أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وليد المسعودي - نحو ستراتيجية عراقية لمواجهة الارهاب















المزيد.....

نحو ستراتيجية عراقية لمواجهة الارهاب


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 08:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كثيرا ما كتب عن الارهاب في العراق ، من حيث تمثله بشكل واقعي مؤسس على تدمير البنية المجتمعية العراقية خصوصا مع ظهور بوادر الاستقرار وتشكيل الدولة الجديدة مع ما يتخللها من تعثرات وإهمال مقصود لاكثرية مجتمعية مغيب عنها عنصري الخدمات والوجود الامني الاكثر هدوءا واستقرارا ، ومن ثم لايعد ذلك الارهاب سوى مطية لتعثرات السياسي الواقعي رغم إدراكنا لطبيعة الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد متمثلة بمجموعة من السلط المهيمنة والمسيطرة على واقع الوجود الاجتماعي المعاش متمثلة بسلطة الاحتلال ومجمل الاخطاء والانتهاكات التي ارتكبتها بحق المواطنين العراقيين وانتهاءا بمجموعات التشدد والعنف والارهاب سواء تلك التي تنتقم من المواطن العراقي كجاهزية مباشرة من خلال طاقة تكفيرية مسيطرة على هذه المجموعات او تلك التي تبث العنف بشكله المادي والمعنوي داخل اكثر المجتمعات المغيب عنها وعي المدينة والتسامح وظهورالاجيال المجتمعية غير المنغرز في داخلها قدرة الاقصاء وتمثل الاخر الانسان في دائرة الخطيئة والنبذ المجتمعيين .
ان الارهاب يدعمه تلك المساحة الكبيرة من الفوضى السائدة لدى مجتمعاتنا ، والتي تتمثل بعدم التوحد ضمن إطار الوطن الواحد والتشكل المتوازن من اجل مواجهة التغيرات والتهديدات التي تبثها قوى الارهاب من حيث تعددية خطرها على المجتمع ومكافحتها ضمن ستراستيجية مستقبلية تشمل الثقافة والوعي والمعرفة والانجاز الحضاري القادم ، من أجل تجاوز التاريخ الحامل لصورة إحادية إقصائية لا تحمل عناصر التغير والتبدل الى صور اكثر اختلاف وتطورا ، فالارهاب كما هو معروف مرتبط بأسباب كثيرة منها ماهو عالمي اي مرتبط بطيعة الحضارة الرأسمالية الحديثة الاحادية الجانب ، من حيث تمثلها كنهاية تفرض على البشرية او المجتمعات التي لاتنسجم مع التطلعات التي تبثها الحضارة الحديثة ، هذه الرأسمالية أنجزت طيلة عهودها وتطورها عملية الاقصاء لكل عناصر الاختلاف الثقافي والسياسي والاقتصادي التي تحاول ان تضفي نموذجا مختلفا عن جاهزية قيم الرأسمالية المشيئة للانسان معنى ووجودا ، بأعتبار الاخيرة مرتبطة بقدرة المال على إضفاء الحرية بشكلها الاقتصادي والاجتماعي والوجودي ، ومن ثم يغدو من لايملك القدرة الرأسمالية منعدما لاية حرية ، ومن ثم هو كائن خاضع او أداة لآخرين ، وهنا لايندرج ضمن ذلك الافراد بل تدخل المجتمعات والدول بأعتبارها ضعيفة من حيث الامكان والسيطرة وبناء رأس المال المستقل عن سيطرة المركز وشموله وتأثيره على الاخرين ، وهنا نقول ان التقنية التي يستخدمها الارهابيون هي نتاج غربي بالدرجة الاولى ، تمثل اي التقنية ضمن نسقية حامليها الارهابيون تمردا على طبيعة هذه الحضارة ، ولان حامليها يتداخل لديهم بشكل آني معاش تاريخا طويلا من الارهاب وتمثل الاخر ضمن إطار الكفر والخروج والعصيان ، كل ذلك شكل للجماعات الارهابية المتطرفة زخما هائلا للتدمير ، رافقه الكثير من التبدلات التي حدثت في عالمنا المعاصر شمل ذلك الاحتلال الامريكي للعراق وسقوط الدكتاتورية البغيضة الامر الذي أدى الى سيطرة ذلك الوعي الاصولي على أكثر البلدان المجاورة من حيث موقفها من الوضع في العراق وطبيعة الاحتلال وما سوف يجره من تداعيات مستمرة لقيم وسياسات ونماذج حكم مؤصل فيها وعي الارهاب والعنف كطاقه إقصائية للاخرين افرادا ومجتمعات .
من هنا يقول جومسكي ان الارهاب هو نتاج الحضارة الحديثة وبأدواتها ، انها نزعة محمومة من اجل الشمول والسيطرة على العالم بعد ان فشلت او أجهضت مشاريع التحديث " الوطنية " داخل البلدان العربية الاسلامية ، هذا الارهاب كان مدعوما بشكله الثقافي والايديولوجي والعنفي في بدايته من قبل ثقافة المركز وهيمنته لمواجهة خصومه ، وجهه الاخر متمثلا بالشمولي الاستبدادي الغارق بدوره ضمن مركزية مطلقة من الافكار والقيم النهائية
ان إرهاب جميع التيارات الاصولية التي تشجع القطع النهائي مع الافراد والمجتمعات موجودا في ثقافتنا العربية الاسلامية بشكلها الرسمي السلطوي من حيث تأصيل ذلك ضمن نسق الفقه التقليدي الذي يحبذ قتل الاخرين بأعتبارهم كفارا مارقين خارجين عن الدين القويم ، ومن ثم يجب ان يكون السف هو الفاصل النهائي بين هؤلاء الافراد المختلفون عن جاهزية الثقافة الرسمية التي تبث الارهاب والعنف ، وهنا نقول ان تاريخ المجتمعات العربية الاسلامية مر في اختلافات وانقطاعات جزئية وتبدلات سياسية ساعدت على رسوخ وعي ثقافي دون غيره ، اي تحولات من التسامح والتقبل الى الاخر المتشدد الاكثر تكفيرا للانسان ووجوده وذلك وفقا لدرجة الصراع السياسيى الاجتماعي السائد طيلة هذه الازمنة العربية الاسلامية الماضية ، كل ذلك لم يعمل على نهاية ذلك الوعي الذي يقول ان الاخر مثالا للخطيئة والنبذ ، الذي يؤدي في نهاية الامر الى جلاء الاختلاف ومن ثم التماثل ضمن سياق السلطة النهائية الضابطة لطاقة الافراد ودرجة اختلافهم الثقافي والاجتماعي والوجودي ..الخ ، رغم ذلك وجد الكثير من الاعلام الثقافية الدينية التي حاولت ان تضفي التسامح وتأسيس وعي جديد انساني أكثر تميزا واختلافا وهنا نذكر ابن عربي في تسامحه وتدينه الانساني الكبير ، وكذلك ابو حنيقة وفقه المتسامح والامام جعفر الصادق وغيرهم كثيرون من وقفوا طرفا رئسيا في الحوار والتمدن واللقاءات المعرفية الثقافية المنفتحه على الاخرين بلا نزعة إقصائية للانسان هوية مجتمعية او كيانا فردا له الجاهزية والخصوصية داخل المجتمع
في النهاية كيف نرسم سترايتيجية مواجهة الارهاب لافق مستقبلي من شأنه ان يدعم جانب الحوار والتقبل والتمدن الانساني المجتمعي من خلال
1- العمل على بناء جهد ثقافي مجتمعي عربي اسلامي ينبثق من العراق من اجل إعادة قراءة التاريخ العربي الاسلامي ومن ثم تأسيس الصور والمدركات الايجابية عن ذلك التاريخ ضمن شعور مدرك بآنية الزمن المعاش وما يشكل القادم من تغيرات من المكن ان تعصف بمجتمعاتنا خصوصا بعد ان سيطرت جميع أدوات المركز الشمولي على ثقافة الاستهلاك العابرة والمروجه لقيم لاتمت لجوهر الانسان ووجوده ،ومن ثم يقود ذلك بشكل مرافق الى دراسة الاخر الغربي ومختلف الحضارات الاخرى وذلك يحتاج الى مجمل علاقات يتخللها الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي المعبر عن عدم الاخفاق المستمر والتبعية بشكل أعمى الى نتاجات الاخرين وما يضفونه من قيم وثقافات، رغم ادراكنا ان انبثاق هذا الامر يشكل غاية في الصعوبة بسسب جاهزية القيم الشمولية التي يبثها المركز المسلح بالتقنية والقوة العسكرية وسيطرته على الكثير من اقتصادات العالم ، ذلك الجهد الثقافي من الممكن ان يقود الى بلورة وعي عراقي مديني جديد يؤثر على المنطقة العربية الاسلامية بأعتباره مثالا جديدا للتعددية والتسامح وانصهار الكل الاجتماعي ضمن بوتقة الوطن ، الامة ، العراق .
2- الاهتمام بمسألة تربية الاجيال الاجتماعية الناشئة على وعي الحرية بلا تمثلات جمعية معينة لانساق جاهزة وكليشيهات تضفي قيم التحجر والجمود المعرفي والثقافي ومن ثم تلك سيادة الببغائية الدائمة في الافكار والقيم ومن ثم الاجترار الممل للتاريخ غير المنجز بصورة ايجابية ، فتربية الاجيال على وعي الحرية مرتبط من خلال شكلين من التربية الاول قائم على التربية الطبيعية وما يوجد في الطبيعة من حركة واستمرار وتغير وديناميكية دائبة تشحن طاقة الافراد الى الجديد والغريب ، والثاني من خلال التربية الاجتماعية التي تقود الافراد الى الاختراق الاجتماعي اي الاندماج مع المجتمع وتكوين حقول من التطبع غير المؤسسة على التماثل والتناسخ الاعمى للجماعات والافراد فالتربية الاجتماعية تساعد الافراد على التحكم في ذواتهم والسيطرة على قراراتهم الفردية مع ما يرافقها من تربية طبيعية حرة
3- الاهتمام بالطبقات الاجتماعية المنبوذه والمهمشة بشكل اقتصادي وانساني ، إ ذ من دون تحسن في مستويات المعيشة تبقى التربية من حيث تركزها داخل الاسرة والمدرسة ضعيفة وعاجزة عن تلبية التطورات القادمة ومواجهة التحديات الجديدة ، فتحسن مستويات المعيشة بالنسبة لكثير من الطبقات من الممكن ان يساهم في زوال وعي العنف ومن ثم تأسيس منظومة جديدة من التمدن فقدت طيلة عهد الدكتاتورية البغيضة في العراق ، وذلك بعد اجترار طبيعي دائم لتربية عسكرية قوموية زائفة لم نستطع ان نجن منها سوى الفقدان والخسران الدائمين لكافة شروط اجتراح البديل الحضاري والانساني داخل المجتمع .
4- العمل على تشكيل الكثير من المؤسسات التي تعنى بجانب الترفيه والخروج من بوتقة الزمن المقهور سواء تعلق في اماكن مادية اجتماعية مغلقة من حيث الوقت والمتع والحب والشعور بزمنية الوجود الاجتماعي ضمن صور في غاية التفضيل عن الازمنة الغابرة التي رسخت جميع بوادر الحرمان الانساني والوجودي ، هذه المؤسسات تعنى بعامل انتاج التلاحم الاجتماعي بين الشباب من حيث الثقافة والوعي ورسوخ جميع جوانب التفاؤل بالقادم الجديد بلا إرادة معينة لتبن صور الكراهية والعنصرية داخل المجتمع ، هذه المؤسسات ترتبط بالثقافة والادب والفنون من حيث اقامة المنتديات الثقافية الجماهيرية التي يؤمها الكثيرمن الافراد ومن كلا الجنسين .
5- كل هذه الشروط لاتتحقق من خلال بقاء الارهاب كقوة وطاقة مدمرة للاستقرار والوجود الاجتماعي في العراق ، لذلك من اولى المهام التي يجب ان تفعلها الحكومة يتمثل في هو وجودها كدولة مساندة للتغييروالانسنة والتأثير على اكثر المجتمعات المغيب عنها جميع بوادر النشوء المديني ، من خلال تفعيل وعي الاجهزة الامنية ضمن ما يتعلق بحقوق الانسان وعدم تكرار الازمنة الغابرة من ممارسة الانتهاكات بحق المواطنين العراقيين الذين يختلفون عن جاهزية الدولة وثقافتها ، ومن تتبنى الدولة التمدن بشكله المختلف ولاتعمل على نبذ الاخرين لانها قائمة ضمن الاسس المشكله على نسق ديمقراطي تعددي برلماني من الممكن ان يساهم في زوال الارهاب من خلال مشاركة جميع الاطياف المجتمعية العراقية جميعا ، ومن ثم العودة الطبيعية الى حضن الوطن العراق بلا مساهمة معينة لتأصيل طابع الاقصاء او تمثل الدولة بيد طائفة واحدة او مجموعة من الاقلية المتنفذه لديها الامكانية والحضوة والسيادة اكثر من غيرها



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العراقية وآفاق المستقبل
- المثقف والمؤسسة .. جدلية الرفض والقبول
- العنف الذكوري ضد المرأة
- الذات العراقية بين احتلالين
- المرأة العراقية بين الواقع والمثال
- أدلجة الحقيقة - عنف المعنى
- الديمقراطية والحركات السياسية الاسلامية
- شريعة الافكار
- الدولة الناشئة في العراق -السيادة والديمقراطية
- جسر الأئمة واساطير السياسة
- الذات العراقية من تأصيل العذاب الى تأبيد الاغتراب-نحو إعادة ...
- ميشيل فوكو والنزعة الانسانية
- نحو تأصيل جديد لثقافة الحرية
- الانسان العراقي بين الدكتاتورية والارهاب
- دولة الاستبداد - دولة الحرية
- قبول الاخر
- الدولة الديمقراطية


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وليد المسعودي - نحو ستراتيجية عراقية لمواجهة الارهاب