أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحولات فى صلب النهضة














المزيد.....

تحولات فى صلب النهضة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 06:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تتوالى تصريحات قياديى النهضة قُريب انعقاد مؤتمر الحزب فى مختلف وسائل الإعلام، وهى تصريحات مثيرة للجدل باعتبار أنها أظهرت هذه الشخصيات فى صورة جديدة تتقاطع مع ما يحمله جزء من التونسيين من تصورات وتمثلات حول النهضاويين. وقد رأى البعض فى هذه التصريحات دليلا آخرا على اتقان قياديى النهضة ازدواجية الخطاب، فى حين رأى البعض الآخر أن القياديين يعيشون أزمة هوية تجعلهم يغيرون المرجعيات بنسق متصاعد؛ فيستبدلون ابن تيمية وحسن البنا والقرضاوى...بابن خلدون والثعالبى وابن عاشور والسنوسى... فى محاولة لإثبات مدى قدرة الحزب على انغراسه فى خصوصية المجتمع التونسى. ولا يخفى أن تَونسة الحزب كانت من بين الشروط الأساسية للحصول على قبول مجتمعى عام.
يدافع قياديو النهضة عن «الدساترة البورقيبيين» مشيدين بالدور التاريخى الذى نهضوا به، وبعد أن كان هؤلاء أزلاما يجب إقصاؤهم صاروا الأخوة المقربين أصحاب الخبرات والكفاءات. وتطالب القيادات (لطفى زيتون والجزيرى والمكى والحمامى وغيرهم) بالمصالحة الشاملة مشيدين بقدرة أبناء الحركة على التجاوز والتسامح ونسيان جراح الماضى ومطالبين فى ذات الوقت، التونسيين بالانكباب على بناء تونس الغد والحفاظ على لحمة المجتمع.
ولئن كان تثمير الأموال ومضاعفة الممتلكات مسألة شخصية فإن البعض يؤاخذ القيادات التى ظهرت فى ثوب الأثرياء أصحاب الفنادق والشركات والفيللات الفخمة والسيارات واليخت... على هذا التغيير المفاجئ فى مستوى الهيئة والسلوك؛ مما يقيم الدليل على أن التغيير الذى أصاب القياديين تجاوز المرجعيات الدينية والمواقف من التجمعيين ورجال الأعمال وغيرهم من الذين ساهموا فى نهب البلاد ليتصل بنمط العيش وتصور الحياة ووضع الفرد وعلاقته بالمال: حب المال حبا جما. وبما أن بنية الشك صارت متأصلة فإن شرائح من التونسيين يرتابون فى مصدر هذه الثورة التى جمعها عدد من النهضاويين. ولا يتوانى بعضهم عن ربط مظاهر الثراء بملف الفساد. وما بروز بعض أسماء قياديى حزب النهضة كالغنوشى ولطفى زيتون... فى وثائق بنما إلا حجة فى نظر هؤلاء، على تورط فى ملفات فساد.
وبعد أن دعا بعض النهضاويين إلى قطع يد كل متورط فى قضية وثائق بنما وإعلان الحرب عليهم. وبعد أن صرح الغنوشى بأن ورود اسم محسن مرزوق (القيادى الندائى سابقا) فى هذه الوثائق من شأنه أن يغير المشهد السياسى التونسى، تغير الموقف فهدد قياديو النهضة الصحفيين الذين أذاعوا الخبر بمقاضاتهم وشككوا فى العمل الاستقصائى، بل ذهب الحمامى إلى استعادة سردية الضحية ليبرر أن فتح الشركات تحت مسميات مختلفة وفى بلدان متعددة كان إجراء مصيريا حتى يستطيع المناضلون البقاء ومقاومة نظام بن على.
***
إن ما يسترعى الانتباه فى هذه التغييرات التذبذب الطارئ على خطاب القيادات التى شكلت «النخبة» داخل حزب النهضة وهى لا تعبر بالضرورة عن خيارات عامة النهضاويين ومواقفهم من عدة مسائل، وهو أمر ساهم فى اتساع الفجوة بين هذه النخبة الراغبة فى تغيير العباءة أو الرداء أو القناع وتمزيق الحجب الهوية والجماعة المتمسكة بالتراث الفكرى الذى أسسته الحركة. ولا يتوقف الأمر عند هذه المسألة إذ اتسعت الفجوة بين القيادات والقواعد.
تبدو النهضة فى منزلة بين منزلتين أو فى موقع بَينِى معلقة بين السماء والأرض وهو أمر نقدر أن القيادات لم تختره بحرية وعن قناعة وتدبر بقدر ما كان إجراء فُرض على أتباع النهضة. فقد أجبرت السياسات الدولية وخاصة الموقف الأمريكى والتحولات الإقليمية النهضة على الاندماج والتأقلم والتنازل وإعادة النظر فى المسار والخطاب والهيئة و... فإما أن تتغير أو تنقرض سياسيا. ولا يمكن التغاضى عن الطموح السياسى والخيار البرغماتى اللذين دفعا بالقيادات إلى تبنى مسلك التغيير السريع.
ولكن السؤال المطروح: إلى أى مدى نجحت النهضة بعد كل هذه العمليات الجراحية التجميلية التى خضعت لها القيادات فى نيل مرضاة التونسيين؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية
- الإرهاب فى بعده المغاربى
- الجمعة الأسود
- أزمة إدارة الشأن الدينى
- فى علاقة الدين بالقانون
- احذروا غضب المواطنات
- فى الدعوة إلى المراجعات
- هندسة الفضاءات
- التعاطى الإعلامى «الذكورى» مع الإرهاب
- عين تشهد وعين تنكر
- تصريحات المرزوقى فى قطر مثيرة للجدل
- داعشيات
- حرب المواقع بين «رجال الدين»
- كسر أقفال المعرفة الدينية
- فى تمثّل دور رئيس الدولة
- تونس على محكّ الاختبار
- هل يمكن تشريك حزب النهضة فى الحكم؟
- هل «تمكن» حكومة «الصيد» النساء؟
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟
- السياسى العارض


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحولات فى صلب النهضة