أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - استقالة أوغلو ضربة قاصمة لأردوغان














المزيد.....

استقالة أوغلو ضربة قاصمة لأردوغان


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 18:47
المحور: كتابات ساخرة
    



يبدو أن هناك خلافات عميقة بين رئيس الوزراء التركي داوود أغلو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغم أن أوغلو صرح بأن استقالته من رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة الحكومة لم تكن نتيجة خلافات بين الرجلين وإنما بسبب ترك المجال لآخرين لسدة الحكم، هذا الكلام غير منطقي وغير مقبول باعتبار الفترة الحرجة جدّا والمعقّدة التي تمر بها تركيا، وكذلك الوضع في سوريا، ولا يقدم أوغلو على هذه الخطوة إلا بعد أن يكون قد درس الوضع جيدا وهو الذي كان يصرّ على إنشاء منطقة عازلة بين تركيا وسوريا، وهو الذي كان يدعو إلى تدخل بري للقضاء على النظام في سوريا، مع الاتفاق بينه وبين الرئيس التركي على تغيير الدستور في البلاد.
هذا التصدّع في التركيبة السياسية التركية يفسّر فشل الحكومة والرئاسة في معالجة القضايا الداخلية والخارجية، فالإرهاب ما زال يضرب تركيا من جميع الجهات، من العراق ومن سوريا ولم تستطع حكومة أوغلو أن تضع حدا لهذه الانفجارات التي وقع آخرها في مقرّ أمني، والخصام الحادّ الذي ظهر في البرلمان التركي أخيرا فسّر حالة من التشرذم الداخلي بدأت تتّسع فجوتها وتؤثر على الحياة السياسيّة، وبما أن الرئيس الحالي لحزب العدالة والتنمية غير قادر على تنظيم صفوف الحزب من جديد بدأت تتعكّر أحواله من خلال حالة الهيجان الشديد التي ظهر عليه نوابه وعدم ضبط النفس تجاه قضايا داخلية مصيرية، وأما الأحوال الخارجية فبقيت تركيا كالمطلّقة المعلّقة لا هي انضمت إلى أوروبا ولا هي تمتّعت بتماسكها الداخلي وليس لها تأثير على العالم الخارجي بل بقيت مواقفها تجاه الحراك الأمريكي الروسي بشأن سوريا غامضا وليس لها موقف إلا التسليم بالأمر الواقع.
ومن سيخلف أوغلو سيجد نفسه أمام ملفّات ساخنة فبأيّها سيبدأ؟ وهل سيستمرّ في عدائه للشعب السوري أم سيتغيّر الموقف السياسي برمته؟ وتتحوّل تركيا عن غيّها وعنادها وإصرارها على مواصلة الزحف على جارتها سوريا، سواء بالإصرار على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد أو بإقامة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا، وهو ما يرفضه الأمريكيون جملة وتفصيلا في الوقت الحالي فضلا عن رفض روسيا أي قرار مشابه له، وبينما تسعى الدول لإدانة نظام بشار الأسد وخاصة بريطانيا تغفل هذه الدول جميعا عن خروقات للمعارضة في أكثر من مشهد، وتبقى المسألة السورية تنتظر حلا سياسيا يرضي جميع الأطراف وهو الحل الوحيد على الطاولة، وهو ما ترفضه المعارضة وتصرّ على مواصلة إرهابها العسكري.
وهاهي تركيا اليوم تتلظّى بمواقفها المتطرّفة تجاه سوريا كما تلظّت قبلها قطر، حينما ترك حمد بن خليفة منصبه واستقال وزير خارجيته حمد بن جاسم، وكما تلظّت أيضا السعودية حينما استقال سعود الفيصل من منصبه ورحيله من الدنيا تاركا الملفّ إلى خلفه عادل الجبير الذي لم يحسن إلى حدّ الآن التعامل معه بجدية، بل كان مراوغا فاشلا في تحقيق مآربه الشخصية ربّما، لأنه في كل مجمع يصرّ على رحيل الدكتور بشار الأسد إما بالسياسة وإما بالقوة وهو ما يفسّر إقدام السعودية على عمل عسكري برّي وشيك، بل تنتظر اللحظة المناسبة لترويج مثل هذا العمل الشنيع الذي ستكون آثاره مدمّرة إلى حدّ بعيد.
وعودا على بدء فإن تركيا مقدمة على أيام عسيرة على أردوغان، فما عساه أن يفعل تجاه التدهور السياسيّ الذي حصل في بلاده ونال من هيبة الدولة وحوّل تركيا من بلد جارٍ إلى بلد عدوّ سيذكر التاريخ يوما أنه كان سببا رئيسا في تدمير بلد عربي جارٍ، له تاريخ عريق، ولن تغفر الأجيال القادمة في سوريا هذا الاعتداء بل ستطالب باعتذار رسمي من الدولة التركية وتعويضات رسميّة تفوق المليارات لإعادة إحياء سوريا من جديد.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات جنيف على المحك
- العمال يكدحون والكبار يتكالبون
- منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول
- الحُبُّ من أول نظرة... فلسفة إسلاميّة خالصة
- المرأة في يومها الأسود
- لم لا نستشير المرأة؟
- هل هي الحرب القادمة؟
- كيف ينظر الإسلام إلى الموت
- كيف نستقبل العام الجديد؟
- ثورة الإسلام على الظلم
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - استقالة أوغلو ضربة قاصمة لأردوغان