أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلوائي - الدراسة الحزبية في الخارج 5 - 5















المزيد.....

الدراسة الحزبية في الخارج 5 - 5


جاسم الحلوائي

الحوار المتمدن-العدد: 1391 - 2005 / 12 / 6 - 09:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ذكريات
انعقدت الجلسة الختامية للكونفرنس في اليوم الثالث وكنت على المنصة مع عدد آخر من ممثلي الفرق الكبيرة وبعض مسؤولي المعهد وشخصيتين من طرف اللجنة المركزية. وكان لكل منهما دراسة تتباين بعض الشيء في الموقف من الديمقراطيين الثوريين وآفاق تطورهم في حركة التحرر الوطني بين متفائل وآخر أقل تفاؤلا. وكان اوليانوفسكي أحدهما وهو المتفائل وكانت الكلمة الأخيرة له بإعتباره مشرفا على الكونفرنس من قبل اللجنة المركزية. تحدث اوليانوفسكي كثيرا وعرض أهم الافكار في دراسته ومن ثم قال: " والآن سأتحدث عن شيء يخصني لقد إنتقد أحد المساهمين في الكونفرنس فقرة في دراستي، ولكن مع الأسف إن هذا المساهم لم يفرق بين نقطة الكاتب وزر الجاكيت، ولأنه لم يضع النقطة في مكانها فقد غيرمعنى كلامي .. وبدلا من أن يوضح ما الذي كان يقصده وما الذي تغير راح يؤكد إخلاصه للماركسية ـ اللينينية وللاممية البروليتارية ولحركة التحرر الوطني، بشكل حماسي وديماكوكي ينتزع التصفيق الحماسي والأكثر فأكثر حماسا، ليسجل إنتصارا ساحقا على " خصمه " !؟ ومع إنتهاء كلمته وقف الجميع لينشد النشيد الأممي : هبوا ضحايا الإضطهاد ... ليعمق شعوري بالإضطهاد و يسبب لي خيبة أمل، فلم أكن أتصور بأن تزييف الحقيقة بهذا الشكل ممكن أن يحصل هنا أيضا!

خرجت من القاعة وذهبت الى مقهى المعهد بعد لحظة وصلت الأستاذة المشرفة وسألتها فورا:

ـ هل حقا هناك تلاعب في موقع نقطة ما في المقتطف ؟

ـ بالتأكيد لا.

ـ لماذا يزيف اوليانوفسكي الحقيقة؟ أهذه هي المشكلة التي قلت بأني سأعرفها؟

ـ إهدأ ... إهدأ سيتصلح كل شيء.
ـ ساقابل المدير وأعرض عليه الأمر.

ـ المدير مجاز.

ـ أترك الموضوع لي وسأتدبر الأمر.

ـ طيب، إتفقنا.

في اليوم التالي أخبرت بالتهيؤ لموعد مع أوليانوفسكي. وصلت إحدى سيارات اللجنة المركزية السوداء الى المعهد، في الموعد المقرر، ونقلتني الى اللجنة المركزية. وإلى مكتب اوليانوفسكي الفخم، بعد المرور بمكتب السكرتيرة. إستقبلني اوليانوفسكي بحفاوة، بدت لي مبالغ بها. جلسنا وجهاً لوجه. قال بأن المكان الذي أجلس فيه قد جلس فيه قبلي عزيز محمد وعامر عبد الله! وأخبرني بأن الموضوع الذي أثير في الكونفرنس يمكننا مناقشته في الصف. وإنه يريد أن يلتقي بفريقنا الوطني تنفيذا لإلتزام مسبق ( كان في برنامج فريقنا الوطني لقاء برفيق من اللجنة المركزية ) وإنه يريد أن يعرف ما الذي يشغل بال الرفاق , طرحت عليه جملة أسئلة تتعلق بالوضع الدولي والعربي والداخلي . وإفترقنا بسلام.

حضر لقاء فريقنا الوطني مع اوليانوفسكي جميع أساتذة الفريق بصفوفه الأربعة. وكان مدير الجلسة المترجم العربي الأقدم ساشا. الذي أخبرنا بأن الحديث سيكون لاوليانوفسكي، وبعد حديثه يمكن طرح الأسئلة وإن وقت الإجتماع محدد وسينتهي في ... تحدث اوليانوفسكي كثيرا وكرر جميع أفكاره التي عرضها في الكونفرنس، بهذا الشكل أو ذاك. وإستغرق حديثه الوقت المخصص ولم يبق منه سوى عشر دقائق . مع ذلك طلبت الكلام وقلت: " لم أكن أريد التحدث في هذا اللقاء ولكن حديث الرفيق اوليانوفسكي حول الموضوع الذي طرح في الكونفرنس هو الذي دفعني لذلك". وبعد أن كررت ما ورد في مداخلتي في الكونفرنس وناقشت بعض الإضافات الضرورية في حالات كهذه، أعلنت بأن هذه هي سياسة حزبنا حسب فهمي لها، ومن واجبي الدفاع عنها. إ نتهى الوقت . وإنصرف المجتمعون . كان الفريق الوطني متفقا معي جملة وتفصيلا ، ولم يكن هناك ولا رفيق واحد معارض أو متحفظ على ما طرحته.

أرسلنا تقريرا عن الموضوع الى قيادة حزبنا مرفقا بمداخلتي . وقد وصلنا رأي المكتب السياسي وهو: " إن المكتب السياسي متفق مع الآراء الواردة في مداخلتي ، ولكن يخشى أن يكون طرحها في مثل هذا المحفل ينطوي على إساءة لشخصية بارزة في الحزب الشقيق." !

× × ×

يحتفل الأتحاد السوفيتي سنويا في 9 مايس يوم سقوط النازية عام 1945. وتقام في المعهد عادة حفلة بهذه المناسبة . عندما دخلت قاعة الإحتفال، عصر ذلك اليوم، جلب إنتباهي وجود كبار المسؤولين وجميع الأساتذة جالسين في القاعة . و هناك ميكرفون يتوسط المسرح . وفي موعد بدء الحفل ظهر مدير المدرسة على المسرح بوقاره المعهود وبيده فايل . القى كلمة تتضمن ردا على أفكار اولياونوفسكي وتناغما مع أفكاري دون ذكر الأسماء . شككت بسمعي بادىء ذي بدء، ولكن حدسي تحول الى حقيقة عندما شاهدت أنظار المسؤولين والأساتذة تتجه نحوي, وأنا بهذه الحالة وإذا بالمدير يتوقف ليخرج عن السياق ويقول: " أعتقد إنكم عرفتم بأن الحديث يتعلق بالكونفرنس" تصفيق حاد في القاعة . وعندما أراد الإستشهاد بلينين فتح الفايل وقرأ نصا فحواه أن دعم وتعزيزإستقلالية الأحزاب الشيوعية في حركة التحرر الوطني واجب أممي . وعندما أنهى كلمته قال: "وهذا رأي المكتب السياسي . ضجت القاعة بالتصفيق . إختطفني الرفاق السوريون و السودانيون وأقاموا على الفور حفلة أنخاب وتعليقات إستمرت الى منتصف الليل. وخسرتني هذه الحفلة مشهدا رائعا تمنيت لو كنت فيه . عرفت بعد إنتهاء الحفل بأن الرفاق العراقيين وقفوا خارج القاعة مصطفين يستقبلون المهنئين أساتذة ودارسين فضلا عن مدير المدرسة الذي صافحهم جميعا. في اليوم التالي شاهدت الأستاذة المشرفة فتحت يديها ما أن شاهدتني ، وفعلت الشيء نفسه وتعانقنا. سألتني

ـ هل انت راض بالنتيجة؟ أجبتها:

ـ لم أكن أحلم بها.

وعلمت منها بأنها كانت تتابع الموضوع، بمثابرة ، مع المدير.

في الإمتحان أبت الأستاذة أن تمتحنني ، فلم تدعني لسحب أسئلة الإمتحان . وقالت: دعنا نتحدث في السياسة قليلا بديلا عن الإمتحان . لم تكن حرب تشرين 1973، قد إنتهت بعدُ ، فتحدثنا حولها.

بعد حوالي الشهرين زارنا في المعهد الرفيق عزيز محمد , وكنا على موعد مع المدير. بعد أن تسلقنا بضع درجات ونحن متجهون الى الطابق الأول حيث يقع مكتب المدير، توقفت وإقترحت على الرفيق عزيز أن يقابل المديربمفرده، أي بدوني ، لكي يسأله عما حصل في الكونفرنس . بعد اللقاء أخبرني الرفيق عزيز بأنه قال للمدير:

ـ إننا متفقون مع جاسم فيما طرحه في الكونفرنس ، ولكننا خشينا أن يسيء ذلك لأحد ما. فأجاب المدير:

ـ لقد أساءوا اليه ولم يسىء لأحد.

لم أكن أتوقع جوابا بهذه القوة، وقد منعتني قوته، ومستوى وعيي آنئذ، من أي تعليق . في حين لم يكن من الصحيح السكوت على قضايا تتعلق بمصير الحزب والوطن، خوفا من الإساءة لهذا أوذاك، بل بالعكس فإن السكوت على الخطأ هو الإساءة الحقيقية لأطراف لا نحب الإساءة اليها . وهذه العبرة تحافظ على كامل حيويتها اليوم أيضا، فالحزب الشيوعي العراقي يتعرض اليوم لضغوط شديدة من اليسار العربي والعالمي تطالبه بسياسة لا يجمعها جامع مع مصلحة الحزب والوطن . ولكن سيأتي ذلك اليوم الذي يرى فيه أي منصف بأن الحزب في نهجه السياسي العام كان صائبا.
× × ×
في فترة الدراسة في موسكو تبادلت اجمل الرسائل مع أم شروق. وقد أرسلها الحزب في صيف 1973، للعلاج . و قضينا فترة إستجمام في مصحات اللجنة المركزية في يالطا على البحر الأسود . كانت بمثابة شهر عسل حقيقي ، حرمنا منه عند زواجنا لأننا كنا مختفين .
× × ×
كان في الدورة الطويلة الأمد صف آخر إضافة لصفنا ومجموع الدارسين في الصفين 24 رفيقا. كان من المفروض أن يتفرغوا، لمدة ستة أشهر، لكتابة البحث. كان رأي الأساتذة بأن عددا قليلا منهم سوف يتمكن من إنجاز مثل هذه المهمة. ولم يكن من الممكن إبقاء البعض وإعادة البعض الآخر. وبعد التشاور مع الأطراف المعنية وفي مقدمتها حزبنا تقرر عودة الجميع.
× × ×

في نهاية كانون الثاني 1974، عدت الى العراق. وفي أول إجتماع للجنة المركزية، في ربيع السنة المذكورة، أنتخبت عضوا في سكرتارية اللجنة المركزية وأعيد إنتخابي اليها بعد المؤتمر الثالث ايضا. وكنت سكرتيرا للجنة التنظيم المركزي وعضوا في لجنة العمل الأيديولوجي ( لعد )، وكان سكرتيرها الفقيد زكي خيري. وكنت مشرفا على لجنة التوجيه الفلاحي . ومشرفا على المدرسة الحزبية في بغداد. وبعد عودتي من موسكو ببضعة أشهر باشرت في كتابة المقالات في الثقافة الجديدة ، ومن ثم في طريق الشعب والفكر الجديد. وعندما اطلعت سوخانوفا على إحدى مقالاتي في مجلة "الثقافة الجديدة" في ايلول 1974، وكانت بعنوان " حول أهمية وإمكانية تحقيق حلف العمال والفلاحين في البلدان النامية" حملت المعهد على تبنيه كمرجع . وفي زيارتي للمعهد بعد حوالي السنة إقترحت علي توسيع الموضوع وتحويله الى أطروحة. اخبرتها بأني سأحاول التوسع في هذا الموضوع إذا سمحت لي ظروف عملي ، ولكن ليس كأطروحة . وفعلا سنحت لي فرصة للتوسع في الموضوع، عندما كلفت بحضور مؤتمرعالمي نظمته مجلة " قضايا السلم والإشتراكية " في أولان باتور عاصمة منغوليا مخصص للحركة الفلاحية والمسألة الزراعية . فكتبت دراسة في حوالي 50 صفحة ضمت الى مجلد يحوي دراسات المؤتمر المذكور مترجما للغات الأربع الحية . وقد إستخلصت من الدراسة مقالا نشر في مجلة " قضايا السلم والإشتراكية".

عندما كنت عضوا في لجنة العمل الأيديولوجي ( لعد ) وكان سكرتيرها الفقيد زكي خيري . إرتكبت خطأ، لتجاوز صلاحياتي ، إستحققت عليه عقوبة التنبيه، وهي أخف عقوبة في سلم العقوبات الحزبية ، وهذه هي العقوبة الوحيدة التي أتخذت بحقي في تاريخي الحزبي الذي إمتد أكثر من نصف قرن . وسبب العقوبة هو كراس بعنوان " الدولة الوطنية والتطور اللارأسمالي " مؤلفه كاتب سوفيتي إسمه نيكيتين . وردتنا كمية كبيرة من الكراس المذكور من السفارة السوفيتية عام 1975. قرأته ووجدت فيه ترويجا لفكرة إندماج الأحزاب الشيوعية بالأحزاب الديمقراطية الثورية . وكنت أرى، بأن مجرد مناقشة هذه الفكرة في المنظمات الحزبية من شأنها أن تضعف الحزب، لما تنطوي عليه من إيحاء بأن المقصود هو الإندماج بحزب البعث . فطرحت الموضوع في لجنة العمل الأيديولوجي ، أو ربما على الرفيق زكي خيري وحده، وإتفقنا على عدم صلاحية الكراس للتثقيف.

كانت اللجنة المذكورة تجتمع في المدرسة الحزبية والتي هي في نفس الوقت مقر لمنظمة بغداد والكراس المذكور موجود فيه . أخبرت الرفيق كامل كرم عضو مكتب منظمة بغداد بالتريث في توزيع الكراس. بعد فترة إستفسر كامل مني عما تقرر بشأن الكراس... إستفسرت من الفقيد زكي خيري سكرتير ( لعد ) عن رأيه في إتلاف المطبوع فأيد ذلك ليس تصريحا، بل "على لسان الطير"! فأخبرت كامل بإتلاف المطبوع، فأتلفه . وكنت أتصور بأن قيادة الحزب لا مانع لديها في ذلك مستندا على دعمها لموقفي في كونفرنس موسكو.

إعترض المكتب السياسي على إتلاف الكراس. وافاد الرفيق زكي خيري بأنه كسكرتير للجنة العمل الأيديولوجي ( لعد) ليس لديه ، ولا للجنته ، صلاحيات تنفيذية بإعتبار (لعد) لجنة إختصاص، ليس إلا. وثبت ذلك في محضر المكتب السياسي ، فحُملت لوحدي مسؤولية إتلاف الكراس . وقد ذكرت آنفا بأن التصرف كان تجاوزا لصلاحياتي ، ولم يكن من الصحيح بناء موقفي على تصورموقف قيادة الحزب قبل أكثر من عام. في حين كنت على إحتكاك مباشر ويومي بها . وسكرتارية اللجنة المركزية (سلم)، والتي أنا عضو فيها، تجتمع إسبوعيا، وهو المكان الصحيح لطرح الموضوع فيها. لمَ لمْ أقم بذلك؟ هل كنت أخشى إن ترفض (سلم) مقترحي القاضي بإتلاف الكراس؟ ربما.

وبالمناسبة، أرجو أن لايفهم من رأيي هذا بأني كنت معارضا للأخطاء التي عانى منها نهج الحزب السياسي والفكري في تلك الفترة ، بل بالعكس فقد كنت أحد المساهمين في رسم ذلك النهج . فقد كنت عضوا في لجنة إعداد مشروع برنامج الحزب الذي أقره المؤتمر الثالث للحزب عام 1976. وكانت اللجنة برئاسة زكي خيري وعضوية عمرعلي الشيخ وعبد الرزاق الصافي ورحيم عجينة وكاظم حبيب وأنا. و قد عملت اللجنة لشهور عديدة وقرأنا ودرسنا مصادر كثيرة ووثائق مختلفة وناقشنا طويلا . وهذه اللجنة نفسها سافرت الى موسكو ( بإستثناء كاظم حبيب لإلتزاماته الوظيفية ) وإستمعت الى رأي وفد من الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي، برئاسة الدكتور بلياييف والرفيقين ريزينكوف و نيجكن، بالمشروع وناقشتهم طيلة أربعة أيام وسجلت بذلك محاضر جلسات مفصلة إطلع عليها جميع أعضاء اللجنة المركزية . وكان النقاش ديمقراطيا وشفافا. وجري التأكيد بإستمرار من قبل الرفاق السوفيت بأننا غيرمجبرين على تبني أي رأي غير مقتنعين به وإننا مسؤولون عن سياستنا أولا وأخيرا. ولكن لاأعتقد بأنهم كانوا غافلين عن مدى الضغط المعنوي الذي تشكله آراؤهم على الوفد وعلى اللجنة المركزية.

بعد عودة الوفد تبنت قيادة الحزب موضوعة طريق التطور اللارأسمالي والذي تحول لاحقا الى طريق التوجه الإشتراكي . وشكل المكتب السياسي هيئة مصغرة لدعم الموضوعة من الرفاق نزيهة الدليمي ومهدي الحافظ وأنا. وإجتمعت الهيئة ووزعت العمل وكان نصيبي الجانب النظري العام، وهكذا ظهر أول مقال في صحيفة " طريق الشعب " حول الموضوع بإسمي ( وقد ابلغتنا قيادة البعث إستياءها من المقال) والثاني بإسم الدكتورة نزيهة الدليمي والثالث كتبه الرفيق كريم احمد عضو المكتب السياسي متطوعا. وإكتفت الهيئة بذلك، وإنتهت مهمتها.

وكان هناك إتجاهان بين أنصار طريق التطور اللارأسمالي أو التوجه الإشتراكي في الحركة الشيوعية العالمية، الأول: يرى إشتراك الشيوعيين في قيادته شرط لنجاحه ( وكنت مع هذا الإتجاه ).والثاني: يرى بأن دور الشيوعين ممكن أن يقتصر على دعم وتأييد قيادة "الديمقراطيين الثوريين". وكان الإتجاهان المذكوران موجودين في الحزب الشيوعي العراقي أيضا. ولم تزك الحياة كلا الإتجاهين!

وهكذا فإن مسؤوليتي لا تقل عن مسؤولية إي من المساهمين الرئيسيين في رسم تلك السياسة ، والتي أقرت بموافقة جميع أعضاء المكتب السياسي وجميع أعضاء اللجنة المركزية تقريبا، وأقرت من قبل المؤتمر الوطني الثالث الذي حضره 300 مندوب منتخب من قبل المنظمات، وتحفظ 33 منهم على موضوعة التطور اللارأسمالي، وثلاثة تحفظوا على النهج العام لسياسة الحزب، وهم الرفاق نزار ناجي يوسف وبهاء الدين نوري وحاجي سليمان ( أبو سيروان ). وإذ أشير الى سعة تأييد الكادر الى تلك السياسة فإني لا أستهدف التقليل من مسؤولية المساهمين الرئيسيين في رسمها، إنما لا أريد إعفاء الآخرين من مسؤولياتهم , لإن ذلك لا ينمي الشعور بالمسؤولية والإستقلالية الفكرية لدى الكادر الحزبي وكل أعضاء الحزب . علما بأني على قناعة تامة ، بأن أصوب سياسة للحزب لم يكن بمقدورها التأثير على مجرى تطور الوضع السياسي في العراق بإتجاه منع أوعرقلة تركز وتمركزالدكتاتورية الصدامية ، ولكن كان يمكن أن يكون الحزب في وضع أفضل نسبيا لمقاومة النظام، وهذا بحد ذاته أمر لايستهان به مأخوذا بعواقبه المستقبلية.

وتشير تجربتنا في العراق والتجربة العالمية، الى عدم وجود طريق مضمون للتطور الإجتماعي ، سوى طريق النظام الديمقرطي المؤسساتي، بما يعنيه من مجتمع مدني ومجلس نواب ودستور دائم، والفصل بين السلطات، وإقرار حق تقرير المصير للقوميات، وفصل الدين عن الدولة، وضمان حقوق الإنسان، ومساواة المرأة بالرجل بالحقوق والواجبات ... وإن الكفاح من أجل المزيد والمزيد من العدالة الإجتماعية يمرعبر تحقيق ومن ثم ترسيخ مثل هذا النظام. ولكن لم يكن هذا هو مستوى وعينا، ولا مستوى وعي اليسار العالمي الذي كنا جزء منه آنئذ.



#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراسة الحزبية في الخارج 4 - 5
- تعقيب على مقال الأستاذ منير العبيدي-الديمقراطية والإصلاح الس ...
- الدراسة الحزبية في الخارج 3 - 5
- الدراسة الحزبية في الخارج 2 - 5
- الدراسة الحزبية في الخارج 1 - 5
- الإفلات من قبضة المجرم ناظم كزار 2 - 2
- الإفلات من قبضة المجرم ناظم كزار!؟ 1 - 2
- الأصطدام 3 - 3
- الأصطدام 2 - 3
- الإصطدام ؟!
- سنتان مختفيا في الكوت -4 - 4
- سنتان مختفيا في الكوت -3 - 4
- سنتان مختفيا في الكوت 2 -4
- سنتان مختفيا في الكوت!
- الهروب من معتقل خلف السدة 3 - 3
- الهروب من معتقل خلف السدة - 2
- الهروب من معتقل خلف السدة - ذكريات 1 -3
- الإرهاب ومسودة الدستور
- حل الجمعية الوطنية أفضل من دستور رجعي
- ذكريات ... العودة للوطن 2-2


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلوائي - الدراسة الحزبية في الخارج 5 - 5