أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي البدراوي - يوم كنا موظفين في وزارة الغتها (اصلاحات) رئيس الوزراء؟!!














المزيد.....

يوم كنا موظفين في وزارة الغتها (اصلاحات) رئيس الوزراء؟!!


علي البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 05:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام 2011 عُينت مع قرابة ثلثمائة شخص آخرين في وزارة حقوق الانسان، بعد أن أجريت لنا اختبارات مُكثفة أثبتنا خلالها مدى كفائاتنا لقبولنا في هذه الوزارة، ونجحنا بالفعل من بين الاف المتقدمين اليها.
حين دخولي الى دهاليز (وزارة حقوق الانسان) حال قبولي فيها مع نخبة من الكفاءات، كان وزيرها انذاك المهندس محمد شياع السوداني، حيث لم تكن أيام قلائل قد مضت على وجودنا فيها حتى رأينا أنفسنا نعمل كخلية نحل ليل نهار، كل في مجال اختصاصه لهدف سامٍ إسمه خدمة الشعب العراقي للكشف عن منتهكي حقوقه سواء على يد النظام الدكتاتوري او على يد الارهاب الاسود، وكل حسب اختصاصه.
أن شخصياً أنتجت خلال تواجدي في تلك الوزارة التي أسست في عام 2004 (24) اصدارا حملت اسمي وكان حصيلة جهد مضنٍ، خصصته للتأليف عن شتى المجالات المتعلقة بحقوق الانسان، طالما أن لي وزيراً يطبع ما أألفه..
حين كنت أسير بين الطوابق الثلاث للوزارة، حيث الدوائر المتفرعة عنها، أو حين ذهابي الى صرحها العملاق (المركز الوطني) أو الى دائرة رصد الاداء، أو مكاتب الوزارة في المحافظات، كنت أشاهدها وهي تضج بالعمل الدؤوب، والهدف هو ترسيخ ثقافة حقوق الانسان، وحل قضايا مجتمع مليء بالمشاكل، وكم كانت مساهمتنا بذلك.. اضافة الى نقطة جوهرية تتعلق بالانجاز الكبير الذي حققته كوادر الوزارة ذلك بالكشف عن عشرات المقابر الجماعية، التي خلفها للشعب العراقي النظام السابق، ومجاميع الارهاب الاجرامية، وآخرها عثور كوادرنا على رفات شهداء جريمة سبايكر المغدورين في منطقة القصور الرئاسية في تكريت.. والكشف عن رفات ضحايا الحرب العراقية الايرانية وكانوا بالمئات من كلا الجانبين.
تأخذني الذاكرة الى أننا في مثل هذه الأيام في وزارتنا الملغية، كنا نعدَ كعاملين في مركزها الاعلامي التقرير الاسبوعي المرفوع الی-;- المنظمات الدولية، وأولها الامم المتحدة عن انتهاكات عصابة داعش الارهابية بحق ابناء شعبنا.. كنا نبوب الانتهاكات في ذلك التقرير، حسب تصنيفاتها (الانتهاكات بحق الانسانية؛ الانتهاكات بحق الاثار والتراث؛ الانتهاكات بحق البيئة .. الخ) حيث كنا نقضي اسبوعا كاملا بالرصد ليلا ونهارا، لنرفعه بشكله الانيق التوثيقي المصور في مطلع الاسبوع الی-;- جهاتنا العليا، التي بدورها ترفعها مترجمة، الى المنظمات الدولية لتجيبها دوائرنا المختصة، علی-;- تساؤلاتها بل حتی-;- علی-;- اتهاماتها للحكومة ببعض الانتهاكات...
كما كنا بالوقت ذاته، ككوادر عاملة في تلك الوزارة، نتلقى دورات تدريبية مكثفة تعنى بحقوق الانسان يلقيها علينا زملاء لنا تلقوا تعليمهم الانساني من دورات متطورة ارسلتهم الدولة العراقية اليها في (استراليا، وبلدان اوربية واقليمية عديدة) وتصرف عليهم الاف الدولارات لتأهيلهم، لنتخرج منها، مشبعين بتلك الثقافة الراقية، ناقلين ما تعلمناه الى ابناء شعبنا عبر برامج تلفزيونية تعدها الوزارة، او افلام وثائقية او اصدارات او حتى في سلوكنا مع اسرنا ومحيطنا الذي تغير نحو الرقي الانساني بفضل ما استقيناه من تلك الدورات.
هذا اضافة الى التقارير الدورية التي كانت تصدرها ملاكات الوزارة، وتقارير الرصد والاداء عبر دائرتها، اضافة لتفقد السجون وأحول سجنائها، واستقاء الخبرة الكبيرة منها عبر دائرة السجون وغيرها..
كل ذلك تم شطبه بجرة قلم في شهر آب من العام الماضي، من قبل الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء، لاادري بمشورة من اصدر ذلك القرار، القاضي بحل وزارة حقوق الانسان بكل ملاكاتها وكفاءاتها وخبراتها وتشتيتهم الى حيث المجهول في (مفوضية حقوق الانسان) أو (وزارة العدل) الذين باتوا يقضون أيامهم فيها دون نتاج يذكر وبغير اختصاصاتهم مطلقاً.
عليكم أن تتصوروا، أن من حصل على شهادة حقوق الانسان العليا الـ(TOT) بات يقضي أيامه الحالية في احدى دوائر التسجيل العقاري في منطقته كموزع بريد أو ككاتب طابعة!.
ولكم أن تتصوروا تلك الملاكات الاخرى، المفعمة بروح العطاء لابناء وطنها تتشتت الان في دوائر لاعلاقة لهم بها، بمجرد أن الحكومة قد أوجدت لهم أماكن لانتشالهم من البطالة بعد حل وزارتهم.
وأخيراً أقول: ليرثي أبناء الشعب العراقي ومن بعده كتابه وباحثوه ومؤرخوه، وزارة رسخت لأول مرة في تاريخ العراق أسس ثقافة حقوق الانسان، ولو كمحاولة بسيطة تقدمها للاجيال القادمة كإرث عظيم يستفيدون منه، وليرثي أبناء هذا الشعب وأجياله مئات البحوث والدراسات والندوات والمؤتمرات والايفادات والخبرات والدورات والاهم من ذلك كله الارواح التي ازهقت فيها الحماسة جراء حل وزارتهم بداعي الاصلاحات...
تمت



#علي_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا جاءوا الينا؟ ..... لأنهم فلسطين ولأننا العراق!


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي البدراوي - يوم كنا موظفين في وزارة الغتها (اصلاحات) رئيس الوزراء؟!!