أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالعليم فاضل وادي - مأزق الطائفية والفوضى الخلاقة














المزيد.....

مأزق الطائفية والفوضى الخلاقة


عبدالعليم فاضل وادي

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مأزق الطائفية والفوضى الخلاقة
عبد العليم فاضل وادي
باحث عراقي
______________________________________________
لعل أصعب ما يواجهُ العالم العربي اليوم هو بروز الثقافة الطائفية, كبديل للثقافة القومية أو الوطنية التي ترسخت بفعل مقومي العروبة والإسلام في البيئة العربية طوال القرون الماضية والتسوّيق لتلك الثقافة بكافة الإمكانيات اللامحدودة, والتي أصبحت أحد اهم منجزات التاريخ والحضارة العربية الإسلامية, لكن هذه المنجزات والمكتسبات لم تقوى الذاكرة العربية من الحفاظ عليها, أو التمسك بخياراتها, امام هجمة التطرّف التي تطرق كُل باب مخلوع, وعقل فجاً, لأن التطرّف بصريح العبارة هو ليس إجراء ديني (إسلامي), ولا ثقافة عربية متحضرة, وإنما هو سلوك (فردي أو جمعي), قام به بعض الأشخاص من أجل إرضاء نزوات قادة الاحزاب وإطفاء رغبات الحركات الدينية في العالم الإسلامي, وإن تطلب ذلك الإطاحة بكل تلك القيم السامية, أو ما اُطيح بها فعلاً, فالثقافة الإسلامية اليوم لا تجداً إلا تبريراً واحداً هو ركب موجة الدين من أجل السياسة, وتحويل المقدس إلى وسيلة شيئية ثانوية لا اعتبار لها.
لم يعد في ظل الحضور السياسي القوي للطائفية وجود ما كان يدعو به أطراف النزاع بين كلا المتخاصمين, حيث كان المسلمين يردون على المشركين قولتهم: قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار, أما اليوم ولأن الحرب هي مسلمين ضد مسلمين, وعرب ضد عرب, يجب على المثقف العربي والعاقل والمتفتح ألا يُصدق عبارات قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار, لأن الحضور الطائفي لم يدع أية شرعية لأي طرف بإنه الصواب, طالما هناك فتنة ملعونة, بين ابناء الجلدة الواحدة, وخيول النفاق تصهل في سوح الميادين, واناشيد التحريض, الأمر الذي يُقدم الطائفة على حساب الوطن والمواطنة والسلم الأهلي, ويتغذى على واردات البلد وكفاءاته العلمية, لأن الطائفية ثقافة خاسرة, وتقاليد المهزومين من تحقيق وطن يجمل الكل على طاولة الحوار, بل كان يجدر بالناس هنا أن يتوحدوا ضد خطر الإرهاب وفوبيا القتل, لا أن يفتك أحداهم بالأخر, وهو ما يحصل بعالمنا اليوم.
فما أحوج الأمة اليوم لطاولة حوار بناء وتقارب فقهي بين الأديان مثلما يدعوا له السيد العلامة علي الأمين, والفقيه المرحوم هاني فحص, والشيخ يوسف القرضاوي, والشيخ احمد الطيب, واخرون كثيرون من مشايخ وفقهاء الأمة العربية التنويرين.
فالمأزق الذي يعانيه العرب اليوم عموماً والعراق على وجه التحديد هو ليس نتاج لأزمة دينية أو أزمة سياسية أو أزمة اجتماعية, إنما هو بالأساس هو نتاج لأزمة الاخلاق التي تجاوزناها بطائفيتنا, وتخلينا عن التفكير الإنساني, فصارت الطوائف في نظر الثقافة الطائفية هو أن تستقيم على جماجم ودماء الطائفة الأخرى, وأن تتغدى بها قبل أن تتعشى بك, وهذا هو البعد اللأخلاقي للطائفية.
نحن هنا لا نسعى إلا مزيداً من التماسك الأخلاقي والقيمي, ووئد الفتنة, والدعوة إلى نشر ثقافة الرحمة والإنسانية, فمن يدعي الإسلام عليه أن يلتزم بثوابت الإسلام النصية والقطعية الدلالة التي تدعو للرحمة واحترام انسانية الإنسان, وغرس بذور التآخي في أرجاء الوطن, وأي حديث عن الطائفية والفتنة فهو ليس إلا ترويج لبضاعة الإسلام السياسي المستوردة والوافدة إلينا مع فتاوى التكفير المُعلبة والمُعدة في الخارج لتدمير وتمزيق وحدة الصف الوطني, والتساوق مع المخططات الإمبريالية والمتمثلة بنظرية الفوضى الخلاقة وإعادة بناء الشرق كانتونات ودويلات جديدة وفق المقاسات الأمريكية.



#عبدالعليم_فاضل_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالعليم فاضل وادي - مأزق الطائفية والفوضى الخلاقة