العراق في انتقال

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5147 - 2016 / 4 / 29 - 05:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العراق في انتقال !!!!!
صافي الياسري
ايام الزعيم الاوحد رحمه الله الكاريزما العراقية التي لم تتكرر خلال ما ينوف على نصف قرن .. كان هناك برنامج اذاعي لم اعد اتذكر من كان يعده و يقدمه ،لكنه في فحواه كان يعالج متغيرات العراق بعد انقلاب الزعيم الاوحد ،كنا صغارا يومها لذا لم نكن نتابع منجزات الزعيم التي كان يروج لها البرنامج ،وكانت منجزات بحق على صعيد القرارارات ، انما عى صعيد الواقع فالامر شيء اخر ، كنت الوحيد بين ابناء مدينتي الذي يضع القرار الزعيمي بالخط الاخضر الايجابي ويقابله بالنتيجة الحمراء واكتب تحتها – العراق في انتقال من ماذا الى ماذا واتساءل الى اين يقودنا الزعيم الاوحد على ايقاع اغنية السيدة مائده نزهت عاش الزعيم عبد الكريم عاش عاش
مثلا كتبت عن قرار الغاء الاقطاع وكان زملائي في مدرسة ابتدائية الكحلاء وكانت ناحية في ميسان عدد من اولاد الشيوخ في مجمع الباشا محمد العريبي وكانوا ارهابيين مع بقية التلامذة الا معي فقد خصيتهم مرارا حتى اضطروا الى المجيء الى المدرسة ومعهم الحوشيه او خدمهم الافارقه المساكين الذين ابتاعهم الباشا من مملكة ال سعود ..
كتبت عن اي انتقال يتحدث المذيع .. الغاء الاقطاع نجم عنه .. استرخاء الفلاحين والمزارعين .. وتركهم العمل الذي كان يجبرهم عليه السركال والجوع والسركال هو وكيل صاحب الارض او الاقطاعي ،والقاء محمد العريبي ومجيد الخليفه (واحد من شيوخ البو محمد في المجر والمجر قضاء يتبع ميسان وهناك المجر الكبير والمجر الصغير وكلاهما اقطاعيتان للبومحمد بل ان محافظة العمارة ااو ميسان كانت تدعىى لواء ال بو محمد)
في سجن الكحلاء باوامر الزعيم الاوحد واتذكر اني رايت صورة للعريبي وهو يحمل المهفة ( الة ترويح الهواء اليدوية العراقية ) وهو في سجن الكحلاء ،ومامور الشرطة يجلب له الماء البارد المثلج ويناديه قائلا ( اؤمر باشا ؟؟ مع انه سجين ، وفرار السراكيل ( الوكلاء ) والحوشيه ( الخدم ) من قصر العريبي في الشعبه ( هناك في ما نسميه منطقة الشعبه بنى محمد العريبي قصره حيث يتشعب نهر الكحلاء الى نهري العدل والاعيوج ) وفي هذا القصر الفاره استقبل العريبي العشرات من الساسة والنواب وشيوخ العشائر ،فقد كان نائبا في البرلمان العراقي واشتهر باسم ( ابو موافج ) لانه كان يرفع يده بالموافقة على اي قرار تتخذه الحكومة وتدعو رئاسة البرلمان للتصويت عليه، ولهذا القصر حكاياته التي كم اتمنى لو يتسع لي الوقت لاكتبها،فهي قصص اسطورية ، لنعد الى البرنامج – العراق في انتقال – هرب الفلاحون ايضا من مزارعهم مع ان الزعيم الاوحد وزع عليهم ممتلكات الاقطاعيين الزراعيه هربوا الى ضواحي المدن والاكثرية منهم استوطنوا ضواحي بغداد على ضفاف –شطيط –وهو نهر لمبازل ونفايات ومياه بغداد الثقيله واشتغلوا في اعمال البناء وحملوا تسمية _ العماله _ وهوست احدى بنات العمالة قائلة – شلون تموت وانت من اهل العماره – اشلون تموت يوميتك ثلثميه ـ، وهو اردأ اجر يتقاضاه عامل البناء .
وعملوا في اوطأ الاعمال في معامل ¬ المني فكتورا ¬_ البغدادية الناهضة وورش العمل الاخرى حتى فتح لهم الزعيم الاوحد مدينة خاصة بهم اسماها مدينة الثورة – فنكصت الزراعة تبعا.
ومما اتذكره ان عددا من هؤلاء الفلاحين وزع عليهم الزعيم الاوحد قروضا ودفع لهم شوالات حنطة خاصة لزراعة الارض التي وزعها عليهم ،وكانت هذه البذور معفرة بالزئبق السام ، وما كانوا يعرفون فقد طبخوها وتناولوها ومات العديد منهم – والعراق في انتقال –
اما اليوم فقد كرت السبحة وهجم اولاد الملحه من محافظات العراق المهضومه على بنايات الدولة في كل مدن العراق وبالاخص بغداد واستوطنوها وان لم يتمكنوا منها فقد استوطنوا الفراغات التي كانت اساسا معدة كرئات تنفيسية لبغاداد حدائق وفراغات مستقبلية – اتخذوها اراض لبناء عشوائي مقرف - هذا بعد اسقاط الدولة الوطنية – ابت الدولة وعجزت عن ايجاد حل له فلا هي قلعتهم خشية الاضطراب ولا هي وجدت حلا لهم لان التخصيصات الحكومية تذهب للصوص – العراق في انتقال –
الان _ زعماء الشيعة المظلومين بحسب الدعاوى – اين موقعهم من نهب اموال العراق ؟؟ كيف تحول عمار الحكيم من قعدة البراني التي ورثها عن جده الذي لم يتمكن من تسجيلها في العقاري العراقي لانه ليس بعراقي الى قاعات قصر الرئيس صدام حسين رحمه الله وهي ملك العراقيين جميعا
ولا اريد ان اكررر بقية الاسئلة فالعراق في انتقال من القندرة الى النعال .
كان العراقي في زمن النزيه الاكبر عبد الكريم قاسم زعيم العراق الاوحد وقتها يقول ولا اعتذر – العراق في انتقال من القندرة الى النعال – ترى ماذا يقول العراقي الان في زمن اللص عمار الحكيم ونوري المالكي والغايد ؟؟؟

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات