أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 13














المزيد.....

داخل الاتون جدران المعبد 13


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


لم اكن صيادا فقط فقد تعلمت قص الحكايا ..حكايا من وراء البحار التى خلقت فيها وراتها عيناى كانت تلك الحكايا سلواى ومالى الذى اسرق به الطعام والساحرات ..تعلمت اللجوء الى المدينة فى الليالى المضيئة لم احبها عندما تتحول الى الظلام كنت اعرف وحشتها ..اراها تكشر امام وجوه البشر تكاد تطبق على انفاسهم وهم نيام..ولكنى وحدى كنت مستيقظا لها ...عندما يلمحنى ريس السفينة وبحارها ..كنت ارقص له !...فيطرب لرقصى الذى تعلمته من المدينة ولحكايتى التى اطوف بها واحكى فيضحك ويتركنى ..لم احب احدا منهم قط ولا احبونى ..وربما فعلوا !..
تنبهت على ذلك الشعاع الذى تسلل من ضوء الشمس على جسدها الضئيل كانت الطيور تركض فى كل اتجاه اشاحت بيدها من قفز منهم على جسدها ..عدلت فساتنها الباهت وركضت باتجاه السوق ..كانت طوال الطريق تتحسر حظها التعس الذى جعلها عبدة فقيرة لبيت فقير !..لعنت جسدها المكتظ الذى تسبب فى فشلها باللحاق بقصور الاغنياء ..كان صوت الغناء ياتى من خلفها وهى تركض فى الطرقات حتى وصلت الساحة الكبرى ..كان منظر التفاح شهى لكن البائع مستيقظ لم تستطع الاقتراب كان ينظر اليها انه يعرفها مرت الى جواره سريعا ...كان عليها فى طريق العودة ان تعرج على الحظيرة مكان نومها لتتاكد من ان عملاتها المعدنية القليلة لم تفتضح ..كانت تلهث كل يوما تزداد فيه الفضة ولا تحلم فيه بالذهب بل بالعودة الى مارسليا من حيث اتت مضت ثمانى سنوات منذ ان بيعت وارسلت الى هنا ..ثمانى سنوات لم تنسى وجه امها الوحيدة لقد وعدتها بالعودة وعليها تنفيذ وعدها مهما كان الوقت المطلوب ..فى طريق الساحة عرجت على السيدة العجوز اخبرتها انها ستتسلل وتاتى اليها الليلة ...ملت مارسليا الانتظار وبخل سيدها كان عليها جمع المزيد من المال لم تعد تحب تلك المدينة ...لا انها لا تعلم حقا ان كانت تحبها فقط ام لا كل ما فكرت هو ان تعود مثلما كانت قبل ان تصبح عبده حره من جديد بلا سيد يطاع بلا خدمة ....هناك فى تلك الساحة وفى تلك الحانة ليلا عرفت اسكليبوس لاول مرة ...كان مثلها يخدم سيد بلا مال لكنها لم ترفض كانت تذهب لرؤيته لكنها لاتعرف ان كانت احبته حقا ام اعجبت انها عبدة وتحب اخر غير سيدها الذى تخدمه لا هو سالها ولا هى اجابت على نفسها يوما ...
كانت رائحة الانفاس الكريهة هى كل ما يعم السفينة ،اعتادها وتعلم كيف يحبها وكلما ارتفعت عرف ان ريس السفينة سيغادرها قريبا وسيحل اخر عوضا عنه ..ايضا هذا اعتاده منذ سنوات هناك من يسقطون فى قلب العواصف ولا يعودون بل يرسلون الاسماك لمن يتبقى لهم ...كان كل ما يحملونه هو السمك ولم يمتلكوا اكثر منه ..كان يهرب الى حانته والى مارسليا .كانت تتحدث عن مدينة اخرى بعيدة ..اخبرها ذات يوم انه سياخذها ويرحلون بعيدا الى حيث ما تريد ...كانت تضحك ..تضحك ولا تصدق ...انت ايها الصياد لن تفعلها ابدا ..كان يعلم انه لن يفعلها ..كان يخاف من الصيادين ..يريد الرحيل لكنه لم يستطع الهرب من لك الخوف ..لم يعرف سواهم لا يعرف مدينة اخرى ولا بحر اخر ..جزء منه كان يريد الرحيل معها ...كان يعدها دائما يفعل ..يغضب عندما يراها مع اخريين فى تلك الحانة ولكنها ارادت مدينتها وهولا يزال خائف ..يلمحها تجمع الحلقات الفضية وتخبئها وسط الروث ..من سيبحث هناك ...انها تعرف ما تريد بينما هو فلا...لقد ترك فى قارب ولسوف يبقى فيه ..هكذا اعتقد دائما عندما كان فتيا ...
ركض اصحاب الحانات يغلقون حوانيتهم ..اختفى السوق ..دهست الاحصنة وسط طين الارض يبحثون عن اللص ..قاتل اصحاب الحوانيت ..كان الليل حينما وجد صبى الحانة صاحبها قالوا ان الصبى فاعلها ساقوه الى السجان قالوا خذ القاتل ..كان الصبى غريب لم يعرفوه سوى وهو يصرخ من جلدات صاحب الحانة كان الصبى يصرخ ثم تعلم الصمت...عاد للصراخ حينما اكتشف جثة صاحبه ..صاحب الحانة ...
راقب الصياد الخوف الذى ظهر فى عيون الناس وهو مستلقى على سطح سفينتة كان يسمعهم يتحدثون عن مدينة جديدة اليها راحلون ..هل سيرحل عن هنا حقا؟!
لكنه وجد نفسه فى نهاية الصف الطويل يلبى اوامر ملكه هل سيترك الصيد ويصبح شرطى حارس من حراس المدينة !...لم يرد سوى الصيد لكنه لم يحب الرحيل الان كانت هناك المدينة ومارسليا ايضا ...سألته بخبث هل احببت ملابس الحرس الجديد ؟...لكنه ابدا لم يجاوبها من قبل تركها تبتسم له عرف حينها انها احبت ملابسه الجديدة لم تكن متسخة وذات رائحة مثلما كان بملابس الصيد لكنه اعترف لها انه اشتاق لرائحة السمك والبحر والى نكات الصيادين ...تعلم كيف يحب خمرها وكيف يصنعه ايضا !
كره تلك الملابس الجديدة كان يسعد بالمساء ليلقى بها عنه ويذهب بملابس الصياد القديمة الى حانته التى احبها وعلم ذلك !...هناك لمحه ريس سفينتة يرقص ويلتف معها ..يرقص وترقص معه ..مارسليا !..كان الصيادون هناك مع ريسهم يحتفلون بعودتهم للمدينة ...عاد الريس من جديد واقترب منها ..تراجع اسكليبوس يراقبهما من بعيد !ريس السفينة سيد البحر عاد اذن ؟...
لم تهرب من عيناه كانت ترقص وتواجه بعيناها بينما جلس فى نهاية الحانة يراقبهما ..قالت له نحن عبيد ..عبيد احضرونا الى هنا الى تلك المدينة التى لا نعرفها وقالوا لنا احبوها فاحببناها ولكننانظل عبيد يا اسكليبوس ..عبيد وفقراء اتفهم لسنا عبيد لسادة القوم بل لخدمهم ...لست من هنا بل من هناك وانت ايضا مثلى ..افعلها واجمع فضتك فنحن لا نحلم بذهب ربما مدينتى افضل من مدينتك ..ربما هناك تصبح صيادا ايضا هناك بحرا مثل الذى احببته هنا ...لكنه لم يستمع كان يراقب سيد البحر عندما اقسم لصديقه على قارعة الطريق ذلك اليوم انه سيقتله يوما لم يكن يعنيها ..اسكليبوس يحب السمك والنوم ومارسليا انه ليس قاتل هكذا قال صديقه الحداد ..حداد وصانع سيوف ايضا !قال انه يعلم نظره القاتل جيدا وهى ليست له ..كان يقترب منه ضاحكا انت تحب النوم يا صديقى والقاتل لا ينام ...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحطم قيود المراة العربية ؟
- عايدة لم يعد ما يحملنى على البقاء
- مارجريت لست فى انتظار الموت
- الخادمة المقدسة
- واين هم العرب يا استاذ افنان القاسم ؟
- نوال السعداوى لما كان كل هذا العناء؟
- اين نوال السعداوى؟
- هى عدوة هى
- داخل الاتون جدران المعبد 11
- داخل الاتون جدران المعبد 12
- داخل الاتون جدران المعبد 10
- داخل الاتون جدران المعبد 9
- داخل الاتون جدران المعبد 7
- داخل الاتون جدران المعبد 8
- داخل الاتون جدران المعبد6
- داخل الاتون جدران المعبد 4
- داخل الاتون جدران المعبد 5
- رجل كسارة البندق
- انتظار
- داخل الاتون جدران المعبد2


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - داخل الاتون جدران المعبد 13