أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فاضل الخطيب - في ظلال الطائفية!...















المزيد.....

في ظلال الطائفية!...


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 21:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في ظلال الطائفية!...
أنا أتضامن مع الضحايا وليس مع دياناتهم!..
لسان حال البعض يقول "إذا ماتت بقرتنا، يا ريت لو تموت بقرة الجيران!"..
صحيح أن الغالبية الساحقة من ضحايا الثورة السورية هم سنة ثم علويون، لكنه لم يحدثنا أحداً عن دور السنة في قتل أهلهم وأقربائهم، نادراً جداً من يلامس الحديث عن دور الجماعات الجهادية السنية التكفيرية المعادية للحرية والتي تقتل السنة أيضاً، قلما يتحدث أحدنا عن الفساد والارتماء بحضن النفط الخليجي الذي سمم الثورة وأفسد "رموزها".. هل المطلوب الابتهال لله أن تقوم طائرات النظام-وبعض طياريها من السنة أيضاً، أن يقوم النظام بقصف السويداء، فقط من أجل المساواة؟!. لماذا لا يتحدث هذا البعض عن دور السنة في تدعيم نظام الأسد منذ نصف قرن، وعن دورهم في سرقة الثورة ووضعها في شواليخ المجاهدين الإرهابيين؟. من عنده عمران الزعبي، من اللائق أن ينتبه لنبرة صوته، وأمثال الزعبي كثيرون جداً. أنا أتأسف وأبكي الضحايا الأبرياء والذين غالبيتهم الساحقة مدنيين سنة، لكن ذلك يستوجب وقوف البعض أمام المرآة..
كلما نسيت أنني درزي، جاء من يُذكّرني بها. قبل أكثر من عشر سنوات شاهدت بياناً تضامنياً مع الأخوان المسلمين والدعوة لإلغاء المادة من القانون التي تحكم بالإعدام على أي منتسب لجماعة الأخوان، وقعت على البيان بدون أدنى تحفظ رغم موقفي الواضح من سياسة الأخوان، لأنني أؤمن بحرية الرأي، ثم بعد ذلك بسنوات قليلة ومن خلال فهمي لأولويات النضال والتمسك بالحلقة الرئيسية تحالفت مع الأخوان على ضوء برنامجهم الجديد حينها ومع خدام دون أن أتخلى عن آرائي وأفكاري وقناعاتي، والغريب أن الكثيرين يتهجمون على خدام رغم أنه أول المنشقين ضد النظام ويتجاهلون طلاس ومطابخ أبنائه وملاعقهم التي تصل مصارين بعض مثقفي المعارضة في باريس، وبعد حوالي سنة انسحبت من جبهة الخلاص ومن الأمانة العامة لها، وعلى حيثية موقفي الناقد والمعادي لتحقير المرأة في الإسلام، جاءتني تهديدات بالشنق من أحد متطرفي السلفيين حينها-ويقول عن نفسه أنه باحث تاريخي إسلامي..
لا يكون احترم الإسلام إلا إذا أمسكت القرآن وتصوّرت معه؟ لا يكون احترم المسيحية إلا إذا علّقت صليباً برقبتي ليراه المسيحيين "ع بلولح". لا أكون ضد الطائفية، إلا إذا شتمت دين الدروز/الذي وُلدت عليه بدون إرادتي؟. كل هذا نفاق. سأنتقد الإسلام حين أرى نقيصة، وسأنتقد المسيحية حين أرى نقيصة، وسألعن شيخ عقل الدروز كلما شفت "مايلة" منه، وإذا كان الله يعلم ما في النفوس، فسيكون مسروراً لصراحتي..
تعتبر محافظة السويداء أفقر محافظات سورية وأكثرها إهمالاً خلال حقبة الطاعون الأسدي، أكاد أجزم أن مجموع ما "وفّره" مجموع أنصار عائلة الأسد من مجموع وظائفهم الحكومية من أبناء محافظة السويداء خلال كامل الحقبة الأسدية، لا يعادل قصر رستم غزالة السني. ويضطر غالبية أبناء السويداء، وربما أكثر من نصفهم إلى السفر للخارج من أجل لقمة عيش بكرامة، وتحتضن محافظة السويداء ما يعادل حوالي نصف عدد سكانها من اللاجئين، وغالبيتهم من السنة الهاربين من الموت الأسدي والداعشي بمن فيهم الهاربين من مناطق نفوذ جبهة النصرة والجيل الثالث من داعش أمثال علوش وأنداده. في هذه المنطقة الدرزية، لم تحصل خلال سنوات الثورة أي عملية اختطاف للاجئ أو محاولة اعتداء على امرأة أو زواج قاصر، كما فعله ويفعله رجال من السنة مع طفلات من السنة في مخيمات دول الجوار السنية، لم تبنى في مناطق الدروز خيمة لجوء واحدة، ولم يمت أي طفل من البرد أو الجوع. فُتحت عيادات بعض الأطباء مجاناً لعلاج اللاجئين، تجمع مئات الشباب والصبايا في مجالات الإغاثة بشكل طوعي ومجاني، وبعض أصحاب كروم الزيتون والعنب وغيرها قدموا منتوج كرومهم السنوي بالكامل لتوزيعه على اللاجئين مجاناً. تعرّض ويتعرّض بعض أهل الجبل للخطر خلال تقديم المساعدات للاجئين من قبل أجهزة النظام وبعض مأجوريهم من الجبل. كل هذا وبدون أية مساعدات إغاثية تذكر من المساعدات التي تصل إلى أيادي الفاسدين سارقي الثورة. ويسمى اللاجئون عند أهل الجبل بالضيوف
رغم هذا، هناك الكثيرين الذين يتجاهلون ذلك، بل حتى ينكرون أي دور إيجابي للدروز في ثورة 1925، ولاعتبارات مذهبية وحكم طائفي مسبق متراكم في العقل الباطن/رغم أن نسبة شهداء الدروز كان من مجموع شهداء سورية 65%، بينما نسبة الدروز حوالي 3 أو 4% من مجموع سكان سورية. ولم يكن ذلك دفاعاً عن "سيدي سلمان أو حمزة بن علي أو في سبيل نصرة يوحنا المعمدان أو غيرهم من الرموز المقدسة عند الدروز".
يقولون أن السويداء موالية للنظام، لكن حتى الآن لم تخطف جبهة النصرة "المغوارة"، إلا الناس الذين لا علاقة لهم بالنظام ولا بالسياسة، إضافة إلى خطفها عدداً من أبناء الجبل العسكريين الذين كانوا يشكلون كتيبة تابعة للجيش الحر واستشهد بعض أفرادها في قتالهم قوات النظام على أرض الجبل والسهل وكانت هناك كتائب "درزية" في الغوطة وإدلب والرستن وغيرها قبل أن تقوم الجماعات المسلحة الطائفية بإجبارها على ترك المعركة والخروج منها. أنا لا أطالب بالخطف، لكن عن الحلال والحرام، فقط واحد من المقربين من الحاكم الأسدي وفيق ناصر.
وعودة للحاضر، لو قامت جماعة إرهابية بعمل إجرامي باسم الدين المسيحي أو البوذي أو اليهودي، ورفعت شعارات وأعلام ترمز إلى تلك الديانات، هل يُصدّقهم أحداً في العالم/حتى لو كان ذلك صحيحاً؟. لا تنفع الإسلام والمسلمين تبريرات "الماسونية والصهيونية والنصارى والمجوس..إلخ. لماذا لا "تحارب" الماسونية والإمبريالية والصهيونية والمريخية إلا الإسلام؟ حتى حكم وفساد نظام عائلة الأسد وصدام حسين وغيره، دخل من تلك الثقوب أيضاً، لابد من مد اليد إلى ما هو مؤلم للكثيرين، لابد لمشرط الحضارة والمدنية أن يستأصل بعض ما أصبح عبئاً على جسم المسلمين وحرية معتقدهم ومعتقد غيرهم.
كلما ظهر واحد من الأكثرية الدينية تاجر ومتعهد قبور يقولون هذا خائن لا علاقة لنا به، كلما ظهر فساد واحد من الأكثرية الدينية يقولون هذا ليس نظيفاً، كلما رجع واحد قيادي من الأكثرية الدينية إلى حضن الأسد يقولون هذا واحد جبان، كلما تحاور زعيم من الأكثرية الدينية مع النظام يقولون هذا لا يمثلنا، كلما هوى نجم من الأكثرية الدينية في الثقب الأسود للأمير الداعشي يقولون حرية رأي وموقف..إلخ.
ماذا عمل ويعمل المسلمون الذين يهمهم دينهم كي لا يتعرف العالم على الإسلام من خلال السكين الداعشي أو الانتحاري أو خطاب مشايخ الفضائيات؟ لا يكفي أن يقول المرء عن نفسه جيداً، بل يجب أن يعمل ما يجعل الآخرين يقولون عنه ذلك. لا يكفي أن يقول القرضاوي أن الإسلام كرّم المرأة ويتزوج وهو التسعيني من طفلة أو يبارك هكذا زواج. كيف تستقيم "ثورية الإسلامي السوري" الذي يهمه مصير مرسي أكثر من رزان زيتونة وغيرها؟. انتهى زمن التجامل، انتهت فترة النفاق الديني/السياسي.
الصراع مع بعض أو غالبية العلويين ليس لأنهم علويين، بينما جماعات الإسلام السياسي تحاربهم لأنهم علويين قبل كل شيء. من الواجب التركيز على الخطاب السياسي، وليس الديني الطائفي في الموقف من نظام الأسد. العداء لعائلة الأسد ليس بسبب علويتها، والعداء لعمران الزعبي وصحبه اليوم وبالأمس لمصطفى طلاس لم يكن بسبب سنيته. علونة الأسد ليست سبباً لإسقاطه، وسنية عمران الزعبي وفيصل المقداد ووليد المعلم وغيرهم ليست سبباً لإعفائهم من دورهم الجرمي..
وختاماً، بعض من "مسك الطائفية"، أريد تأكيد ما كتبته مرات كثيرة/خاصة للمعارض الذي وُلد درزياً في سورية، وبغض النظر عن درجة تدينه أو عدمه بالمرة، وهو أن فتح كل الأسلحة على كل العلويين، يُعتبر موقفاً خاطئاً وخطراً، خصوصاً إن كان يريد بذلك تأكيد رسالة ود وغزل للإسلاميين/سواء داخل سوريا أو عند مموليهم في الخليج، وقد يكون ذلك صحيحاً على الدرزي الذي تربط مصارينه ببعض طناجر طلاس أو أمثاله من الثوار الجدد!. سأكون واضحاً أكثر، وبلكنة طائفية أكثر (مُجبراً عليها منذ بضع سنوات)، أقول أنه لو قام الدرزي وتقدم كل السنة المعادين للعلويين/النصيريين المجوس الزنادقة المرتدين..إلخ، لو تقدم في كل الحروب ضد العلويين، لو كتب القصائد والأغاني محبة في مطابخ بعض الثوار الجدد، سيبقى درزياً زنديقاً مرتداً عند استخدام التصنيفات الطائفية/الدينية. إن تقدم الدرزي قوافل المحاربين السنة ضد العلوية، لن تلغي زندقته وارتداده، طالما الخطاب دينياً..
لماذا يعترف ويعتبر البعض أن السني الذي بقي مع الأسد، هو خائن للثورة، ولا يعترف أو يعتبر أن يكون هناك بعض العلوية خونة للأسد؟ أي ضد عائلة الأسد، أي مع الثورة؟!.
التفكير من أي معارض، ومن أيّ خلفية دينية أو سياسية بعداء أو استئصال للعلويين بدون تمييز، هو عداء لروح مدرسة درعا. أنا لا أجد تمييزاً بين المجرم الأكبر وصغار رهطه الذي يضم جميع الطوائف والأديان، وهذا لا يعني مساواة في الجريمة والعقاب....
فاضل الخطيب، شيكاغو 10 مايو 2016..



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الفراغ الدرزي:..
- يوسف زعين، أحد القلائل الشرفاء من بعثيي سورية:..
- حول -الهوية الدرزية-...
- محاولة إعادة إنتاج أو -تدوير- منظمة القاعدة وتسويق جبهة النص ...
- تنقيرات كافر يدفع ثمن خطيئة الله:...
- كلما نسيت أنني درزي، جاء من يُذكّرني بها..
- دائرة مُفرَغة، أم ممتلئة؟!...
- ردّي على ردّهم.. ومازالت مستمرة -خيانة الدخيل، وسقوط غالبية ...
- مازالت صحيحة، أو مازلت هكذا أعتقدها...
- في خيانة الدخيل، وسقوط الجبل....
- لماذا يجب قتل السوريين للسوريين؟ ولماذا يحاول بعضنا خلط الحا ...
- بين -عزيزة- حمزة الخطيب ومقص العرعور، ثورة...
- شبيحة الأسد يصعدون إلى الجبل، ليُنزلوه إلى عندهم....
- انتفاخ وتوّرم الأعراض الجانبية للربيع السوري...
- بين المازوت والجلّي في عصر ثيران و-ثورات التصحيح-...
- المجد لا يُعطي سعادة للذي يسرقه، بل للذي يخدمه...
- نجاح -البعبع- ليس نهاية التاريخ...
- زوايا دينية في حضرة الثورة الشعبية، -فيسبوكائيات-...
- أزمة أقليات مذهبية، أم أقليات مأزومة!؟...
- الهروب من مواجهة آخر آثار النظام....


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فاضل الخطيب - في ظلال الطائفية!...