ديمقراطيات

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 21:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

عندما عاد بيداريتس الى بيته فرحاً مسروراً ليس كعادته حين يتقدم لترشيح نفسه لمجلس الثلاثمائة (برلمان اسبرطة في القرن الرابع ق. م) سألته زوجته مابالك هذه المره فرحا بينما تبدوا مهموما في كل مرة بفوزك؟
فأجابها بأنه لم يفز هذه المرة، وأنه فرح ومسرور لأنه أصبح في أسبرطة ثلاثمائة رجل أفضل منه.
في امريكا وأوروبا ودول أخرى في العالم كالهند وجنوب أفريقية والعديد من دول أمريكا اللاتينية ودول أخرى تتبنى النظام الديمقراطي رغم انها لا ترقى لديمقراطية اسبرطة لكنها تبقى مقبلولة من شعوبها لدرجة كبيرة.
لأن هذه الشعوب تشعر بأنها تشارك في صنع القرار بإنتخابها الرئيس او الحزب، وبالتالي تتمتع بالرضى النفسي مما يدفعها ان تعمل بإخلاص لبلدانها، وهذا ما يساعد على تطوير البلد وتقدمه لتوفر جو من الحرية والمساواة والتشاركية الجماعية في تقرير مصير البلد.
وثمة ديمقراطيات شكلية كديقراطية كوريا الشمالية التي عزلت الشعب في هذا البلد عن سائر العالم، وآخر صرعة هذه الديمقراطية صدور قرار من السلطة بتغييرأسماء الأشخاص الذين اسمائهم نفس اسم الرئيس ومنع تسمية اي طفل بهذا الاسم.
اما ديمقراطية (صنع في كردستان العراق) فما تزال في طور الإنشاء وهي مقبولة نسبيا رغم تفاقم الفساد والمحسوبيات لكن هناك حرية تعبير مقبولة نسبيا (اقصد بالنسبة للشعب الكردي الذي يعيش مرحلة الطفولة الانسانية أي ما يزال يفكر بعقلية تلك المرحلة) وهناك شفافية وإذا كانت هناك محاسبة فستتطور هذه الديمقراطية ولو ببطء، وإذا تحقق هذا فسيعتبر إنجازاً كبيرا في تاريخ الكرد في هذا الجزء من كردستان.
أما ديمقراطية (صنع في روج آفا) فهي وليد لم يلق العناية اللازمة للأسف، فصار وليداً مشوها للديمقراطية ويحتاج لعمليات جراحية عديدة لإزالة هذا التشوه، ويتجسد هذا التشوه في إنعدام الشفافية السياسية تقريبا وإنتشار الفساد اكثر مما كان عند النظام السوري وكثرت البطون المنتفخة واصبحوا اصحاب عقارات وسيارات فخمة حتى انهم باتوا يسيطرون على عصب الإقتصاد في مناح عديدة، وهناك عائلات ضحت بأبنائها صارت تشتكي خفية واحيانا جهارا من النهب والفساد وتشير بغضب واحتقار الى اصحاب البطون المنتفخة، صحيح ان الوضع معقد جدا ولا يحسد عليه وصعب السيطرة عليه، لكنه بنفس الوقت وضع خطير للغاية.
فهؤلاء الفاسدون صاروا يعتدون على الأصوات المخالفة والفاضحة لهم وصار لهم مافيات وملثمون تحرق الإذاعات والمقرات الحزبية وتخطف اشخاص وتعذبهم ،وكل ذلك بفعل سلطة لا يستحقونها وأُعطيت لهم بشكل خاطئ، او ربما بإيعاز من مسؤولين إداريين او حزبيين وطنيين أكثر من اللازم. وهذا يشكل تهديد خطيرومباشر للإستقرار النسبي الذي يسود كردستان سوريا.
الفساد يشبه الحكة تبدأ بالقليل القليل فلا تنتهي إلا بالكثير الكثير وابتلاع الاخضر واليابس، ومن ثم بالفناء. فهل هناك من يسمع؟

#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات