أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عزالدين بوغانمي - حِين يُقْطع رأس الثّورة














المزيد.....

حِين يُقْطع رأس الثّورة


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 19:30
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ثلاث رجال سياسة في تونس بعد الثّورة. والبقيّة فيهم الوطني والفاشي. فيهم النّظيف والوصولي. فيهم الصّادق والكذّاب. ولكن ليس فيهم زعيم حقيقيّ، مؤهّل لقيادة البلد.


الثورة انفتحت على حقيقة وجود ثلاثة زعماء كبار في تونس. التقى ثلاثتهم بعد الثورة . وكل واحد منهم بنى مشروعه المختلف. وفي الميدان، كانت الدول الكبرى تتابع مباراة المشاريع المتضادّة، وتضرب أخماسها في أسداسها. وتحاول توجيه الأمور وفق حساباتها، دون تدخّل سافر ولا إرباك مفضوح.:

شكري بلعيد الأسد الذي تقدّم صفوف الثّورة وصاغ شعاراتها المركزيّة. هو رأس المشروع الوطني، وصاحب فكرة "المسار الثّوري" و"فن تغيير ميزان القوى". و"اللا شيء" للقوى الثورية يساوي "كلّ شيء" للقوى الرجعية" . وصاحب نظريّة "الصراع على جبهتين"، الجبهة الرّسمية وجبهة الحركة الاجتماعية...
شكري وحد التيار الوطني ، ثم بنى أوّل نموذج لجبهة تقدمية ثورية في الوطن العربي، تضمّ البعث والناصريين واليسار الماركسي والمستقلين وأنصار الحداثة والفنانين والمثقفين والنساء والشباب ! وطرح الديمقراطية كنمط انتاج وعلاقة اجتماعية وممارسة سياسيّة. وحدّد صورة تونس الجديدة وكيف تنتصر على أعدائها بعد أن حدّدهم علَنًا.
ولأنّ الرجل يؤمن بأنّ رجل السّياسة الوطني يعتمد على شعبه وليس على دول أجنبية، بقي أعزلًا فاغتيل غدرًا وغيلة. وبعده انهار المشروع.

الباجي قائد السّبسي عاد من الزمن البورقيبي بأيادي فارغة تماما، وماهي إلّا أشهر معدودة حتّى كوّن أكبر حزب في البلاد، وجرّ وراءه غالبية السكّان. وافتك تأييد دول كبرى ومتوسطة بعد أن مشت في مساندة حركة النهضة. وبذلك خنق زعيم النهضة وفرض عليه التفاوض، فطار له صاغرًا، وامتثل بين يديه مُتخلّيًّا عن كلّ خطوطه الحمراء وعن أحلام الخلافة ودستور غرّة جوان بعد أن اعتبرَ مُعارضيه "خصوم الإسلام"، ..
بِالكلام فقط، أزيحت الترويكا وصعد "الباجي" الذّئب الشّارف رئيسًا للجمهوريّة، بعد ربع قرن من التّقاعد وحفظ القرآن وتربية العصافير.

راشد الغنوشي الثّعبان الذي يتحسّس قدوم الخطر على بعد سنوات، أخرج حركة النهضة من قاع الهاوية، بعد أن عُزِلت بالكامل، ورفضها الشعب وحمّلها نتائج الخراب الأمني والأزمة الاقتصاديّة.
تمكّن بدهائه وقدرته على التوقّع من إنقاذ حزبه وإبعاده عن مدى الرّمي حتى مرّت الغارة الرّهيبة. ونهض من جديد وعاد للسلطة، ونجح نجاحًا لم يكن متوقّعًا في تفريغ مجال التّأثير السياسي والشعبي من المناوئين، وذلك بتوسّط المشهد في كلّ كبيرة وصغيرة وبالاستحواذ على عناوين مشروع الجبهة الشعبية وطرحها بدلًا منها. ففرض عليها نوعًا من البطالة. وأصبح المشهد يدعو للضحك:

النهضة "تشارك" في الحرب على الإرهاب، والجبهة تقاطع.
النهضة تساهم في "ترسيخ الديمقراطية" في تونس، والجبهة تشتم دولة قطر.
النهضة تحيي ذكرى الاستقلال، والجبهة عندها مجلس وطني لحزب من أحزابها !
وبالأخير، النهضة الحزب الذي يمثل الثورة المضادّة بامتياز يحكم تونس، والجبهة الشّعبية بعد أن فقدت عقلها المدبّر أضحت تمشي في الشوارع بلا هدف وتبكي.
مكوّنات الجبهة هي القوى الأقرب للثورة ولشباب الثورة ولأهداف الثّورة. واليوم الجبهة في موقع المتفرّج، ليس بسبب قوّة الآخرين بل بسبب ضعف قائدها القاتل.
لقد عملت هذه "القيادة" كلّ جهدها لإضعاف الجبهة ووضعها في ركن ضيّق، خارج المعادلة السياسية الرسمية، وخارج التأثير الجماهيري.. وما يثير الرّيبة والأسئلة هو أنّنا كنّا في كلّ مرّة نحذّرهم قبل أن يسيروا إلى نطح الجدار. نحذّرهم ونشرح لهم ما الذي سيترتّب عن هدا الموقف أو ذاك. ولكنّهم يتمسّكون بنطح الحائط في كلّ مرّة، والشّعب يتفرّج في ذهول !

هنالك قضيّة مهمة إسمها "دور الفرد في التّاريخ". وقضيّة القيادة السّياسية الجماعية في عصر (الأآس 6) لا بدّ من الاطّلاع عليها، بدل الحديث بحقد الأطفال عن البترودولار والعلاقة المتينة بالدّول الكبرى، والكلام الفارغ. ذلك الكلام الذي "يُدين" راشد الغنوشي و الباجي قائد السبسي على خلفية علاقاتهما ببعض الدّول، وهو كلام مضحك حقًّا.
مُضحك لأنّه ما من رجل يتهيّأ لحكم بلاده ولا ينسج علاقات مع دول كبرى لها تأثير مباشر على وطنه. ومضحك لأنّ الباجي والغنوشي ليسا في المكتب السّياسي لحزب العمّال حتّى نلومهما على عدم اتيان سياسات سوفياتية.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكري بلعيد المثقف العضوي والثوري المختلف ..
- وطن الوحشة والألم: كلمات على وسادة الغربة.
- الألم الوطني وقسوة الحرف.
- انقسام معسكر الرّجعية العالمية، وغياب الجبهة الوطنيّة الدّيم ...
- غزة الأبية ليست لوحدها // تعقيبا على مقال الشيخ راشد الغنوش
- السقوط الأخير
- أمناء المجلس الأعلى، أو السيرك الوطني !
- بعد أربع سنوات، ماذا تحقق من مطالب الثورة ؟
- الأصولية و ثقافة التخلف
- -الوطد-، تيار الشهداء .. روح تونس وعشقها الوطني
- شكري بلعيد، لوعة وطنية غير قابلة للنسيان !
- لا خوف على تونس !
- التطلع إلى الحداثة ، والإرتداد إلى الخلف
- مرة أخرى : كيف يجب أن نفهم الحوار الوطني في تونس ؟
- محنة تونس اليوم، هي الثمرة المرة لنظام الإستبداد
- الفضيلة والإرهاب
- حول الديمقراطية والشورى في الرد على الشيخ راشد الغنوشي
- حول -مبادرة منظمات المجتمع المدني لتسوية الأزمة السياسية-
- دفاعا عن التاريخ، في الرد على فوبيا-اليسار
- الشيخ راشد الغنوشي و مرجعية السياسة التركية


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عزالدين بوغانمي - حِين يُقْطع رأس الثّورة