أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعادة أبو عراق - الأفكار الميتة














المزيد.....

الأفكار الميتة


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 20:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأفكار الميتة
يمكن أن نتلمس الفكار الميتة في المجالات التالية
1- الأفكار المقدسة: إذا ما تعاملنا مع الأفكار على أنها مقدسة، فإنها تكون بالنسبة لنا شيئا لا يجوز المساس به، لأننا لا يمكننا أن نقيم عليها تجارب وتطويرها وتلقيحها بغيرها، بحيث تتغير في بنيتها وتركيبها وشكلها وجدتها، وهذا أمر يمس القدسية التي نحتفظ بها لها، ونحن نقصد بذلك أقوال الفقهاء والأئمة والصالحين والسياسيين وكل الذين نجلهم ونقدرهم، إن إجلال هؤلاء وتبجيلهم لا يعني أن كلامهم صواب وأفكارهم حية.
2- ولكي لا يظن أحد اني أجذف على القرآن الكريم، ذلك القرآن فوق الحجاج العقلي الذي نمارسه نحن البشر على أفكار بعضنا، القرآن لا يجري عليه كلام البشر، إنما يسري على أقوال وأفكار كل البشر، فالأفكار منتج عقل بشري، لم يقل أحد أن أقواله معصومة عن الخطأ.
3- شخصنة الأفكار، وهي الأفكار التي وضعت لخدمة أشخاص ، مثل شعر المديح الذي حملنا منه أطنانا ليس في أحد أبياتها فائدة واحدة، وكذلك معظم كتاب السلطة، وكل أنواع النفاق، فهي أفكار ميتة. وكذلك الأفكار الذي أصدرها شخص مهم، كملك أو رئيس دولة أو أديب أو مفكر، ونحتفظ بها على أنها دالة عليه.
4- الأفكار الصادرة عن عاطفة، ذلك لأنها ليست صادرة عن العقل الموكل به الحكم على صحة الأفكار وصوابها، فالانتخابات التي تقوم على العلاقة الأسرية والعشائرية فهي أفكار ميتة لن يقوم عليها بنيانٌ ديمقراطي أبدا، لأن عاطفتك تجاه قريبك هي التي دفعتك لانتخابه وليس عقلك,
5- التربية والتعليم الذي بقوم على التلقين الببغائي، فإنها تعطي أفكارا ميتة، ذلك لأن الفكرة تكون حية في نفسه، بقدر ما يكون قد أنتجها بنفسه وبمساعدة المعلم، لا أن بحفظها ليقدم بها امتحان, إن إعادة اكتشاف الفكرة يعنى استيلادها حية في فكره، وهذا ينشئ جيلا يحمل أفكار حية، الأفكار الحية ليست لقمة سائغة يزدردها بعضلات المريء، بل عملية ذهنية كاملة، فالطالب الذي ينشئ أفكارا بمساعدة المعلم، وسيكون قادرا بمفرده على إنشاء أفكار جديدة خاصة به.
6- الحكم والأمثال والمواعظ، هي أفكار تم استخلاصها من التجارب، كقاعدة أو حكمة، فهي أفكار عادية استهلكت منذ زمن، ذلك إن الأفكار التي يتداولها العامة هي أفكار مستهلكة، وكل مستهلك يكون قد فقد صلاحيته، لذلك فأن أي تحديث يجب أن يكون بفكر جديد مبتكر، وخاصة في السياسة، والذين يريدون الاقتداء بمن سبقوا إنما يكشفون عن عقمهم الفكري.
7- إن الأفكار التي انزلها الله في القرآن الكريم أو غيرها من الكتب السماوية، كالجنة والعذاب والنار والحساب وبوم القيامة وغيرها من الغيبيات التي أنزلت على الأنبياء، لا تصلح أن نبني عليها علما يتكلم عن نعيم الجنة وعذاب النار وعن الملائكة والشياطين الجان والعفاريت والحور العيين. جل ان نقول أنها ميتة بل ليس من عند البشر لنقوم بمناقشتها، لذلك فالبشر غير مؤهلين بأن يمدوا بخيالهم ليصفوا لنا الجنة أو النار بأكثر مما وصفها الله،
8- الأفكار التي وضعت لهدف معين، كعمل مشروع استثماري، تنتهي فعاليتها مع انتهاء المشروع، أو أفكار لبناء كيان طائفي أو عشائري أو قومي، فهو هدف مرحلي خاص، يمكن أن يتحقق وتنتهي فعاليته، ولا يمكن الاقتداء به، ثم انه خاص بهذه الطائفة أو الجماعة في زمن معين، وليست عملا إنسانيا ينطبق على كل البشر وفي كل الأزمان.
9- لا يمكن أن تكون أفكار حية، تلك التي تعالج متغيرات اجتماعية أو إدارية أو سياسية أو علمية، ذلك أن كل القضايا المرحلية المتحولة، ستنتهي أفكارها وتموت بمجرد تغيرها، فالتحول والتغير بجعل الأفكار غير مستقرة، فتكون كمن نزعناها من تربته أو أزحناها عن قواعدها، فتتحول إلى أفكار ميتة، بمعنى أنها تموت بانتهاء المشكلة.
10- إن إشاعة أفكار ومبادئ ميتة بين الناس، تجعلهم يفقدون بوصلة الطريق، ويحملون فلوسا مزورة، ويؤدي ذلك إلى التراجع والتخلف والفقر، إن لم يكن إلى الانهيار، كفكرة مشروع الدولة الإسلامية الذي روج له سيد قطب، وما كان بالإمكان تنفيذه، لذلك قاد إلى هذه الفوضى السياسية، بينما دولة كبرى مثل الولايات المتحدة قامت على أفكار ومبادئ (جون لوك) والفرق بين جون لوك وسيد قطب هو الفرق بين فيلسوف يدرك مسئولية ما يقول ورجل عادي يحلم بصوت مرتفع، ويعيد الإعتبار لنفسه في زنازين السجن المعتقل بها.



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفكار الحية والأفكار الميتة
- هوس القتل في فقه الأقدمين
- عبد الملك الحوثي حيث ينتحر
- ماذا بعد هزيمة داعش
- هل يكفي دولة واحدة للخلافة؟
- إلى روح سميح القاسم
- قبل أن يهدأ غبار الحرب
- كيف نحمي الشعب من الحاكم


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعادة أبو عراق - الأفكار الميتة