أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - ضحايا التيار الكهربي














المزيد.....

ضحايا التيار الكهربي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 29 - 18:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أثبتتْ تجاربُ الجيل الجديد من الحروب أن استخدام سلاح التيار الكهربائي، أكثر فعالية في هزيمة الشعوب من الجيوش، والصواريخ، والطائرات، وكل أنواع الأسلحة، وإليكم أبرز الأهداف التي حقَّقتها مؤامرةُ ، تقنين وقطع التيار الكهربي، في السنوات القليلة الفائتة، في معظم دول العرب التي شهدت تغييرات جذرية:
أولا إشاعة الإحباط واليأس في نفوس ضحايا الكهرباء، فعندما يستيقظ الآباءُ في بدايات الصباح لتجهيز حقائب أبنائهم، ليذهبوا للمدارس، وسط العتمة، فإنهم لا يغتمُّون فقط، بل إنهم ينقلون عدوى الإحباط لأبنائهم، مما يدفعهم للعنف، ويُجردهم من الإبداع والتفوق!
ثانيا قتل البسمات والآمال، والاستعداد للعمل، فيخرج العامل حزينا، ويصل إلى مكتبه كئيبا، بعد أن يصعد عدة طوابق إلى مقر عمله لاهثا، مما يؤثِّر سلبيا على الإنتاج!
ثالثا تنتقل كآبة قطع التيار الكهربي، إلى سلاحٍ يشقُّ الصف الوطني، فتنتقل المعركة، من معركة خارجية على الكساد الاقتصادي، والاجتماعي، والاحتلال والقهر، إلى معركة داخلية بحته، فيصبح موظفو شركة الكهرباء متهمين ليس في آليات عملهم، بل في إخلاصهم الوطني، ويصبحون ألدَّ أعداء المقهورين، ضحايا شبكة الكهرباء!
رابعا إن قطع التيار الكهربي يولد الحقد على كل الذين يتمكنون من التغلب على نقص الطاقة، إما بمولدات كهربية مجانية حكومية، أو انهم ينعمون بخطوط كهربية سبعة نجوم لا تنقطع عنها الكهرباء أبدا، وهؤلاء يصبحون مكروهين، هم في الغالب، رجالُ السياسة البارزون، أو الأغنياء مالكو الثروات!
خامسا إنَّ أكبر المتأثرين بباركنسون الكهرباء، هم أصحاب المصانع والمشاغل التي تعمل بالكهرباء، فهؤلاء إما أن يُخضعوا أعمالهم للتيار الكهربي العشوائي، وإما أنهم يُقلصون أعمالهم ويستغنون عن عدد كبير من العاملين، مما يزيد أعداد الفقراء، مما يدفع بعضهم لارتكاب جرائم السرقة والابتزاز!
سادسا، لعلَّ أهمَّ تأثيرٍ تسعى مؤامرة قطع الكهرباء لتحقيقه، هو نجاحها في جعل اهتمامات الناس اليومية أهمَّ من اهتماماتهم الوطنية، فإنارة الكهرباء، وتمديد عدد ساعات التيار الكهربي، أصبحت أولى من الشعار ات الوطنية ، كما أن الحصول على غالون من السولار لتشغيل المولدات أولى من الدعوات التحررية من ربقة الاستعمار ، وسيطرته الاقتصادية، كذلك، فإنَّ إيصال تيارات الكهرباء من خطٍ آخر تعويضي هو النضالٌ الجديد، وهو بالتأكيد أرفع من كل الأيدلوجيات الفكرية ، لأن تشغيل المصعد على الطابق الخامس عشر في عمارة سكنية عالية أهمُّ من كل الشعارات الوطنية!
ليس غريبا إذن أن يكون سلاحُ الكهرباء، أمضى من كل أسلحة الاحتلال، لذا فإن إسرائيل تعمد بين الفينة والأخرى أن تمدنا بخطوط جديدة، وتزيد من اعتمادنا عليها، حتى ولو لم ندفع مليما واحدا، لأن الدخل الذي تجنيه إسرائيل من وراء استخدام هذا السلاح، لا يُقدَّر بثمن.
أخيرا انتظروا أسلحة جديدة أكثر خطورة من الكهرباء، يجري الإعداد لاستخدامها بشكل واسع ضمن حروب الألفية الجديدة، أبرزها، المياه الصالحة للشرب، وأكياس دقيق الخبز، وغاز الطهو المنزلي، وشبكة الاتصالات، وآلياتُها، ومواقع التواصل الرقمية، وغيرها!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الثقافة نقيض العولمة؟
- لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟
- جيل السندوتشات الثقافية السريعة
- خبرٌ جديد، ومقالٌ قديم
- كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!
- نفي الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 3-3
- قصة العجوز والأيباد!
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 2-3
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر
- ثقوب في ذاكرتنا الفلسطينية
- مستحضر سياسي لإذابة قضية فلسطين
- ملخص كتاب محظور عند العرب 5-5
- اليساري الذي انتقمَ من ماضيه!
- ملخص كتاب محظور عند العرب 4-5
- دعشنة النضال الفلسطيني
- ملخص كتاب محظور عند العرب 3-5
- ملخص كتاب محظور عند العرب، الجزء الثاني
- ملخص كتاب محظور في دول العرب
- كلسترول الطرب المزيف


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - ضحايا التيار الكهربي