وبين العرب والموالى، إلى أن انفجرت العاصفة الكبرى التى احتشد فيها الشيعيون والفرس بقيادة العباسيون، فكانت نهاية دولة بنى أمية .
والمؤرخون يرجحون أسباب سقوط الخلافة الأموية إلى أسباب أربعة هى :
• تولية العهد لاثنين، فيثور صراع بينهما، قد يصل لقتل أحدهما أو قتل الأثنين .
• ظهور روح العصبية القبلية بعد وفاة معاوية .
• أنغماس بعض الخلفاء الأمويين فى الترف والهو، والأستعلاء على باقى الفرق .
• انعدام الشورى، وسيادة نظام التوريث، بالسيف أوبالخديعة أوبالسياسة، وكثرة أساليب الكيد والحيلة والغدر، وعدم الوفاء بالوعود، وخيانه العهود .
وحين قامت الخلافة العباسية ، أعلنت أنها ستحكم بالعدل، وتقيم الشرائع، وعاشت فى مأمن نسبى مع أصحاب الفرق والمذاهب طوال ربع قرن، إلى أن جاءت خلافة المهدى (775 - 785) وكان عهد اعتدال ولين، عندئذ أكتشف الصامتون والمنتظرون أن العدل لم يتحقق، وأن الشرائع لم تقم، وأن حكم قهر آخر قد بدأ، وأن الدين لم يكن إلا شعارا، فبدأت الثورات أولا فى مصر، وتلواعامل المهدى، ودامت هذه الثورة طوال عشر سنوات، وفى الشام ثار عبد الله بن مروان الأموى، وفى الجزيرة شمال العراق، وفى الموصل ثارت القبائل، وكانت أشد ثورة وأقواها ثورة الزنادقة، التى استمرت تنخرفى جسد الدولة العباسية إلى نهايتها .
وبعد عهد المتوكل غرقت الخلافة العباسية فى الفتن والثورات، كان اخطرها ثورة الزنج، التى قام بها عبيد الملح فى عهد المعتمد (256 – 279 هـ) وفى عهدالمعتضد (892 – 902) انزعج الناس من منع الوراقين من بيع كتب الفلسفة، ومنع القص للناس فى المسجد والطرقات، فقد كان هذا الخليفة يريد الناس بلا تفكير او معرفة، وقد ثار فى عهدهه الصفاريين فى فارس، والقرامطة فى الكوفة، والبحرين، واليمن، ثم بدأت بعض البلدان تستقل من خلال ثورات شعبية، وكانت هذه الفترة من أاسوأ فترات الخلافة العباسية، فقد كان الكل يحكم بهواه باسم الدين والدنيا .




#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الآخر للخلافة الإسلامية 2 من 5
- الوجه الآخر للخلافة الإسلامية 1 من 5
- تعليم المقهورين
- العدالة الإنتقالية .. الحقيقة وحدها يمكنها شفاء كل الآلام 2 ...
- العدالة الإنتقالية .. الحقيقة وحدها يمكنها شفاء كل الآلام
- التقارب التالي .. نظرة متفائلة للنمو الاقتصادى
- حتى لا ننسى : موقف الاخوان من القوى الوطنية
- دور الموارد فى التنمية مقارنة بين البلدان العربية وبلدان جنو ...
- دور الموارد فى التنمية مقارنة بين البلدان العربية وبلدان جنو ...
- دور الموارد فى التنمية مقارنة بين البلدان العربية وبلدان جنو ...
- دور الموارد فى التنمية - مقارنة بين البلدان العربية وبلدان ج ...
- الرؤية
- تجار تنموية ناجحة 4 من 4
- تجار تنموية ناجحة 3 من 4
- تجار تنموية ناجحة 2 من 4
- تجار تنموية ناجحة 1من 4
- التعليم التقنى الواقع وآفاق التطور
- المسلمون والديمقراطية
- دور التقدم العلمى فى حل مشكلات التنمية - رؤية متفائلة لمستقب ...
- دور التقدم العلمى فى حل مشكلات التنمية المستدامة رؤية متفائل ...


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فتحى سيد فرج - الوجه الآخر للخلافة الإسلامية 3 من 5