أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خطاب عمران الضامن - الحب والكذب المقدس














المزيد.....

الحب والكذب المقدس


خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)


الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 01:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحب يمثل واحداً من أجمل وأسمى المشاعر الإنسانية التي عرفها الانسان في تأريخ تطوره على الإطلاق!.

فهو يضفي الألوان لصور حياتنا الباهته فيجعلها أجمل وأبها من حقيقتها، وبفضله تكون لنفوسنا الأنانية القدرة على التضحية، الحب يمنحنا الأمل، والحب يهبنا الصدق والشجاعة ومعه لا نعرف المستحيل.

هذا هو الحب كما عرفته في سنين صباي الباكرة.

أما حبيبتي التي لم تشأ الأقدار أن يطول عهد حبي لها، لأسباب هي ما دفعني لكتابه هذه السطور، فكانت حينها في عمر الزهور، شقراء بعيون زرقاء، وشعرٌ ذهبي، ابتسامتها الصادقة كانت تشرق لها القلوب، وصوتها تستأنس به النفوس.

وصديقي هو الأخر، عهدته طيباً صادقاً ونزيه وهو ابن قريتنا، ومما زاد ثقتي به في ذلك الوقت، التزامه بالدين الإسلامي، حيث أطلق لحيته، وقصر ثيابه، ووضع السواك في جيبه، والتزم الصلاة في المسجد، لقد كان في نظري مثالاً يحتدا به في تطبيق المثل الإنسانية والدينية والأخلاقية.

تجربة الحب التي أحدثكم عنها كانت صادقة وبريئة، فنظره وابتسامه من حبيبتي قبل الغروب كانت تكفي لإيقاد شمعه السعادة والحيوية والأمل في نفسي حتى الصباح.

وفي احد الأيام وبينما كنت مارا من أمام دارهم، لمحني صديقي السلفي وأنا أبادلها الابتسامة، لحق بي على الفور وبادر بسؤالي عن علاقتي بها ولماذا تكلمت معها، وما كان مني إلا أن أنكر خوفا عليها، واعتذرت باني كنت أسألها عن أخيها الذي كان صديقي أيضا.

وبعد مدة قصيرة، لاحظت تردد صديقي المتدين أمام دارهم، تكرار مروره في شارعهم اشغلني وجعلني اضن انه ربما يرغب بإقامة علاقة مع البنت، أو ربما يطلب يدها فهو كان شاباً يكبرني بثلاث أو أربع سنين.

وبالفعل، صدق ضني، حيث فاتحني بموضوع حبه لها، واقسم لي انه تحدث معها إمام باب دارهم عدة مرات، وقال لها انه يحبها، فأجابته أنها تحبه أيضا وان ترتيبات الخطوبة سوف تكون قريبة جدا!!.

شعرت حينها بالدوار، والصداع، وخيبة الأمل، كيف لها أن تخون، تتحدث مع هذا وتقول له أنها تحبه، كيف يعقل ذلك؟.

حاولت تكذيبه مرارا وتكراراً.
لكن كيف كان لي ان اكذبه وهو قد اقسم لي بالله ورسوله على صدق ما اخبرني به، وهو كما يبدو يخاف الله كثيراً، ومن المستحيل أن يكذب!
لحيته، صلاته في المسجد، كل شي يشير إلى صدقه وخيانتها الحتميه.

قررت حينها وتحت تأثير عنفوان الشباب الأول ورعونته وقلة خبرتي في الحياة ودعاة الدين، قررت أن اقتل الحب في داخلي دون رحمه، كنت قاسيا جدا، بكيت وتألمت دون أن اسمح لنفسي أن أمر بطريقهم، أو أجيب على واحدة من الرسائل الورقية والشفوية التي أرسلتها لي وهي تستفسر عن سبب غيابي وقطيعتي، استكثرت عليها حتى كلمة عتب واحده، تركتها فحسب.

وبعد مرور مدة طويلة ربما سنتين أو ثلاث، جاءني ذلك السافل، ليخبرني أن كل ما قاله لي سابقا كان محض كذب وافتراء، فهو لم يتحدث مع البنت، وهي لم تقل له كلمة واحدة، وكل ما في الأمر انه طبق السنة النبوية علينا حيث فرق بيننا، وعذره في ذلك حديث منسوب للنبي محمد يجيز فيه الكذب وربما فعل أي شيء أخر في سبيل تطبيق الشريعه الاسلامية أو منع حدوث شيء محرم.

لقد طعن هذا الرجل بشرف بنت شريفه ونسب اليها ما لم تفعل او تقول بهدف كسب رضى الله ورسوله!!.

ومثله نرى اليوم من يقوم بقتل الأنسان، واغتصاب الأطفال والنساء، ويمارس الاستعباد، والنهب في سبيل كسب رضى الله تعالى!!!.
هنالك اشكالية كبيرة تواجهها مجتمعاتنا وهي تبرير النصوص الدينية لكل الجرائم التي حدثت وما زالت تحدث على يد الغلاة من المتدينين، وينبغي علينا جميعا التصدي لها بغية اقامة العدل الانساني واشاعة قيم الانسانية في الصدق والعدل والمحبه.



#خطاب_عمران_الضامن (هاشتاغ)       Khattab_Imran_Al_Thamin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سبب فشل الثورات العربية
- تفشي الفساد بين سياسيي العراق أسباب وحلول
- الطائفية وباء فل نحذر منها.
- أهكذا يكرم ضيف الحسين يا أهل الحلة؟ غدر الشيخ خطاب صالح الضا ...
- في سبب تفشي الارهاب بين المجتمعات السنية
- في الجدوى من حياة الإنسان.
- بين القرية والمدينة وعغب جغب.
- الوحشية والتسلط قيم إنسانية خالصة
- حديث جدتي، وجملة ابي وحياتي.
- الشرق العربي واللا دينية.
- في ذكر الشهيد جمال الضامن
- الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (2).
- الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (1).
- مجلس النواب الأميركي وقانون العراق
- ألعرب بين الهوية القومية والهويات الطائفية
- الحرب العراقية الايرانية .. الاسباب والنتائج


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خطاب عمران الضامن - الحب والكذب المقدس