أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الفتنة تجدد نفسها














المزيد.....

الفتنة تجدد نفسها


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 09:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



كتب الباحث الدكتور فالح مهدي في كتابه (الخضوع السني والاحباط الشيعي : نقد العقل الدائري )قائلا:
(محمد – الرسول –كان اول ,وربما آخر من جمع شمل مالايجمع , ولو اكتفى , لاسيما عمر بن الخطاب , بالبقاء في شبه الجزيرة العربيةلانهارت الدعوة بسبب الصراعات الداخلية.. ).

ومن المعروف ان موارد شبه الجزيرة العربية كانت شحيحة , وكانت القبائل تقوم بالغزو والنهب فيما بينها . في اسلام الفتوحات تحول الامر الى غزو الاقوام من خارج شبه الجزيرة العربية .

في اعتقاد الباحث فالح مهدي ان الاسلام بمبادئه التي تدعو نظريا الى المساواة بين المسلمين على اساس التقوى , سمح لشعوب كثيرة بدخول الاسلام ,لكن هذا لايمنع ان سياسة فرض الجزية على غير المسلمين والخراج على معتنقي الاسلام ادت بالبعض الى دخول الاسلام بدافع الاكراه .

بحسب الباحث فالح مهدي فان الاسلام لم يكتمل بعد نزول آخر آية :( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) ( سورة المائدة – 3 ).
لقد اكتمل الاسلام بعد عملية جمع الاحاديث في القرن الثالث الهجري . وقيام المدارس الفقهية الكبرى , لاسيما في بغداد .

ثم قامت الحرب الاهلية , اي حروب الردة .حيث تصدى لها الخليفة الاول ابو بكر الصديق وامر بقتل كل من بلغ سن الرشد .بيد ان القائد القرشي خالد بن الوليد لم ينفذ تلك المجزرة , بل ارتكب مجزرة اخرى اقل ضراوة ,ذلك انه قتل كل حيواناتهم .

ان بعض القبائل التي دخلت في الاسلام , لم تدخله بدافع العقيدة , بل كانت مضطرة الى ذلك .ان الحروب التي شنها عمر بن الخطاب ضد الامبراطوريتين الساسانية والبيزنطية كانتا بدافع التوسع وكسب المال والارض.اي ان اقتصاد الدولة الاسلامية كان اقتصادا ريعيا ولم يكن اقتصادا انتاجيا .

ومن هنا جاء سبب تخلف المجتمعات العربية- الاسلامية, في بقائها على اقتصادالريع والغنائم , واصبح اعتماد المواطن على الريع , كموارد النفط مثلا, والجلوس بدون عمل , منتظرا المواطن من الدولة ان تعيله , سمة من سمات تخلف مجتمعاتنا .

في حروب الردة , اصبح البدو جزءا من الجيش الاسلامي , اي اصبحوا مرتزقة لايقاتلون من اجل الاسلام والقران , بل من اجل اعادة مافقدوه من اموال وثروات .

حفريات الفتنة

يقوم الباحث فالح مهدي ببحث موضوع الفتنة من الناحية الانثروبولوجية , والاستعانة بانثروبولوجية اللغة.
تعود كلمة ( فتنة )الى الاصل الاكدي Pitanu والتي تعني اختبار معدن الذهب وذلك بتعريضه للنار.

وقد قام العرب بقلب حرف ال P الى فاء في اللغة العربية .وتعني كلمة (فتنة )عندالعرب ( امتحن ), وفي اللغة الامهيرية الاثيوبية تعني : شاور .
يصل الباحث فالح مهدي الى تحديد معاني كلمة ( فتنة )استنادا الى لسان العرب لابن منظور , والذي كتب في القرن الثالث الهجري , وقاموس المحيط للفيروز آبادي ومقياس اللغة للزبيدي .فتوصل الى النتائج التالية:

مفتون ( صفة )تعني :جرب معالجة الذهب بالنار
فتن (فعل )تعني :حاول اغراء الاخر
فتنة ( اسم )تعني : الحث على التمرد والعصيان
الحث على الفوضى وتخريب النظام العام
اغراء وسحر وفقدان عقل .
الشيطان
الجمال الاسر الذي يسبب النزاع ويؤدي الى فقدان العقل .
.......
ورد مصطلح الفتنة (65) مرة في القران .يلاحظ الباحث فالح مهدي ان السور المكية تخصص لمفهوم الفتنة المعاني التالية:
محاولة – تجربة – اغراء

تكشف هذه الايات ان محمدا كان في طور الاعداد لرسالته والتي تتضمن النصح والتحذير والتخويف من العواقب . في حين تاخذ كلمة (فتنة )في السور المدنية طابع الحسم .هذا الانتقال من النصيحة والتحذير الى الحسم في السور المدنية سببه ان محمدا قد اصبح رسولا في المدينة . فانتهى مصطلح وحديث (صاحبكم ), وتم اللجؤ الى مصطلح ( رسول ).

لذا اتجهت لغة القران الى الانتقال الى لغة العنف والانتقام من الاخر . فالفتنة اخذت في المدينة طابع العقوبة , الذنب والكفر . في القران اخذت الفتنة طابعا ايجابيا , اي طابع الفعل (الفتنة اشد من القتل ). في حين يقدمها الحديث النبوي على نحو سلبي .

لقد تمكن الفكر الايديولوجي الاسلامي عبر التنظير والتعليم من جعل الفتنة تاخذ مفهوما سلبيا . هذا التيار الايديولوجي كان فاعلا ومهيمنا على نحو ادى الى انزواء مفهوم الفتنة الايجابي .هنا الفتنة في الفكر الايديولوجي لاتقبل الاتفسيرا احاديا يتمثل بالنكوص والانطواء على الذات .

مسك الختام :

تطالعنا الاحداث الدراماتيكية – السياسية في العراق اليوم باحتمالات خطيرة جدا لمستقبل العملية السياسية في العراق , تتمثل بتجديد مفهوم الفتنة , والتي تتمثل ايديولوجيا في النكوص والانطواء على الذات وتكفير الاخر المخالف , والحث على التمرد والعصيان وعلى الفوضى وتخريب النظام العام .

ان الغباء الايديولوجي يعمل على تفجير اية ورقة اصلاحية ..
العقل الرغبي :هو العقل الذي يحاول تصوير الواقع بحسب رغبته هو واوهامه واسواره الايديولوجية , وليس بحسب الواقع الموضوعي المعاش .وهو عقل يقوم على التخيل في رؤية تخيلية ويحاول اسقاطها وفرضها على الواقع المعاش.
العقل الرغبي يعمل على تطبيق فكرة ( مصون غير مسؤول )فهو يخرج نفسه من اية مسؤولية ومساءلة في العملية السياسية , ويحاول القاء اللوم على الاخرين , دون ان يبذل جهدا في التفاهم مع الاخرين .

يضاف الى ذلك العقل الابوي والايديولوجي والذي يحاول فرض ابوته وهيمنته ووصايته على الاخرين
لاخيار للعراقيين الا برفض مفهوم الفتنة , ورفع شعار :
العراق الواحد خياركل العراقيين ..
تصبحون على امان وسلام ..
لنعمل من اجل الانسان ..
لنعمل على انسنة الخطاب الديني ..
والدعوة الى الحوار بدلا من الاحتراب ..
سلاما ياعراق الرافدين!



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر
- بيئة مكة والمدينة والمطر
- بدايات المسيحية في فلسطين وخارجها
- تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس
- صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 2
- طائفة قمران : قراءة اضافية
- النسخة البولسية من المسيحية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج1
- ظهور الاكليروس في الكنيسة المسيحية
- البحث في الحيز الجماعي
- الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية
- الراسخون في الابتذال!
- تشابه القيم والتشريعات في الحيز الدائري
- غسيل الدماغ وصناعة الخضوع للجماهير
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 2
- ازدواج المعايير في الحيز الدائري الاسلامي
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 1


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الفتنة تجدد نفسها