أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هشام حتاته - اللوجوس الاسلامى















المزيد.....

اللوجوس الاسلامى


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 18:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فى حلقة تلفزيونية للدكتورة سعاد صالح (أستاذة ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر، وعميدة سابقة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة المنصورة ) والتى يطلق عليها الاعلام بـ"فقيهة المرأة" نظراً لمواقفها بشأن الدفاع عن المرأة ونصرتها وفقاً لشرع الله الذي منحها الكثير من الحقوق تزيد عن 220 – كما تقول !!!! - وحرمها منها المجتمع
وقلت فى كتابى ( رحلة المراة من التقديس الى التبخيس ) اننى لا اعرف من هذه الحقوق الا اربعه حقوق منقوصة ومن لديه اكثر من ذلك فليخبرنى
المهم ...
اتصلت امراة تقول انها تشاحرت مع زوجها عدة مرات وكل مرة يقول لها انتى طالق ، وآخر مرة قال لها : انتى طالق بالثلاثة
فسألتها عن عدد المرات فقالت : كتير
انتفضت الدكتورة وهى تقول لها : وازاى تعيشى معاه لغاية دلوقتى ، انتى محرمه عليه على كل المذاهب .
طبعا لم تقصد عبارة ( طالق بالثلاثة ) التى قالها اخيرا والتى قال عنها القفهاء انها تعتبر طلقة واحده ولكنها تقصد ان مجرد النطق بكلمة طالق لاكثر من مرتين تحرم عليه زوجته الا بمحلل

هنا يختلط الدين بالاسطورة ، حيث اعتبرت الدكتورة ان كلمة طالق فاعله فى حد ذاتها حتى ولو كانت فى حالة غضب ، انه اللوجوس – الكلمة الفاعله – التى تسللت من الاسطورة الى الدين
فاذا كان اول من وضح واهتم باللوجوس هو الفيلسوف اليونانى القديم ( هرقليطس ) واعتبرها القانون الكلى للكون ويعتقد ان كل القوانين الإنسانية تتغذى من قانون إلهي واحد : لأن هذا يسود كل من يريد، ويكفي للكل، ويسيطر على الكل

ويقول فيلون اليهودى عن اللوغوس أنه أول القوى الصادرة عن الله، وأنه محل الصور، والنموذج الأول لكل الأشياء. وهو القوة الباطنة التي تحيي الأشياء وتربط بينها. وهو يتدخل في تكوين العالم، لكنه ليس خالقاً. وهو الوسيط بين الله والناس، وهو الذي يرشد بني الإنسان ويمكنهم من الارتفاع إلى رؤية الله.
راجع (موسوعة الفلسفة، الدكتور عبد الرحمن بدوي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط 1 1984، الجزء الثاني. )
ودخلت اللوجوس الى اليهودية بصفتها (الكلمة الفاعله) الذي فيه جعل إله إسرائيل، رب الرحمة، كل الأشياء. وبه نجى شعب إسرائيل وسينجّي كل النفوس التي تتلقاه.

اما فى المسيحية يستهل يوحنا في الإنجيل الرابع المنسوب إليه، بالحديث عن (الكلمة) : " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، والله هو الكلمة، به كل شيء كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان". وجاء في خاتمة رسالته الأولى وفي الرؤيا المنسوبة إليه أيضاً أن هذا اللوغوس أو الكلمة، هو الذي كان قبل خلق الكون، كان عند الله، وهو هو الله، وهذا اللوغوس أو الكلمة، تجسد، أي اتخذ جسداً، وحلّ بين الناس، فكشف لهم حقيقة النجاة (الخلاص) وبث فيهم الحياة الخالدة، ممكنا لهم من أن يصيروا أبناء الله. وبالجملة : أنه يسوع المسيح. وهذا اللوغوس، عند القديس يوحنا، لا يماثل تماماً الحكمة في سفر الحكمة، ولا اللوغوس عند فيلون والأفلاطونية المحدثة، لأنه عند يوحنا هو الله نفسه، وليس قوة تابعة لله كما هي الحال عند فيلون ) واعتقد انه من هنا اصبح الزواج المسيحى هو كلمة الله النافذه ولايمكن الغائها الا بعله الزنا

وفى الاسلام ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون )
و( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )
والمعنى في هذه الآيات ونحوها : أن الله تعالى لا يتعاظم على قدرته شيء ، فإذا ما أراد فعل شيء ، فإنما يفعله ويخلقه بأمره الكوني له : كن ، فلا يتأخر ذلك الشيء الذي أراده ، بل يكون من فوره . وهذا دليل القدرة التامة لله عز وجل ، فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء
ولكن اذا اردنا ان نتعرف على البدايات الاولى للوجوس بمعنى الخلق بالكلمة فعلينا ان نبحث عن جذورها فى ارض الفراعنه على ضفاف النيل
مرات قليلة تلك التى اذهب فيها الى المقابر الا فى توديع عزيز ، من حوالى 15 سنه واريناه التراب وبعدها جاء الملقن ليجلس امام القبر مباشرة ليقول للميت :
اذا جاءك ملك الموت وسألك ماهو دينك قل الاسلام ، ومن ربك قل الله سبحانه وتعالى واحد احد ، ومن رسولك فقل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
ثم قرا عدة ايات من القرآن واخرج كل منا ماتيسر من المال وناوله اياه ، ولكنى وانا اعرف التاريخ الفرعونى جيدا وجدتنى اعود بالذاكرة الى ماقبل خمسة الاف عام على الاقل ـ وانا استرجع مشاهد الكاهن المصرى القديم وهو يقرأ على الميت التعاويذ السحرية واولها تعويذه فتح الفم التي تجعل المتوفى قادرًا على تناول الطعام والشراب في العالم الآخر ، ثم يلقنه الكلمات التى يقولها امام محاكمة الإله اوزير ، ويقوم الميت بسرد اعماله الحسنة ويتبرأ من أعماله السيئة مثل السرقة والقتل وبعد ذلك يوضع قلب الميت في إحدى كفتي ميزان العدالة وفي الكفة الأخرى توضع ريشة تمثل الالهة معات الهة الحق والصدق والعدالة وإن خفت موازينه يكون مصيره الجنة والنعيم الابدي في العالم الآخر وينال اللحم ويكون له الحق في دخول حضرة الإله أوزيريس ويعيش حياة أبدي في مسكن أبدي مثل أتباع حورس. اما إذا ثقلت موازينه يلتهمه الوحش " عممت "
وبغض النظر عن صورة المحاكمة التى انتقلت الى الاديان ، ووجود 42 قاضى يمثلون مختلف اقاليم مصر ليشهدوا عليه اذا نطق بغير الحقيقة ، فان مايعنينا ان كل هذه التعاويذ الواردة فما اطلق عليه " كتاب الموتى "
وترجمته الصحيحة هى " الخروج فى النهار " فانها بالكامل تعتبر ان الكلمة خالقة
انه اللوجوس الفرعونى الذى دخل فيما بعد الى الاديان ، فالمصرى القديم لم يعرف السحر عن طريق وسائط الجن او الارواح ، ولكن ( عرفت الحضارة المصرية القديمة السحرحتى ان الدين ارتبط بالسحر والسحر ارتبط بالدين ، ولكن بمفهوم آخرمختلف عن وسائط الجن ، فالسحر فى الحضارة المصرية القديمة ارتبط بالكلمة ، بالكلمة يتحقق الفعل ، الكلمة تستمد قوة خفيه فتتحول الى " اله " يقرر وينفذ ، ورما هذا ماجعل للكلمة الها معترفا به لكل المصريين هو الاله " يحتوت " أو الاله " توت " : رب الكلمة والكتابه والمعرفة ، ففى السحر تتحول الاشياء كلها الى رموز ، فيصبح الشئ هو الرمز نفسه ، والرمز هو الكلمة مثل : ان تحرق انسانا عندما تحرق تمثاله او صورته - و نلاحظ ان هذا الفعل مازال تعبيرا رمزيا فى المظاهرات السياسية الآن كتعبير رمزى عن رغبات المتظاهرين ـ( راجع :السحر فى مصر القديمة لـ " واليس بدج" ترجمة وتقديم د. عبدالهادى عبدالرحمن )
جتى جاءت الاديان الابراهيمية الثلاثة لتجعل من الكلمة رباطا مقدسا بين الرجل والمراة فى الزواج بتعاويذ طقسية تتم اما فى المعبد اليهودى او الكنيس المسحيى او المسجد الاسلامى )
الزواج فى رأييى : نيه – توثيق – اشهار ، وغير هذا دعارة مقدسة
فاذا اجتمعت هذه الثلاثية بين رجل وامراة فان هذه الطقوس الدينية تعتبر شكلية ولاضير منها
ولكن المشكلة انه نسبة كبيرة من المسلميبن فى كافة البلدان الاسلامية لاتتوافر فيها هذه العناصر الثلاثة ، فيكون الزواح عبارة عن لوجوس اسلامى ـ الكلمة فيه هى الفاعله والارادة غائبة ، تحت مراى ومسمع ومباركة رجل الدين الذى يعقد عقد الزواج والشهود وكل الحاضرين
لى صديق توفت زوجته ولدية ولد وبنت فى سن 12- 15 سنه ، لايملك القدرة المالية على زواج تقليدى ، نصحة البعض بالزواج من عرب الفيوم ، وهم فى حقيقتهم بدو مرتحلين من ليبيا ولكنهم ينسبون انفسهم الى العرب الذين جاءوا مصر من جزيرة العرب مع ارتحالات بنو سليم ... ماعلينا
رآها مرة واحدة وسط اخوتها ثم تركوه يجلس معها منفردا 10 دقائق ، بعدها وبعد كتب الكتاب كنت معه ، بعد ان اتم المأون الاجراءات قال له اخوها : الان يحل لك ان تجلس معها
مجرد كلمات قبول وايجاب ، حتى انها لم تحضر المجلس ، كان اخوها الاكبر هو وكيلها
كان فى الخامسة والخمسون وكانت فى الثانية والعشرين ، وبعد الزواج اكتشف انها تعانى من قصور عقلى فطلقها ( وهذه قصة لابد وان تروى ربما اكتبها فى مقالة قريبا فاخيها المتدين خريج دار العلوم والذى يلازم المسجد فى اواقات الصلاة لم يتوانى عن الغش فى كل شئ )
اذن الكلمة الفاعله – اللوجوس – والذى يتبدى مفهوما اكثر فى الطلاق وتكون المشكلة اكبر
انتى طالق ... فتكون طالق
حتى لو كانت فى ساعه غضب
بدون ارادة الزوجه وبدون شهود وبدون توثيق
انها الكلمة الفاعلة
والاكثر من ذلك اذا تم الطلاق 3 مرات فلا تحل له الا اذا تزوجت باخر ويدخل بها ويعاشرها ويذوق عسيلتها و تذوق عسيلته ثم يطلقها بكلمة وتعود الى زوجها الاول بكلمة ـ بعد ان جعلت منه ديوثا عليها وهى فى حضن رجل آخر لمجرد كلمة
ايها السادة :
الانسان هو الفاعل
لابد لاى عقد – والزواج ضمن هذه العقود – ان يكون بارادة الطرفين وموثقا بحضورهما ، وانهائه بارادة الطرفين وموثقا بحضورهما
الكلمة الفاعله من بقايا اساطير مصرية القديمة
الكلمة ليست كافيه لاقامة حياة زوجية مشتركة قائمة على الحب والتفاهم والرغبة المشتركة فى الاستمرار ، وليست كافية لانهاء هذه العلاقة الزوجية سواء فى لحظة غضب او قرار منفرد من الزوج
والى اللقاء فى مقال قادم



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هبلة ومسكوها طبلة
- مبارك ... ثالثة الأثافى
- السادات .. آخر الفراعنه العظام
- رسالة الى الرئيس السيسى
- عبد الناصر : الحقيقة والاسطورة ( 2- اخير )
- عبدالناصر : الحقيقة والاسطورة (1)
- اللاوعى محرك التاريخ 2/2
- ثلاثية : الحاكم - الكاهن - الشاعر
- اللاوعى محرك التاريخ
- اكذوبة الاصل الآرامى للقرآن
- اشكاليات فى الفكر الدينى
- هل كان ابراهيم التوراتى ديوثا ؟
- من هشام حتاته الى القمص زكريا بطرس
- رؤية تحليلية لسقوط طائرة شرم الشيخ
- العلاقة العكسية بين القهر والابداع
- السيسى وشباب البنطلون الساقط ... !!
- فى حضرة الفرعون العظيم رمسيس الثانى
- البغاء المقدس
- كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم
- المرأة فى الاسلام ( 3- اخير )


المزيد.....




- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هشام حتاته - اللوجوس الاسلامى