الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يشهد الأمريكيون فى هذه الآونة تنافسا محموما للفوز بتذكرة الترشح عن الحزبين الكبيرين الديمقراطى والجمهورى. الجدير بالذكر أن الحزب الديمقراطى يشهد منافسة حامية الوطيس بين مرشحين هما هيلارى كلينتون، زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق كلينتون وبرنى ساندرز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرمونت. أما فى الجانب الجمهورى فهنالك ثلاثة مرشحين: الملياردير الأمريكى دونالد ترامب وسيناتور تيد كروز (عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس) وجون كيسيك الحاكم الحالى لولاية أوهايو. فى هذا المقال سوف نلقى الضوء على الانتخابات التمهيدية للفوز بترشيح الحزب الجمهورى لأن هذه الانتخابات تضم دونالد ترامب الذى يمثل ظاهرة فريدة فى تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث يعتبر ترامب المرشح الوحيد الذى لم يتقلد منصبا سياسيا وأستطاع أن يحطم طموحات الكثير من المنافسين السياسيين فى هذه الانتخابات التمهيدية.

بدأت المنافسات للفوز فى انتخابات الحزب الجمهورى فى 23 مارس 2015 أى منذ أكثر من عام حيث أعلن 17 مرشحا عن رغبتهم فى خوض الانتخابات. وكان السيناتور تيد كروز (تكساس) هو أول من أعلن عن ترشحه ثم تبعه جب بوش الحاكم الأسبق لولاية فلوريدا والدكتور بن كارسون جراح المخ والأعصاب وكريس كريستى حاكم ولاية نيوجرسى وسيدة الأعمال كارل فيورينا وحاكم فيرجينيا الأسبق جيم جيلمور وسيناتور ليندسى جراهام (سوث كارولينا) وحاكم أركنساس الأسبق مايك هاكابى وحاكم لويزيانا بوبى جيندال وحاكم أوهايو الحالى جون كيسيك وحاكم نيويورك الأسبق جورج باتاكى وسيناتور ران بول (كنتاكى) وحاكم تكساس الأسبق ريك برى وسيناتور ماركو روبيو (فلوريدا) والسيناتور الأسبق عن بنسلفانيا ريك سانتورم ورجل الأعمال دونالد ترامب وحاكم ويسكونسن سكوت ووكر. اللافت للنظر أن هذا العدد لم تشهده الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية من قبل. وتجدر الإشارة أن الفترة من الأول من فبراير حتى هذه اللحظة شهدت انسحاب المرشحين الجمهوريين من السباق الواحد تلو الأخر ولم يتبق سوى ثلاثة مرشحين وهم (حسب الأصوات التى حصلوا عليها) دونالد ترامب وتيد كروز وجون كيسيك. الغريب أن كيسيك أصر على البقاء فى المنافسة رغم فوره فى ولاية واحدة فقط وهى ولاية أوهايو.

ورغم أن الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى انتهت فى 42 ولاية ولم تبدأ الانتخابات فى عشر ولايات فإن ترامب فاز فى 27 ولاية وتيد كروز فى 11 ولاية والمرشح المنسحب روبيو فى ثلاث ولايات. أما جون كيسيك فلم يفز إلا فى ولاية واحدة. ويعتبر ترامب حاصلا على أعلى الأصوات سواء فيما يتعلق بأصوات وفود الولايات (957) فى مؤتمر الحزب الذى سوف يعقد فى كليفلاند فى 18-21 يوليو 2016 أو أصوات الناخبين أكثر من عشرة ملايين بينما لم يحصل تيد كروز إلا على 546 من أصوات الوفود وعلى حوالى 7 ملايين من أصوات الناخبين. الجدير بالملاحظة أن المرشح يعتبر فائزا إذا حصل على 1237 من أصوات الوفود وبالتالى فإن ترامب فى حاجة إلى 280 صوتا فقط للفوز بترشيح الحزب الجمهورى بينما منافسه فى حاجة إلى 691 من أصوات الوفود. وإذا لم يحصل أى من المتنافسين على الأصوات المطلوبة (1237 صوتا) فإن الأمر سوف يحسم فى المؤتمر الحزبى فى كليفلاند بولاية أوهاويو فى 18-21 يوليو 2016.

لعل ظاهرة دونالد ترامب تستحق التمعن والتوقف. أولا: دونالد ترامب ملياردير يعمل فى مجال العقارات وبدأ حياته العملية بمليون دولار واستطاع أن يحقق ثروة هائلة ربما تقترب أصولها من 10 مليار دولار وهى تضم المؤسسات والمنتجعات والنوادى التى يمتلكها فى مدن وولايات ودول مختلفة: نيويورك وفلوريدا وسان فرانسيسكو وشيكاغو وواشنطن وسكوتلاندا. ثانيا: هو المرشح الوحيد الذى لم ينخرط فى السياسة ولم يتبوأ منصبا سياسيا طوال حياته. ثالثا: هو المرشح الوحيد الذى يتنقل بطائراته الخاصة ويزعم أنه لم يتلق تبرعات مالية من الشركات والمؤسسات الأمريكية. رابعا: ترامب لا يخفى مشاعره ويعبر عن أرائه السياسية دون مواربة وهى آراء قد تسبب له الكثير من المشكلات فهو فمثلا يصرح بأنه سوف يقيم سورا على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين بطريقة غير شرعية ولوقف الاتجار فى المخدرات. كما إنه يعبر عن اعتراضه لدخول السوريين المهاجرين إلى الآراضى الأمريكية، خاصة هؤلاء الذين لا يحملون أوراق رسمية. المثير للدهشة أن الأمريكيين وخاصة البيض يتقبلون هذه الآراء ويعبرون عن تقبلهم له من خلال التصويت بكثافة فى ولايات عديدة حيث حصل على أصوات ناخبين لم يعتادوا التصويت للجمهوريين فى الانتخابات السابقة.

#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات