أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - استقالة أوغلو أم إقالته














المزيد.....

استقالة أوغلو أم إقالته


صلاح الدين مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 20:14
المحور: القضية الكردية
    


كان أوّل عمل لأبي العباس السفّاح الخليفة الأوّل للدولة العباسيّة، هو قتل أبي سلمة الخلّال؛ مؤسّس الدولة العبّاسيّة، وكذلك فعل خلفه أبو جعفر المنصور من خلال قتل أبي مسلم الخرسانيّ؛ حامي الدولة العبّاسيّة، وهذا ما شرحه ابن خلدون في مقدّمته؛ مقدّمة ابن خلدون في تفسير قتل الأخ أخاه، كما فعل المأمون بالأمين، والقضاء على من أوصلوه إلى الحكم، كما فعل عبد الرحمن الداخل من خلال القضاء على كلّ من أوصله إلى الحكم، وشرح ابن خلدون كلّ هذا في كيفية الوصول إلى السلطة من خلال شرحه التاريخ الإسلاميّ ونقده.
هذا دأب السلطويين وعاداتهم في الحكم، والأمثلة لا تعدّ ولا تحصى، فأردوغان الذي كان محروماً من استلام رئاسة الحزب، انتظره عبد الله كول، حتّى زال الحكم عنه وسلّمه رئاسة الوزراء، لكن بعد أن وصل أردوغان الحكم وبعد فترة، قضى عليه، وأقصاه عن الدولة التي لا يريد لأحد أن يقاسمه فيها المغنم، وأخيراً وصل الأمر بأوغلو أن يقدّم استقالته من رئاسة الوزراء دون تفسير واضح.
إنّ حادثة استقالة أوغلو تعبيرٌ عن تفرّد أردوغان بالحكم، مع أنّ أردوغان لا يمتلك قانونيّاً تلك الصلاحيّات التي يمتلكها رئيس الوزراء في إدارة البلاد سياسيّاً وعسكريّا وأمنيّاً واقتصاديّاً، لكنّ مفاصل الدولة كلّها بيده، وقرار الحرب والسلم والقانون الذي يفصله على مزاجه بيده، أوغلو ذاك المطيع الذي لا يتصرّف بشيء من شؤون الدولة إلّا تحت وصاية السلطان الذي تكبّر وتجبّر، مع ذلك قدّم استقالته، مع أنّ حوادث الاستقالات من الحكم نادرة جدّاً في شرقنا المدمّى.
من هنا نستطيع أن نقرأ قراءات عدّة لاستقالة داوود أوغلو، لكن هناك معنى واحد وهو المعنى الجوهريّ؛ هو أنّ السلطان يريد أن يستفرد بالحكم، يريد أن يكون فوق القانون، فوق الحياة، يريد أن يصيغ الحياة حسب هواه، فيستطيع أن يقيل فلاناً، أو يستبعد فلاناً، أو يهمّش فلاناً، لكن في المحصّلة فالسلطة تأكل نفسها في داخلها، وتقتات على غِلّها ووحشيتها في داخلها، والتاريخ شاهد على هذا.
من الصعب أن تتخيّل دولة لها قائدان، قائد على الورق لا صلاحيّة له، وهو أردوغان، لكنّه يمتلك كلّ زمام الأمور، وقائد فعليّ حسب القانون لكنّه لا يستطيع أن يفعل شيئاً، هي الأزمة بعينها، فالدولة لا تنتج التوافق، والدولة تعتمد على القوّة، وبما أنّ أوغلو لا يمتلك القوّة الفعليّة، وكلّ صلاحياته بيد السلطان فهذا يعني إشكاليّة تنتهي باستقالة أوغلو.
مع أنّ معظم التحليلات تؤكّد أنّ هناك كياناً موازياً للدولة اسمه الدولة العميقة، وهو في جدال مع الدولة، وأنّ أردوغان يريد القضاء على هذه الدولة العميقة، من خلال النظام الرئاسيّ؛ حلم أردوغان ليكون الرئيس الأبديّ كدأب السلطويين الشرقيين جميعاً، لكن من يدقّق في الأمور فسيرى أن أردوغان هو نفسه الدولة العميقة، فلم تقد الدولة نفسها إطلاقاً، إنّما كان الرابح دائماً هو الدولة العميقة، وأرغنكون والغلاديو، والكونترا كريلا، وهذا ما يقود أردوغان، فهذه الدولة العميقة تنتعش مع الحروب، بل هي الحرب لا محالة، وقد استطاعت هذه الدولة العميقة من خلال خلق الصراعات باسم الأمّة التركيّة، أن تكون الرائدة في تسيير أمور الرأسماليّة بل هي المرتع الخصب لدولة الكذب والنفاق واللااستقرار، فكلّما اختلّ الأمن كان هناك دافع لتعزيز المنظومة الأمنيّة، وكلّما كانت هناك ثورة، فلابدّ أن تنشط المنظومة العسكريّة، وهو المرتع الخصب للدولة العميقة والموظف فيها أردوغان لا محالة، لذلك من يقيل أردوغان أو أغلو أو غول هو الدولة العميقة التي استسلم أردوغان إليها بعد أن بدأت بوادر الديمقراطيّة بانتزاع حزب الشعوب الديمقراطيّة نسبة خياليّة حسب تاريخه، فاختار أردوغان الحرب، وسلّم دفّة الحكم للدولة العميقة.



#صلاح_الدين_مسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواصل الاجتماعي الاغترابيّ وثورة روج آفا
- بيان العار من مجلس العار
- الشيخ مقصود وزمن التواطؤ مع الوحوش
- المعارضة المعتدلة أكذوبة كبرى
- بين المركزية واللامركزية في سوريا
- الأيوبيّة بين الماضي والحاضر
- الانهيار الأخلاقي للمجلس الوطني الكرديّ
- الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - استقالة أوغلو أم إقالته