أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية















المزيد.....

رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية


جميل نادر البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يبدو ان مراكز صنع القرار في اميركا تعلموا الدرس من فشلهم المخزي في افغانستان والصومال والعراق عند تدخلهم العسكري المباشر في هاتين الدولتين، فادركوا ان من الضرورة بمكان تبديل الفلسفة التي تعتمد عليها الستراتيجيات التي تخص السيطرة والنيل من الاخرين.
كانت الاولوية ما يخص نشاطات التنظيمات الاسلامية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وحلول الاسلمة كخطر محل الخطرالشيوعي الذي كان يقض مضاجع الرأسمال العالمي.
وجد ان الطموحات الشمولية للاسلام فيها ما يقلق، فاصبح في مقدمة الاعداء، ووجب تحجيم وتامين جانبه والتخلص من وشروره، واي من الوسائل هي الاضمن نجاحا واقلها كلفة واكثر حقنا لدماء شبابهم.

ومن المؤكد ان دراسات معمقة في سيكولوجية المجتمعات المستهدفة وعلى طرائق تفكيرها قد اجريت بدعم من مقاديرهائلة من المعلومات الاستخبارية تراكمت لديهم فتوصلاوا الى استنتاجا تتلخص فيما يلي:

**العقيدة الاسلامية وهي تحمل بذرة دمارها ذاتيا ويمكن تفعيلها وبايدي اكثر المؤمنين بها والمخلصين لها.

فلتنفيذ سيناريو الدمار الشامل لمجتمعاتها وبالنتيجة لبلدانها وكنتيجة حتمية لمتطلبات هذا الزلزال المناطقي يتطلب مقادير هائلة من المعدات العسكرية والتي بدورها ستنصب في مصلحة الصناعة الحربية الغربية ، اما قوتها التدميرية ستكون بين الاخوة الاعداء انفسهم.

**تسويق الديمقراطية لهذ المجتمعات ستكون هي الاخرى اداة فعالة في خدمة العمود الاول في هذه الستراتيجية لعلمهم ان هذه الوصفة غريبة جدا على طبيعة الفرد المسلم كما للمجتنعات الاسلامية فستكون اداة فعالة في اسلمة المجتمع لان لللاسلاميين فرص اوسع لتبوء قيادة هذه المجتمعات وتنجح في تدميرها.

كانت هناك هواجس في هذا الاتجاه منذ السبعينات وقد استخدمت لاول مر ة في ايران حيث غدر بالشاه وكان يومها في البيت الابيض رجل يميل الى هذا المنهج لكنها لم تكن قد اكتملت، وما يدعم اجتهادنا هو استمرار الرجل في هذا النهج بعد خروجه من البيت الابيض حيث بارك انتخابات الاخوان المسلمين وشرعنت سلطتهم في السودان، والسودان في حريق دائم تابى نيرانه ىان تخمد حتى بعد انشطاره.

ثم وجدنا الرئيس كارتر يشرف على انتخابات حماس ويتبادل القبل مع قادتها مهنئا وحماس وتجربتها الديمقراطية في غنى عن التعريف.

فعندما وجد المخطط الامريكي فاعلية هذا العقار الذي جرب على ارض الواقع بنجاح بصعود الجمهورية الاسلامية الى واجهة المسرح الاسلامي وبطموحات لا حدود لها تاكد بهذا ان دولاب الخراب تحتاج عجلاته مزيدا من الدهون للاسراع في دورانها لتشتد الصراعات في كل بقاع العالم اينما وجد اثنين من المسلمين، ومعروفة بدايات حزب الله الديمقراطي حتى الثمالة التي يستمد روحها من ملالي قم والولي الفقيد قدس سره.
وهذه التجارب الناجحة بنتائجها في ايران وغزة ولبنان اغرت المخطط الامريكي خاصة والغربي عامة الى المجيء ببدعة الربيع العربي الذي لا يزال ازدهاره مستمرا وبنفس العنفوان الربيعي في التدمير.

فشرعت كل الابواب امام الاسلاميين الشيعة والسنة على السواء لتدمير العراق الذي كان مجتمعه يمثل الشريان النابض في المنطقة لنشر الحداثة والمعاصرة في المنطقة رغم السنين العجاف مع الديكتاتورية الغير الرشيدة التي اودت تجربتها البائسة بالخيط والعفصفور معا.

وكانت التجربة من انجح التجارب التي اشرفت على تنفيذها بدقة متناهية الادارة الاميركية حيث ادت الخطة المطلوب منها واكثر مما كان منتظرا منها في انهاء البلاد:
اجتماعيا فها هو الان ارض بلا شعب تسكنه مجاميع تتصارع فيما بينها ربما الى الابد وتحيله الى جحيم يحترق في اتونه الجميع.
تدمير ثقافي لا يمكن اصلاحه لاجيال قادمة هذا ان حصل تغيرما، علما انه ليست هناك من فرص لحدوث ذلك.
انهيار اقتصادي لا قيامة بعده.
نهب عام تمارسه كل القوى الاسلامية.
حرب اعلامية بين عشرات المحطات التفزيونية الفضائية.
كل هذا مشفوعا بنعمة ان الكل يكره الكل.

حروب في كل مكان هنا داعش وهناك عصابات مسلحة شيعية شيعية سنية سنية كردية كردية وكلها تتصارع فيما بينها للسيطرة على اكبر قطعة ارض من الوطن المعروض للبيع في اسواق النخاسة.

واخيرا برزت على السطح طوز خرماطوا بمساندة العصابات الشيعية وبنفس طوراني عثماني للانفراد بالاكراد الذين يقطر الامريكان قطرات الماء في حناجرهم كي لا يموتوا ولكنه لا يروي عطشهم كي يحيوا، وهل هناك ممارسة ديمقراطية ازهى من هذه.

كل هذا على يد زبائنها الاسلاميين الشيعة في المقدمة مع خونة السنة الذين اشترتهم المؤسسة الشيعية بذكاء وتحت ظل ديمقراطية متاسلمة.

كما شاهدنا ممارساتها يوم امس 26 ابريل 2016 على شاشات التلفزة كوصمة عار في جبين الديمقراطية نفسها ان صنفت هذه بالديمقراطية لانها بحق ثيوقراطية متزمة ومتازمة.
اذ ان جميع من في المبنى جاءت بهم المراجع الاسلامية بوسائل بعيدة كل البعد عن الاخلاق والشرف و الوطنية بوسائل دنيئة:
منها بقانون انتخابات على مقاسهم.
قانون اجزاب فاسد مقنن لخدمة الاسلاميين
فتاوي منحطة لنصرتهم.
مفوضية انتخابات تحت اشرافهم.
التهرب من اجراء احصاء سكاني.
صرف اموال طائلة وتوزيع اراض مسروقة من الدولة لشراء الانفس الرخيصة والساقطة اذ ليس بينهم صالحا لا من يسمى بالمعتصم ولا الموالي كل من على السفينة يلاحقه عار الخيانة لا يمكن ان ينتظر منهم الا الشر والدمار.

ويبدو ان السيد العبادي تتلمذ على يد رئيسه فجاء الى ما يسمى عهرا بمجلس النواب بقوات عسكرية وكلاب بوليسية ومجاميع عسكرية وبوليسية بملابس مدنية كي يطبق الديمقراطية بلباس دعوي اسلامي لتسويق حكومته المسخ والكل يعلم ما جرى.
وعندما تم تقييم هذه التجارب المذهلة بوصفتها السحرية بقدراتها التدميرية ، تقرر تعميم التجربة على معظم البادان التي كان فيها شيءا من الحداثة فبدا الحراك من تونس التي كانت ذات نكهة اجتماعية تقارب الحياة الغربية تقريبا فاحرقت، لكن لم تاخذ العملية ابعادها المرجوة حتى الان ثم تلتها مصر،هي الاخرى هناك بعض التعثر لكن الجهود مستمرة، ثم بوركت ليبيا بتطعيمها بجرعة ديمقراطية قاتلة كضربة محمد علي كلاي رضي الله عنه واريد من بركاتها ان تعمم تطعيم جيرانها بالحقن الضرورية التي يتطلبها دمارالمغرب العربي ومصر على السواء وها هي داعش تنتعش على ارضها والله اعلم كيف ستنتهي الامورهذا ان كان لها من نهاية.

فبعد تقييم هذه التطبيقات على الارض اريد تحليلها واستثمار نتائجها وتطويرها لتناسب الوضع السوري الذي وجد فيه بعض مقومات المناعة الذاتية، فاستعين بالحلفاء وعلى راسهم مملكة الدمار العام في جزيرة العرب، ثم امارة تصديراللقاحات الموزوية المطعمة بفايروسات الموت وان يتم التنفيذ والاشراف على يد السلطان العثماني.

فبسرعة البرق انتشرت المجاميع الاجرامية في كل بقعة من ارض سوريا وبمسيات كلها نابعة من العقيدة السمحاء من داعش وجبهة النصرة وجيش الاسلام واحرار الشام وجيش محمد وفتح الشام وفيلق عمر وخالد ومئات الصحابة الاجلاء هذا في الجبهة السنية اما الطرف الاخر فدخل حزب الله المعركة بكل ما له من دعم وتوجيه من الولي الفقيه ولحق في الموكب التنظيمات الشيعية المسلحة من العراق وباكستان وافغانستان ومن كل فج عميق ونيران سوريا تابى ان تخمد الى ما شاء الله.

ثم جاء الدور الى اليمن السعيد وها هو يعيش ابهى اعراسه في الديمقراطية ولا زالت الاحتفالا ت ومهرجانات الافراح الدائمة على اوجها وكرة النار تتسع لتشمل ما تبقى من بقع لم تنالها نعم وبركات وصفة كيف تموت وانت ديمقراطي
اسلامي وعلى بركة الله ورحمته الواسعة

ختاما لا بد من الاشادة بالعبقرية التي تمكنت من تحقيق كل هذا وهي لم تشارك في الاداء.. تحياتي.



#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللامعقول الذي تجري فصوله في العراق هو محاولة التحالف الشيعي ...
- رسالة عتاب الى ابناء وطني على ارض الرافدين ( العراق العزيز)
- جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟
- النموذج الايراني في التحرير واحياء الخلافة الاسلامية
- هل العبادي هو الحل ام انه المشكلة
- عودة الى مشكلة اللاجئين الى الغرب
- خصوصيات شعوب الشرق هي اكفانهم ومقدساتهم هي قبورهم
- تعقيب على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين الموسومة: الاسلام وا ...
- اين عقلاء الشيعة من ما يجري...ياقوم؟
- ليس هناك من ربيع دون ان نخلع الهتنا قبل حكامنا


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية