أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن كم الماز - الفرد الشهيد














المزيد.....

الفرد الشهيد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 18:38
المحور: حقوق الانسان
    


إننا نعيش في عالم مات فيه الفرد أو يكاد , يتآمر كل شيء لقتله و خنقه و تدجينه و تحويله إلى مجرد رقم أو نسخة من صورة أو فكرة مسبقة عليه أن يتقمصها مجبرا , كل شيء في هذا العالم يتآمر للقضاء على استقلاله , على قدرته في أن ينتقد , أن يرفض , أن يفكر لنفسه أو يعيش لنفسه , إننا نعيش في عالم ينقسم بشراسة وفق حدود قومية - عرقية - دينية أو حتى تحت دينية ( طائفية و ما تحت طائفية ) , لا وجود للفرد إلا بما هو "جزء" من جماعة , ليس أمامه أي خيار آخر , الجميع ينكر عليه هذا الحق ... و مع سحق الفرد و فردانيته تنتصر ثقافة "الواجب" على "الحقوق" , "الواجب" تجاه "الجماعة" تحديدا , فلا وجود لأي شيء آخر واجب في عالم الجماعات المتحاربة , الأفراد هنا لا حقوق لهم , الحقوق ملك لجماعاتهم فقط , أما هم فلا يملكون شيئا , لا يملكون حتى أنفسهم , الجماعة لا تحتكر الحقوق فقط , بل إن الشرط الأساسي لحصولها على أية حقوق أو حتى لوجودها هو القضاء التام على حقوق الآفراد و وجودهم المستقل , خاصة أفرادها هي بالذات , شيء واحد يفترض بهذا "الفرد" أن يفعله : هو أن يكون عضوا بارا بجماعته , أن يؤدي ما عليه من "واجبات" تجاهها , أما هذا الواجب الأساسي الذي يلقى على كاهل هذا "الفرد" الممسوخ فهو القتل ( و الموت عند اللزوم ) في سبيل الجماعة .. حتى إذا فر الفرد من مصيره هذا , كما يفعل الهاربون إلى "النعيم" الأوروبي , فإن عليه أن يستمر بممارسة قتل الآخر سيكولوجيا , إنه الريموت كونترول الذي تستطيع الجماعة من خلاله أن تستمر باغتيال فرديته .. إننا أمام حروب مفتوحة على أبواب الجحيم , لا يمكن للجماعات أن توجد إلا في حالة حرب , لا معنى آخر لوجودها .. المعضلة الأخرى هي في محاولة تعريف أو فهم الجماعة نفسها .. غير صحيح أن الجماعة هي مجموع أفرادها .. ليست الجماعة القومية أو الدينية تشكيل أفقي أو لا مركزي , أو تشكيل يقوم على المساواة بين أفراده , إنها تشكيل هرمي مركزي بامتياز .. يتغير مركز الجماعة باستمرار , إنه مائع , لزج , تحدده ظروف تركز المال و السلطة و البنية الحالية لأجهزة القمع و مؤسسات خلق الرأي العام خاصة المؤسسة الدينية , و هي ظروف متغيرة باستمرار , لكن مركز الجماعة يتشكل عادة من ائتلاف المال و السلطة و أجهزة القمع و المؤسسة الدينية و حتى المثقفين أحيانا .. و هناك تقسيم واضح و صارم للعمل داخل هذه الجماعة , المركز يحصل على كل الامتيازات و المحيط ( الفرد الممسوخ , الذي انتزعت منه فرديته أو أناه ) هو الذي عليه أن يقوم بالواجبات المحددة تجاه جماعته , أن يقتل و يموت في سبيلها , و دائما : أن ينكر نفسه و وجوده لصالحها ... و بقدر ما ينكر الأفراد في المحيط فرديتهم و ذواتهم بقدر ما تتعزز فردية أولئك الذين يحتلون المركز .. الفرد هو "الشهيد" الحقيقي و الوحيد هنا , فرديته تحديدا , و الشرط الوحيد لأن يكتشفه الآخرون هو أن يكتشف هو نفسه أولا , الشرط الأول لعودته إلى الحياة هو أن يتوقف عن الموت في سبيل أي شيء إلا أناه و ذاته , الشرط الأول لولادته هو أن يعيد هو خلق نفسه , كما هو , و حتى يأتي ذلك اليوم يمكننا أيضا أن ننعي هذا الفرد كما يفعل الجميع اليوم ...



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين المشكلة في الثورة السورية اليوم ؟
- حوار مع الرفاق التروتسكيين المصريين عن الإخوان , الثورة المص ...
- حكاية ثورة
- ماذا تعني كلمة -حكم سني- ؟
- رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال
- فوضويون خطرون
- النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فري ...
- هاملت السوري - مشهد مسرحي يومي و تاريخي
- تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري


المزيد.....




- مجلس أوروبا: ألمانيا لا تفعل ما يكفي من أجل حقوق الإنسان
- واشنطن بوست: المجاعة تضرب غزة والكارثة أكبر إن لم تتوقف الحر ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن كم الماز - الفرد الشهيد