أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - هل يصبح التوحد ظاهرة عامة لدى الأطفال العرب














المزيد.....

هل يصبح التوحد ظاهرة عامة لدى الأطفال العرب


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 17:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد إنتشرت حالات التوحد لدى أطفال العالم في السنوات الأخيرة وأثبتت دراسة حالية في الولايات المتحدة على أن 1 من كل 50 طفل أمريكي في سن الدراسة مصاب بخلل التوحد ، وقد بلغت نسبة الزيادة عن عام 2007 حوالي 72٪-;- . ولو إطلعنا على النسب العالمية لوجدنا أن كل 10 آلاف حالة ولادة هناك ( 15 - 20 ) حالة خلل توحدي ، وتبلغ حالات التوحد في كل أنماطها بالولايات المتحدة الأمريكية حوالي 5 مليون طفل . وأشارت الدراسات إلى أن إصابة الذكور هي أكثر من الإناث ، حيث قد تبلغ النسبة 4 مرات أكثر من الإناث .
أما في الدول العربية فقد إنتشرت حالات التوحد موخراً حتى أصبح في العراق مثلاً 75 طفل لكل 10 آلاف . وفي دراسة أجراها معهد كامبردج عن المصابين بالتوحد في العراق توضح بأن التوحد قد إنتشر بنسبة كبيرة مقارنة قبل عقدين من الزمان . أما في سلطنة عُمان فهناك 1،4 حالة لكل 10 آلاف طفل ، وفي دولة الإمارات هناك 29 حالة لكل 10 آلاف طفل . كما إنتشرت هذه الحالات في دول عربية أخرى مثل مصر ، ليبيا ، تونس ، ولم يبلغ الإهتمام بهذه الحالات المستوى المطلوب ، لذا يشكل علاج هؤلاء الأطفال عبئاً مادياً على العائلات العربية الفقيرة ، وتؤكد التقارير على أن متوسط التكاليف الطبية للطفل المصاب سنوياً تبلغ أكثر من 10700 دولار سنوياً . وقد تكفلت بعض دول الخليج إقامة معاهد ومؤسسات تربوية وعلاجية لهؤلاء الأطفال مثل دولة الإمارات المتحدة .

إن إنتشار الخلل الدماغي المسمى التوحد أو الخلل الذي يصيب وظائف المخ الإنساني في الدول العربية قد أدى إلى حرمان شريحة كبيرة من الأطفال العرب من الحياة الطبيعية والذين يُفترض أن يكونوا بعد سنوات قليلة شباباً تنتظر منهم أوطانهم الكثير لكن ما سيقدمونه هو القليل وفي نفس الوقت يمتلك هؤلاء الأطفال قدرات ومواهب إبداعية يمكن الإستفادة منها إذا توفرت العناية اللازمة لهم حتى سن البلوغ . إن ألأوضاع الحالية لأطفال التوحد تسبب الكثير من الأحزان لآلاف الأمهات العربيات .
ولو حللنا أسباب الخلل المنتشر بين أولادنا لوجدنا أن أهم أسبابه هو التلوث الهائل الذي أصاب الكثير من أجزاء الوطن العربي وخاصة دول النفط وقد سبب هذا الكثير من التشوهات الخلقية والعصبية ، فمحارق النفط والغازات المنبعثة ، وشحة المياه وتلوثها والأغذية المُسمدة كيمياوياً أو المعاملة جينياً ، والتلوث الحاصل في الهواء حيث أكوام المزابل والمجاري المائية الملوثة في المدن والقرى العربية ، مع الإستخدام الغير علمي للمبيدات الحشرية . ويزيد في هذا تفاقم الأوضاع النفسية والجسدية للأمهات الحوامل حيث تعاني الأم العربية من قسوة الظروف الإجتماعية في البيت والشارع والمجتمع وكثرة المشاكل النفسية التي تعاني منها المرأة العربية ، فهي موضوعة دائماً كفاصل ما بين الخير والشر والكفر والإيمان ، وهي تبتلع الكثير من السموم الإجتماعية والأخلاقية ، ولوحظ أن الكثير من النساء العربيات اللواتي مرّ بدولهن الربيع العربي العاصف ، يبتلعن أيضاً الكثير من المهدئات لتهدئة مشاعر الخوف وعدم الطمأنينة لديهن . وقد تضطر النساء الحوامل إلى أن يقبعن في بيوتهن فيبقى محيط البيت وجوِه الخانق هو البديل عن التنزه في الحدائق والمنتزهات والتي تحمل للأم وطفلها الكثير من الأوكسجين الذي يؤثر تأثيراً إيجابياً على نمو الدماغ في الأجنة ، كما أن رياضة المشي تساعد كثيراً لتحريك الدورة الدموية في جسم الأم الحامل .
إن ظاهرة التصحر التي إنتشرت في الدول العربية قد ساهمت مساهمة فعلية في عدم صحة الهواء والماء ومما أثر سلباً على صحة الأجنة وأدى ذلك إلى إنتشار ملحوظ في عدد الأطفال المتوحدين والذين سيوضعون قريباً في مرتبة الشباب غير المنتجين إلا إذا أُستغلت مواهبهم في مجالات مثل الموسيقى والرياضيات والرسم والنحت ، ولهذا يجب أن يتواجد كادر علمي متخصص ومؤسسات تربوية متخصصة تقوم بالعلاج التربوي والنفسي مع تطويرها لإبداعات هؤلاء الأطفال ، وأعتقد أن القليل من الدول العربية قد أولت الرعاية الكافية لهؤلاء الأطفال وبضمنها بعض دول الخليج .
إن المقارنة بين رعاية الدول الغربية والرعاية الحاصلة في الكثير من الدول العربية لأطفال التوحد تعطي صورة كاملة للغبن الحاصل لهؤلاء الأطفال ، حيث يرعى هؤلاء في الدول الأوربية مؤسسات علمية نشطة تلتزمهم طوال حياتهم وبالنتيجة تتطور أوضاع هؤلاء الأطفال فيصبحون منتجين فاعلين ويخرج منهم أحياناً نوابغ في مجال الموسيقى والرياضيات ، وفي حالة عدم قدرتهم على العمل تلتزم الدول بإعالتهم طوال حياتهم . ولو سلطنا الضوء على الكثير من المتوحدين في الدول العربية لوجدنا أنهم ضمن أوضاع يُرثى لها ويوضعون في خانة المجانين أو المختلين عقلياً أو المتخلفين . ويعالج الكثير منهم من قِبل أُسرهم بأساليب متخلفة وبواسطة السحرة والمشعوذين على أساس أنهم قد مُسو من قِبل الجن ، وقد يعاني الكثير منهم من الضرب المبرح أو الكي بالنار لكي يخرج هذا الجن .
إننا نعامل هؤلاء الأطفال كما نعامل ثرواتها المحلية ، أي بلا علمية كاملة وبمنظور خرافي تعدته الأزمنة والحِقب ، فمواردنا تُستهلك بدون أن تكون منتجة أو مطورة ، كذلك الإنسان العربي لا تُهيأ له الأسباب الموضوعية الكافية للنمو والتطور ، والملاحظ أن الكثير من الدول العربية تعاني من مصادر الإشعاع بعد أن أصبحت مقبرة للنفايات النووية كما حدث في العراق وسوريا ، فبدلاً من أن تكون مصدراً للخير والعطاء في إستهلاك وتنمية الموارد الطبيعية والمحافظة على نظافة البيئة من جميع أنواع التلوث لكي تُنتج هذه البيئة عنصراً إنسانياً غير ملوث أصبحت بقاع عديدة في هذه الدول مصدراً للفناء الإنساني جسداً وعقلاً .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارية عن الوطن والأدب
- ماذا تفعل أفلام ال Action العربية بالشباب العربي
- هل ينقلب الربيع العربي في العراق إلى خريف
- المرأة والعهر الإجتماعي والعهر السياسي
- حينما يفقد الفرد المسلم حسه الإنساني
- هل تعشق المرأة العربية واقعها أم خيالها
- طيور بلا أجنحة ( 3 )
- طيور بلا أجنحة ( 2 )
- طيور بلا أجنحة ( 1 )
- الفكر الذكوري في الفلم الأفغاني ( أُسامة ) .
- ماذا فعلتم بشباب العراق
- النرجسية والعرب
- البقاء للأقوى أم للأصلح لدى المسلمين
- الزهايمر المرضي - السياسي
- لماذا يصفق العراقيون بيد واحدة .
- كارثة الطفل العربي - العمالة -
- الأم طوعة العراقية
- هل يحتاج العالم العربي مجدداً إلى سفينة نوح
- حكم الجاهلية - إستعباد النساء
- الطفولة العراقية والحرمان


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - هل يصبح التوحد ظاهرة عامة لدى الأطفال العرب