|
هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأسلوب ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 02:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأسلوب ..
مروان صباح / ارتفع النفط أو انخفض النفط ، يبقى حال الجزائر والجزائريين على ما هو عليه ، رغم قدرتها الإنتاجية ، والتى تصل إلى مليون ونصف مليون برميل يومياً ، كانت كمية التصدير في السابق ، أكبر حجماً ، فقد قررت الحكومة مؤخراً تعديل سياسات التصدير ، طبعاً ،من منطلق الخوف على نفاذ المخزون النفطي ، يضاف إلى ذلك ، تصدير الغاز ، التى سعت وأنجزت خطوط إمداده من الجزائر إلى كل من اسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال وعبر إيطاليا يتوزع بمعرفة الطليان إلى معظم دول أوروبا ، تحولت الجزائر خلال سنوات قليلة ، المُصدر والمُزود الغاز الأول لأوروبا وبأسعار قد فرضتها خارج منظمة الدول المُصدرة للنفط ، وبالتالي ، خرجت من التزامات المنظمة لتدخل الأسواق الحرة ، بالطبع ، تمتلك الجزائر أيضاً ، في باطن أرضها جملة من المعادن الغنية ، الحديد والفوسفات والزئبق والزنك ، والتى تدر عليها دخل آخر من الدولارات ، وبين هذه الإمكانيات الكبيرة ، من المعادن والنفط والغاز ، تمتلك أيضاً ، جغرافيا واسعة شاسعة تتمتع بتضاريس ، إبداع الخالق ، يوجد على أرضها ما لا يزيد عن 40 مليون نسمة ، بل أقل شيءً ، تتقارب بتعدادها البشري ، المغرب والسعودية ، لكن ، المرء قد يعتقد ، بعد تدقيق الحال ، أن الجزائريون مازالوا يقبعون تحت الاحتلال الفرنسي ، بسب سوء الوضع الحياتي ، وتدني مستوى دخل الفرد ونسبة المهاجرين إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا ، يفتح شهية التساؤل عن مليارات من المفترض تكون قد دخلت خزينة الدولة ، خلال السنوات السابقة ، تحديداً ، منذ البدء في استخراج وتكرار النفط وتمييع الغاز ، أين ذهبت كل هذه الأموال طالما الجزائري يُعتبر من الناحية المعيشة ، ليس أفضل من المواطن التونسي ، بل ، الفرد التونسي من حيث التعليم والثقافة والمستوى الخدامات ، أفضل حال ، رغم أن تونس ، لا تملك نفط ولا غاز ولا معادن غنية وكل ما تعتمد عليه منذ تاريخ ولادة الدولة الوطنية المعاصرة ، التعليم والسياحة .
تعودت الطبقة الحاكمة في الجزائر ، وهي ، طبقة العسكر ، بالطبع ، أولاد وأحفاد ، وما تبقى من الثوار الأوائل ، الذين حرروا البلد من الاحتلال الفرنسي ، على احتكار الاقتصاد الوطني بطريقة استبدادية وأيضاً خالية من أي تطور ، بل ، سيطر على السلوك العام ، الخمول والكسل ، كيف لا ، مادامت الحكومة حذفت من قاموسها شيء يسمى التنافس ، الذي حول البلد تدريجياً إلى مزرعة يخلد كل من بداخلها في آخر الليل إلى زنزانة بحجم وطن ، ويبقى التحدي الأهم للحكومة ، البطالة ، التى تصل حسب تقديرات النظام القائم ، الي 30 % ، غير أن هناك منظمات تشير إلى نسبة أكبر من ذلك ، وبالرغم من اجتهاد الحكومة في السنوات الأخير وبعد الربيع العربي ، الذي أخاف العسكر من سقوط مشابه لمبارك وشلته ، من سدة الحكم ، قامت الحكومة بجهود بالفعل جبارة ، قلصت البطالة ، لكن ، جميعها اندرجت في سياقات قروض لمؤسسات صغيرة ، مهددة ، دائماً بالإفلاس ، وضمن هذا التخبط الاقتصادي المتصاعد ، ثمة قطاعات قادرة أن توفر مناصب عمل ، لكن ، أبوابها لم تطرق ، كالزراعة ، فالجزائر تملك أراضي بمساحات كبيرة وصالحة لمسألتين ، الزراعة وتربية المواشي ، تستطيع من خلالها امتصاص البطالة ، غير أن ، هذا الاعتبار من المهن ، ليس هو الأجدى اليوم عند شباب ، على الأخص ، الذين جاؤوا من القرى ، وحصلوا على تعليم مجاني ، في حقيقة أمره ، لا يحاكي متطلبات السوق ، وبذات الوقت ، هناك رفض تام للانخراط في مثل هذه المجالات ، طالما ، الحكومات من حيث لا تدري ساهمت بصعودهم إلى قمة الشجرة دون أن تحتفظ الدولة بسلم النزول .
هيهات أن يتلقى المرء ، إجابة شافية وافية من الحكومة ، عن مصير الأراضي التى تصلح للزراعة ، وما أسباب إهمالها ، وحسب ، تقارير الحكومة ذاتها ، تُقدر الأراضي ، صالحة وغير مستخدمة ب 96%، ومن هنا ، يستطيع المرء ، أن يتعرف على صمت ، هو ، مازال على حاله ، منذ كان الاحتلال ساري المفعول ، بل ، أضاف الوطنيون عليه ، تثاؤب ، فالزراعة في الجزائر تشكل 4% فقط من الناتج المحلي الإجمالي ، والقطاع العام يستوعب ، بطالة مقنعة تصل إلى 50 % ، تمتصها الوظائف الإدارية ، هي وظائف غير منتجة للثروة بل عبء عليها ، بالتأكيد ، بلد مثل الجزائر ، وبعيداً عن الأموال المختلسة ، لديه احتياطي من العملة الأجنبية تقدر ب 194 مليار دولار ، أمام هذه المليارات ، تعاني الأغلبية العظمى ، آفة الفقر وآفة البطالة ، ويغيب عن سياسات الحكومات التى تعاقبت والحالية ، أي خطط إستراتيجية تعيد رسم رؤية جديدة ، تليق بهذا الشعب الصبور المضحي ، لنكتشف ، وبعد صراع طويل بين الاستبداد والحرية ، ليس فقط ، الرئيس وحده على كرسي متحرك ، بل ، البلد كله يسير على ذات الكرسي .
يجتمع النظام الجزائري مع أخيه الأسدي في سياسة التهجير ، فحَسب تقرير أممي ، يقدر عدد الجزائريين في المهجر بحوالي ، سبعة مليون ، طبعاً ، قد يكون العدد أكبر من ذلك ، فالهجرة في مفهومها التاريخي والمعاصر ، تقع مسبباتها على البطالة أو القتل ، وما نعنيه بالبطالة هنا ، أنه يوجد فرد في المجتمع قادر على العمل وقد استعان بطرق مختلفة ولم يترك وسيلة في البحث عن فرصة شغل ، إلا وقصدها ، لكنه كالعادة اخفق ، مقابل هجرة البطالة ، هناك هجرة آخر ، سببها القتل ، الموت هو اللاعب الأساسي فيها أو وراءها ، ورغم أن الفار منه ، أبدى تشبث عنيد ببيته أو قريته أو مدينته ، لكن ، آلة القتل والتنكيل كانت على الدوام أكبر من أي صمود ، وهذه الخلاصة تعيد الحكاية إلى جذر الأعمق ، وتفسر لنا بإرتياحية ، زيارة مبعوث الرئيس الجزائري للنظام الأسدي ، تكشف أيضاً ، مدى التشابه بين النظامين ، فالعقلية بينهما في إدارة البلاد ، واحدة ، والتعامل مع من يعارضهم ، أيضاً واحدة ، أما الخلاصة الأخيرة ، تعَد الجزائر من كبار مصدري النفط والغاز ، بالطبع ، السعودية ودول الخليج ، على رأس القائمة ، لكن الملفت إلى حد الفضيحة ، أن مواطنون دول الخليج والسعودية ، على وجه الخصوص ، يذهبون إلى أوروبا وأمريكا بهدف التعليم والسياحة أو العيش ، لم نسمع يوم من الأيام ، أن هناك خليجي أو سعودي هاجر بسبب الفقر أو البحث عن عمل ، اللهم ، إلا قلة قليلة ، قد تكون نادرة ، من السياسيين ، الذين لجئوا بسبب الاضطهاد الفكري ليس غير . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمير محمد بن سلمان ، كيف يمكن ، قطع الشك باليقين ، أن يكون
...
-
اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه
-
علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية
...
-
في ذكر رحيل ابو محمود الصباح ، تاريخ محتشد بالمواقف الأخلاقي
...
-
رحمك الله يا من مثل أحمد العربي في القطر التونسي ، شاعر الثو
...
-
من خصوصيات المرحلة القادمة ، أنها لا تقبل التعمية ولا الجهل
...
-
أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة
...
-
القاسم المشترك بين الأوروبيين والعرب ، هو ، التفكيك والانحلا
...
-
دونالد ترمب ، مرحلة الاستبداد الاقتصادي وانهيار قواعد القانو
...
-
الفارق بين إنجازات الديكتاتور وانجازات القطروز
-
ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخ
...
-
المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً
-
مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب
-
إذا تمكنتم أيها الظلمة أن لا تحضروا فلا تحضروا
-
تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة
-
خوسيه موخيكا وزملائه
-
الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
-
آفة المخدرات وآفة السحر
-
نجاح الثورات العربية وإخفاق الحسم
-
من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج
المزيد.....
-
فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ
...
-
تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق
...
-
السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا
...
-
الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو
...
-
بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو
...
-
شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك
...
-
دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
-
مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر
...
-
قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
-
مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|